5 خطوات فعَّالة للتطوير الشخصي وإحداث تغيير حقيقي

غالباً تلجأ إلى قراءة كتب أو حضور دورات عن التنمية الذاتية وتستمع إلى كثير من النصائح القيمة، ولكن لا تنفِّذ إلا قليلاً منها؛ لذلك لا تحصل على النتائج التي ترجوها من وزن مثالي وعمل رائع وعلاقات صحية.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "شيلي درايمون" (Shelly Drymon)، وتروي لنا فيه تجربتها مع التغيير، في كل مرة تقرِّر البدء بفعل شيء ما؛ كخسارة الوزن أو التخلي عن عمل لا تحبه أو الانسحاب من علاقة مؤذية وغيرها كثير من التغييرات التي يجب عليك القيام بها.

يعود تكرار هذه الأحداث عاماً بعد عام بصورة رئيسة إلى التقصير في فعل أشياء محددة لها دور كبير في تحقيق التقدم والتطور، ويتطلَّب حدوث تغيير حقيقي في حياتك معالجة المشكلة من جذورها حتى لا تظهر مجدداً؛ مثل تصحيح المعتقدات الخاطئة، ومعالجة الخوف، ونقص الثقة بالنفس، وتدني الإحساس بالقيمة الذاتية، وغير ذلك، كما أنَّ قراءة كتب ونصائح عن التطوير الذاتي وتطبيق جزء منها ليس حلَّاً سحرياً؛ لأنَّ التغيير يحتاج إلى تطبيقات عملية.

فيما يأتي خمس خطوات تساعدك على ذلك، وهي:

1. ضبط البيئة المحيطة بك:

كم مرة تراجعت عن قرار ما واكتفيت بالمراقبة؛ فمن الصعب رؤية الأمور على حقيقتها وتقييمها عندما تكون في وسط مشكلة أو ظرف صعب، ولتتمكَّن من ذلك عليك الاسترخاء والإجابة عن بعض الأسئلة كالآتي:

  • هل هذه الأفكار أو المعتقدات أو المشاعر مفيدة لي؟
  • هل سيعود ذلك علي بصورة إيجابية أم سلبية؟
  • كيف يؤثر ما أشعر به الآن في علاقتي بالآخرين؟

ستساعدك هذه الأسئلة البسيطة على تقييم عواقب ما تعيشه أو تفكر به؛ ومن ثمَّ ستتمكَّن من إيجاد الطرائق المناسبة للتخلِّي عن كل المعتقدات التي لا تخدمك أو تساعدك على تحقيق التقدم في حياتك.

2. التخلي عن الأشياء السلبية باستمرار:

لا شك أنَّ في حياتك ما يعوقك عن إجراء أي تغيير، وبالنسبة إلي كانت الأشياء التي كنت أظنُّ أنَّها السبب في عدم قدرتي على عيش الحياة التي أحبها، وبمجرد إدراكي ذلك غيرتُ طريقة تفكيري إلى طريقة تساعدني على تحمُّل مسؤولية حياتي دون إلقاء اللوم على الآخرين أو طريقة تعاملهم.

أعد النظر إلى الطريقة التي تصف نفسك بها، هل ترى أنَّك ضحية، هل تظنُّ أنَّك غير محظوظ أو غير محبوب؟

فكر في الأحداث التي عززت الصفات التي أطلقتها على نفسك وأثبتتها كأنَّ الواقع يستجيب لأفكارك ويؤكدها، إنَّ الهروب من تحمل المسؤولية والعيش في الماضي هو رفض للواقع الحالي ومحاولة لإخفائه بأي طريقة.

شاهد بالفيديو: 10 عادات من شأنها أن تغير حياتك إلى الأفضل

3. تقبُّل حقيقتك وطبيعتك الإنسانية:

مضت سنوات عديدة لم أستطع معرفة سبب شعوري بالضيق عند الاختلاط الزائد بالناس؛ فكنت دائماً أظنُّ أنَّني سبب المشكلة، وكذلك ظنَّ الآخرون، وغالباً ما كنت أُوصَف بالمغرورة أو الخجولة، وكلاهما وصف خاطئ؛ لأنَّني أدركت لاحقاً أنَّني شخص انطوائي ليس أكثر، وقد حررني هذا الإدراك من كافة مشاعر الضيق، لا سيَّما عندما قررت تقبُّل طبعي والتصالح معه؛ فلم أعد أشعر بالحاجة إلى تقليد أصدقائي الاجتماعيين أو مجاراتهم؛ فذلك التصنُّع يسبب لي الإرهاق والإزعاج.

عندما نجبر أنفسنا أن نتصرف كما يريد الآخرون أو كما نظن أنَّهم يريدون، سيؤدي ذلك إلى طمس هويتنا الحقيقية وضياعها، وهذا سيقود إلى عاقبات وخيمة؛ كالاكتئاب والإدمان على الطعام والشراب وغيرها.

4. اتِّخاذ إجراءات فاعلة:

إنَّ القرارات والأفعال المبنية على معتقدات خاطئة لن تسهم في تطوُّر الشخص نحو الأفضل، والتغييرات الهامة تتطلَّب التخلِّي عن تلك المعتقدات وعدم السعي إلى نيل إعجاب الآخرين، وعندها ستتمكَّن من اتِّخاذ الإجراءات الفاعلة بأسهل ما يمكن.

5. اختيار الأشخاص المحيطين بك بعناية:

في كل مرحلة هامة من حياتك تحاول فيها إحداث تغيير ما، ستصادف من يحاول تخريب جهدك سواء في الخفاء أم بصورة واضحة؛ لذلك تقرَّب من أصحاب الفكر والمعتقدات والأهداف المماثلة لك، وحاول معرفة السبب وراء رغبة بعضهم بأذيتك لتتمكَّن من الحد من تأثيرهم قدر الإمكان.

بعد فترة طويلة من العيش المشترك، لا سيَّما في الزواج أو العلاقات طويلة الأمد، تنشأ بين الأشخاص سلوكات وعواطف وروابط قوية وثابتة؛ لذلك عندما يقرر طرف ما التغيير، فإنَّ ذلك يسبب قلقاً للآخرين؛ لأنَّ كل شخص اعتاد توقُّع تصرفات محددة من الآخر، وهذا يشكِّل مصدر الراحة والأمان في العلاقة؛ فمثلاً إذا اعتاد شخصان ممارسة نشاطات محددة معاً، ثمَّ قرر أحدهما بدء شيء جديد كممارسة الرياضة مثلاً، فسيشعر الطرف الآخر بالانزعاج والذنب، وهذا سيعود سلباً على أي محاولة تغيير إيجابية عند أحد الطرفين.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح للتطوير الشخصي وتحقيق النمو المستمر

في الختام:

إنَّ التغيير الشخصي والوصول إلى نمط الحياة الذي تحبه يحتاج إلى وقت طويل ويتطلب التزام الخطوات الخمس السابقة، قد تكون رحلة صعبة؛ لكنَّها تستحق ذلك الجهد من أجل رؤية تغيير حقيقي.




مقالات مرتبطة