5 خطوات لاكتساب الثقة بالنفس

ليت اكتساب الثقة يتحقَّق بمجرد إخبار أنفسنا بأنَّنا نثق بأنفسنا؛ فالحقيقة هي أنَّ الأمر يتطلَّب قليلاً من الجهد في بعض المجالات المحددة، وانا أعلم أنَّه ليس من السهل أن تكون واثقاً من نفسك في جميع الأوقات، فقد مررت بهذا الأمر سابقاً، واستطعت اجتيازه.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "فارون باهوا" (Varun Pahwa)، ويقدِّم لنا فيه 5 خطوات تساعدنا على اكتساب الثقة بالنفس.

اعلم أنَّه يمكنك تعلُّم الثقة، ومع الممارسة، يمكنك أن تصبح بارعاً في ذلك، ولا بد من أنَّك تتساءل ما هي الخطوات لتحقيق هذا الأمر؟ كيف يكتسب المرء الثقة بنفسه إذا لم يكن يملك حتى القليل منها؟

سيختلف الجهد الذي تحتاجه للوصول إلى الثقة الكاملة خاصة بالنسبة إلى بعض أنواع الشخصيات في اختبار الإجراءات الخمسة، أو مؤشر مايرز بريغز للأنماط (MyersBriggs Type Indicator)، فبناءً على درجاتك في اختبارات الشخصية هذه، يمكن أن تكون هذه الاختبارات أداةً مفيدةً للتغذية الراجعة، لتظهر لك المجالات التي تحتاج إلى العمل عليها.

لكن بصرف النظر عن مستوى ثقتك الحالي، كل ما عليك فعله هو القيامن بهذه الإجراءات كل أسبوع، فقد ساعدني هذا الأمر كثيراً، وسيساعدك أنت أيضاً، وسوف تلاحظ أنَّ ثقتك بنفسك بدأت في الظهور:

1. اتخاذ خطوات صغيرة:

اتخذ بعض الخطوات لزيادة ثقتك بنفسك يومياً، مهما كانت صغيرة، قد يبدو الأمر مخيفاً ومُربكاً بعض الشيء في الوقت الحالي، لكن لا بأس بذلك، فاتخاذ الخطوات الصغيرة سوف يحل هذا الأمر في الوقت المناسب، فإذا كنت ترغب في القيام بشيء ما، فالأمر الأساسي هو أن تبدأ به بسهولة.

على سبيل المثال: إذا كنت تريد أن تقوم بأمرٍ ما في الأماكن العامة، قد يبدو الأمر مخيفاً جداً الآن، وإذا واصلت التأجيل واختلاق الأعذار، فلن يحدث الأمر الذي تريده أبداً؛ لذلك لديك دائماً فرصة للبدء، ولو كانت صغيرة؛ لذا اتخذ خطوات صغيرة، وواجه شعور عدم الراحة، واستمر في التدريب.

بالنسبة إليَّ، لقد اتخذت هذه الخطوات الصغيرة في عدة أمور في حياتي، ولاحظت بأنَّها تعمل جيداً، ففي أي مكان ما، ابحث عن فرصة لتبدأ فيها بخطوات صغيرة.

2. مراقبة وقياس التقدم المحرز الخاص بك:

كما قلت آنفاً، الثقة هي نتيجة لاتخاذ الإجراءات، مهما كان العمل صغيراً، ففي مثل هذه الحالات، ما ينجح ويساعد على التغلُّب على أكبر التحديات التي تواجهنا، هو تتبُّع ومراقبة التقدُّم المُحرز.

فعندما تقوم بشيءٍ ما بأسلوب متكرر، فلا شك بأنَّك ستتحسَّن فيه، وما يُقال صحيحٌ فعلاً: "المحترف هو أحد الهواة الذين يبذلون جهداً يومياً"؛ لذا إليك ما يجب فعله: تابع تقدمك من خلال كتابته، ثمَّ استمر في التعلم والتحسُّن، وكن فخوراً ببذل مجهود لنفسك.

يمكنك استخدام أداة قياس تسمَّى "ذا إكس إفيكت" (the X effect)؛ أي ضع تقويماً في منزلك بحيث يكون بإمكانك رؤيته كل يوم، ثمَّ ضع علامة إكس كبيرة كل يوم في المكان الذي تنجز فيه خطوة صغيرة؛ إذ إنَّ تتبُّع تقدمك يمنحك الدافع للمتابعة، والدافع يعزِّز الانضباط.

بهذه الطريقة، ستجعلك نتائج اتخاذ الخطوات الصغيرة أكثر ثقة بنفسك في أقل وقت ممكن، وفي كل مرة تقوم فيها بوضع علامة إكس في التقويم الخاص بك، تقترب إلى الثقة الكاملة.

شاهد بالفيديو: 8 طرق أثبت نجاحها لبناء الثقة بالنفس

3. ممارسة الرعاية الذاتية أو التعاطف مع الذات:

إذا كان هذا الأمر جديدٌ بالنسبة إليك، فيمكنك الاستفادة الآن، فقد كان هذا الأمر أحد أكبر اكتشافاتي في مجال التنمية الشخصية.

