5 فوائد لممارسة التأمل

أنا لستُ معلماً للتأمل، ولا حتى من المتأملين المتحمسين جداً، لقد مارستُ التأمل مدة 20 دقيقة مرة واحدة في الأسبوع خلال العامين الماضيين، سيقول لك أي ممارس جاد للتأمل إنَّ هذا لا يكفي لتحقيق فوائد حقيقية، ولكنِّي لاحظتُ بعض الفوائد التي لا أستطيع أن أنسبها إلى أي شيء آخر، فأنا متأكد أنَّني سأحصل على مزيد من الفوائد إذا مارستُ التأمل بانتظام أكثر، ولكن هذا ما اكتسبته من ممارسة التأمل دون كثيرٍ من المواظبة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "مايك ريفز" (Mike Reeves)، ويُحدِّثنا فيه عن فوائد التأمل.

فوائد التأمل المعروفة:

كل شخص يعرف كثيراً عن التأمل يعلم أنَّه يساعد على تقليل الأفكار السلبية وزيادة الأفكار الإيجابية، إنَّه يدربك على الانتباه، ويخفض ضغط الدم ويقلل من عدم انتظام ضربات القلب ويعالج أعراض التوتر، كنتُ أعرف كل ذلك من البداية.

ما لم أتوقعه هو الفوائد التي سأتحدث عنها الآن، وتأتي هذه الفوائد من طبيعة التأمل ذاته، لذلك على الرغم من أنَّها ليست من بين أهداف ممارسي التأمل، غير أنَّها موجودة بطبيعة الحال. إليك:

5 فوائد لممارسة التأمل:

1. تعزيز القدرة على تحمُّل الرتابة:

التأمل عمل ممل، فأنت تجلس بلا حراك ولا تفكر في أي شيء، ومن ثم لا تجد أي متعة في ذلك، وهذا ما أرمي إليه، لقد استطعت بممارسة التأمل، ولو بطريقة غير منتظمة، تحسين قدرتي على تحمُّل الأمور غير الممتعة، وبتُ الآن قادراً على إنجاز المهام الرتيبة دون الشعور بالملل.

لن تدرك هذه الفائدة ما لم تعلم أنَّ إنجاز المهام الرتيبة عنصر أساسي لاكتساب الخبرة والنجاح، ومن ثم لا ينعم بهذه الفائدة سوى الأشخاص الذين يستمرون في ممارسة التأمل.

2. تحسين القدرة على البقاء ساكناً:

تتطلب معظم أشكال التأمل الجلوس ساكناً مدة من الزمن، لم أفعل ذلك مدة تزيد على نصف ساعة، ومع ذلك لا يستطيع كثير من الناس الجلوس بلا حراك تماماً مدة نصف ساعة.

عندما تجلس دون عصبية أو تململ، فإنَّك تُظهر رزانتك وقدرتك على ضبط نفسك، وأستطيع الآن بفضل ممارسة التأمل إظهار ثقتي بنفسي وقوة تركيزي، وهذا عنصر أساسي آخر للنجاح في الحياة.

شاهد بالفديو: كيف تحقق السلام الداخلي؟

3. التغلُّب على العواطف السلبية:

قبل عامين جاء دوري لقيادة مجموعة التأمل، ولكن لم يحضر أحد، فجلستُ وحيداً في مبنى كبير، وكنت آنذاك أخشى الوحدة لو كنتُ أفعل شيئاً آخر لاستطعت صرف انتباهي عن الخوف، ولكنِّي كنت أمارس التأمل، وفي أثناء ذلك انتابني الخوف تارة وتلاشى تارةً أخرى، وهكذا دواليك حتى انتهت الجلسة، لقد سار كل شيء على ما يرام ولم يُصبني أي مكروه.

في عطلة نهاية الأسبوع التالية، ذهبتُ إلى مؤتمرٍ للمهنيين، وكنتُ أكثر ثقة من أي وقت مضى، إذ تعاملت بارتياح مع أشخاص لم أكن أعرفهم وتحدثت إليهم بسهولة، لقد تعلمتُ من التعايش مع الخوف أنَّني أستطيع التغلب عليه، وقد غيَّر ذلك ثقتي بنفسي.

