5 استراتيجيات للهروب من سباق العمل المحموم وعيش الحياة التي تريدها

تتزاحم الأفكار التي تراودنا مع بداية كل عام جديد عن احتمالات تحقيق الإنجازات وإنشاء حياة أفضل؛ إذ يُنظَر إلى قرارات العام الجديد (New Year's resolutions) نظرة شك؛ وذلك لعدم مواظبة الناس عليها، ومع ذلك، من الضروري تحديد الأهداف إذا كنت ترغب في أن تعيش حياة ناجحة وذات مغزى.



ومن الأهداف التي يجب مراعاتها هي كيفية الاستيقاظ وقضاء وقت العمل؛ فجميعنا لديه التزامات مالية، فنحن إمَّا نعمل في وظيفة تقليدية تبدأ في الساعة التاسعة وتنتهي في الساعة الخامسة، أو لحسابنا الخاص لكسب قوت يومنا، فالمال لا يأتي دون جدٍّ وكدٍّ.

يقضي معظم الناس جُلَّ وقتهم في العمل؛ إذ تشير الإحصاءات إلى أنَّ عدداً كبيراً من الناس غير راضين عن عملهم، ويكرهون انهماكهم المستمر في العمل؛ لذا إنَّ انشغالك في عملٍ لا يحقِّق لك الرضى، سيؤثر سلباً في كل جانب من جوانب حياتك بطريقة أو بأُخرى، فسباق العمل المحموم هذا يحول بينك وبين الحياة التي تنشدها، ويستزف طاقتك ويُشعرك بالعجز.

وإذا كان هذا هو العام الذي ستحقِّق فيه أهدافك وأحلامك وتفعل أكثر ما كنت تظن أنَّه ممكن، فستحتاج إلى فهم كيفية الهروب من سباق العمل المحموم وعيش الحياة التي تريدها؛ إذ يمكنك تجنُّب هذا السباق، بصرف النظر عن هويتك، أو ما مررت به، أو مكانك الحالي في الحياة؛ إذ إنَّه يمكن لأي شخص أن يعيش الحياة التي يريدها من خلال خطَّةٍ، وجهدٍ مركَّزٍ، ورغبةٍ مُلحَّةٍ بالهروب من هذا السباق.

فيما يأتي خمس استراتيجيات يمكن لأي شخص تعلُّمها وفهمها واستخدامها للهروب من سباق العمل المحموم وعيش الحياة التي يرغب فيها، فكل ما تريده ممكن إذا امتلكت التركيز والتناغم والالتزام لتصبح شخصاً أفضل:

1. الاعتراف بوضعك الحالي:

لا يمكنك المضي قدماً في الحياة إن لم تحدِّد بوضوح مكانك الحالي لتعرف بُعدك عن وجهتك؛ إذ يمكنك أن تعرف كيفية الهروب من سباق العمل المحموم عندما تفهم بالدرجة الأولى أنَّ ظرفك الحالي هو لحظيٌّ وأنَّه ليس المكان الذي يتعيَّن عليك البقاء فيه إلى الأبد.

هل تعمل بوظيفة تكرهها؟ وهل تبني مشروعاً تجارياً بطريقة لا تلائمك؟ وهل تخشى الاستيقاظ كل صباح لأنَّ يومك سيمتلئ بأولويات خاصة بالآخرين؟

كن صريحاً جداً مع نفسك بشأن وضعك الحالي، ووضِّح لذاتك الأمور الآتية:

  • الأمور التي تعجبك في عملك الذي تكسب منه مالاً.
  • الأمور التي لا تُعجبك والتي تتعلَّق بالطريقة التي تقضي بها وقت عملك.
  • فيمَ تُنفق معظم وقتك اليومي؟
  • ما الذي يلفت انتباهك؟
  • ما هي نسبة حضورك الكامل في حياتك

2. تحديد العناصر المثالية التي تريدها في حياتك:

بعد أن تُحدِّد مكانك الحالي، حان الوقت لتجربة ما يمكن أن يكون الجزء الممتع من العملية؛ عليكَ أن تعلم جيداً كيف يبدو شكل الحياة على الجانب الآخر من سباق الحياة المحموم بالنسبة إليك، فإذا كنت تنوي الهروب من هذا السباق، فعليك أن تكون قد حددت تحديداً هادفاً الحياة التي تريدها، واكتب عناصر الحياة التي ترغب في عيشها، وكن دقيقاً بشأن:

  • كيف تريد قضاء وقتك يومياً؟
  • كيف تريد أن تجني دخلاً؟
  • مَن هم الأشخاص الذين يحصلون على جزء من وقتك، ولماذا؟
  • ما هي العناصر والأمور المسلِّية التي تريد تجربة المزيد منها؟
  • ما هو المكان الذي ترغب في استكشافه في هذا العالم؟
  • وضعُ أهدافٍ تتحدَّى بها نفسك كتعلُّم لغة أو مهارة جديدة.

