5 دروس صعبة نتعلمها من العلاج النفسي

لقد أمضيتُ أول عامين ونصف خلال دراستي في الجامعة محاولةً استجماع الشجاعة لبدء العلاج النفسي، وفي بداية الفصل الدراسي الثاني، حدَّدت موعداً مع مركز الاستشارة في جامعتي، وحقَّقت تقدُّماً سريعاً بعد ثلاث سنوات.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة "ليزي سي" (Lizzie C)، وتحدِّثنا فيه عن دروس صعبة تعلَّمتها خلال العلاج النفسي.

لقد جرَّبتُ عديداً من المعالجين، حتى عثرتُ أخيراً على المعالج الذي شعرت بأنَّه يفيدني، فأنا أُعاني من اضطراب ثنائي القطب من النوع 2، وقلق عام، لكنَّ مشكلتي الرئيسة والأصعب هي الاكتئاب، عموماً، هذا المقال ليس عن مشكلاتي، بل عما تعلَّمته خلال السنوات القليلة الماضية وأنا أخوض هذه التجربة.

إليك 5 دروس صعبة تعلمتها خلال العلاج:

1. تجنُّب كبت مشاعرك:

لم أجد حلاً لهذا الأمر تماماً بَعد، وهذا ما جعله درساً صعباً؛ إذ تعلَّمت في سنٍّ مبكِّرة أن أُخفي مشاعري، فعندما يحدث شيء مؤلم أو سلبي، فإنَّ غريزتي الأولى هي أن أُخفي مشاعري، وقد جعلت هذه العادة المستمرة من المستحيل بالنسبة إليَّ التعبير عن الحزن أو أي مشاعر سلبية للآخرين.

لقد وجب عليَّ في أثناء وجودي في العلاج أن أتخلَّص من هذا الحاجز، وأودُّ أن أكون قادرة على التخلُّص منه خارج العلاج أيضاً، لكن لا أعرف كيف، فلقد قضيتُ كثيراً من الوقت في كبت ما يدور في نفسي لدرجة أنَّني الآن يجب أن أتعلَّم كيفية التعبير عن مشاعري.

لقد أمضيت شهراً في العلاج لمجرَّد التعمُّق في الحديث عن وقت عصيب وصادم في حياتي، وعندما بدأت أنا والمعالج النفسي بالتحدث عنه أخيراً، لم يكن لدي أي رد فعل، لأنَّني أصبحت خبيرةً في إخفاء المشاعر، وأصبح آلية التأقلم الخاصة بي.

المشكلة هي أنَّني لا أستطيع أن أفعل ذلك إلى الأبد، ففي النهاية كل تلك المشاعر التي دفنتها يجب أن تخرج، فلم أحقِّق هدفي بالكامل حتى الآن، لكنَّني تخلَّصت من جزء كبير من الحاجز العاطفي الذي بنيته عبر السنوات.

2. لا بأس من البكاء في الجلسة:

هذا أيضاً يتماشى مع الدرس الأول، ففي الأماكن التي أكون فيها وحدي أشعر أنَّني أستطيع التخلُّص من مشاعري بالبكاء، وكما قلت لقد خضعت للعلاج خلال السنوات الثلاث الماضية، ولم أبكِ في أي جلسة، ولقد أدمعت عيناي في مرات، لكنَّني كنت جيدة في مقاومة البكاء.

لكنَّني أُريد أن أكون قادرة على البكاء في الجلسة؛ إذ إنَّني أعلم أنَّه سيساعدني على الشعور بالتحسُّن، وقد أخبرني معالجي أنَّه لا بأس في البكاء من قبل، وأنا أصدِّقه تماماً، وسيحدث ذلك يوماً ما، وسأكون سعيدة بحدوث ذلك.

شاهد: 12 نصيحة للحفاظ على الصحة النفسية

3. ستحصل على نتائج الأمور التي تشاركها في العلاج فقط:

قد يكون التحدُّث عن أسبوعك مع معالج نفسي مفيداً، لكن من واقع خبرتي، فإنَّ هذا لا يكفي لرؤية تغيير حقيقي أو الشعور بالتحسُّن على الأمد الطويل، فأنا أفضِّل العلاج الذي يرافقه واجبات منزلية، وأحد الأشياء التي أفعلها هو ملء جدول بالحالات المزاجية الأسبوعية قد خصَّصته للحديث عن تجاربي ومهارات التأقلم؛ إذ إنَّه يساعدني على تذكُّر ما شعرت به في الأسبوع منذ آخر موعد لي، ويمكن أن يساعدني على تحديد المحفِّزات أو نوبة الاكتئاب القادمة، كما يوجد أيضاً واجبات منزلية مثل تحدِّي أفكارك.

إذ إنَّني أعاني من الشكِّ الذاتي والحديث الذاتي السلبي، فإذا دخلت إلى العلاج كل أسبوع وشرحت نفس الأفكار دون أن أشكِّك فيها أو مواجهتها، فلن ارتاح من تلك الأفكار، فالعلاج ليس نشاطاً سلبياً، وعلى الأرجح ستبذل جهداً فيه، فاحصل على قيمة أموالك من خلال أن تكون نشطاً في تقدُّمك.

إقرأ أيضاً: أهم المعلومات عن مرض اضطراب ثنائي القطب

4. سوف تتعلَّم أشياء جديدة عن نفسك (ولن تكون كلها جيدة):

أنا كاتبة وأحبُّ الكتابة، وفي المرة الأولى التي أشار فيها المعالج النفسي إلى أنَّ لديَّ مفردات عاطفية محدودة، شعرت بالانزعاج، ومع مرور الوقت أدركت أنَّه كان على حق؛ إذ إنَّني أواجه صعوبة في تسمية مشاعري، ولا أعبِّر عنها إلا بمفردات عامَّة، مثل حزينة أو سعيدة أو غاضبة، وما إن أدركت ذلك، بدأت في بناء مفرداتي.

إذ إنَّني لم أصل إلى حيث أرغب أن أكون، لكنَّني لاحظت أنَّ تحديد المشاعر يساعد على تقليل سيطرتها عليَّ، فتصنيف مشاعري تصنيفاً ملائماً يمنحني القوة، بدلاً من أن يكون لها سلطة عليَّ، فغريزتنا الأولى عندما نتعلَّم شيئاً عن أنفسنا لا نحبه هي إنكاره، وسوف تتعلَّم المزيد إذا أردت ذلك.

إقرأ أيضاً: 5 أسباب تستدعي زيارة الطبيب النفسي

5. عليك تقبُّل ومعالجة ما تشعر به قبل أن تحاول تغييره:

التحلِّي بالصبر ليس من صفاتي، خاصة إذا كنت أشعر بالتعاسة، فلا يوجد شيء بخصوص الاكتئاب يجعلني أريد أن أكون صبورةً؛ إذ إنَّ رد فعلي الأوَّلي هو المقاومة لإيقاف هذا الشعور، ولا يشمل ذلك عادةً تقييم سبب شعوري بالاكتئاب، فلا أستطيع أن أتغلَّب على الاكتئاب من خلال الاستمرار في الانشغال طوال الوقت أو إهمال كل مهاراتي في التأقلم؛ إذ عليَّ تحديد ما أشعر به والعمل لتجاوزه خلاله.

فقد يشبه الأمر إلى حدٍّ ما إخبار شخص يغرق أن يأخذ لحظة ويفكِّر في الغرق، وهذا غير منطقي، لكنَّني سأعاني في محاولتي للتخلُّص من الاكتئاب إذا لم أتقبَّل أولاً أنَّني مكتئبة.

المصدر




مقالات مرتبطة