5 استراتيجيات لتفادي التشتيت في العمل

عندما دخلت في مجال الأبحاث، لم يخطر في بالي أنَّ انطوائيتي قد تجعل العمل يبدو وكأنَّه ساحة معركة؛ إذ يُقال إنَّ العلماء ليسوا مضطرين للتفاعل مع الناس، وبأنَّهم يعملون في مختبر وحدهم.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّنة سيتي ناكويا عبد الرحيم (Siti Naquia Abdul Rahim)، والتي تُحدِّثنا فيه عن تجربتها الشخصية في استخدام بعض الاستراتيجيات لتفادي التشتيت عند العمل مع الآخرين.

وبعد أن أصبحت عالمةً، كان يجب عليَّ أن أستخدم بعض الاستراتيجيات لتفادي التشتيت من أحاديث الآخرين ضمن مكان عمل مشترك:

1. القدوم مبكراً إلى العمل:

أنا أفضِّل الاستيقاظ باكراً والقدوم إلى العمل، ليس لأكون متميزة عن الآخرين؛ وإنَّما لتجنب أكبر عدد ممكن من الموظفين؛ حيث تعد ساعات عملي مرنةً جداً، فبدلاً من بدء العمل من الساعة 9 إلى الساعة 5 مثل معظم زملائي، أبدأ عملي حوالي الساعة 7 صباحاً، وغالباً ما تكون ساعات عملي الأولى في المكتب أو المختبر هادئةً، وأقضيها مع نفسي وذلك حتى الساعة التاسعة صباحاً، عندما يبدأ الجميع بالقدوم.

2. استخدام سماعات الرأس أو سدادات الأذن:

يمكن أن يكون الأشخاص الانطوائيون حساسين جداً؛ ممَّا يعني أنَّني لا أضع سماعات الرأس في العمل لمجرد الاستماع للموسيقى، فعندما يتناول الناس الشاي في مكاتبهم ويصدرون صوتاً مزعجاً أو يمضغون رقائق البطاطس، فإنَّ تلك الأصوات التي تصدر تثير أعصابي، لكن من غير المنصف إخبار الآخرين بالتوقف عن الشرب أو الأكل؛ ومع ذلك، لا يمكنني وضع سماعاتي دائماً؛ وذلك لأنَّ الاستماع للموسيقى في أثناء العمل لا يساعد دائماً، وقد تتأذى أذني بعد فترة.

في المرة الأولى التي جربت فيها سدادات الأذن في المكتب، شعرت بالهدوء، ففي أثناء وضع سدادات الأذن، يبدو الأمر كما لو أنَّ أصوات الأشخاص من حولك مكتومة، ومن ثمَّ لن تقتحم هدوءك أبداً.

شاهد بالفديو: 15 طريقة للحفاظ على التركيز أثناء العمل

3. جعل الناس يعرفون أنَّ عدم التحدث إليهم لا يعني أنَّك لا تحبهم:

عندما يتحدث أحدهم معي، أوجه تركيزي الكامل إليه، لهذا السبب أتذكر أموراً عن الناس، في حين أنَّ معظم الأشخاص الذين قابلتهم يميلون إلى نسيان المناقشات التي أجريناها؛ لذلك بالنسبة إليَّ، قد يكون تحقيق التوازن بين مهمة ومناقشة ما أمراً مرهقاً؛ وقد لا يحدث حدوثاً صحيحاً.

عندما أعمل في المختبر، أفضِّل التركيز على عملي والدخول في حالة التدفق الذهني، لكن من الصعب جداً القيام بذلك عندما يحادثني زملائي ويقطعون عليَّ حالة التدفق تلك بمناقشاتهم، فأنا أرغب في إجراء مناقشات هادفة، أو الإصغاء إلى ما يقوله زملائي خلال فترة الغداء أو بعد العمل أو عندما يصبح عملي مملاً جداً، ولكن ليس عندما أكون مشغولةً في مهمة ما، وسأكون غير لبقة عندما أجيب عن أسئلة زملائي بسرعة، وأتجنب المناقشات قبل أن تبدأ حتى.

