5 خطوات ضرورية لتحقيق النجاح

النجاح طموح يسعى الجميع إلى تحقيقه كل يوم، بالطبع ترغب أن تجني هذا العام أكبر قدرٍ من الأموال يمكنك أن تجنيه في حياتك، وتود أيضاً أن تحقق تقدماً باهراً في حياتك وحياة عائلتك؛ لكنَّ كثيراً من الناس لا يعرفون ما هو ضروري لتحويل الأحلام إلى حقيقة، في الواقع للوصول إلى ما تمنيته طوال حياتك تحتاج إلى تغيير 5 أشياء فقط.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "باتريك ماكالا" (Patrik Macala)، ويُحدِّثنا فيه عن الخطوات الضرورية لتحقيق النجاح.

وستجد في هذا المقال الخطوات الخمس الضرورية لتحويل أكبر أحلامك إلى واقع تعيشه:

1. الوضوح:

تحتاج أولاً إلى معرفة أسبابك؛ إذ ببساطة لا تستطيع تحقيق أيَّاً من أحلامك ما لم تعرف ماهيَّة هذه الأحلام، أو لا تعي على وجه الدقة سبب أهميتها بالنسبة إليك، عندما يوقن المرء في أعماقه الأسباب خلف أحلامه يصبح أكثر استعداداً لفعل المستحيل كي يحولها إلى حقيقة.

من الهام ألا تنصت إلى أي نصيحة أو استشارة من أحد ما لم يستطع أن يشرح لك لماذا يجب عليك فعل ذلك؛ لذا فكِّر مليَّاً بأحلامك إن كنت حقاً ترغب بها والأسباب خلف ذلك ولماذا تجدها أحلاماً مناسبة لك.

سُئِل أحد أفضل مدربي كرة السلة مرةً قبل سباق للعدو على فوز من يراهن لمَ يهتم بمن لديه أفضل لياقة بدنية، ومن الأسرع، كان يهتم فقط بدوافعهم، وقال إنَّه يراهن على عدَّاءٍ قال إنَّه سيفوز هذا السباق لأجل أمه.

غالباً ما ينجح الشخص الذي تتعلق أحلامه بتحقيق ذاته أو مساعدة عائلته في بلوغ غايته أكثر ممن تتمحور أحلامه حول الماديات؛ إذ يكون أكثر حماسة وتحفيزاً، وأقل عرضة للاستسلام أمام الصعوبات؛ لذا القاعدة الأولى لتحقيق النجاح هي ألَّا تسعى وراء أحلامك حتى تكون مقتنعاً في أعماقك بأهميتها في حياتك.

شاهد بالفيديو: 6 اعتقادات خاطئة تمنعك من تحقيق النجاح في الحياة

2. الالتزام:

بعد معرفة ما تريد حقاً ولماذا تريده تحتاج إلى الالتزام،؛ لذا التزم بهدفك، التزم بفعل كل ما في وسعك لتحويل حلمك إلى حقيقة، لكن افعل ذلك بأمانة وليس كغالبية الناس، فكل ما تفعله عبث إلى أن تلتزم بحق.

أتذكر في إحدى الليالي حين كنت شابَّاً جامعياً كانت لدي فكرة رائعة عن بدء عملي الخاص، ظننتُ أنَّني مميز جداً لدرجة أنَّني أستطيع القيام بذلك بسهولة، فكَّرت أنَّني أستطيع العمل لمدة ساعة في اليوم، وكل شيء سينجح على نحو رائع، في الحقيقة لم ينتهِ الأمر فقط بأنَّني لم أبلغ غايتي؛ بل أيضاً بدأت مجريات حياتي تسير في الاتجاه المعاكس، فجأةً لم أكن سعيداً وكنت محبطاً وغاضباً طوال الوقت.

بدأت الأمور بالعودة لنصابها الصحيح في اليوم الذي أدركت فيه ضرورة أن ألتزم بهدفي بحق، وعندها فقط تمكنت أخيراً من التركيز والقيام بكل ما في وسعي لتأمين حياة جيدة لعائلتي.

