5 طرق بسيطة لزيادة تركيزك في العمل

مهلاً قبل أن تبدأ القراءة، هل أنت بكامل تركيزك؟ للأسف، ربَّما لست كذلك.

تشير الدراسات في جامعة كاليفورنيا (University of California) إلى أنَّ قدرتنا على التركيز قد انخفضت إلى حدٍّ كبيرٍ خلال العقد الماضي، لا سيَّما في العمل، ويبدو أنَّ التكنولوجيا هي السبب الرئيس لذلك، لكن هل نحتاج حقاً إلى الدراسات لتخبرنا أنَّنا نعاني فقدانَ التركيز؟ بالنسبة إلي لا؛ فقد عانيت تشتُّتَ التركيز لفترة طويلة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "بن فيشل" (Ben Fishel)، ويُقدِّم لنا فيه خمسة طرائق لزيادة تركيزنا في أثناء العمل.

كوني كاتباً مستقلاً، وأحد أبناء جيل الألفية كان لديَّ كلُّ ما أحتاج إليه من وقتٍ في اليوم لإنجاز ما أريده؛ لكنَّني أيضاً كنت محاطاً بوابلٍ من وسائل الترفيه التي تحول دون إنجازي مهامي على الفور، وكنت دائماً مشتَّت الذهن؛ بسبب الملهيات القادرة بسهولة على تحويل 4 ساعات من العمل إلى 8، ولحظت أنَّني دائماً ما أقصِّرُ في المشاريع، وأبقى مستيقظاً لوقت متأخِّرٍ محاولاً إنهاء مهامٍ كان من الممكن الانتهاء منها قبل موعد الغداء.

لكن في مرحلةٍ ما قررَّتُ أنَّني لن أعيش على هذا النحو بعد الآن، ولا أذكر بالضبط متى اتخذتُ هذا القرار أو لماذا فعلت ذلك، ربَّما عثرتُ على مقال مشابه لهذا المقال، وبذلتُ جهداً كافياً لتطبيق النصيحة، ومن خلال التجربة وارتكاب الأخطاء تمكَّنتُ من تحسين قدرتي على التركيز إلى حدٍّ كبيرٍ في غضون أشهر.

لقد تغلَّبتُ على هذه المشكلة، وأنت أيضاً قادر على ذلك؛ إذ من السهل التدرُّب على ما تعلمته عن التركيز، وكان تحسُّن تركيزي ثمرة أمرين: تنظيم روتيني لتقليل المشتتات الحسية، وتعزيز قدرتي على التركيز لتقليل المشتتات العاطفية.

المشتتات الحسية مثل إشعارات تطبيق "فيسبوك" (Facebook) في أثناء العمل، والمشتتات العاطفية مثل القلق أو الخوف أو التوتر أو الغضب التي تُعَدُّ من أكبر العقبات التي تمنعنا من التركيز.

شاهد بالفيديو: كيف تصل إلى التركيز وسط جميع الإلهاءات

إليك خمس طرائق تساعدك على زيادة قدرتك على التركيز في العمل: والتخلص من هذه المشتتات:

1. تذكير نفسك بالمكافآت والعواقب:

من المفيد العودة إلى أساسيات التحفيز والتفكير في المكافآت والعقوبات، إلا أنَّ معظمنا ينسى سبب قيامنا بالأشياء يومياً؛ وهذا يجعل أذهاننا سهلة التشتت، فإن كان عقلك مركِّزاً على سبب قيامك بالعمل؛ أي على المكافأة سواء كانت الوصول إلى هدف أكبر، أم إعالة عائلتك، أم الحصول على ترقية في الشركة، أم السفر في نهاية العام؛ فستحافظ على مستوى اندفاعك عالياً بما يكفي لمنعك من التأثُّر بالملهيات البسيطة، كما يمكن أن يكون التعزيز السلبي المتمثل في تذكُّر العواقب أكثر فاعلية في كثير من الأحيان.

ماذا سيحدث إذا لم تنتهِ من المهمة في الوقت المحدد؟ هل ستفقد القدرة على قضاء الوقت مع عائلتك؟ هل سيلغي ذلك فرصة حصولك على ترقية؟ هل سيتعين عليك التخلي عن الخروج مع الأصدقاء؟

اكتب قائمتين منفصلتين بكل من المكافآت والعواقب، واحتفظ بهما على جانبي مكتبك.

