5 خطوات لتحقيق الذكاء العاطفي في الحب

كيف ننجح في علاقة حب؟ يمكننا النجاح في علاقة الحب عبر استثمار الذكاء العاطفي في الحب، وتعلُّم مهارات الذكاء العاطفي عند كلٍّ من المرأة والرجل؛ لذا اطلع على الخطوات الآتية التي ستزيد من الحب بين الشريكين بمساعدة مهارات الذكاء العاطفي.



ما هو الذكاء العاطفي؟

يُعرَف الذكاء العاطفي بأنَّه القدرة على فهم المشاعر الشخصية وإدارتها والتعامل معها بوضوح، إضافة إلى فهم مشاعر الآخرين. ولا يقتصر تأثير الذكاء العاطفي على فهم الإنسان لمشاعره فقط؛ بل يتعدى ذلك إلى معرفة مقدار تأثيره في الآخرين.

ويمنح الذكاء العاطفي الإنسان الوضوح والمرونة، فهو يمكِّنه من فهم مشاعره الخاصة التي يخلِّفها كل موقف يتعرض له، سواء كان هذا الموقف إيجابياً أم سلبياً؛ فإنَّ الإنسان المتمتع بمهارات الذكاء العاطفي قادر على تفسير شعوره والتعامل معه بحكمة وعقلانية ومنطقية، فلا ينجرف في تصرفاته خلف مشاعره السلبية، ولا يسمح للأفكار والمشاعر التي تولِّدها بالسيطرة عليه؛ على العكس تماماً، فهو قادر على توظيف كل شعور في المكان الذي يناسبه، واستغلاله استغلالاً حكيماً.

كما يمنح الذكاء العاطفي الإنسان القدرة على التواصل الإيجابي الفعال مع الآخرين، وخاصة إذا ما كان في مناصب قيادية؛ وذلك لأنَّ الذكاء العاطفي يتيح للشخص التواصل بالطريقة الأفضل التي تمليها طبيعة علاقته بالآخرين. كما يستطيع الإنسان الذكي عاطفياً تغيير الآراء لمصلحته؛ وذلك بسبب قدرته على التأثير في مشاعر الآخرين وعواطفهم، وكذلك فهمها والتعاطف معها من جهة أخرى.

ومن مهارات الذكاء العاطفي ما يأتي:

  • الوعي الذاتي: أي تحديد المشاعر بدقة.
  • التحكم الذاتي: أي السيطرة على ردود الفعل وضبط الانفعالات.
  • التحفيز: هو إثارة دوافع شخصية لإتمام المهام وتحقيق الإنجازات.
  • المهارات الاجتماعية: وهي مجموعة الخبرات التي تمكِّن الشخص من التعاطي مع الآخرين، وكسب تقديرهم، والتواصل معهم تواصلاً مناسباً للعلاقة بينهم دون تخطٍّ للحدود أو رسم حدود غير مناسبة.
  • التعاطف: وهو القدرة على تقدير ظروف الآخرين ووضع المبررات لهم؛ وذلك بعد فهم عواطفهم ودوافعهم الشعورية.

مهارات الذكاء العاطفي بين الرجل والمرأة:

تتفاوت مهارات الذكاء العاطفي بين الرجال والنساء، وتشير معظم الدراسات إلى أنَّ معدل الذكاء العاطفي عند النساء أعلى منه عند الرجال؛ والسبب في ذلك أنَّ مناطق الذكاء العاطفي عند المرأة يكون نموها بشكل أكبر من مناطق الذكاء العاطفي عند الرجل.

وإنَّ استعمال مهارات الذكاء العاطفي بين الرجل والمرأة يساعد على نشوء علاقة صحية ومتوازنة بينهما؛ وذلك لأنَّها تعين كلاً منهما على فهم نفسه ومشاعره والأسباب الكامنة وراءها، كما تتيح له فهم الآخر وطريقة تفكيره ومحاكمته العقلية للأمور، فيقدِّران ويتقبلان بعضهما، ويتمكنان من التواصل الإيجابي الفعَّال، ويستطيعان بذلك إيجاد سبل التفاهم وحل المشكلات حلاً منطقياً وعقلانياً في جوٍّ من الوضوح والألفة، ويتغلبان على الصعوبات التي تعترض طريق حياتهما المشتركة.

إقرأ أيضاً: 3 طرق لتعزيز الذكاء العاطفي في زواجك

الذكاء العاطفي الأنثوي:

إنَّ الطبيعة الفيزيولوجية للمرأة تجعل الذكاء العاطفي لديها أمراً فطرياً؛ ولذلك تستطيع تنميته وتطويره بالتدريب والممارسة، وتتميز المرأة الذكية عاطفياً بسمات عدة، منها:

1. الكفاءة الشخصية:

التي تعني جمع المنطق من جميع أطرافه والتصرف حسبه، وينطوي ذلك على مهارتين أساسيتين هما إدراك الذات والكفاءة الذاتية؛ وأما إدراك الذات فيعني معرفة الذات معرفة جيدة وواعية، والإحاطة بمصادر التحريض فيها، وأما الكفاءة الذاتية فتعني توظيف الإدراك الذاتي في التقبل والإيجابية والمرونة.

