5 خطوات تساعدك على تجاوز أخطاء الماضي

أحياناً أُخطئ في تقدير الأمور، بعض هذه الأخطاء ثانوياً مثل الوقت الذي ظننتُ فيه أنَّني سأبدو جيدة بشعر قصير، أو الوقت الذي قررت فيه إزالة العفن من بعض الأطعمة في ثلاجتي ثم تناولها وانتهى بي المطاف في المستشفى بتسمم غذائي، أمَّا الأخطاء الأخرى لها آثار طويلة الأجل؛ ففي الجامعة قررت التخصص في قسم لم أكن مهتمةً به؛ لأنَّني لم أكن واثقةً بما يكفي لاختيار التخصص المناسب لي، لكن يمكن تغيير التخصصات وقمت بتغيير تخصصي عدة مرات؛ لكنَّني لم أدرس الكتابة والفن كما أردت، وبعد التخرج اخترت وظيفة لم أكن مناسبةً لها حقاً، ممَّا أدى إلى المزيد من الإحباط والتعاسة في حياتي.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة "لفلين بيتيسون" (Lovelyn Bettison)، وتُحدِّثنا فيه عن الخطوات التي يجب القيام بها لتجاوز أخطاء الماضي.

ظننتُ أنَّ الجميع يقضون أيامهم في فعل شيء لا يحبونه حقاً لكسب لقمة العيش فهذا جزء من كونك بالغاً، وعلى ما يبدو لم يكن هذا صحيحاً تماماً؛ لكنَّ الأمر استغرق مني سنوات لمعرفة ذلك، وبمجرد أن قررت نقل عائلتي بأكملها إلى بلد آخر على الرَّغم من أنَّنا كنَّا مفلسين تماماً، كانت تلك واحدة من أصعب الصراعات التي مررتُ بها في حياتي.

مررت بوقت حسبتُ فيه حقاً أنَّنا سنكون بلا مأوى في الشتاء في بلد لم نكن نعرفه حقاً، لكن مع بعض المساعدة من الأسرة والعمل الجاد الممزوج بقليل من الحظ نجح كل شيء في النهاية؛ فالأخطاء والإخفاقات والفرص الضائعة والثغرات في القرارات كلها أمور سيئة؛ لكنَّها جزء من حياتنا.

يمكن أن تكون مطبات بسيطة أو معقدة للغاية، ويمكنك إمَّا السماح لها بإيقافك أو إيجاد طريقة للتغلب عليها؛ فالخيار خيارك، فأنا كنت أعاقب نفسي بسبب أخطائي، وكنت أقول لنفسي أشياء مثل: "لا أحد يمكن أن يكون غبياً مثلي" و"كيف لي أن أفعل شيئاً كهذا" و"ما الذي كنت أفكر فيه؟" وبعد سنوات كنت أعود إلى الأخطاء نفسها وأتساءل عمَّا كان يمكن أن يكون لو أنَّني اخترت شيئاً آخر.

كنت أتخيل كيف ستتغير حياتي، والمشكلة في هذا التفكير أنَّه كان مضيعة للوقت؛ فليس الأمر كما لو كان لدي آلة زمنية يمكنني القفز إليها وتغيير ما حدث بالفعل فالماضي انتهى، وما كان بإمكاني فعله ليس هاماً؛ وذلك لأنَّ الأمر قد حدث بالفعل، وما يهم هو ما تختار فعله بهذه المعلومات الآن، فكيف تعامل أخطائك؟ وهل تعاقب نفسك كما فعلت أنا؟ وهل تتخيل كيف كان بإمكانك تجنب ذلك؟ أم أنَّك قادر على المضي قدماً في حياتك ووضع هذا الخطأ وراءك؟

كل خطأ نرتكبه يساعد على تكوين شخصيتنا:

لقد ساهم كل من الخير والشر من ماضيك في تكوين ما أنت عليه اليوم، ولا يمكنك محو الماضي، ولا يمكنك تغيير المستقبل إلَّا من خلال القيام بشيء مختلف اليوم.

شاهد بالفيديو: 7 خطوات تساعدك على التعلم من أخطاء الماضي

إليك بعض الخطوات التي ستساعدك على مسامحة نفسك على أخطاء الماضي والمضي قدماً:

1. فهم أنَّك لست وحدك:

كل شخص لديه أخطاء في الماضي، وحتى الأشخاص الذين تحبهم وتتخذهم قدوة ليسوا مثاليين؛ فقد تعثروا في الماضي تماماً كما حدث لك.

2. إلقاء نظرة صادقة على خطئك:

ما هو الجزء الذي أخطأت فيه؟ وما هو الجزء الذي أخطأ فيه الآخرون؟ وكيف جعلك الوضع برمته تشعر؟ فقط من خلال التجرد من مشاعرك يمكنك البدء في الشفاء.

3. مسامحة نفسك:

نحن كلنا بشر ونرتكب أخطاء، وهذا مجرد جزء من الحياة، فربما كنت تبذل قصارى جهدك في ذلك الوقت، والآن بعد أن تعلمت أفضل يمكنك أن تفعل ما هو أفضل.

4. إذا لزم الأمر، تعويض من تأثَّر بخطئك:

إذا تأذى شخص آخر بسبب خطئك فعليك إصلاح ذلك مع هذا الشخص، وهذا ليس دائماً ضرورياً أو محبذاً؛ فعليك بالطبع أن تستخدم فطنتك لتقرير ما إذا كانت هذه الخطوة مناسبة لموقفك أم لا.

إقرأ أيضاً: كيف نتخلّص من الماضي المرير؟

5. البحث عن الدروس المُستفادة:

كل خطأ يحتوي على درس، فماذا يمكنك أن تتعلم من خطئك؟ وكيف يؤثر في سلوكك عندما تكون في ظروف مماثلة في المستقبل؟

إقرأ أيضاً: أهم الدروس التي يجب أن نتعلّمها من الحياة

في الختام:

من الأشياء الجميلة العديدة في الحياة أنَّنا نبدأ كل يوم بفرص جديدة وخيارات جديدة فلا تجعل الماضي يؤثر فيك؛ فلن يؤدي ذلك إلَّا إلى منعك من الحصول على المستقبل المشرق الذي تستحقه، فسامح نفسك؛ فقد حان الوقت للمضي قدماً.




مقالات مرتبطة