الجانب المحزن من الأمر هو أنَّني لم أفهم أهمية الالتزام إلَّا بعد مرور عامين ونصف، أهدرتها في العبث لأنَّني لم أستطع الالتزام بحق؛ لذا خذ العبرة من قصتي والتزم التزاماً حقيقياً الآن، حدد هدفك، وركِّز جيداً وابتعد عن كل إلهاء قد تواجهه.

3. الكفاءة:

لا يهم ما إذا كان هدفك هو أن تصبح رياضياً أفضل، أو تأسيس عملك الخاص، أو خسارة الوزن، أو تحسين جودة علاقتك العاطفية، بصرف النظر عن ماهيَّة حلمك يجب أن تحظى بالمعرفة والمهارات الصحيحة لتحقيقه، لا يستطيع الميكانيكي إصلاح السيارات بالالتزام والحافز فقط؛ فهو يحتاج إلى المعرفة والمهارات الصحيحة.

لم يكن لاعب كمال الأجسام أرنولد شوارزنيجر (Arnold Schwarzenegger) ليفوز بمسابقة مستر أولمبيا العالمية (Mr. Olympia) لكمال الأجسام بالتزامه وحافزه فقط؛ بل كان أيضاً بحاجة لتعلُّم كيفية التمرُّن بالصورة الصحيحة؛ لذا هذه الخطوة هامة جداً للوصول إلى النجاح، ففي أي مجال من مجالات حياتك تحتاج إلى اكتساب المعرفة والمهارات الصحيحة.

عندما كان أرنولد شوارزنيجر لاعب كمال أجسام مشهور، ولكن لديه نقطة ضعف واحدة، وهي ضعف عضلة ساقه، جرَّبَ كل استراتيجية تدريب موجودة وباءت كلها بالفشل، كان يعرف أنَّه دون التخلص من نقطة ضعفه هذه لا يمكن أن يفوز مسابقة مستر أولمبيا؛ لذا سمع عن مدرب محترف من أستراليا، سافر إليه وسأله عن الاستراتيجية السرية التي يجب أن يستخدمها لتقوية عضلة ساقه؛ فأخبره أنَّه ما من استراتيجية سرية؛ إذ عليه فقط التدرُّب والتكرار.

4. الاجتهاد والصبر:

يرغب معظم مجتمعنا المعاصر التماس نتائج عملهم فور البدء بملاحقة أحلامهم، فيقع الجميع في فخ استباق الأمور، ونغرق في تخيُّل نجاحاتنا الباهرة، والراحة من بعدها، وننسى أنَّ أحد أهم شروط النجاح هو العمل الشاق، فلا توجد طرائق مختصرة، لكن الجميل في الأمر أنَّ معرفة أحلامك وأسبابك، والتزامك بتحقيقها يجعلها أهون؛ بل ستستمتع بكل خطوة من الرحلة.

إن كنت ترغب في خسارة الوزن فأنت بحاجة للعمل على ذلك، إذا كنت ترغب في تحسين علاقتك العاطفية فأنت بحاجة العمل من أجلها، وكل ما هو هامٌ ولو قليلاً بالنسبة إليك يتطلب وقتاً؛ لذا ضع في الحسبان أنَّ أعظم الحضارات لم تُبنَ في يوم واحد.

اعمل بجد، واستمتع بالرحلة، وكن صبوراً، وفكر بالأمر، وستجد أنَّ الصبر أحد أعظم المهارات التي عليك تطويرها لتحقيق النجاح؛ إذ نادراً ما تجد شخصاً يمتلك هذه المهارة، فالجميع يريد الحصول على نتائج فوريَّة؛ ممَّا يعني أنَّهم أكثر عرضة للاستسلام في وقت أقرب منك.

