5 توجهات هامة لعودة الموظفين للعمل في المكاتب

لطالما تطورت مكاتب العمل عبر الزمن، ولكنَّ العام الماضي حقق تغيراً ملحوظاً وسريعاً، في الوقت الذي تتطلع فيه أماكن العمل إلى الترحيب بموظفيها مرة أخرى بعد أن أجبرت جائحة كورونا الجميع على البقاء في ديارهم، والعمل من منازلهم، يواجه العديد من المديرين تساؤلاتٍ مهمة: هل نعود إلى العمل كالمعتاد، وننطلق من حيث توقفنا في 2020؟ أم نعيد تهيئة مكان العمل من جديد آخذين بالحسبان مَن مِن الموظفين سيداوم في المكتب، وكيف ستتعاون الفِرق الهجينة، والتكنولوجيا التي يجب استخدامها ليشعر الجميع بالأمان والصحة، عندما يعود الموظفون إلى المكاتب، فإنَّ أكثر ما يهم هو انطباعهم الشخصي عن مكان العمل؛ بحيث يتأكدون من وجود التدابير الصحية وتكنولوجيا جديدة تضمن العافية للجميع.



المكاتب في يومنا هذا:

تغيرت المساحات المكتبية المخصصة للعمل؛ حيث تطورت لتلبية احتياجات الأعمال والموظفين، لكنَّها لم تتغير كثيراً خلال القرن الماضي؛ حيث تتموضع المكاتب المفتوحة على شكل صفوف أو تجمعات، مع وجود مكاتب خاصة للمديرين، ظهرَ بعض التعاون فيما بينها، ولكن في الغالب بقيت مكاتب الإدارة منعزلة عن مكاتب الموظفين.

وبعد إدراك أنَّ التَّعاون يسفر عن نتائج أفضل، أصبحت المكاتب أكثر انفتاحاً، ومُنِحت حرية الاجتماع في مختلف الأماكن والتفاعل غير الرسمي، والذي بدوره عزَّز الابتكار، أدى الاهتمام بصحة الموظفين إلى توفير خدمات مثل صالات الألعاب الرياضية وجلسات التأمل في العمل، بالإضافة إلى أوقات عمل أكثر مرونة، وسمحت زيادة استخدام التكنولوجيا للموظفين بالتنقل ضمن المكاتب، مما زاد من وجود المكاتب المشتركة.

ثم ضربت جائحة فايروس كورونا بالعمل في المكاتب عرض الحائط، وحوَّلت أماكن العمل إلى مكاتب خالية بين عشيةٍ وضحاها، والآن، بعد أن عادت العديد من المكاتب إلى العمل، أصبحت الفرصة كبيرة لإجراء تعديلاتٍ على تدابير الصحة والسلامة، وتقييم الحيز المكتبي ككل، ومعرفة كيف يمكنك الاستعداد لمستقبل العمل على الأمد البعيد أيضاً، عند مواجهة مستقبل العمل والنظر في كيفية إعادة تهيئة مكتبك للعمل بعد جائحة كورونا؛ لذا تأكد من وجود جميع العوامل المذكورة أدناه لزيادة المشاركة الفعَّالة لموظفيك، من خلال تحقيق تجربة إيجابية في مكان العمل.

إقرأ أيضاً: كيف ستبدو مكاتب العمل بعد انتهاء جائحة كوفيد-19؟

العمل ضمن بيئة متطورة ومتكاملة:

لن تعود المكاتب إلى ما كانت عليه قبل جائحة كورونا، بدءاً بتحديد أوقات الدوام في المكتب؛ حيث تُظهر الدراسات أنَّ وجود الموظفين في المكتب لثلاثة أيامٍ على الأقل في الأسبوع، كافٍ للحفاظ على الثقافة التنظيمية المتميزة، كما أنَّ التأكد من وضع الأدوات المكتبية المناسبة هام للحفاظ على التواصل بين أعضاء الفريق، بما في ذلك توفير إمكان عقد مؤتمرات الفيديو مع ميزاتٍ تفاعلية أو استخدام تطبيقات دردشة جماعية، أو حتى توفير مساحة عمل رقمية مشتركة بينهم.

