5 فوائد لليوغا يمكنها تغيير حياتنا
حين يفكِّر العديد من الأشخاص في اليوغا، يُخيَّل إليهم دوماً منظرُ شخصٍ تبدو عليه ملامح الزهد وهو مستلقٍ على الأرض، ولا يخطر في بال أحد أن يتخيَّل مديراً تنفيذياً يمارسها ليتخلَّص من مشكلة الأرق التي تواجهه، أو طالبةً جامعيَّةً تمارس التأمُّل من أجل التركيز على الوعي الذهني واليقظة، والحقيقة أنَّ اليوغا تقدِّم لنا فوائد أكثرَ ممَّا يظنُّ أيٌّ منَّا.
لقد وُثِّقَت العديد من فوائدها على الصحة الجسدية على مرِّ السنين، كالتقليل من التوتُّر والقلق والإرهاق وزيادة القدرة على التركيز ورفع مستوى الطاقة لدى الشخص وتعزيز مشاعر الهدوء والسلامة لديه، إضافة إلى موجةٍ جديدةٍ من الأبحاث في وقتنا الحالي التي تشير إلى أهمية اليوغا في جوانب أخرى من حياتنا.
سنعرض فيما يأتي خمسةَ أسباب مفاجئة ومُقنِعة تدفعُنا جميعاً للبدء بهذه المُمارَسة القديمة وإدخالها في حياتنا:
1. المساعدة في علاج بعض الأمراض النفسية:
يجب الأخذ في الحسبان أنَّه ما زال علينا إجراء العديد من الأبحاث؛ لأنَّ الدراسات الموجودة صغيرة ومحدودة في هذا المجال، لكن قد وُجِدَت بعض النتائج الشائقة التي تشير إلى إمكانية مساعدة اليوغا في علاج الأمراض النفسية كما في حالة الفُصام مثلاً عندما يُستَعان باليوغا إلى جانب العلاج الدوائي، والاكتئاب، واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط؛ ولا يعني ذلك الاستغناء عن الأدوية المُضادة للاكتئاب وإنَّما يُعَدُّ بدايةً مشجِّعة.
2. المساعدة في الحصول على مزيد من النوم وتحسين نوعيَّته:
وجد الباحثون أنَّ الأشخاص الذين يُعانون الأرق قد شهِدوا تحسُّناً ملحوظاً في مُعدَّل نومهم ونوعيته بعد ممارستهم لليوغا يومياً لمدة ثمانية أسابيع؛ إذ تُتيح لنا اليوغا الاسترخاء وتخفف من توترنا وتساعدنا على عيش اللحظة الحالية، ويُعَدُّ جميعُ ما سبق بالغَ الأهمية حين نحاول النوم ليلةً كاملةً دون انقطاع، ومع معاناة معظم الناس من قلة النوم مرة واحدة أسبوعياً على الأقل، ينبغي أن تكون المعلومات السابقة سبباً كافياً للبدء بممارسة اليوغا على الفور.
شاهد بالفديو: 12 وسيلة فعالة للرعاية الذاتية لا يمكنك العيش دونها
3. زيادة نشاط الجسم وحيويته:
وجدت الدراسات أنَّ ممارسة ساعة واحدة من اليوغا يومياً لمدة 12 أسبوعاً تساعد على الحفاظ على صحة الجسم وزيادة مرونته ورشاقته.
4. خسارة الوزن الزائد:
على الرَّغم من أنَّ اليوغا لا ترفع من مُعدَّل ضربات القلب، إلَّا أنَّها تمرِّن عضلات الجسم، وتعتمد شدةُ التمرينات على نوع اليوغا الذي نمارسه؛ إذ نجد ثلاثة أنواع لليوغا: البسيطة، والساخنة، ويوغا "سويتي بيكرام" (sweaty Bikram)، وقد تساعد اليوغا أيضاً على الحدِّ من العادات الناجمة عن اضطراب نَهَم الطعام، وذلك وفقاً لأحد الأبحاث المنشورة في مجلَّة كواليتيتف هيلث ريسيرتش (Qualitative Health Research) الطبية.
لقد أظهرَت الدراسة التي تضمَّنت النساء اللواتي يُمارسن اليوغا منزلياً انخفاضَ الإفراط في الطعام والنَّهَم لديهنَّ خلال 12 أسبوعاً من ممارسة اليوغا، إضافة إلى انخفاض مُعدَّل تناول الطعام الكُلي لديهنَّ، كما ذكرَت مجلَّة التيرنيتيف ميديسن (Alternative Medicine) نتيجةً أخرى مثيرة للاهتمام تتجلَّى بخسارة الرجال الذين يعانون زيادة الوزن والذين مارسوا اليوغا وتمرينات التنفُّس يومياً ما يُقارب 1.8 كيلو غراماً خلال 10 أيام.
5. زيادة حجم الدماغ:
تُعَدُّ اليوغا طريقة عظيمةً لزيادة اليقظة والوعي، لكن وُجدَت علاقة بين ممارستها وزيادة حجم الدماغ؛ فقد رصدَت دراسة أمريكية معتمدة التصوير بالرنين المغناطيسي وجودَ زيادة إجمالية في المادة الرمادية في الدماغ وحجم الدماغ عموماً لدى المُشاركين الذين مارسوا اليوغا بانتظام، وذلك مقارنةً مع حجم الدماغ لدى الأشخاص الذين لا يمارسونها.
كما أظهرَت الأبحاث السريرية أيضاً أنَّ الدعاء مع التأمُّل يمكن أن يحسِّن من القدرة المعرفية والصحة الإدراكية لدى الإنسان؛ إذ وجدَت الدراسة أنَّ ممارسة اليوغا مع الألحان لمدة 12 دقيقة يومياً فقط يخفِّض من مستوى التوتر ويزيد النشاط في مناطق الدماغ الأساسية للذاكرة، ممَّا يفيد للغاية في الوقاية من الخرَف ومرض ألزهايمر.