5 عثرات يجب على الرؤساء التنفيذيين تجنبها لإحراز النجاح

النمو السريع مرغوبٌ بشدة ويصعب التعامل معه. بعيداً عن العناوين التي تتحدث عن جولات التمويل والموظفين اللامعين والقوائم التي تستعرض أفضل الشركات، تشهد الشركات الناشئة غالباً فوضى عارمة، وإذا لم تعمل في شركة من قبل، فلا يمكن لومك لأنَّك لا تعرف كيف تسير الأمور.



قد يبدأ يوم عادي بأحداث مدمرة كأن يترك شركتك عميل مهم أو أن يحصل أحد أفضل المبرمجين لديك على فرصة عمل في شركة "فيسبوك" (Facebook) أو أن يخبرك المدير المالي الخاص بك أنَّ دفعة التمويل الأخيرة لدينا تنفد، مما يترك لك خمسة أشهر لتنقذ شركتك.

كما قد يخبرك مدير الموارد البشرية أنَّ مدير المبيعات صاحب أعلى معدل إنتاجية لديك يؤثر سلباً في الثقافة التنظيمية من خلال ازدراء منتجات الشركة وزملائه في قسم التسويق علناً، وأنَّ عمليات الشركة وبروتوكولاتها سيئة التوثيق، وأحياناً غير موجودة والأوصاف الوظيفية تتغير بين عشية وضحاها، وأنَّ إثارة تفاعل الموظفين عن بُعد أصبح تحدياً صعباً.

ومع ذلك، لا يمكنك التوظيف بالسرعة الكافية أو الحصول على عدد كافٍ من المرشحين من ذوي الخبرة العالية، والصحافة تثير ضجة عن دعم المشاهير والمستثمرين على منصة "تويتر" (Twitter)، وفي هذه الأثناء، يشك هؤلاء المستثمرون فيك في اجتماعات مجلس الإدارة، ويبخسون أسهمك المالية قيمتها؛ بل ويتجرؤون على مناقشة ترشيح رئيس تنفيذي محترف ليحل محلك.

باختصار، الأمور تجري بسرعة كبيرة جداً، فربما اخترت المنتج الذي يلائم السوق، لكنَّ المنافسة تشتد، ويبدو أنَّ نموَّك السريع يمكن أن يتراجع في وقت لاحق من العام دون خطط تمويل استراتيجية ومع قلة التعاقدات الإدارية الرئيسة التي أمَّنتها، فأنت لم تحذو حذو كبار الشركات.

بصفتك مؤسِّساً، فقد أجريت الكثير من المكالمات اللازمة حتى الآن، لكنَّك تحب بناء الأشياء، وليس التعامل مع العمليات أو الأشخاص المشهورين، لقد تعاملت مع التعقيد من قبل، ولكن يبدو أنَّ هذا الوضع يضايقك مؤخراً.

مع دخول الشركة في مرحلة صعبة يجب أن تصبح أكثر وعياً وتركيزاً، وغالباً ما تكون نصائح المنتورز وأصحاب رؤوس المال متضاربة أو غير منطقية؛ لذلك غالباً ما تضطر إلى اكتشافها بنفسك في أثناء عملية تطوُّرك.

إليك العثرات الخمس الرئيسة التي يجب تجنُّبها في طريق النجاح:

1. التراخي:

افهم مهمتك وقيمك بوضوحٍ وتذكَّرها دائماً قبل أن تصب كل طاقتك ومواردك في التوسع.

يؤدي النجاح غالباً إلى التراخي، الأمر الذي يؤدي إلى الفشل؛ لذا احرص على تطبيق رسائلك وقيمك في كل عملية تواصل وأن تُعامل كل من يعمل في شركتك وحولك معاملةً متساوية، وإلا، فإنَّ النجاح سيدمِّر كل شيء ويجعلك تنسى من أنت وإلى أين أنت ذاهب، بالإضافة إلى الانتقاص من قيمة أي "وصفة خاصة" اتبعها فريقك حتى وصل إلى ما وصل إليه.

إقرأ أيضاً: ما هو الحزم ولماذا هو هام؟

2. عدم تعيين مديرين وكوتشز محترفين:

مع نضوج شركتك، تحتاج إلى سياسات وإجراءات أكثر صرامة لتمكين الأشخاص الجدد من الانضمام بفعالية والاطلاع بسرعة على كيفية سير العمل، أما بالنسبة للكوتشينغ، فلم يعد مخصصاً للمديرين التنفيذيين فقط، وإذا كان الموظفون لا يشعرون أنَّك تهتم بهم حقاً وتريدهم أن يقوموا بعمل جيد كمحترفين وبشر، فسوف ينتقلون ويغادرون إلى أماكن أكثر منفعة.