يمكنك الهروب من سباق العمل المحموم هذا عندما تلتزم وتتَّخذ إجراءً دقيقاً تجاه عيش حياة يخشى معظم الناس السعي وراءها، فيمكنك أن تعيش حياةً رائعة عندما تكون على استعداد لتوضيح ورسم الأهداف التي تساعدك على أن تصبح أفضل نسخة من نفسك على كل أصعدة حياتك.

هل تعيش حياتك على أكمل وجه؟

كونك تمتلك الآن نظرةً ومخططاً واضحاً عن موقعك الحالي وما تبدو عليه حياتك المثالية، فعليك وضع أهداف واقعية وطموحة في آنٍ معاً؛ إذ تُوفِّر عملية رسم خرائط الوجهة، صورة عامة لوضع أهداف محدَّدة تساعدك على الهروب من سباق العمل المحموم.

شاهد بالفيديو: 10 نصائح للموازنة بين الحياة والعمل

3. التخلِّي عمَّا لم يعد يخدمك:

إنَّ إحدى أكثر الأجزاء صعوبة في الهروب من السباق اليومي المحموم هي التخلِّي عن الأشخاص والظروف والمواقف التي لم تعد تخدمك؛ إذ تتطلَّب عملية النمو التخلُّص من الحمولة الزائدة، ويجب أن تكون على ارتباط بالأشخاص والحالات التي تدعم وجهتك الأمامية التي ترغب في الانتقال إليها.

ضع في الحسبان أنَّك لن تعلم أبداً كيف تهرب من سباق العمل المحموم في حال كان لديك قدم واحدة تتَّجه للأمام والأخرى ما زالت موجودة في المكان الذي جعلك تشعر بالراحة سابقاً؛ لذا عليك أن تترك كل شي خلفك لتنتقل بجرأة وشجاعة إلى الحياة التي تريد أن تعيشها.

إنَّ الخروج من هذا السباق هو مهمَّة صعبة بحدِّ ذاتها، وتصبح أكثر تعقيداً عندما تسمح للتوتر ولمعتقدات الآخرين المُقيَّدة بالتأثير في قراراتك؛ لذلك تخلَّ عن كل ما لا يخدم تقدُّمك ورغبتك في النمو؛ فأن تكون محاطاً بالإلهام ومُحرَّراً من عدم الانسجام، هو شعور مريح؛ لذا إنَّ دائرتك المحيطة بك، وعلاقاتك، وما تضعه في ذهنك إمَّا سيساعدك أو سيضرُّ برحلتك للهروب من سباق العمل المحموم وعيش الحياة التي لطالما أردتها.

إقرأ أيضاً: لماذا يكون الندم مضيعة للوقت في معظم الأحيان؟

4. استخدام خبرتك والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لرفع قيمتك:

يُوفِّر الإنترنت والشبكات الاجتماعية والتطبيقات المختلفة والقدرة على الوصول إلى المعلومات فرصاً ممتازةً، سواء كنت خبيراً مهنياً طوال حياتك أم كنت ترغب في أن تصبح رائد أعمال. ويمكنك الاستفادة من الفرص الموجودة اليوم لكسب أكبر قدرٍ من المال بأفضل وأكثر طريقة مناسبة بالنسبة إليك، خصوصاً كونك تقضي معظم وقتك في استخدام التكنولوجيا، وكون لديك المعرفة والخبرة الحياتية.

إنَّ الأشياء التي تعرفها ذات قيمة للشركات أو البشر الآخرين؛ لذلك، يمكنك أخذ معرفتك هذه وتحويلها إلى مهنة رائعة أو بناء عمل تجاري يتعلَّق بها.

يجب عليك في أثناء مرحلة تخطيط العناصر المثالية بالنسبة إليك، توضيح ما إذا كنت تريد وظيفة أفضل، أو زيادة في الراتب، أو الشروع بعمل تجاري خاص بك، أو التحوُّل عن مهنتك الحالية؛ لذلك لا أحد يستطيع اتِّخاذ هذا القرار نيابةً عنك الآن.

وبصرف النظر عن نموذج الدخل الذي تراه مناسباً بالنسبة إليك، فإنَّ استخدامك للقيادة والمحتوى الفكري يمكن أن يساعدك على زيادة القيمة الخاصة بك لشركة أو عملاء؛ إذ تقتصر الفكرة الرئيسة على استخدامك للمعرفة التي تمتلكها عن الموضوعات التي تُعنى بها، ويمكنك التحدث عنها بمسؤولية، وإنشاء مقاطع فيديو، أو مقالات مكتوبة، أو محتوى صوتي، فأنت تقوم بهذه الحالة بتثقيف الآخرين، وتُظهِر خبرتك، وتوجِّه الانتباه إليك.