2. تعيين أوقات محددة للبريد الإلكتروني، والرسائل النصية، ووسائل التواصل الاجتماعي:

هذه الأدوات الثلاثة هي أكبر مضيعة للوقت في حياتك، وللأسف يمكنك استخدامها جميعاً مباشرة من جهاز الكمبيوتر الخاص بك؛ لذا إن كنت تريد أن تكون منتجاً في العمل عليك تعيين أوقات محددة لاستخدامها، ومن الأفضل تفقُّد البريد الإلكتروني في الصباح؛ مثلاً بين الساعة 9:30 و10:00 صباحاً، وبعد الظهر بين الساعة 4 و4:30 مساء.

في حين يجب استخدام المراسلة ووسائل التواصل الاجتماعي باعتدال؛ أي ما لا يزيد عن 20 دقيقة لكلِّ يوم عمل، وامنح نفسك فاصلاً زمنياً يناسبك خلال ذلك، أمَّا خارج ذلك؛ ففعِّل وضع الطيران في هاتفك، وأغلق حساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي، أو ألغِ تفعيل خاصية الإشعارات منها.

إقرأ أيضاً: 5 مشاكل تسببها وسائل التواصل الاجتماعي

3. استخدام تطبيقات الويب لإبقائك على المسار الصحيح:

توجد العشرات من تطبيقات الويب التي تساعد على زيادة الإنتاجية ويمكنها أن تُحدِث فارقاً كبيراً في عاداتك.

ابحث عموماً عن ثلاثة أنواع:

إقرأ أيضاً: أفضل 5 تطبيقات لزيادة الإنتاجية

4. تقوية التركيز بالتمرينات:

التأمُّل هو أسرع طريقة لتعزيز قدرتك على التركيز، وتشير الأبحاث إلى أنَّ الأمر يستغرق أقلَّ من 8 أسابيع لتحقيق نتائج ملحوظة، ومع ذلك ثمَّة طرائق أخرى لزيادة انتباهك، وفيما يأتي بعض الطرائق العملية لتحسين تركيزك:

  • ممارسة اليقظة الذهنية خلال اليوم.
  • حفظ الحقائق أو الاقتباسات.
  • تمرين / تمديد جسمك.
  • الاستحمام بالماء البارد.
  • قراءة الكتب المعقَّدة.

تذكَّر أنَّ الأمر تدريجيٌّ، ويتطلب وقتاً مثل بناء عضلات الجسد، ولا يجدر بك أن تجهد نفسك؛ فالهدف هو زيادة المرونة العقلية.

5. الاستماع إلى النوع المناسب من الموسيقى:

لقد أُثبِتَ أنَّ الموسيقى فعالة جداً في زيادة الإنتاجية في مكان العمل، وهذا أمر رائع؛ إذ يسهل الاستماع إلى الموسيقى في شتى المهن والوظائف، ولكن من الهام توضيح أنَّنا لا نتحدث عن أيِّ نوع من الموسيقى؛ فبعض أنواع الموسيقى أفضل للطاقة أو التركيز، وبعضها الآخر للإبداع، أمَّا بالنسبة إلى المهام المتكررة التي لا تتطلب كثيراً من الإدراك؛ فتحتاج موسيقى إيجابية وإيقاعية، أمَّا إن كنت ترغب في تعزيز إبداعك، فابتعد عن الأغاني التي تحتوي على كلمات؛ إذ يحاول عقلك غريزياً فهمها، وهذا يستنزف طاقة إضافية، وللتركيز تريد شيئاً متكرراً، دون كثيرٍ من التقلبات في الإيقاع.

إقرأ أيضاً: 7 طرق يؤثر بها مكتبك في إنتاجيتك

في الختام:

نظراً لأنَّ التكنولوجيا تجعل انتباهك سهل التشتُّت؛ ستصبح القدرة على التركيز إحدى الميزات المهنية ذات القيمة المتزايدة، كما أنَّ التركيز لا يتطلب شخصاً عبقرياً؛ بل فقط شخصاً على استعداد للتركيز على الممارسات الروتينية والمتسقة؛ لذا طبِّق الطرائق المذكورة آنفاً، وستبدأ بملاحظة ارتفاع مستوى تركيزك في العمل تدريجياً.




مقالات مرتبطة