3. التردد في التوظيف والفصل بسرعة:

العديد من المؤسسين إما بطيئون جداً في التوظيف أو في فصل الموظفين غير الأكفاء، ويفتقدون فلسفة التوظيف الواضحة والعمليات اللازمة لإعداد وتدريب الموظفين الجدد تدريباً صحيحاً؛ لذا اختيار أصحاب المهارات المناسبة أمر مهم، ولكن قد يكون اختيار أشخاص ملائمين للثقافة وإمكان النجاح والرغبة في النجاح بالأهمية نفسها إن لم يكن أكثر؛ لذا اختبر المرشحين للوظيفة وفقاً لذلك من خلال العلامات السلوكية وقدرتهم على الانسجام في المقابلات، بدلاً من مجرد التحقق من قوائم المهارات والخبرات؛ أي بمجرد دخولهم، اخلق ظروفاً ممتازة للموظفين الجدد للنجاح.

أولئك الذين لا يستجيبون من خلال تحقيق نتائج رائعة قد لا ينتمون إلى فريقك أو إلى شركتك؛ لذا قَيِّم بسرعة وتحرك بسرعة لإعادة تعيينهم في فريق آخر أو السماح لهم بالرحيل؛ حيث تعدُّ السرعة والجودة أمراً بالغ الأهمية في العمل، كما أنَّ المزيج الصحيح من المواهب في فريقك يعني الكثير من أجل تحقيق السرعة وجودة العمل واتخاذ القرار.

شاهد بالفيديو: 6 مهارات يبحث عنها أصحاب العمل عند اختيار الموظفين

4. عدم الاهتمام بموظفيك:

عامل موظفيك على أنَّهم ثمينون، وسوف يعاملون عملائك وبعضهم بعضاً بالطريقة نفسها.

لا توجد تقنية سحرية أو كلمات ذكية لتعزيز التعاون بين الموظفين والحفاظ عليه إذا لم تغرسه غرساً أساسياً فيهم وتُظهر بانتظام الرعاية من أجل السلامة الشخصية والمهنية لموظفيك؛ وذلك من خلال تهيئة الظروف المناسبة لنجاحهم، فإذا قمت بتهيئة ظروف ممتازة للموظفين لكي يزدهروا، فإنَّ الغالبية العظمى ستقوم بعمل رائع وتحقق إنتاجيةً عاليةً وولاءً، فلا تنسَ مَن أنت أو من أين أتيت، كما يجب عليك ألا تعيِّن أشخاصاً لا منفعة منهم أو تتعامل مع أصحاب الأداء العالي وذوي الأداء الأقل تعاملاً مختلفاً، أو تخاطر بمغادرة أفضل الأشخاص لديك.

إقرأ أيضاً: 6 أساليب لمكافأة الموظفين وإظهار التقدير لهم

5. عدم الاهتمام بالتعلم والتطور:

تحدَّ نفسك باستمرار وساعد موظفيك على النمو معك ومع شركتك مالياً ومهنياً وروحياً وذلك على الصعيدَين الشخصي والمهني.

التعلم والتطوير المستمر ليسا مجرد أداة للاحتفاظ بالموظفين؛ بل أسلوب حياة لكل من المؤسسين الناجحين وأفضل الفرق من أجل التحسين والنمو باستمرار والشعور بأنَّهم جزء من شيء أكبر منهم؛ هذا لا يعني فقط تعليمهم البرمجة أو كيف يصبحون مديرين، ولكن أيضاً تدريبهم على فهم أنفسهم والآخرين، وأن يصبحوا أكثر تعاطفاً وفعالية في التواصل مع المدربين والقادة.

هناك العديد من المغريات على طول الطريق لبناء شركة كبيرة ومربحة وتوسيع نطاقها، بما في ذلك جميع أنواع التجارب والمغامرات غير المتوافقة مع مهمتك وقيمك.

ستحدد قدرتك على توضيح مهمتك وقيمك والحفاظ عليها، وتمكين موظفيك والثقة بهم للقيام بأفضل عمل في حياتهم معك، وتعيين الأشخاص المناسبين واتباع العمليات المناسبة؛ ما إذا كنت ستنشئ شركة ناجحة.

تأكد من الاستمتاع بكل لحظة وتخصيص الوقت لتقدير النتائج، بينما تستمر في النمو وترى نتائج جهودك.




مقالات مرتبطة