ترتيب مكان العمل حسب أولويات الموظفين:

إذا استمرَّ موظفوك بالعمل من المنزل لمدة عامٍ فستتغير نظرتهم بأماكن العمل وما يفضلونه فيها، والجزء الأهم من العودة إلى العمل هو توفير التجربة المناسبة لهم، والتي تُشعِرهم بالأمان والرغبة في العودة والمشاركة، سيشمل ذلك خياراتٍ عِدَّة، مثل توفير مواعيد عمل مرنة وتدابير الرعاية الصحية، كما أنَّ توفير أزرار بدون لمس يُعَدُّ من متطلبات العمل الحالية في فترة ما بعد جائحة كورونا، حسب تقارير موقع كوالتريكس (Qualtrics)، فإنَّ الشعور بالانتماء هو الدافع لتعزيز المشاركة الفعَّالة في العمل، كما صرَّح الموظفون عن حاجتهم إلى العمل في مكتب؛ حيث يشعرون بالانتماء للمكان.

إقرأ أيضاً: 14 طريقة بسيطة تزيد من كفاءتك في العمل

التركيز على صحة وسلامة الموظفين:

يزداد الاهتمام ببرامج الرعاية الصحية باستمرار، ولكنَّ الوقت الراهن هو الأمثل لتطبيقها في مكان العمل، إن دعت الحاجة إلى ذلك، وفقاً لتصريحات جمعية إدارة الموارد البشرية (SHRM)، والتي تضم أكثر من 165 دولة: "يمكن لبرامج الرعاية الصحية زيادة الإنتاجية، وتحسين الرُّوح المعنوية، وخفض النفقات الصحية للموظفين، فبعد جائحة كورونا في العام  الماضي، لن يحتاج الموظفون إلى معرفة أنَّ ربَّ العمل يتابعهم عن كثب ويهتم بسلامتهم فحسب؛ وإنَّما سيتعاملون باستمرار مع ما مروا به العام الماضي من ضغوطات شخصية كفقدان مصدر الدَّخل أو فقدان أحد أحبائهم بسبب جائحة كورونا. 

تحقيق المرونة والتوازن للنهوض من جديد:

كانت المرونة سمة ضرورية طوال العام الماضي، لكلٍّ من الموظفين وأرباب الأعمال على حد سواء؛ وهذا لن يتغير بمجرد استئناف العمل في المكاتب، تقترح مجلة تصميم العمل (Work Design Magazine): اتباع نهجٍ جسديٍ واجتماعيٍ وعاطفيٍ لتحقيق المرونة، بعبارةٍ أخرى، لا يجب أن يركز رب العمل على المرونة في أوقات العمل ومساحات المكاتب وإجراءات السلامة فحسب؛ بل يجب أن يركز أيضاً على كيفية استعادة التوازن بعد ما مروا به العام الماضي.

دمج التلعيب والمرح في بيئة العمل:

عندما يتعلق الأمر بخلق تجربةٍ رائعة في مكان العمل للمحافظة على مشاركة وتفاعل الموظفين، فتأكد من إضفاء المتعة على العمل من خلال خلق منافسةٍ ودية بين أعضاء الفريق؛  كسؤالٍ تطرحه أسبوعياً على تطبيق الدردشة الجماعي، بما يضمن قضاء أوقات سعيدة، وغيرها من الطرائق الإبداعية؛ حيث يُحافظ ذلك على مشاركة الموظفين في العمل، ويضمن إقامة علاقاتٍ ودية، كما أنَّ نهج التلعيب والمتعة في العمل يمكن أن يقلل من معدل دوران العمالة بنسبة 20% أيضاً.

من المؤكد أنَّ مستقبل العمل في المكاتب سيبدو مختلفاً، مع التركيز الجديد على الصحة العامة ومشاركة الموظفين وزيادة استخدام التكنولوجيا والطرائق المبتكرة الجديدة للمضي قدماً؛ لذا فقد حان الوقت لبيئة عمل مليئة بالإبداع.

المصدر




مقالات مرتبطة