5 طرق للمحافظة على اللياقة الذهنية

تُعَدُّ اللياقة الذهنية الجيدة جزءاً هامَّاً من رحلة سعينا إلى الشعور بالرضى والارتياح؛ إذ ينبغي لنا العمل على تطوير أذهاننا يومياً لنتمكَّن من بناء عقلية قوية.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب والمدوِّن "توم سورهانوس" (Tom Sorhannus)، ويحدِّثنا فيه عن أفضل الطرائق لتحفيز العقل وتطوير اللياقة الذهنية.

تتعاظم اليوم صورة الإنسان بوصفه كياناً شاملاً؛ إذ يُدرِك مزيد من الأشخاص كلَّ يوم أنَّ الإنسان ليس عبارةً عن جسدٍ فحسب، بل يُبنى من عدَّة أجزاء أخرى تتمتَّع جميعها بذات الأهمية، إلَّا أنَّنا نصبُّ تركيزنا على ثلاثة أجزاء أساسية، وهي: الجسد، والعقل، والروح.

فتحتاج هذه الأجزاء الثلاثة جميعاً إلى التحفيز لكي نشعر بالارتياح؛ إذ تتضمَّن التمرينات الجسدية تدريب الجسد والعضلات، في حين يُعَدُّ التأمُّل مثالاً لتمرينات الروح، لكنَّنا سنتحدَّث في هذا المقال عن تمرينات العقل وكيفية تطوير وتعزيز لياقتنا الذهنية، ورغم تركيزنا على اللياقة الذهنية فقط، فإنَّها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالأجزاء البشرية الأخرى التي تحدَّثنا عنها، ولعلَّ ممارسةَ التمرينات ذات التأثير الكُلِّي أفضلُ طريقة للتدرُّب على تطوير العقلية، كما أنَّها ستؤدي في النهاية إلى تطوير كامل الأجزاء الإنسانية.

سأعرض لكم فيما يأتي بعض التمرينات التي وجدتُها ناجحةً جداً:

1. القراءة:

إنَّ القراءة أول ما يتبادر إلى أذهاننا حين نتحدَّث عن تنشيط العقل وتحفيزه، ولا يُشترَط بنا أن نقرأ الكتب حصراً كي نحفِّز العقل، وإنَّما فكرة القراءة عموماً هي ما تنشِّط الدماغ الإنساني، بالإضافة إلى تحسين اللغة وتطوير مفرداتها، ممَّا يطوِّر الجانب البشري داخلنا وينمِّيه، فيصبح الإنسان قادراً على فهم واستيعاب نصوصٍ أعمق وأوسع نطاقاً، وهذا يتطلَّب منَّا طبعاً قراءة نصوص نستطيع استخلاص فائدةٍ وحكمةٍ منها، فلكلٍّ منَّا مستوىً مُعيَّن لقدراته على القراءة والفهم؛ لذا علينا تعميق هذه القدرات كي نتمكَّن من تطوير قراءتنا ثمَّ أذهاننا.

إقرأ أيضاً: فوائد القراءة

2. التنزُّه مشياً أو الجلوس في سكون:

أُقِرُّ شخصياً بأنَّ المشي في الطبيعة يساعدني على تنشيط عقلي، ويحفِّز التفكير الإبداعي لديَّ؛ إذ يمنحنا التنزُّه خارجاً فرصةً لاستنشاق الهواء النقي والتعرُّف إلى الطبيعة وجميع ما يُحيط بنا، كما أنَّه يزيد من كمية الأوكسجين التي نستنشقها، وهذا يطوِّر من يقظة العقل وقدرتنا على الرؤية الواضحة.

يمكن للهدوء والسكينة بأشكالها المختلفة أن تعودَ علينا بفوائد عظمية كونَها تمنح العقل فرصةً للاسترخاء؛ إذ يحتاج الدماغ إلى وقتٍ للراحة والهدوء كي يتمكَّن من العمل بصورة سليمة، وربَّما يكون الاحتراق النفسي والذهني أكثر شيوعاً في يومنا هذا من الإجهاد الجسدي.

3. حلُّ الكلمات المتقاطعة ولعب الشطرنج وما شابهها:

توجد أشياء تحفِّزنا على استخدام العقل لمعرفة حلولها، ومن أمثلتها حل الكلمات المتقاطعة ولعب الشطرنج، بالإضافة إلى عدة أمور أخرى تساهم في تنشيط عقولنا من خلال تحفيزها بهذه الطريقة، كالتحديات الحسابية الرياضية وغيرها، كما أنَّ استكشاف تدريبات وخُطط وطرائق رياضية جديدة هي مثال آخر عن ذلك، والذي كنت أتَّبعُه شخصياً من خلال كوتشينغ كرة القدم.

شاهد بالفديو: تمرينات ذهنية مسلية ومناسبة للجميع

4. التحفيز بالألوان:

تُعَدُّ الألوان أيضاً مخفِّزاتٍ قوية للدماغ؛ إذ يمكن استخدام ألوان قوية لجذب انتباه العقل، ونستطيع ملاحظة ذلك في الإعلانات التي نراها على الإنترنت؛ إذ يُبرِز المُعلِنون الكلمات الأكثر أهمية، ويشدِّدون عليها بكتابتها بألوان لافتة للنظر، كما يَسعَدُ معظم الأشخاص في الأماكن والبيئات التي تحتوي على ألوان زاهية، فربَّما تصنع باقة من الأزهار فرقاً كبيراً.

5. التفكير قبل التصرُّف:

نحنُ دوماً في مواجهة مواقف مختلفة في الحياة، وغالباً ما نتصرَّف فيها بصورة تلقائية وعفويَّة، فإن كان أمراً يؤدي إلى تغييرٍ ما، فإنَّ ردَّ فعلِنا الفوري المباشر سيكون الرفض والمُمانعة، وهذا ما يُدعَى برد الفعل الغريزي أو الفِطري، لكنَّنا أيضاً بصفتنا بشراً نمتلك القدرة على التفكير مليَّاً قبل اتخاذ أي قرار.

لذا من الأفضل لنا التفكير ملياً عندما نتعرَّض لموقف ما، والبحث عن الأسباب التي تدفعنا للرفض في ذلك الموقف، والأشياء الجيدة التي يمكن استخلاصُها منه؛ إذ لا ينبغي لنا التقليل من شأن غرائزنا وأحاسيسنا، لكنَّنا نستطيع الحصول على نتائج أفضل من خلال دمجها مع التفكير العميق، ويمكننا بعد ذلك تطوير أذهاننا من خلال جعل التفكير قبل اتخاذ القرارات عادة دائمة.

المصدر




مقالات مرتبطة