5 طرق يُحسِّن فيها التأمُّل علاقتك العاطفية

سألني كثيرٌ من أصدقائي طوال العامين الماضيين عمَّا يمكنهم فعله لتحسين علاقاتهم العاطفية، وبالطبع كانوا يتوقعون مني أن أُقدِّم لهم النصائح نفسها التي يقدِّمها أيُّ شخص آخر؛ مثل أن أقول له: "اشترِ لها هدية لطيفة، وأخبرها أنَّها جميلة، واقضِ مزيداً من الوقت معها"، في حين أنَّ هذه الاقتراحات قد تكون مفيدة، إلَّا أنَّهم عادة ما يُفاجَؤون قليلاً حين أخبرهم بأنَّهم ربَّما يحتاجون إلى ممارسة التأمُّل بانتظام لتحسين علاقتهم.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "إرين فالكونر" (Erin Falconer)، وتتحدَّث فيه عن أثر التأمُّل الإيجابي في العلاقات العاطفية.

لم يتوقَّع أيٌّ من الأشخاص الذين تحدثت معهم هذه الإجابة، وهو دليل كافٍ على أنَّ معظم الناس لا يدركون الرابط الوطيد بين التأمُّل والعلاقات السعيدة؛ إذ يسمع معظم الناس عن التأمُّل، ولديهم فكرة تقريبية عنه، في حين يُعِدُّه بعض الأشخاص ممارسة لا طائل منها، كما أنَّ التأمُّل ليس فقط ذا فوائد علمية كثيرة تُحسِّن صحتك وتخفف التوتر؛ بل أيضاً لديه القدرة على تغيير علاقاتك، وبعد الاطلاع على الطرائق الخمس الآتية التي يحسِّن فيها التأمُّل علاقتك، ستدرك أنَّ الراحة النفسية تفيد علاقتك أكثر من شراء هدايا باهظة الثمن.

إليك فيما يأتي طرائق يُحسِّن فيها التأمُّل علاقتك العاطفية:

1. يُنمِّي التأمُّل قدرتك على تفادي الجدال:

أكثر ما يشتكي منه الرجال والنساء المرتبطون عاطفياً هي أنَّهم سئموا الجدال وتعبوا منه؛ ففي النهاية يريد الجميع الاستمتاع بعلاقة متناغمة وسعيدة دون مشكلات أو ضغوطات، والشيء المدهش في التأمُّل هو أنَّه يعلمك الهدوء والاسترخاء في المواقف العصيبة، والجدال مع أحبائك هو بالطبع موقف مرهق يساعد التأمُّل على معاملته، كما يساعدك على مراقبة سلوكك وسلوك شريكك بوعي؛ ما يتيح لكما تفادي الجدالات قبل أن تنشأ، وينتقل الأشخاص الذين ليس لديهم هذا المستوى من الوعي من جدال إلى آخر دون معرفة كيف كان بإمكانهم تفادي المشكلات.

2. يعلمك التأمُّل كيفية معاملة المشكلات بصبر:

ماذا لو بذلت قصارى جهدك لتفادي الجدال، لكنَّ الخلاف بينك وبين شريكك أكبر من أن تتجاهله؟ في هذه الحالة يعلِّمك التأمُّل معاملة المشكلات بصبر واسترخاء تام؛ إذ يتَّبع معظم الناس أسلوباً انفعالياً ودفاعياً كلَّما واجهوا قليلاً من المشكلات في علاقتهم، ولكن يضمن التأمُّل أن تبقى هادئاً وتتصرف بحكمة من دون الحاجة إلى أن تأخذ موقفاً دفاعياً أو حتى عدوانياً؛ فمن خلال جلسات التأمُّل المنتظمة ستتعلم تقبُّل الوضع الحالي وتحسينه بطريقة واعية.

شاهد بالفيديو: 7 فوائد للمشي التأملي

3. يجعلك التأمُّل على دراية أكبر باحتياجات شريكك ورغباته:

يصف كثير من الناس حالتهم في أثناء التأمُّل بأنَّها صحوة واعية، وقد فقد كثير من الناس في مجتمعنا المتقلِّب القدرة على إدراك رغباتهم واحتياجاتهم، فيندفع الجميع دون معرفة الأسباب وراء ما يفعلون، كما يُعلِّمك التأمُّل أن تغوص داخل نفسك وتكتشف احتياجاتك ورغباتك الحقيقية، وبمجرد أن تتمكن من إدراك احتياجاتك ورغباتك؛ يصبح من السهل جداً التعرُّف إلى احتياجات الآخرين ورغباتهم، وهذا حتماً يُحسِّن علاقتك، وتصل في النهاية إلى حالة ذهنية واعية تتعجب فيها من جميع الأزواج الآخرين من حولك، وكيف يمكن أن يكونوا جاهلين للغاية، وعاجزين عن إدراك رغبات شركائهم واحتياجاتهم على الرَّغم من أنَّها واضحة جداً.

4. يضمن التأمُّل علاقة طويلة ومُرضية:

التأمُّل له فوائد صحية لا حصر لها، فهو يقلل ضغط الدم، ويمنع أمراض القلب، ويطيل العمر، وإن كنت ترغب في الاستمتاع بعلاقة طويلة ومُرضية مع حب حياتك، لن ترغب في الإصابة بنوبة قلبية في منتصف الأربعينيات، ويتيح لك التأمُّل - لا سيَّما إن أقنعت شريكك بممارسته أيضاً - الاستمتاع بعلاقة طويلة وسعيدة من دون القلق بشأن صحتك؛ وهذا لا يعني أنَّ التأمُّل يُغني عن النظام الغذائي الصحي والفحوصات المنتظمة مع الطبيب؛ بل كل ما أريد قوله إنَّ له القدرة المثبتة علمياً لجعل حياتك أطول وأفضل؛ ما ينعكس مباشرة على علاقتك.

إقرأ أيضاً: انفوغرافيك: كيف تتأمل يومياً وتجعل من يقظة عقلك عادة يومية

5. سعادتك المتزايدة مُعدية:

هل تعلم أنَّ التأمُّل يمكن أن يجعلك أكثر سعادة؟ قد لا يصدِّق بعضهم ذلك؛ لكنَّني أعرف من تجربتي الخاصة أنَّ التأمُّل لمدة تقل عن عشر دقائق في اليوم لديه القدرة على تحسين مزاجك، والأفضل من ذلك هو أنَّ السعادة أمرٌ مُعدٍ، وإذا كان التأمُّل لبضع دقائق في اليوم لديه القدرة على تحويلك من شخص غاضب إلى شخص سعيد؛ فسوف يلحظ شريكك هذا التحول، ومستوى سعادتك المتزايد يجعل من المستحيل تقريباً على شريكك ألا يصبح أكثر سعادة، والنتيجة الحتمية لهذا التفاعل هي علاقة سعيدة ومُرضية.




مقالات مرتبطة