5 أسباب للتوقُّف عن مشاهدة الأخبار و4 نصائح تساعدك على ذلك

إذا كنت تبحث جاهداً كي تعثُر على شيءٍ واحدٍ جيدٍ في هذا العالم، فعلى الأغلب أنَّك تقضي وقتاً طويلاً جداً في مشاهدة الأخبار، والطريقة لحلِّ هذه المشكلة، هي التوقُّف عن ذلك، فأنت تريد أن تبقى مطَّلعاً على ما يجري في العالم، لكن ليست الأخبار هي الطريقة المُثلى للحصول على المعلومات.



مع أنَّ التخلي عن هذه العادة أمرٌ صعبٌ، لكنَّك ستجد في هذا المقال 5 أسباب من شأنها أن تجعلك تفكِّر بالابتعاد تدريجياً عن هذه العادة، بالإضافة إلى نصائح سهلة يمكنك اتباعها للتوقُّف عن مشاهدة الأخبار.

5 أسباب للتوقُّف عن مشاهدة الأخبار:

1. قد تسبِّب لك الأخبار أضراراً على صعيد الصحة النفسية:

إحدى أبرز الأسباب للتوقُّف عن مشاهدة الأخبار هي أنَّها قد تُلِحق ضرراً بصحتك النفسية؛ إذ إنَّ مشكلات الصحة النفسية أصبحت قضيةً خطيرةً، ونشرات الأخبار تساهم في حدوث هذه المشكلات، فإذا كنتَ تشاهد الأخبار، فقد تشعر أنَّه ما من شيء جيد في العالم، وهذا قد يساهم في حدوث الاكتئاب والقلق، وفي سبيل الحفاظ على صحتك النفسية، يُفضَّل أن تتوقَّف عن مشاهدة الأخبار، وبدلاً من ذلك شاهد أشياء تجعلك سعيداً.

أنت تحتاج إلى أن تعرف بعض الأشياء التي لن تكون دوماً إيجابية، لكن لا يعني هذا أن تقضي كل وقتك في مشاهدة الأشياء السلبية التي تحدث في العالم؛ لأنَّك بذلك تجعل صحتك النفسية تتدهور؛ لذلك اعتنِ بصحتك النفسية، وتوقَّف عن مشاهدة الأخبار.

2. تُحقِّق القنوات الإخبارية أرباحاً هائلة من خلالك:

الأخبار أصبحت إحدى مجالات الأعمال التي هدفها هو جني أكبر قدر ممكن من المال، فكلَّما زاد عدد الأشخاص الذين يتابعون القناة الإخبارية، زادت قدرتها على فرض رسوم على الجهات التي تطلب الترويج لها من خلال الإعلانات.

فكِّر في الأمر، بينما قد يكون للأخبار تأثير سلبي في حياتك، فإنَّ القنوات التي تذيع النشرات الإخبارية تجني المال من جرَّاء مشاهدتك لها، فلا تستحقُّ هذه القنوات أن تجني المال من خلالك، وخاصةً أنَّ جودة الخدمة التي يقدِّمونها لك بدأت تنخفض جداً.

فإذا أردت ألا تكون سبباً في تكوين ثروة لأصحاب القنوات الإخبارية، فتوقَّف عن متابعتها، ولكي تحصل المؤسسات الإعلامية على التمويل، يجب أن يقدِّموا لك معلومات ذات جودة عالية، ويجب ألَّا يجنوا أي أموال قبل أن يفعلوا ذلك.

شاهد: 12 نصيحة للحفاظ على الصحة النفسية

3. قد تقدِّم لك الأخبار معلومات مُضلِّلة:

غالباً ما تضلِّلك المؤسسات الإعلامية من خلال العناوين التي لا تكون دقيقة، وبالإضافة إلى ذلك، قد تجد صعوبة في معرفة الفرق بين المحتوى المدعوم؛ أي المحتوى الذي يتم برعاية شركة، والمحتوى الإخباري الفعلي للقناة.

يعني المحتوى المدعوم وجود جهة تدفع مالاً مقابل وقت يُخَصَّص للترويج لها على القناة، وقد تدفع جهة ما مقابل الترويج لمنتج أو خدمة معيَّنة خلال فترة الأخبار، وخلال هذا الوقت يمكن بث أي شيء تريده الجهة، وبالإضافة إلى ذلك، قد لا تدرك أصلاً أنَّ هذا المحتوى مدعوم؛ وذلك لأنَّه يُبَّثُ خلال نشرة أخبار القناة.

