5 دروس في الإنتاجية يستطيع المديرون تعلمها من أفلام الزومبي
على جزيرة تسمى هيسبانيولا (Hispaniola)، حدث أمر غيَّر شكل الوحوش إلى الأبد، فمنذ مئات السنين، نُقِلَ العبيد من إفريقيا إلى داخل جمهورية هايتي (Haiti)، حيث أُجبِروا على العمل الشاق في المزارع.
تقول الخرافات: إنَّ هؤلاء العبيد كانوا زعماء أتباع مذهب الفودو، وعندما مات أحدهم، حشد الآخرون القوى الشريرة لإرجاع الناس من الموت، وهو ما يقودنا إلى أصل كلمة زومبي (Zombie)، والتي تعني إعادة إحياء الأموات بوسائل سحرية، والآن يبقى السؤال الهام: "هل الزومبي حقيقيون؟".
لا يزال السفر عبر الزمن خرافةً، ومن الصعب تَتَبُّع تاريخ الزومبي حتى بعد التعمق في أعماقهم الغامضة والمشؤومة إلى حدٍّ ما، ولكن إذا كنتَ جاداً في اكتشاف المزيد، فما عليك سوى مشاهدة الفيلم الوثائقي "نهاية عالم الزومبي" (Zombie Apocalypse) لتشعر بالرعب والخوف.
بصفتك مدير مشروع، يمكِنك الاستفادة من بعض الدروس لزيادة الإنتاجية في أثناء مشاهدة أفلام الزومبي المثيرة، لكنَّ النجاح يتطلب الكثير من التخطيط ومهارات العمل الجماعي؛ حيث لا يستطيع المرء أن يعمل بمفرده.
نُقدِّم لك فيما يلي بعض دروس الإنتاجية المستفادة من أفلام الزومبي:
1. وضع أفضل الخطط والاحتفاظ بخطَّة احتياطيَّة جاهزة:
بين الشعبية الهائلة التي لا يمكِن تفسيرها لمسلسل الموتى السائرون (The Walking Dead) وأفلام الزومبي الرائجة مثل حرب الزومبي العالمية (World War Z)، بلغ هوس الزومبي لدينا ذروته، وأحد أفضل الأمور التي يمكِنك تعلُّمها من أفلام الزومبي هو أنَّ أي أمر تقريباً يمكِن أن يَحدث في أي وقت، حيث يُفقَد بعض الناس، ويُحاصَر بعضهم الآخر ويتسلقون الجبال بحثاً عن المساعدة بلا جدوى، وهذا هو بالضبط ما حدث عندما قررَت مجموعات الزومبي نصب كمين للأشخاص.
في أفلام الزومبي، غالباً ما يكون البقاء للأكثر ذكاءً وليس للأقوى؛ ذلك لأنَّ حالة الطوارئ التي تشهدها لحظات الحاضر تتطلب بناء أدواتٍ وأسلحة من موارد محدودةٍ وتبدو عديمة النفع غالباً، وفي أثناء المشاهدة قد تشعر بأنَّك تريد أن تخبر بطل الفيلم عندما يترك أمراً هاماً وراءه قبل أن يركض بجنون أمراً كان من الممكن أن يكون مفيداً في حالة تعرض لهجوم أو كمين.
سواء كنَّا نتحدث عن كارثةٍ من كوارث الزومبي أم مشروع ضخم توشك على إيقافه رغم الجهود المبذولة فيه، فأنت تحتاج إلى الاحتفاظ بخطة احتياطية، لتجنُّب تدهور الأمور فيما بعد، وبدلاً من مجرد الجلوس وإلقاء اللوم على فريقك عندما يفشل المشروع، ضع خطةً احتياطية يمكِن استخدامها عند اللزوم، وابحث عن أكثر من حل للمشكلة المحددة، حتى يكون لديك خيارات عدَّة أخرى في حال أخفقَت خطتك الأساسية.
2. فائدة العمل الجماعي:
إذا كنتَ من عشاق أفلام الرعب، فينبغي أن تعرف هذه القاعدة الهامة: من أجل الحفاظ على حياتك يجب ألا تنفصل عن المجموعة؛ فغالباً ما يواجه أول شخص ينعزل عن مجموعته نهايةّ سيئة، وفي فيلم "نهاية عالم الزومبي" (Zombie Apocalypse) كان من السيء أن يظلَّ شخصٌ وحده، والاحتمالات ليست في صالحه أبداً، ونلاحظ في فيلم زومبي لاند (Zombie-land) أنَّ طريقة التزام الفرقة الصغيرة الناجية بقائمة استراتيجيات قتل الزومبي وقواعد البقاء في أثناء شق طريقهم عبر المدينة أمر مُلهم بالفعل.
