5 فوائد لتدوين يوميات الامتنان

تفيد تجارب الأفراد السعداء والناجحين في الحياة بضرورة كتابة يوميات الامتنان؛ أي أن يدوِّن المرء بمذكرته النعم التي يشعر بالامتنان حيالها عوضاً عن تدوين جميع تفاصيل يومه.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدونة "ماي فام" (Mai Pham)، وتُحدِّثنا فيه عن تجربتها الشخصية في كتابة يوميات الامتنان.

قد يتساءل بعض الأشخاص عن علاقة هذه اليوميات بتحقيق الأحلام والأهداف بالحياة، وعن الغاية من التدوين على وجه الخصوص، ولماذا لا يكفي مجرَّد التفكير بالجوانب الطيبة في الحياة اليومية.

اعتدتُ أن أطرح نفس التساؤلات فيما مضى، وأستخفُّ بفكرة تدوين يوميات الامتنان، كما واجهت صعوبة في الالتزام، فتراني أتوقف عن التدوين بعد عدة أيام وأنسى الأمر تماماً، وهو ما يفسِّر عدم نجاح محاولاتي في إحداث تغييرات إيجابية في حياتي، ثمَّ قرَّرت في إحدى المرات أن ألتزم بكتابتها التزاماً كاملاً لكي أختبر التجربة بنفسي، وأكتشف أهميتها في تحقيق النجاح، وبعد مضي 30 يوماً، تحسَّنت حياتي كثيراً، وأصبح تدوين يوميات الامتنان جزءاً أساسياً لا يسعني الاستغناء عنه أبداً.

أقدِّم فيما يأتي 5 فوائد لتدوين يوميات الامتنان وفقاً لتجربتي الشخصية:

1. التركيز على الجوانب الطيِّبة في الحياة:

يميل الإنسان إلى إفراط التفكير بالمشاعر السلبية التي تكدِّر عيشه وتزعجه، لكنَّك عندما تكتب عن الأمور المبهجة، ستنسى حزنك، وتنشغل بمشاعر التفاؤل والإيجابية.

اعتدتُ أن أغضب، وأستاء، وأحزن بسبب بعض المسائل، وكنت أواجه صعوبة في تجاوز هذه الحالة المزاجية حتى بعد زوال أسبابها وعودة الأمور إلى نصابها الصحيح، لكن ساعدني تدوين الأحداث الطيبة في حياتي على التخلص من هذه المشاعر المؤذية، ومع أنِّي نسيت مذكرات الامتنان التي دونتها في اليوم الأول، فإنَّ مشاعر السعادة والحماسة تغمرني بمجرد قراءتها مجدداً، وتَسكُن همومي وأحزاني نتيجة ذلك.

2. استعادة السكينة والسلام الداخليَين:

ساعدني تدوين الجوانب المُرضية في حياتي على استعادة اتزاني ورباطة جأشي وسيطرتي على الأفكار والمشاعر المؤذية، وهذه النتيجة طبيعية؛ لأنَّ التركيز على جوانب الخير في الحياة يبعث الهدوء والسكينة في النفس الإنسانية، ويزيد من مشاعر التقدير والامتنان في الحياة، وعند هذه المرحلة نعود إلى تدوين مشاعر الامتنان في المذكرة، وتتكرَّر حلقة السعادة والسكينة من جديد مرة بعد أخرى إلى ما لا نهاية.

شاهد بالفيديو: 5 طرق للعيش بحالة من الامتنان كل يوم

3. زيادة مستويات السعادة:

أصبحتُ أكثر سعادةً بعد تدويني يوميات الامتنان، ولأنَّ السعادة مُعدية؛ أصبح الناس من حولي أكثر ابتهاجاً وإشراقاً من ذي قبل.

ازدادت شعبيتي بين الناس، وبات الجميع يتوق إلى صحبتي وقضاء الوقت معي؛ لأنِّي أنشر البهجة والأمل أينما حللت، وهذا طبيعي لأنَّ الإنسان يميل بطبعه إلى رفقة أشخاص مرحين ومفعمين بالطاقة، ويتجنب المكتئبين وكثيري الشكوى.

4. زيادة الثقة بالنفس:

ترتبط الثقة بالنفس بممارسة الامتنان بخلاف ما يظنُّه بعض الناس؛ لأنَّ الامتنان يحدُّ من نزعة الفرد لمقارنة نفسه مع الآخرين، ويحفِّزه على خوض التجارب التي ما كان يجرؤ على المضي فيها سابقاً لأنَّه بات يأمل خيراً الآن.

لطالما أزعجتني الدهون المتراكمة في منطقة البطن، وقلَّلت من ثقتي بنفسي، لكنِّي تصالحت مع الأمر وتقبَّلت مظهري عندما غيَّرتُ وجهة نظري وحمدتُ الله على نعمة الجسد السليم والقوي الذي يساعدني على اتباع شغفي في الحياة.

إقرأ أيضاً: 6 أسرار تمنحك الثقة بالنفس

5. تعزيز احترام الذات:

اعتدتُ فيما مضى أن أرفع سقف طموحاتي، وأكلِّف نفسي ما يتجاوز قدرتها، وتراني أعمل بجد حتى الإنهاك، وأخفق بمسعاي في غالب الأحيان، وعندها كنت أقسو على نفسي وأفرط في توبيخها ولومها على الفشل الذي نزل بي.

أطاح هذا النقد الذاتي المتكرِّر بمشاعر التقدير تجاه نفسي، وجعلني أدور بحلقة مُفرغة مكوَّنة من ثلاث مراحل متعاقبة: وضع أهداف غير منطقية، والفشل، وتوبيخ نفسي، ثمَّ محاولة تعويض الخسائر عبر وضع أهداف أكثر صعوبة من ذي قبل، وهكذا دواليك.

ساعدتني يوميات الامتنان على التغلب على المشكلات آنفة الذكر، وبتُّ أفهم نفسي وأعي قدراتي ورغباتي، وأحترم جسدي وذاتي، وأخصِّص الوقت اللازم للاعتناء بها وتقديرها، وبالنتيجة أصبحت شخصاً متفائلاً؛ وذلك ما أدَّى إلى زيادة إنتاجيتي.

إقرأ أيضاً: احترام الذات: ما أهميته؟ وكيف يمكن زيادته؟

في الختام:

كانت الأفكار السلبية فيما مضى صاحبة القرار في حياتي، وكنت بدوري غير عابئة بمسؤوليتي تجاه نفسي ولا مُدركة لقدرتي على إيقاف تأثير العقلية السلبية والأفكار الهدَّامة.

ساعدتني يوميات الامتنان على تغيير وجهة نظري تجاه جوانب حياتي، وتقدير الفرص التي يهبني إيَّاها الكون يومياً، كنعمة الحياة، فصرت أستمتع بكل لحظة منها، وبناءً على ما سبق أنصحك بالابتسام حالما تستيقظ في الصباح عبر تذكُّر الأحداث الطيبة التي جرت في اليوم السابق، والامتنان لكل ما يحدث في حياتك، لا بد أن تعيش يوماً مبهجاً ومثمراً عندما تبدأ صباحك بالبهجة والأمل بالخير.

يجب أن تتولَّى مسؤولية حياتك، وتتخذ قراراً حاسماً بتحقيق أقصى فائدة ومتعة ممكنة من كل يوم، وأن تبدأ بتدوين يوميات الامتنان في أقرب وقت ممكن.




مقالات مرتبطة