استخدام خبرتك

أنت مَن تُحدِّد قيمتك بشروطك:

بالمناسبة، ليس عليك أن تكون آلة صنع محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي؛ إذ إنَّك أنت مَن تُحدِّد قيمتك بشروطك وبطريقة تُشعرك بالرضى؛ فعندما تضيف قيمتك عبر الإنترنت، فإنَّك تجذب انتباه المستهلكين، وكلما ازداد الانتباه الموجَّه نحوك، ازداد عدد المتابعين.

ومع وجود مجموعة من الأشخاص الذين يتابعونك، تكون قد أنشأت قيمة يمكن أن يستفيد منها ربُّ عمل، أو أن تُحوِّلها إلى قاعدة مستهلكين لعملك؛ لذا، يرتبط نمو الدخل بالقيمة التي تُقدَّم؛ إذ توفِّر وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت منفذاً لإضافة قيمة من خلال مشاركة معرفتك وحرفيتك وخبراتك من خلال المحتوى الذي توفِّره للآخرين.

فاستفد من الفرص المتاحة لتُظهِر لشركتك سبب استحقاقك للزيادة، ودعونا نُذكِّر الشاب الذي فعل ذلك بالضبط، وأظهر الأمر على تطبيق "تيك توك" (TikTok)، فقد استفاد من المحتوى القيادي والفكري لإظهار قيمته لشركة "والمرت" (Walmart)، وها قد نجا الآن من سباق العمل المحموم.

ويمكنك أيضاً أن تقرِّر بدء عملك الخاص بأقل التكاليف؛ إذ يمكنك استخدام موقع "سكوير سبيس" (Squarespace)، لإنشاء موقع ويب خاص بك بمساعدة من الدروس الإرشادية الموجودة مجاناً على موقع "يوتيوب" (YouTube)، فاجعل هذا الموقع سهلاً بحيث يتضمَّن معلومات عن هويتك، وماذا تُدرِّس؟ وما الذي ستُقدِّمه للبيع للمستهلكين؟

يمكنك في عصر المعلومات الرقمية هذا تجميع معرفتك بِوصفها منتجاتٍ رقمية، والتي يتطلَّب إنشاؤها نفقاتٍ قليلة جداً؛ إذ إنَّه من الممكن بناء أساس عمل مزدهر بأقل من 500 دولار.

فيمكنك البدء بشكل تمهيدي والانتقال إلى تطبيق "يوتيوب" (YouTube)، لمعرفة ما لم تكن تعرفه، ويمكنك أيضاً أن تبحث عمَّا تريده وتستمتع بالتعلم والحديث عنه، وتحويله إلى عمل خاص حقيقي، فاستفد من المحتوى والريادة الفكرية في تنمية أرباحك إذا كان لديك عمل تجاري، ويمكنك مع تزايد إيراداتك، تحديد عناصر العمل التي لم تعد تخدمك.

إقرأ أيضاً: بناء سلطة الخبرة... قيادة العمل من الأمام

5. الثبات والتركيز والعمل:

بعد أن أصبح لديك كل العناصر الأساسية لتوظفها في العمل وتعيش الحياة التي تريدها، سيكون مستوى نجاحك في النهاية مرتبطاً ارتباطاً مباشراً بالجهد الذي تبذله في عملك هذا.

وإنَّ إحدى الأسباب التي تجعل الناس يبقون عالقين في سباق العمل المحموم هي أنَّهم لا يحافظون على تركيزٍ مستمرٍّ في عملهم؛ والأمر الذي سيمكِّنك من الخروج من هذا السباق اليومي هو امتلاكك رغبة مُلِحَّة للهروب؛ إذ إنَّ الحياة التي تريد أن تعيشها هي ما تتطلَّب ذلك.

ويتيح لك التركيز عدم الاستسلام للمشتتات عند ظهورها؛ إذ سوف تظهر بالتأكيد، كما يُقرِّبك الثبات من العناصر المثالية التي كنت قد حددتَها مسبقاً، ويتيح لك الفرصة للهروب من سباق العمل المحموم الذي يُنهِكك.

في الختام:

لقد انتظرتَ طويلاً جداً، فحان الآن الوقت للتوقُّف عن وضع كل شخص وأولوية أمام أولوياتك، وحان الوقت لتمنح الأولوية لنموك وللالتزام بالهروب - بكل الطرائق - من السباق المحموم الذي كنت تعيشه يومياً،

فأنت تستحقُّ أن تعيش الحياة التي تريدها، ويمكنك ذلك إذا كنت على استعداد للعمل للحصول عليها؛ لذا استخدم هذه الاستراتيجيات للهروب من سباق العمل المحموم لتتمكَّن عندئذٍ من جمع مزيد من المال والتمتُّع بالثراء وبحرية الوقت واختبار تجارب مثيرة.

المصدر.




مقالات مرتبطة