2. الكفاءة الاجتماعية:

وتنطوي على مهارتين أساسيتين هما الإدراك الاجتماعي، وإدارة العلاقات الاجتماعية؛ أما الإدراك الاجتماعي فيعني فهم مواقف الآخرين ومعرفة مشاعرهم بدقة، وأما إدارة العلاقات الاجتماعية فتتضمن توظيف فهم مشاعر الآخرين في بناء علاقات صحية معهم، وتوجيه هذه العلاقات في مسار إيجابي.

شاهد بالفيديو: 8 طرق لاستثمار الذكاء العاطفي في كسب محبة الناس

الذكاء العاطفي عند الرجل:

يختلف الذكاء العاطفي عند الرجل عنه عند المرأة، وهذا أمر طبيعي سببه الاختلاف في الطبيعية السيكولوجية بينهما، وقد أثبتت الدراسات أنَّ الذكاء العاطفي عند الرجل أقل منه بكثير عند المرأة، فبينما تتفوق النساء على الرجال في تحمُّل المسؤولية والمهارات الشخصية وإدارة الانفعالات والتعاطف، يتجلَّى الذكاء العاطفي عند الرجل فيما يأتي:

1. الاستقلالية:

فالذكاء العاطفي عند الرجل يمنحه الاستقلالية والقدرة على الاكتفاء بنفسه في أداء المهام أكثر من المرأة.

2. مراقبة الذات:

إذ إنَّ الذكاء العاطفي عند الرجل يجعله رجلاً صارماً في مراقبة ذاته وتقييم نفسه.

3. مقاومة الضغوطات:

إذ يستطيع الرجال بسبب ذكائهم العاطفي أن يكونوا أكثر صلابة فيستطيعون مجابهة ضغوطات الحياة والمواقف.

4. حل المشكلات:

إذ تتجه طريقة تفكير الرجل دوماً تجاه إيجاد حلول وتصريفات للمواقف التي يمر بها؛ ولهذا تلجأ معظم النساء إلى الرجال في حل مشكلاتهن؛ وذلك لأنَّ الذكاء العاطفي للرجل يمنحه قدرة على تحليل المواقف، ومعرفة الخلل، ومن ثم حل المشكلة.

4. التفاؤل:

يمنح الذكاء العاطفي الرجل القدرة على التحكم والسيطرة على مشاعره، فيستطيع بذلك التفاؤل التحكم بالمواقف.

خمس خطوات لتحقيق الذكاء العاطفي في الحب:

إنَّ اكتساب الشريكين لمهارات الذكاء العاطفي يجعل حياتهم مستقرة يملؤها السلام والوئام، ويتيح لهما تذوق السعادة الناتجة عن التفاهم والمشاعر الدافئة، دون أن تؤثر منغصات الحياة في صفوها وتعكِّر نقاءها، وفيما يأتي أهم خمس نصائح لتحقيق الذكاء العاطفي في الحب:

الخطوة الأولى: اعرف نفسك

يمكِّنك الذكاء العاطفي من تحديد مشاعرك، وتعريفها، وتحديد أسباب نشوئها، فتصبح كل تقلُّباتك الشعورية مفهومة بالنسبة إليك، وعندها تستطيع التفريق بسهولة بين مختلف مشاعرك، وتسمية الأسباب أو الأفكار التي أدت إلى اندلاعها، ومن ثم يصبح التعامل مع المشاعر الواضحة سهلاً.

الخطوة الثانية: كن واضحاً

لا تتبع أسلوب التلميح في علاقتك مع الشريك، فكن واضحاً جداً، ولا ترفع سقف توقعاتك إذا كنت غامضاً، فالشريك مهما كان محبَّاً ومهتماً لن يستطيع تكهُّن مواقفك؛ لذا اطلب حاجتك بلطف ووضوح ولباقة.

على سبيل المثال، إذا كنت تحب أن يتصل بك شريك ليشجعك قبل الدخول إلى مقابلة العمل أو الامتحان مثلاً، فاطلب منه ذلك بلطف قائلاً: "لدي مقابلة عمل غداً في العاشرة صباحاً، سأكون متوتراً، اتصل بي سأشعر أنَّك بجانبي وأطمئن"؛ إذ إنَّ هذا يوفر عليك كثيراً من السيناريوهات والاتهامات بقلة الاهتمام، وسيعتاد شريكك الاتصال بك قبل أحداثك الهامة.

