5 طرق لغرس الأمل فيك وتحسين صحتك

ربما تركَنا عدم اليقين بما سيحمله المستقبل بعد جائحة كورونا (COVID-19) وآثارها طويلة الأمد مع شيء بسيط من الأمل.



تقول "ديانا بريشر" (Diana Brecher)، الحاصلة على درجة الدكتوراه في علم النفس السريري والباحثة في "جامعة رايرسون" في "تورنتو" (Ryerson University): "من الشائع جداً أنَّه عندما نواجه تحدياتٍ متفاوتة الصعوبة فيما يتعلق بالشؤون المالية والصحة وأسلوب الحياة والعلاقات والعيش في ظل جائحة كورونا (COVID-19)، علينا أن نتعمَّق أكثر ونعمل بجدية أكبر للعثور على ما يمدنا بالأمل".

على الرغم من أنَّ الأمل قد يبدو بعيد المنال، إلا أنَّ الأبحاث تُظهِر أنَّه يمكِن أن يكون للأمل والتفاؤل أثر إيجابي في صحتك الذهنية والجسدية، ووفقاً لدراسة أُجرِيَت عام 2019، وجد الباحثون ارتباط التفاؤل على وجه التحديد بإطالة معدل العمر بنسبة 11% - %15 وباحتمالات أكبر للعيش حتى سن 85 عاماً أو أكثر.

تقول "كلوديا تروديل فيتزجيرالد" (Claudia Trudel-Fitzgerald)، عالمة النفس السريري والأستاذة الدكتورة في كلية "تي إتش تشان للصحة العامة في جامعة هارفارد" (at Harvard T.H. Chan School of Public Health): "تشير الأبحاث إلى أنَّ الأفراد الأكثر تفاؤلاً يتقدمون في السن وهم بصحة أفضل، ويعيشون لفترة أطول، ويقل لديهم احتمال الإصابة بأمراض مزمنة لا سيَّما أمراض القلب والأوعية الدموية".

وتضيف أنَّ الأشخاص المتفائلين هم أكثر مشاركةً في النشاط البدني واتِّباع نظام غذائي صحي، كما أنَّهم أقل عُرضةً للتدخين، مما يساهم بدوره في تحسين صحتهم بمرور الوقت.

تتابع "تروديل فيتزجيرالد" (Trudel-Fitzgerald) قائلةً: "يوجد أيضاً دليل على ارتباط التفاؤل بانخفاض مخاطر ارتفاع ضغط الدم والبدانة، ومن ثمَّ تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة والوفيات المبكرة في وقت لاحق".

صحيح أنَّه من الأفضل لك أن تكون أكثر تفاؤلاً، لكنَّ إيجاد طرائق لغرس الأمل قد تبدو مَهمةً صعبةً، ومع ذلك، يقول الخبيرون: إنَّ النصائح الخمس التالية يمكِن أن تساعدك على الاستفادة من الجانب الإيجابي من الحياة:

1. استلِم زمام السيطرة:

يصف عالِم النفس الشهير الراحل "شين جيه لوبيز" (Shane J. Lopez) الأمل بأنَّه "الإيمان بأنَّ المستقبل سيكون أفضل من الحاضر، والاعتقاد أنَّ لديك القدرة على تحقيق هذه الرؤية".

تقول "بريشر" (Brecher): "يدل هذا إلى حد ما على أنَّنا نتحكَّم بما سيحدث، فمثلاً خلال جائحة كورونا (COVID-19) ليس بوسعنا التحكُّم تحكُّماً تاماً بما يحدث لنا كإمكان وجود اللقاح ومدى تناسبه لنا أو انتقال العدوى إلينا، ولكن في المقابل توجد أشياء تقع تحت نطاق سيطرتنا".

صحيح أنَّ مشاعر اليأس حقيقيةٌ، ولكن يُعَدُّ التفكير فيما هو ضمن نطاق سيطرتك والذي يمكِن أن يكون له أثر إيجابي في نفسك والآخرين طريقةً جيدةً للتغلُّب على هذه المشاعر، وتتابع "بريشر" (Brecher) قائلةً: "يكون بعض الأشخاص مبادرين، فمثلاً يساعدون جيرانهم أو يقدِّمون الدعم للأشخاص الذين يعانون، مما يمنحهم مزيداً من التفاؤل نتيجة قدرتهم على اتخاذ الإجراءات بدلاً من أن يعتصرهم الشعور بأنَّهم عالقون في مكانهم ويخشون أنَّ أوضاعهم  لن تتحسن أبداً".

إقرأ أيضاً: 7 طرق هامة لإتقان عملية اتخاذ القرار

2. ابحث عن الأخبار الجيدة والجوانب المشرقة من الأمور:

عندما تواجهنا مواقف صعبةً، فإنَّنا نتذكَّر الطريقة التي تغلَّبنا فيها على تحديات مماثلة سابقاً، ومع ذلك، فإنَّ تطبيق هذه الاستراتيجية صعبٌ؛ وذلك لأنَّ هذه الجائحة فريدةٌ من نوعها؛ حيث تقول "بريشر" (Brecher): "تتمثل إحدى طرائق الحفاظ على تفاؤلنا في الوقت الحاضر في تركيز انتباهنا على النصف المليء من الكأس مثل: تطوير اللقاح، ومحاولة تحاشي سماع الأخبار السلبية التي تمطرنا بها وسائل الإعلام عندما يتفاقم شعورنا بالضعف أو القلق أو الحزن؛ لذا من الأفضل لنا عدم مشاهدة التلفزيون أو قراءة الجريدة لبضعة أيام للحفاظ على صحتنا الذهنية"، يمكِن أن تمنحنا ملاحظة التغييرات الحسنة التي نجمَت عن الجائحة الإيجابية والمرونة أيضاً.