راجع ما تقوله لنفسك عندما ترتكب خطأ، أو تتعثَّر في شيء ما، فما هي النبرة التي تستخدمها مع نفسك؟ السبب من ذلك هو أنَّ معظمنا يكونون شديدي النقد أو قاسيين مع أنفسهم، وهذا يمكن أن يجعل الأمور أسوأ ممَّا هي عليه، وذلك لأنَّه في أعماقك، يوجد طفل يحتاج إلى التشجيع المحب والحازم؛ لذا إنَّ أحد الأمور الأساسية لاكتساب الثقة هي أن تكون كوتشاً جيداً لنفسك.

ومن ثمَّ، عندما تواجه موقفاً صعباً، تحدث إلى نفسك كما لو أنَّك تتحدث إلى طفل؛ بطريقة هادئة ومحبة، واطرح أسئلة معقولة أينما كان ذلك مفيداً، وعند الاقتضاء، استخدم القليل من التشجيع أو الحزم اللطيف.

عندما تحترم نفسك، تزداد ثقتك بنفسك؛ إذ توجد بعض الدراسات التي تربط بين التعاطف والثقة، ويوجد أيضاً منطقٌ عام يخبرنا أنَّه يجب علينا أن نكون لطفاء مع أنفسنا؛ فبهذه الطريقة، سيكون لديك صديقٌ جيدٌ موجودٌ معك طوال الوقت.

تماماً مثل ركوب الدراجة، بمجرد أن تتعلَّمها، ستعتاد عليها، لكن إذا كنت لا تعرف كيفية ممارسة الرعاية الذاتية مع نفسك حتى الآن، فما عليك سوى أن تطلب من المنتور أو الكوتش الخاص بك بعض الإرشادات.

4. الإدارة الذاتية:

هل تعرف ماذا يتبع الثقة أيضاً؟ الوجود والشعور بالصحة، ربما تتساءل ما هو الرابط هنا، وذلك لأنَّ الرعاية الذاتية تؤدي إلى الشعور بالرضى عن النفس.

فجميعهم يقولون ذات الشيء، لكن هل من أحدٍ يقوم بممارسة هذا الأمر؟ تناول الطعام بطريقة جيدة، ومارس الرياضة بانتظام، واحصل على النوم الجيد، غذِّي عقلك وذهنك بوسائل بنَّاءة ومفيدة.

الثقة ليست "شيئاً" واحداً؛ بل إنَّها مجموعة كاملة من السلامة العقلية والجسدية والعاطفية والروحية، فعندما تتخذ الخطوات الصغيرة في كل هذه المجالات، ستشعر بتحسُّن حيال نفسك، وعندها ستكتسب رحلتك نحو الثقة بالنفس الزخم.

استفد من الشهرين المقبلين للتركيز على عنصر واحد فقط من هذه العناصر: تناول الطعام الصحي، أو اللياقة البدنية، أو روتين النوم، وعند التركيز على أي من هذه الأمور، ستشعر بتحسُّن خلال الشهرين القادمين، وهذا الشعور يتحوَّل مباشرة إلى ثقتك بنفسك.

إقرأ أيضاً: أفضل 7 مهارات للإدارة الذاتية لتحقيق ذروة الأداء

5. الثقة بالنفس للحصول على بعض التوجيه:

هل تعلم ما هو المدهش في هذه الرحلة؟ المدهش هو أنَّك لست وحدك، فبالنسبة إليَّ، لقد مررت بذات الشيء، وكان الأمر مخيفاً في البداية، ومع ذلك، عندما وجدت الأشخاص المناسبين لمساعدتي، أصبح الأمر أسهل بكثير.

يوجد الآلاف من الأشخاص الذين يرغبون في اكتساب الثقة، مثلك تماماً، ويوجد أشخاص طيبون لإرشادك خلال هذه العملية؛ لذا فكِّر في الأمر، ليس من المفترض أن تعرف كل شيء عن الحياة، لا بأس إذا كنت لا تعرف كيف تقوم بشيءٍ ما بنفسك.

فمثلما يمكنك مساعدة الأطفال على القيام ببعض الأشياء بطريقة أسرع ممَّا يمكنهم وحدهم، فإنَّ وجود الكوتش الجيد معك سيفيدك كثيراً؛ لذا ثق بنفسك لتحصل على التوجيه والدعم الذي تحتاجه، وخلال أسابيع قليلة، ستشعر أنَّك إنسانٌ جديدٌ؛ إذ سيساعدك الكوتش الخاص بك على اكتشاف ما يعرقل تقدمك، ويقدِّم لك الدعم المحدد الذي تحتاجه، وبهذه الطريقة، يمكنك إحراز تقدُّم سريع، دون إضاعة السنوات، أو حتى إضاعة مجهودك في الأمور الخاطئة.

إقرأ أيضاً: 7 خطوات هامة تكسبك الثقة في النفس

في الختام:

توجد عدة عناصر تسهم في الشعور بالثقة؛ إذ إنَّ ممارسة هذه الأمور، واتخاذ خطوات صغيرة، سوف تشعرك بالرضى و الأصالة والوفاء.

ثق بنفسك لتُسامح وتتقبَّل أخطاءك، وتعلَّم من هذه الأخطاء، وأفضل شيء هو أنَّك أنت من يقرِّر ما يعنيه الشعور بالثقة، وأنت فقط من يقرِّر أن يعلن نفسه على أنَّه شخصٌ واثقٌ من نفسه، كل ما يهم هو أن تبدأ الآن.

المصدر




مقالات مرتبطة