5 استراتيجيات للحد من الديون الإجمالية للعمل

تسعى كل شركة إلى تحقيق صافي ربحٍ سليم، ويُعدُّ الحفاظ على التركيز، ووضع الاستراتيجيات المناسبة لإدارة الديون المالية من أبرز عوامل تحقيق ذلك الهدف.



ليس بالضرورة أن تحمل كلمة "دَين" معنىً سلبياً؛ فالديون هي جزء سليم من أي مؤسسة مستدامة عندما يُستفاد منها بشكل مناسب؛ لكن مع ذلك، ينبغي أن يكون تخفيض الديون، ومن ثمَّ تقليل احتمال حدوث تأثير سلبي في استقرار الشركة، على رأس أولويات رواد الأعمال؛ لذا، نقدِّم إليك 5 استراتيجيات لتحقيق ذلك الهدف.

1. إعادة التفاوض وإعادة تنظيم القروض مع المقرِضين الحاليين:

لا يُعدُّ هذا الخيار شائعاً للغاية، ونادراً ما تقدِّمه وكالات خدمة الديون، ولكنَّه يناسب جميع الشركات مهما اختلفت مجالات عملها؛ ففي جميع الحالات، يضع المقرِضون ورواد الأعمال الأمور ذاتها في الحسبان؛ إذ يُفضَّل عموماً الحفاظ على العملاء خلال الفترات العصيبة عبر تخفيض هامش تكاليف الخدمة؛ بدلاً من منحهم قرضاً يتخلَّفون عن سداده، أو يُحوَّل هذا القرض إلى وكالة تحصيل لا تُثمِر بأي نتائج واضحة.

وفي بعض الحالات، قد تقتضي الحاجة تقديم أسباب إضافية توضِّح للمقرِض التأثيرَ السلبي للرسوم الحالية، أو شروط القرض على سيولة الشركة المقترضة (وتسمى أحياناً "خطاب المشقة")، وقد تشمل الإجراءات المتاحة عكسَ، أو تخفيض الرسوم الإدارية؛ أو تغيير مواعيد الدفع، والتي يمكن أن تكون جميعها مفيدة.

2. توحيد وتقليل تكاليف الخدمة للحصول على قرض أكثر ملاءمة:

يُعدُّ تقييم سبل التخفيف من وطأة أعباء ديون الشركة خياراً ناجعاً بالاعتماد على ما إذا كانت الشروط مواتية، وأنَّ أي رسوم إدارية، أو رسوم إقالة أو إنشاء؛ لا تضيف أعباءً جديدة قصيرة الأمد.

3. السعي إلى الحصول على المنح كخيار لنقل الديون:

لا ينبغي التغاضي عن المنح، أو القروض المماثلة المُعفاة من الضرائب بوصفها خيارات لموازنة الديون؛ فبالإضافة إلى المنح التي يُعلن عنها وإطلاقها استجابةً للظروف الملحَّة (كجائحة فيروس كورونا)، ثمة العديد من المنح المقدَّمة المتاحة، والتي تنطبق على كل قطاع أعمال تقريباً.

قد تقدِّم مجموعات التنمية الاقتصادية المحلية والإقليمية، أو وكالات العمل غير الربحية أو غير الحكومية الأخرى مثل هذه المنح، ونظراً لأنَّ هذه المنح يمكن أن تقتصر أحياناً على دعم منطقة، أو قطاع عمل معين؛ فإنَّ قراءة النسخة الدقيقة حول كيفية الاستفادة منها أمر لا بد منه.

إقرأ أيضاً: كيف تتعامل مع ديونك في ظل الركود العالمي؟

4. إدارة الحسابات مستحقة القبض:

يُعدُّ التركيز على تحصيل المدفوعات المستحقة لشركتك أمراً بالغ الأهمية لضمان تحقيق أساس مالي سليم لمواصلة العمل، كما يوفِّر فرضُ شروط دفع أقصر (كدفع صافي المبلغ خلال 30 يوماً، بدلاً من 90 يوماً) مزيداً من اليقين بشأن وضع إيرادات الشركة.

وفي حين أنَّ إعادة التفاوض بشأن المدفوعات الخاصة بالعملاء الدائمين قد يكون غير ممكن، فقد تكون هناك فرص للنظر في الخصومات التي قد تمنح مقابل السداد الفوري، أو الاستفادة من شركة معتمَدة مستعدة لدفع 85٪ أو أكثر من المبلغ المستحق مقدماً، وتحمُّل عبء (ومخاطر) التأخير في الدفع.

ضع في اعتبارك تحقيق توازن بين الاحتفاظ بالعملاء على الأمد الطويل، وفرص شركتك في "رد المعروف"، واكتساب ولاء العملاء؛ وذلك من خلال توفير مرونة ضمن حدود المعقول لشروط الدفع للعملاء الذين يواجهون تحديات أيضاً في بيئة العمل الحالية.

5. البحث عن خيارات إبداعية مع البائعين والموردين:

حينما تستثمر ديون شركتك لدعم التوسع، أو المخزون، أو الخدمات من الموردين، فكِّر في إيجاد ترتيبات الدفع المؤجل مع هذه الجهات؛ إذ يمكن أن تشمل نماذج الترتيبات هذه تقاسم المخاطر بالأقساط؛ وفقاً لنتائج العمليات النهائية لمبيعات الخدمة أو المنتج، ونادراً ما تأخذ الشركات هذا الأمر بالحسبان؛ ولكنَّ إعادة النظر في علاقات العمل، وتحسينها من مجرد مورد إلى شريك أو مستثمر، يمكن أن يُحدِث تحسناً إيجابياً خلال الظروف الحرجة؛ إذ ينبغي أخذ فكرة واضحة عن المخاطر والمكافآت قبل إجراء مثل هذه الترتيبات، كما ينبغي توفُّر الخبرة القانونية والمالية الموضوعية لضمان نتائج مفيدة للطرفين.

شاهد بالفيديو: 8 نصائح للاستفادة بشكل أكبر من علاقات العمل

الخلاصة:

نعيد ونكرر: من الهام أن ندرك أنَّ الديون تُعدُّ جزءاً صحياً، وضرورياً من العمليات المستدامة، وتنمية أي شركة ناجحة عند إدارتها بشكل مناسب. وفي حين أنَّه يمكن أن يوفر تخفيف أعباء الديون قوةً إضافيةً لاستمرارية شركتك على الأمد الطويل، ينبغي تطبيق واحدة أو أكثر من الاستراتيجيات الموضحة أعلاه لتعزيز هذه النتيجة.

 

المصدر




مقالات مرتبطة