فقد تظنُّ أنَّك تشاهد الأخبار فقط لتعلم مقدار ما تبيعه هذه الجهة من منتج ما، وهذا مُضلِّلٌ جداً، وقد ساهم في وجود عدد من المشكلات في المجتمع؛ لذلك لا تدعهم يفعلون ذلك معك، ولكي تمنع المؤسسات الإعلامية من تضليلك، توقَّف عن متابعتهم، وبدلاً من ذلك يجب أن تبحث بنفسك لتعرف ما هو مفيد لك.

4. قد لا يكون في الأخبار ما يهمُّك:

سبب آخر لتتوقَّف عن مشاهدة الأخبار، هو أنَّها لا تهمُّك، حتى لو كنت تتابع شبكات إعلامية دولية، فليس ما تبثُّه هذه الشبكات ذا صلة مباشرة بحياتك اليومية، ولا يستحق الأمر القلق والتوتر الذي تعانيه نتيجة متابعتك لهذه الشبكات.

إذاً، لأنَّ الأخبار التي تُبَثُّ على هذه القنوات والشبكات ليست ذات صلة مباشرة بحياتك اليومية، فيجب أن تتابع بدلاً منها المعلومات التي لها علاقة بحياتك اليومية؛ فعلى سبيل المثال، ربما يجب أن تهتمَّ أكثر بالأمور المتعلِّقة بالأخبار التي تحدث في حيِّك، أو ربما يجب أن تعرف أكثر عن المنتجات والخدمات التي تستخدمها في منزلك، وإذا كان لديك نيَّة الذهاب إلى مكان ما في المستقبل القريب، فربما يجب أن تتابع الأخبار التي لها علاقة بوجهتك؛ لذا اختر ما يتعلَّق بك فعلاً؛ وذلك لأنَّ معظم الأخبار التي تُبَثُّ على التلفاز لا تهمُّك.

5. توجد طرائق أفضل لقضاء الوقت:

ربما السبب الأفضل للتوقُّف عن متابعة الأخبار، هو أنَّه توجد طرائق أفضل لتمضية الوقت؛ فبدلاً من متابعتك الأخبار لعدة ساعات للحصول على معلومة معيَّنة، ابحث في الإنترنت عن المعلومات المتعلِّقة بالموضوع الذي يهمُّك؛ بهذه الطريقة، قد تتمكَّن من معرفة كل شيء تحتاج إلى معرفته عن الموضوع الذي يهمُّك خلال بضع دقائق فقط، وربما ستحصل على معلومات قيِّمة أكثر.

يمكنك الاستفادة من الساعات التي تقضيها في مشاهدة الأخبار بالذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية والحصول على مظهر أفضل، كما يُعَدُّ التدريب وسيلةً رائعةً للعناية بصحتك النفسية، أو يمكنك استثمار الوقت الإضافي في ممارسة هواية جديدة، مثل العزف على آلة موسيقية جديدة، وربما ستجد وقتاً لقضائه مع العائلة والأصدقاء.

باختصار، يوجد كثيرٌ من الأمور التي تستطيع القيام بها وتمضية الوقت إذا توقفت عن مشاهدة الأخبار لعدة ساعات يومياً، وما عليك سوى اختيار شيء يناسبك لقضاء الوقت، بدلاً من الجلوس لساعات طويلة أمام التلفاز.

شاهد أيضاً: 6 طرق لمعرفة الأخبار الكاذبة

كيف تتوقَّف عن مشاهدة الأخبار؟

التغيير صعب، وقد تجد صعوبة في محاولة التوقُّف عن مشاهدة الأخبار، وهذه بعض النصائح التي يجب أن تتَّبعها إذا أردت التوقُّف عن ذلك:

1. غيِّر البيئة التي تعيش فيها:

أول شيء يجب أن تفعله هو تغيير البيئة التي تعيش فيها؛ وهذا يعني تغيير روتينك، فربما تشاهد الأخبار في وقت محدد من اليوم؛ ولذلك أنت تحتاج إلى التخلُّص من روتينك وإجراء بعض التغييرات، ربما من الصعب القيام بذلك، ولكنَّه أمر ضروري إذا أردت التوقُّف عن مشاهدة الأخبار.

على سبيل المثال، إذا لاحظت أنًّك تشاهد الأخبار عادةً في فترة المساء، فتستطيع تغيير هذه العادة بفعل شيء مختلف في ذلك الوقت من اليوم، وليكن مثلاً طهو الطعام للعشاء، وإذا كنت، تشاهد الأخبار في أثناء تناولك للوجبات، فقد ترغب في تحضير الطاولة وإيقاف تشغيل التلفاز، فالفكرة هي أن تُغيِّر من العادات حتى يصبح التوقُّف عن مشاهدة الأخبار أمراً سهلاً.