الخطوة الثالثة: تقبَّل الاختلاف

إنَّ الذكاء العاطفي يتيح لك تفهُّم طبيعتك البشرية المتفرِّدة، ويمكِّنك من فهم آلاف الاختلافات بينك وبين شريكك، بعض منها سيكولوجي، والآخر ناتج عن الأسرة والتربية والمنشأ الاجتماعي وغيرها من الاختلافات الفردية.

وإنَّ الذكاء العاطفي يساعدك على فهم فكرة هامة، وهي أنَّ التشابه ليس معياراً لنجاح العلاقة؛ بل تقبُّل الاختلاف هو مفتاح النجاح؛ فإذا كنت تفضِّل الاستمرار في نقاش المشكلة التي سببت غضبك من شريكك، فلربما هو من النوع الذي يفضِّل الاختلاء بنفسه ومراجعة الأحداث ببطء ليفهم الخطأ الحاصل؛ لذا تقبَّل ذلك، ولا تجبره على التطبُّع بطبعك، ولا تقِس اهتمامه على مقاييسك.

الخطوة الرابعة: حافظ على استقلاليتك

إنَّ الذكاء العاطفي يساعدك على التمسك بهويتك وشخصيتك المستقلة، والانسجام في العلاقة انسجاماً لا يلغي شخصيتك وحياتك الخاصة. وإنَّ الدخول في علاقة حب لا يعني أن تكون هذه العلاقة هي العلاقة الوحيدة في حياتك، التي تغنيك وتعزلك عن العلاقات العائلية والاجتماعية الأخرى.

إنَّ الدخول في علاقة حب هو إضافة جميلة إلى حياتك؛ لذا أفرد لها حصة الأسد من وقتك واهتمامك، ولا تهمل عملك أو دراستك أو أصدقاءك لأجلها، وفي الوقت ذاته لا تطلب من شريكك التفرغ الكامل لك؛ فإنَّ أجمل ما في الذكاء العاطفي هو أنَّه يساعدك على حماية حدود استقلاليتك إلى جانب التمتع بصحبة الشريك؛ لذا كن نفسك ولا تذوب في الآخر.

الخطوة الخامسة: ضع نفسك مكان شريكك

إنَّ الذكاء العاطفي يتيح لك ميزة التعاطف مع الآخرين وتفهُّم مشاعرهم، وفي حال صدر من شريكك تصرُّف ما أزعجك، فإنَّه يمكِّنك من النظر بحيادية تجاه الموضوع، ووضع نفسك مكانه لتفهم السبب والدافع الذي دفعه للتصرف بهذه الطريقة، وفي الحقيقة وفي كثير من الأحيان قد تجده على حق.

إقرأ أيضاً: لماذا يعد الذكاء العاطفي مفتاح استمرارية الزواج؟

بصفتي أنثى، كيف أستعمل الذكاء العاطفي مع الخطيب؟

مرحلة الخطوبة؛ أي الفترة التي تسبق فترة الزواج، هي فترة مفعمة بالعواطف التي يؤدي بعضها إلى بعض المشكلات؛ لذا من الهام على الخطيبين كليهما استعمال مهارات الذكاء العاطفي مع الخطيب خلال هذه الفترة؛ وذلك ليؤسِّسا لحياة مشتركة قادمة وواضحة ومفهومة لدى كليهما؛ ونظراً لأنَّ الأنثى هي الجنس اللطيف في العلاقة، وتمتلك مهارات تعاطفية أكثر منها عند الرجل، فهذا يلزمها بالمبادرة في تقويم هذه العلاقة؛ لذا يجب عليها اتباع هذه النصائح لتصل إلى أفضل نتيجة من خلال استعمال الذكاء العاطفي مع الخطيب:

1. كوني واضحة:

عبِّري عن نفسك وعن مشاعرك بوضوح ودون تعقيدات، ولا تقولي: "لو كنت مهتماً لعرفت وحدك"؛ إذ إنَّ الرجال يا عزيزتي لديهم من المشاغل والأفكار ما يشغل بالهم طيلة الوقت؛ لذا حاولي أن تكوني إضافة لطيفة إلى يومه، وواحة يلجأ لها كلَّما اشتد به جفاء الأيام؛ ولا أطلب منك أن تكوني ضعيفة مستكينة، ولا مباشرة فجَّة؛ فإنَّ الاعتدال، ونبرة الصوت الرصينة، والأسلوب اللطيف هو كل ما تحتاجين إليه.

2. أظهري اهتمامك:

إنَّ الذكاء العاطفي يمكِّنكِ من التعبير عن مشاعرك تعبيراً صحيحاً؛ فإذا اشتقت لخطيبك مثلاً، فإنَّ الاتصال به أو إرسال رسالة نصية تقولين فيها: "اشتقت لك" قد يعني له الكثير؛ وهذا أفضل بكثير من كتمان اشتياقك في دفتر مذكراتك.

