5 استراتيجيات يتبعها القادة العظماء لتحفيز الموظفين على التفاعل

في عالم اليوم المفكك، يقول الناس معظمهم إنَّهم يشعرون بخسارة الاهتمام بوظائفهم وباللامبالاة تجاهها. ومع تزايد المشاعر السلبية، يشعر الناس غالباً بالإرهاق نتيجة الرسائل المزعجة والمثبطة للهمم؛ إذ تعترض هذه الرسائل السلبية طريق الناس، وتشتت انتباههم عن التفكير بطريقة صحيحة والتركيز في العمل.



يُعَدُّ فهم رسالة الشركة ورؤيتها أحد أكبر الدوافع الرئيسة لتفاعل الموظفين ومشاركتهم؛ إذ يعمل الرؤساء التنفيذيون الملتزمون جاهدين على تعزيز مشاركة الموظفين لتعزيز قدراتهم وخلق الدعم والتأييد.

ولكن، لماذا يحفز بعض القادة فِرقهم بسهولة نحو تحقيق أهداف وإنجازات جديدة، في حين يبدو أنَّ بعضهم الآخر يجد صعوبةً في مجرد الحفاظ على الوضع الراهن؟

إحدى الصفات الأساسية للقائد الناجح هي القدرة على تحفيز الناس نحو هدف ورسالةٍ ورؤية ما؛ إذ توجد خمس استراتيجيات يفعلها القادة للقيام بذلك:

1. طرح رسالة جذَّابة تثير الإلهام في نفوس الموظفين:

يعمل القادة العظماء بانتظام على تقريب الناس من تحقيق أهدافهم وأهداف عملهم؛ لذا إن كانت رؤية المنظمة غير مُلهمة، أو الغاية منها تحقيق الأرباح فحسب، فمن الصعب جداً تحفيز الآخرين وتقديم الدعم.

تشير الأبحاث التي أُجريَت عن تفاعل الموظفين إلى أنَّه، كي يشعر الناس بالارتباط بعملهم، يجب أن يكونوا قادرين على تصور أنفسهم وهم يحققون أهدافهم في العمل. يهتم القائد الماهر بتحقيق الانسجام بين القوى العاملة من خلال ربط مؤشرات الأداء الرئيسة لكلِّ دور في المنظمة مع مؤشرات الأداء الرئيسة العامة وأهداف العمل.

وعندما يكون الأشخاص قادرين على إيجاد علاقة تربط المهام التي يؤدونها كل يوم، وتحديد طريقة تأثير ذلك في العميل، وربما حتى في العالم ككل، فإنَّهم يكونون أكثر تفاعلاً واهتماماً بما يفعلونه وتقديمه بصورة جيدة.

2. غرس المبادئ والقيم وترسيخها في المؤسسة:

يُعَدُّ تعزيز المبادئ التوجيهية والقيم الأساسية في ثقافة المنظمة طريقةً فعَّالةً جداً لنشر السلوكات الصحيحة في جميع أنحاء المنظمة وترسيخها. إنَّ القادة الجادين بشأن قيمهم الأساسية ومبادئهم التوجيهية يضبطون أنفسهم ومنظماتهم لتوظيف الأشخاص الذين ينسجمون معهم وحسب، كما يُظهِرون تلك القيم والمبادئ من خلال السلوك المناسب في العمل.

يُعَدُّ إجراء المقابلات لمعرفة السلوك والقيم عنصراً أساسياً في عملية التوظيف في المنظمة القائمة على القيم. في هذه الأنواع من الشركات، توضع برامج تطوير القيادات وتخطيط تَعاقُب الموظفين على أساس القيم الأساسية والمبادئ التوجيهية.