2. أزِل خدمة الأخبار من هاتفك الجوال:

مع أنَّك تستطيع أن تتوقَّف عن مشاهدة الأخبار على التلفاز، إلَّا أنَّه يجب أن تُزيل خدمة الأخبار عن هاتفك الجوال أيضاً، فمشاهدة الأخبار عن طريق الهاتف هي أكثر الوسائل شيوعاً لمتابعتها؛ لذلك يجب أن تتفقَّد التطبيقات جميعها التي توفِّر خدمات الأخبار على هاتفك، وتوقف الإشعارات الخاصة بهذه التطبيقات، وهكذا لن تكون قادراً على فتح التطبيق لمشاهدة الأخبار خلال اليوم.

3. تفقَّد اشتراكات البريد الإلكتروني:

يجب أن تتفقَّد اشتراكات بريدك الإلكتروني أيضاً، فربما تكون مشتركاً بصفحات مؤسَّسات إعلامية معيَّنة تتلقَّى منها رسائل يومية؛ لذلك يجب أن تزيل هذه الاشتراكات من صندوق الوارد أيضاً، وبهذه الطريقة لا يتبقَّى لديك في اشتراكات بريدك الإلكتروني إلَّا ما تحتاج إليه.

ولكي تتمكَّن من إزالة اشتراكك بصفحات المؤسَّسات الإعلامية، فأنت تحتاج أن تتفقَّد الرسائل التي تلقيتها من هذه الصفحات، سترى أنَّه يوجد خيار أسفل كل رسالة يمكِّنك من إزالة الاشتراك بالصفحة، وعلى الأرجح ستشعر بالراحة على الفور؛ وذلك لأنَّ صندوق الوارد لديك لم يعد مُزدحماً.

إقرأ أيضاً: دور وسائل الإعلام في تنمية المرأة

4. مارس نشاطاً جديداً:

بعض الأشخاص يشاهد الأخبار بسبب الملل، فإذا كان الملل واحداً من الأسباب التي تدفعك لمشاهدة الأخبار، فيجب عليك أن تجد نشاطاً جديداً تمارسه بدلاً من ذلك، على سبيل المثال، قد ترغب في قضاء مزيدٍ من الوقت خارج المنزل، أو قد ترغب في الذهاب في نزهة خلال فترة المساء، أو ربما ممارسة الرياضة مع صديق.

وقد ترغب بقضاء مزيدٍ من الوقت مع أفراد عائلتك وأصدقائك؛ إذ يمكنك الذهاب معهم لحضور فيلم أو الذهاب إلى المطعم أو ممارسة لعبة لوحية معاً، مثل مونوبولي، أو ربما البدء بممارسة هواية جديدة، فإذا كنت قادراً على ممارسة نشاط جديد، فستكون قادراً على التوقُّف عن مشاهدة الأخبار، وأفضل الطرائق لتلتزم بممارسة النشاط الجديد، هي التفكير في البدء بمشروع جديد.

إقرأ أيضاً: 9 أضرار تلحقها وسائل الإعلام في المجتمع

في الختام:

في الماضي، كانت الأخبار طريقةً ممتازةً لتتعرَّف إلى ما يجري في العالم، وتبقى على اطِّلاع على كل ما يجري في مجتمعك، وكانت تتيح لك الأخبار الاستماع لآراء الخبراء في الموضوعات التي تهمُّك، أمَّا الآن، أصبح هدف الشبكات الإخبارية هو تحقيق أعلى معدَّل مشاهدات، وفي سبيل ذلك يعرضون ويقولون أي شيء حتى تبقى جالساً أمام التلفاز.

وللأسف، كثير من المعلومات التي تُعرَض على القنوات الإخبارية هي أخبار مُبالَغ فيها، وبعضٌ منها قد يكون مُضلِّلاً؛ لذلك لم تعد الشبكات والقنوات الإخبارية مصدراً موثوقاً للمعلومات، وقد تُسبِّب لك مشكلات على صعيد الصحة النفسية.

لذلك توقَّف عن مشاهدة الأخبار، ومارس نشاطاً أو هوايةً حتى تملأ وقت فراغك، وإذا كنت مُهتمَّاً بالاطِّلاع على ما يستجد في موضوع معيَّن، فابحث عنه من تلقاء نفسك ولا تعتمد على مؤسَّسات تعطيك معلومات جاهزة، وسترى أنَّ هذه الطريقة تحقِّق لك المتعة وتجعلك تحصل على معلومات أكثر دقة.

المصدر




مقالات مرتبطة