وينطبق الأمر نفسه على مديري المشاريع، فإذا كنتَ ترغب في إنهاء مشروع ما في وقت محدد، فأنت بحاجة إلى اختيار الفريق المناسب الذي يمتلك المهارات اللازمة للعمل على جوانب عدة من المشروع؛ أي أنَّك تحتاج الفريق الذي سيدفعك إلى المضي قدماً؛ لذا تجنَّب اتخاذ القرارات بمفردك، وعندما يجتمع المبدعون معاً، يمكِنهم تحويل المشاريع العادية إلى مشاريع استثنائية.
شاهد بالفديو: 12 طريقة فعالة لتعزيز العمل الجماعي
3. استخدام الأدوات المناسبة:
عندما تستخدم السلاح الخطأ سينتهي بك الأمر بأن تأكلك الزومبي في لمح البصر؛ فعندما تستخدم السيوف ستتمكن من قطع رؤوس بعضهم، ولكنَّها لن تساعدك كثيراً في عرقلة حركة الزومبي، وعندما تكون على بعد أمتار قليلة، يمكِنك استخدام بندقية هجومية، ومع ذلك، ستنفد ذخيرتها خلال دقائق؛ لذلك، أنت تحتاج إلى معرفة استخدام السلاح المناسب.
الأساس في الحياة هو البقاء على قيد الحياة، أمَّا في الأعمال التجارية، فالإنتاجية هي الأساس، وبصفتك مدير مشروع، أنت تحتاج إلى اختيار الأدوات المناسبة، ويمكِنك استخدام أدوات إدارة المهام عبر الإنترنت لتقليل عبء العمل واستخدام مواردك استخداماً فعَّالاً، قبل أن يؤثر فيك عبء العمل وتفشل ولا يمكِنك الخروج من هذه الحالة.
مثلما يؤدي اختيار السلاح الخطأ في أفلام الزومبي إلى موت الأشخاص، كذلك يؤدي اختيار الأدوات الخطأ في عملك إلى تدمير إنتاجيتك.
4. حماية عقلك:
أنت لستَ بحاجة إلى أن تكون من محبي أفلام الزومبي لتعرف أنَّ الزومبي يتغذى على الأدمغة، لأسباب من الصعب استيعابها، لنفترض أنَّنا على قيد الحياة وننجز أفضل ما لدينا، يجب أن تعلم أنَّ عقلك هام بالنسبة إليك أكثر مما هو هام بالنسبة إلى الزومبي، ففي هذه الحالة، يمكِنك استخدام طريقة تشبه تقنية بومودورو لتجديد نشاط عقلك بعد فترة من العمل الذهني الشاق؛ حيث يحافظ أخذ فترات راحة منتظمة على إنتاجيتك.
من السُبُل المُتَّبعة لحماية عقلك من الانفعال، أتمتة جميع المهام البسيطة والمكررة، وإذا كنتَ قادراً على وضع حدٍّ لاتخاذ القرارات المتكررة، فستتمكن من الحفاظ على طاقتك للمهام الأكبر، وتذكَّر أنَّ عدم إنجاز الكثير من المهام يمكِن أن يدفعك للشعور بالفشل، وستصبح في النهاية أسوأ من الزومبي.
5. التهرُّب في بعض الأحيان:
مهما كانت دفاعاتك جيدة، ومهما كنتَ مستعداً، لا تستطيع أبداً ضمان سلامتك، فأنت تحتاج دائماً إلى استراتيجية احتياطية للتعامل مع الزومبي الأغبياء الذين لا يمكِن التنبؤ بتصرفاتهم، فعندما يحين الوقت ويقتربون منك، اركض بسرعة.
ينطبق الأمر نفسه عندما تكون مديراً، وتحاول أن تكون مُنتجاً طوال الوقت، ولكنَّك لن تحرز نتائج ضخمةً كل يوم، حيث يوجد لحظات عالية الأداء ولحظات منخفضة في حياة الجميع، وليس من المفترض أن تنتهي من كل مشروع تنفِّذه كما هو مخطط له، وفي بعض الأحيان لا يتعلق الأمر بالتوقف عن القيام بأمر ما أو الهروب منه؛ وإنَّما يتعلق بالمضي قدماً نحو شيء أفضل.
الخلاصة:
بالتأكيد، يفوز البطل دائماً في أفلام الزومبي، ولكن لا توجد طريقة محددة للفوز عندما تواجه هؤلاء القتلة آكلي لحوم البشر، ومن ناحيةٍ أخرى، يمكِنك التحكم في بعض الأمور، كأن تكون منتجاً في أنشطتك اليومية، وذلك من خلال اتباع النصائح المذكورة أعلاه.