كل الأشياء القيِّمة تتطلب وقتاً، فالأشجار لا تنمو في يوم واحد؛ لذا لا تتعجل، وكن صبوراً وستنمو شجرة أحلامك في النهاية.

إقرأ أيضاً: 7 أمور تخبرك أنَّ الصبر قوة خارقة

5. الثقة بالنفس:

من المؤسف كم من الأشخاص الموهوبين والجيدين والطيبين يتعرضون للخداع أو التهميش فقط لافتقارهم الثقة بالنفس، فكر كم من الناس الذين تعرفهم وربما أنت شخصياً، يمكنهم إنجاز أشياء مذهلة في الحياة، ولكن انعدام ثقتهم بأنفسهم يدفعهم للاستسلام؛ لذا ثقتك بنفسك ضرورة للحفاظ على ثباتك واندفاعك، ومن دونها من المحتمل أن تتخلى عن أحلامك عندما تشتد الصعوبات.

بعض الأشخاص واثقون بأنفسهم بطبيعتهم، وعلى الجانب الآخر بعض الأشخاص ليسوا كذلك، ربما أنت واحد من هؤلاء الذين يحتاجون إلى تعلم كيفية زيادة الثقة بالنفس، والأمر بسيط جداً؛ أول ما تحتاج إلى تغييره هو نظرتك عن الثقة بالنفس، يظن كثيرٌ من الناس أنَّ الأشخاص الواثقين بأنفسهم أبطال خارقون، ولا يخشون شيئاً، ويعرفون دوماً ما يجب القيام به، وهذا ليس صحيحاً على الإطلاق.

قال الكاتب بريندون بيرشارد (Brendon Burchard) ذات مرة: "الأشخاص الناجحون ليسوا أبطالاً خارقين؛ وإنَّما مثابرون وحسب"، فتأتي الثقة بالنفس الحقيقية من إيمانك بقدرتك على فهم الأمور وإيجاد الحلول المناسبة، ليس عليك أن تعرف كل شيء، عليك فقط أن تعرف أنَّك ستفهم وتجد حلَّاً لكل شيء.

عندما تعترف لنفسك بأنَّك لست مثالياً ولا يمكن أن تعرف كل شيء، فإنَّك بذلك تسمح للآخرين بمساعدتك، وهنا تكمن الثقة الحقيقية؛ لذا لا تخف إن كنت لا تؤمن بنفسك بقدر ما يفعل الآخرون، ابدأ بخطوات صغيرة وابحث عن سبل وحلول وثق أنَّك ستجدها، وبذلك ستحصل على الكفاءة التي تحدَّثنا عنها في المقال سابقاً، وبزيادة كفاءتك فإنَّك تكتسب المزيد من الثقة بالنفس.

إقرأ أيضاً: 7 خطوات هامة تكسبك الثقة في النفس

في الختام:

توجد خمس خطوات ضرورية فقط للنجاح في أيِّ مجال من مجالات حياتك:

  • لا يمكنك السعي خلف أحلامك ما لم تعرف ما هي هذه الأحلام، ولماذا تريد تحقيقها.
  • ما لم تلتزم تماماً بالعمل على أهدافك ستبقى أحلامك أفكاراً، وما من أحدٍ ينجح بمجرد التفكير.
  • لتحقق النجاح في أي شيء تحتاج لاكتساب المهارات والمعرفة المناسبة، ومهما بذلت جهداً دون المعرفة الصحيحة لن يكون جهدك إلا مضيعة للوقت.
  • لن يأتيك أيٌّ ممَّا ترغب على طبق من ذهب؛ إذ تحتاج إلى العمل والمثابرة حتى تنجزه بنجاح؛ لذا لا تستسلم باكراً.
  • قد يكون لديك كل ما سبق، ولكن ما لم تؤمن بنجاحك فمن المحتمل أن تستسلم؛ لذا آمن بنفسك وقدراتك ولا تدع أحد يثبط عزيمتك.



مقالات مرتبطة