إنَّ عدم الانسياق وراء عواطفك وعدم الحاجة إلى صرف انتباهك عنها سيجعلك أكثر نجاحاً؛ لأنَّك تتمتع بقدر أكبر من التحكم في ردود أفعالك تجاه المواقف التي تخشاها.

إقرأ أيضاً: أثر قبول عواطفك السلبية على صحتك النفسية

4. التخلص من الأفكار السلبية:

تتطلب معظم أشكال التأمل التخلي عن الأفكار المتطفلة، وصرف انتباهك عنها عمداً، عندما تتدرَّب على ذلك مدة من الزمن؛ فإنَّك تبني قدرتك العقلية للتخلي عن فكرة ما إذا لم تكن تحتاج إليها في ذلك الوقت.

تأتي الأفكار المتطفلة كثيراً، ومن هذه الأفكار إحساسك بالافتقار إلى المهارات اللازمة، والرغبة في القيام بأشياء تعرف أنَّها مؤذية، أو مجرد أفكار عشوائية لا تحقق أي شيء، وتخطر على بالك هذه الأفكار عندما تحاول إكمال مهمة هامة، ولكنَّها ليست بالضرورة ممتعة، وعندما تحاول النوم، وعندما تتخذ القرارات.

يتيح لك التأمل التخلص من هذه الأفكار والعودة إلى ما كنت تفعله.

إقرأ أيضاً: كيف تتجنب دخول الأفكار السلبية إلى عقلك؟

5. الإحساس بالذات الصامتة:

من الصعب الكتابة عن هذه الفائدة، وأنا رجل يحب الكلام، وأعرِّف نفسي غالباً بالأشياء التي أعرفها والأشياء التي يمكنني فعلها بأفكاري وكلماتي، وأحد الأشياء التي واجهت صعوبة فيها عند ممارسة التأمل هو الخوف من أنَّني إذا تخليت عن الكلمات، فقد لا أكون موجوداً بعد الآن.

لكن اتضح أنَّني موجود، فثمة شيء يدور في ذهني حتى عندما لا أتكلم، وبممارسة التأمل، أصبحتُ أكثر وعياً بتلك الذات، ويبدو أنَّها أكثر هدوءاً وأقوى من تلك التي تثرثر طوال الوقت، ونظراً لأنَّني أستطيع التصرف بناء على تلك الذات؛ أصبحتُ أكثر مصداقية في قراراتي وأفعالي وتفاعلاتي مع الأشخاص من حولي.

في الختام:

ليس عليك ممارسة أعلى مستوى من التأمل للحصول على هذه الفوائد، ولست مضطراً للقيام بذلك ساعة يومياً مدة 20 عاماً (ستكون بالتأكيد شخصاً رائعاً إذا فعلت ذلك، لكنَّك لست مضطراً).

هذا يعني أنَّك تستطيع البدء بخطوات صغيرة ويمكنك أن تبدأ بالجلوس بلا حراك مدة خمس دقائق في اليوم، أو 20 دقيقة مرة واحدة في الأسبوع، والتخلص برفق من كل ما يخطر ببالك دون أن تلوم ذاتك، وقد يكون من المفيد التركيز على شيء ما، مثل: العد من 1 إلى 10 مراراً وتكراراً (عندما تصل إلى 11 تعرف أنَّك فقدتَ التركيز)، والتحديق في بقعة على الأرض، وتخيَّل نفَسك تدخل وتخرج من جسمك، وأي شيء يناسبك.

إنَّه ممل، ويبدو أنَّ كل أنواع العواطف تظهر وتتلاشى دون أي نتيجة، ولكن في الواقع النتائج التي يحققها التأمل تدريجياً باهرة وتوصلك إلى النجاح في الحياة.




مقالات مرتبطة