شاهد بالفديو: 15 مهارة يجب أن يتحلى بها القائد الجيد

3. توضيح التوقعات والنتائج:

تتحقق الأهداف التنظيمية والنتائج المرجوة على أفضل وجه، عندما يُعبَّر عنها بوضوح وتُكرَّر دائماً. غالباً ما يُعبِّر قادة الأعمال عن شعورهم بالإحباط لأنَّ رسالتهم بمقصدها الحقيقي لا تصل إلى جميع المستويات، والحقيقة هي أنَّ الناس معظمهم يحتاجون إلى سماع الأمور 7 مرات قبل حفظها في الذاكرة؛ لذلك، يجب تكرار متطلبات الأدوار والأهداف والغايات تكراراً كافياً، للتأكد من أنَّ المشاركين جميعهم يعرفون خطة العمل وكيف يبدو النجاح.

ينقل بعض قادة المؤسسات الكبيرة رسالتهم إلى القوى العاملة من خلال فريق الإدارة الموثوق والمتمكن، بينما يُصمِّم بعضهم الآخر استراتيجية تواصل، ويقدمون رسالتهم من خلال مجموعة من الطرائق، مثل رسائل البريد الإلكتروني الفردية ووسائل الاتصال؛ وذلك عن طريق الاجتماعات التي تُجرى شخصياً مع المدير التنفيذي يومياً أو أسبوعياً، أو الاجتماعات الشهرية المفتوحة والرسائل الإخبارية.

4. تعزيز الحماسة والاحتفاء بالإنجازات:

يحدث الانسجام عندما يجتمع الأشخاص معاً لتحقيق رسالة لا يستطيع كلٌّ منهم تحقيقها وحده؛ إذ يدفعهم الانسجام إلى ذلك الهدف والرسالة، ثم يقيسون نجاحهم من خلال مؤشرات التطور والإنجازات. إنَّ القائد الذي يحتفل بالتقدم، ويتعلم من الفشل، ويخاطر ويتعاون مع الآخرين لإزالة الحواجز وتحقيق التقدم، هو القائد الذي يُعلِّم عناصره أن يركزوا اهتمامهم على ما يحاولون تحقيقه.

إقرأ أيضاً: 4 أسباب للاحتفاء بالإنجازات الصغيرة

5. بناء الثقة:

أحد أهم المكونات الضرورية لرعاية وتطوير انسجام القوى العاملة وتفاعلهم هو أن يكون القائد وجميع المديرين صادقين بما يقولونه ويفعلونه؛ إذ تُعَدُّ الثقة بكبار القادة والإدارة محفزاً هاماً لمشاركة الموظفين وتفاعلهم.

ومن هنا كانت النزاهة والتواصل الصريح من أهم السلوكات للقادة أصحاب الكفاءة العالية؛ ذلك لأنَّ الناس لا يثقون بقائد لا يفي بوعوده، أو يُعرَف عنه أنَّه يتراجع عن الاتفاقات التي أبرمها. إنَّ وضع الحدود والاتفاقات واحترامها هو ما يؤكد التزام المرء أقواله وأفعاله.

لا تعني الثقة أن تكون شخصاً مثالياً، وبالتأكيد لا تتعلق بالحفاظ على ثبات الأمور واستقرارها؛ إنَّما يتعلق الأمر بالتواصل الواضح والصريح بشأن متى ولماذا يجب تغيير الأمور، وإعلام الناس مسبقاً بشأن هذه التغييرات وكيف يمكنهم التكيُّف معها جيداً.

في سوق المواهب العالمية المتغير والمنافسة العالية اليوم، تبحث الشركات وقادة الأعمال عن طرائق لتقليل معدل دوران العمالة، وزيادة مشاركتهم وتفاعلهم وزيادة عائدات استثمارات رأس المال البشري إلى أقصى حد ممكن. إنَّ بناء وتعزيز قوى عاملة متوافقة يحركها الهدف هي طريقة مؤكدة للتحسين والتنشيط والاحتفاظ بأفضل الموظفين لديك.

المصدر




مقالات مرتبطة