تقول "بريشر" (Brecher): "ربما يعود النشاط البدني للشخص عند ممارسة المشي يومياً، أو إعادة التواصل مع الأصدقاء القدامى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو قضاء المزيد من الوقت مع أطفالنا، أو إعداد وجبات الطعام في المنزل بانتظام".

3. عوِّد نفسك على الامتنان:

تقول "تروديل فيتزجيرالد" (Trudel-Fitzgerald) مستندةً إلى الأبحاث: إنَّك سواء كنتَ من الأشخاص الذين يكتبون ما يجعلهم ممتنين أم يعددون نِعَم ربهم عليهم، يمكِن أن تزيد معاملة الناس بلطف في كثير من الأحيان والتعبير عن الامتنان من مستويات السعادة وتعزز التفاؤل من خلال تذكير أنفسنا بأنَّ الشمس ستشرق بَعْد ليلٍ طويل.

توافقها "بريشر" (Brecher) الرأي، وتشير إلى أنَّ البشر ميَّالون بالفطرة إلى أن يكونوا سلبيين؛ مما يجعل الإيجابية أمراً صعباً في بعض الأحيان، تقول "بريشر" (Brecher): "إنَّ أدمغتنا مجبولةٌ على أن تجعلنا متناغمين حقاً مع المخاطر والمجازفات والمشكلات؛ وذلك لأنَّها أساس بقائنا؛ ولذلك نحن ماهرون في ملاحظة الخطر المحدق، ولكن يتطلب الأمر المزيد من الجهد المدروس لملاحظة الأشياء التي تمنحنا السعادة والأشياء التي تُشعرنا بالامتنان".

يتطلب الشعور بالامتنان تصرفاً مدروساً وليس استجابةً غريزيةً؛ لذا تقترح "بريشر" (Brecher) أن تسأل نفسك الأسئلة التالية كي تشعر بالامتنان:

  • ما الأشياء الجيدة التي حدثَت اليوم؟
  • ما كان دوري في حدوث تلك الأشياء الجيدة؟
  • علام تدل مشاركتي في حدوث تلك الأشياء الجيدة؟

تقول "بريشر" (Brecher): "كلما مارستَ ذلك أكثر، أصبح من السهل ملاحظة الأشياء الجيدة في كل يوم، وستستطيع إيجاد التوازن بين السلبية والإيجابية".

شاهد بالفيديو: 6 نصائح لتحقيق الامتنان في حياتك

4. ألقِ اللوم على الحظ العاثر:

يُعرِّف أستاذ علم النفس في جامعة "بنسلفانيا" (Pennsylvania)، "مارتن سيليغمان" (Martin Seligman) في كتابه "التفاؤل المكتَسب" (Learned Optimism)، التفاؤلَ بأنَّه: أسلوب توضيحي يستخدمه الناس لفهم سبب حدوث الأشياء الجيدة والسيئة، ويقول فيه: إنَّ في إمكان المتشائمين تعلُّم أن يكونوا متفائلين من خلال إعادة التفكير في كيفية تفاعلهم مع الشدائد.

على سبيل المثال: أشار "سيليغمان" (Seligman) إلى أنَّ المتفائلين يميلون إلى الاعتقاد أنَّ الأحداث السلبية مؤقَّتةٌ ويضعون اللوم على أسباب خارج إرادتهم، بينما يشير المتشائمون إلى الأسباب الدائمة التي أحدثوها بأنفسهم، وإضافة إلى ذلك، عندما يفشل المتفائلون، يرون الفشل في جانب واحد فقط وينهضون من جديد، بينما يعتقد المتشائمون أنَّ الفشل في مجال واحد من مجالات الحياة يعني الفشل في مجالاتها جميعاً.

تقول "بريشر" (Brecher): " إذا حدث خطأ ما ورأيتَه على أنَّه خطؤك، فسوف تكون أقل تفاؤلاً، ولكن إذا رأيتَ أنَّه نتيجة حظ سيئ، فمن المرجح أن تتعافى، وكذلك الأمر إذا رأيتَ أنَّه ظرف طارئ أكثر من كونه حالة عامة، فمن المحتمل أن تقول: سوف أنساه وأمضي قُدماً".

إقرأ أيضاً: أربع استراتيجيات لتغيير حظك بشكل كامل

5. تذكَّر اللحظات السعيدة:

يمكِن أن يمنحك التخطيط للأنشطة الآمنة التي يمكِنك فعلها بمجرد السيطرة على جائحة كورونا (COVID-19) شيئاً لتتطلع إليه، تقول "تروديل فيتزجيرالد" (Trudel-Fitzgerald): "يمكِن للشخص مثلاً أن يتخيل اللقاءات السعيدة مع الأصدقاء المقرَّبين أو أفراد الأسرة في مكان جميل، ويبدأ بالتفكير في التفاصيل مثل الضيوف والمكان والموسيقى وما إلى ذلك".

إنَّ الإيمان بأنَّ الجائحة لن تمنعنا دائماً من رؤية الأشخاص الذين نحبهم والمشاركة في أنشطتنا المفضَّلة، قد يكون أكثر الأفكار الباعثة على التفاؤل على الإطلاق.

المصدر




مقالات مرتبطة