إنَّ الرجال يا عزيزتي يحبون الاهتمام ويسعدون به كثيراً، ولكن إياك والإفراط في اهتمامك؛ وذلك لأنَّه قد يتحول إلى أمر خانق، وقد يعود بنتائج عكسية حسب طبيعة كل شخص؛ لذا، فإنَّ الذكاء العاطفي يمكِّنك من فهم طبيعة خطيبك وتحديد جرعة الاهتمام الكافية دون زيادة أو نقصان.

3. أبقِ شيئاً لنفسك:

مهما بلغت درجة القرابة بينك وبين شريكك، احرصي على إبقاء شيء لنفسك، لا تكشفي كل أوراقك ولا تلقي كل النكات التي في جعبتك دفعة واحدة، وحافظي على جانب من الغموض؛ ولا أقصد هنا أن تخفي عنه أموراً تخصك أو تخص حياتكما المشتركة؛ بل أقصد التفاصيل الجانبية التي لن تفيد معرفته بها شيئاً ولن تضر.

4. كوني مستمعة جيدة:

في حال قرر خطيبك أن يشاركك حدثاً ما أو موقفاً سيئاً حصل معه، إياك أن تقاطعيه، دعي له المجال ليسترسل ويفضفض دون أن تطلقي أية أحكام، واسمعيه حتى النهاية. وبعد أن ينتهي قدِّمي رأيك بحكمة وتعقُّل، وابتعدي عن لومه إذا كان قد أخطأ التصرف، على العكس من ذلك تقبَّليه وأقنعيه بأن يتقبَّل طبيعته البشرية القابلة للخطأ، وفكِّرا في حلٍّ سلميٍّ للمسألة.

5. امدحي، واشكري، وأثنِ، واعتذري:

يتيح لك استعمال الذكاء العاطفي مع خطيبك أن تلاحظي الجهد الذي يبذله في سبيل بناء عش الزوجية خاصتكما؛ لذا كوني شكورة وممتنة له على تعبه، وأثنِ على ذوقه، وامدحي قدرته على الاختيار بحكمة، وإذا أخطأتِ يوماً - وكلنا بشر خطاؤون - فاعتذري؛ لأنَّ الاعتذار والتراجع عن خطئك يرفع من قيمتك عنده، ويعوِّده الاعتذار بدوره عندما يخطئ.

6. ضعي التقدير في المرتبة الأولى:

يمنحك الذكاء العاطفي القدرة على تقدير ذاتك وفرض تقديرها على المحيط، وفي علاقتك مع خطيبك، لا بد من التقدير المتبادل، وخاصة في الاجتماعات العائلية، فاحرصي إلى إظهار تقديرك له ليبادلك التقدير ذاته.

شاهد بالفيديو: أسس الذكاء العاطفي بين الزوجين

أمثلة عن الذكاء العاطفي في الحب:

تعددت الأمثلة عن الذكاء العاطفي في الحب، ونذكر منها:

1. التعبير عن النفس تعبيراً واضحاً وغير جارحٍ:

فعندما يزعجك موقف من الشريك، أخبره بذلك بأسلوب واضح ولطيف.

2. التسامح والغفران:

إنَّ الذكاء العاطفي يمنحك القدرة على تفهُّم مشاعر الآخرين، وتبرير سلوكاتهم، واختلاق الأعذار لهم، وتقبُّل الخطأ بوصفه جزءاً من الطبيعة البشرية والمسامحة عليه.

3. اختيار الوقت المناسب لكل حديث:

من غير المنطقي محادثة الشريك بموضوع مزعج في أثناء تناوله للطعام، أو فور وصوله مرهقاً من عمله؛ إذ إنَّ الذكاء العاطفي يساعد على تفهُّم الآخر وتجنُّب ما يزعجه.

إقرأ أيضاً: شرح نظريات الذكاء العاطفي

4. التعاطف:

قد يصرُّ الشريك على تجربة أمر ما على الرغم من تحذيراتك وتحذيرات الجميع، والشماتة بفشله أو خسارته تنم عن قصور كبير في الذكاء العاطفي؛ فإنَّ التصرف الأمثل في هذه الحالات ومثيلاتها من الحالات التي يمر فيها الشريك بمشاعر سلبية هو التعاطف والطبطبة.

إنَّ الذكاء العاطفي يساعد الإنسان على فهم نفسه ومحيطه، ومتى ما استطاع الإنسان استيعاب طبيعته البشرية وتمكَّن من وضع نفسه مكان الآخر قبل الحكم على أي موقف وتقييمه، يكون قد وضع قدمه على طريق الحياة العاطفية الهانئة المستقرة والسعيدة.

المصادر: 1، 2، 3، 4




مقالات مرتبطة