في بعض الأحيان، يفهم زملائي تصرفاتي تلك، وأحياناً يجب أن أخبرهم أنَّني مشغولة، ولكن عندما يحين الوقت وأكون جاهزة لتلك المناقشات سأبحث عنهم، وسأمنحهم اهتمامي الكامل، بدلاً من إزعاجهم، فأنا أهتم بالآخرين، ولكن ليس لديَّ القدرة على التحدث لفترات طويلة.

إقرأ أيضاً: خطوات بسيطة لزيادة القدرة على التركيز في العمل (1)

4. استخدام رسائل البريد الإلكتروني كطريقة رئيسة للتواصل، بدلاً من المكالمات الهاتفية:

أنا أُفضِّل رسائل البريد الإلكتروني؛ وذلك لأنَّ الناس سيفكرون فيما سيقولونه قبل إرسال بريدهم، ومن ثمَّ يمكنني بعد ذلك الرد عليهم في الوقت الذي يناسبني، فأنا أعلم أنَّ بعض الناس يفكرون بصوت عالٍ، ومن الطبيعي أن ينسوا بعض أفكارهم في أثناء إجراء المكالمات الهاتفية وينتهي بنا الأمر إلى عدم فهم شيء ممَّا يقولونه.

فأنا أكره المناقشات غير المفيدة؛ وذلك لأنَّها تعني إهدار الطاقة في التحدث، وإذا استمر الزملاء في الاتصال كل بضع دقائق في كل مرة تخطر ببالهم فكرةً ما، فإنَّني مضطرة إلى أن أطلب منهم الاتصال بي في وقت لاحق، وذلك لأتمكن من الانتهاء من عملي، ولكي لا أفقد تركيزي فقداناً متكرراً؛ لهذا السبب، نادراً ما أُحضر هاتفي معي إلى المختبر أو مكان العمل، وفي بعض الأحيان، أجد أنَّ قضاء دقيقتين في الرد على رسالة بريد إلكتروني يمكن أن يحقق نتيجة إجراء مكالمة هاتفية لمدة عشر دقائق نفسها.

إقرأ أيضاً: ثماني استراتيجيات لبريد إلكتروني فعّال، التواصل بكفاءة وفعاليّة

5. حضور المناسبات الاجتماعية الملائمة:

ليس بالضرورة أن يكون الأشخاص الانطوائيون غير اجتماعيين، فأنا أبذل قُصارى جهدي لحضور المناسبات المرتبطة بالعمل؛ وذلك لأنَّني أحاول أن أكون شخصاً داعماً ومؤيداً بين الفترة والأخرى، وبعد كل هذه السنوات، أستطيع القول إنَّني لا أستمتع في المناسبات؛ وذلك لأنَّه من الصعب إجراء مناقشة هادفة مع زملائك في جو من الضوضاء، والتجمعات الوحيدة التي استمتعت بها هي تلك التي تجاوزت المناقشات العادية لنتحدث عن أمور أخرى قد تكون مفيدة.

عندما يصادف وجود مناسبات اجتماعية عدة في اليوم نفسه، فإنَّ هذا الأمر يبدو وكأنَّه بمنزلة عمل إضافي بالنسبة إليَّ، وليس ترفيهاً؛ ولهذا السبب، لا تتوقع أن يحضر الانطوائيون جميع المناسبات في يوم واحد، لا سيما المناسبات التي تحدث فجأة دون علم مسبق بها، ربما يمكنني حضور جميع المناسبات، ولكنَّني أخصِّص ما بين 10 إلى 15 دقيقةً فقط لكل منهم، وإذا كنت أعلم مسبقاً بأنَّني سأواجه يوماً مليئاً بالتواصل الاجتماعي، فسوف أهيِّئ نفسي لذلك.

أُدرك أنَّ الطريق الأسهل قد يكون شرح مزاجنا لزملائنا، ووضع حدود في التعامل، لكن لا يفضل بعضهم فعل ذلك، لا سيما إذا كان يأتي إلى مكان العمل أناسٌ جدد تماماً باستمرار؛ لكنَّني ما زلت أتعلم القيام بذلك وأنا أمضي قُدماً.

المصدر




مقالات مرتبطة