5 أخطاء عليك تجنُّبها في مشروعك القادم

يستطيع أيُّ شخصٍ إنشاء مشروعٍ رياديٍّ وتنفيذ الفكرة التي يؤمن بها، ولكن قبل الخوض في مغامرة بدء مشروع جديد، يجب التأكُّد من توافر المهارات والأدوات التي من شأنها أن تساهم في إنجاحه. تنطوي المراحل الأولى لأيِّ مشروعٍ على تحدياتٍ ومشكلاتٍ عديدةٍ من الصعب تجاهلها، وقد يكون بعضها جسيماً مثل: نفاد الأموال أو المشاكل القانونية. ولكن في بعض الأحيان، وبينما تكون مستغرقاً في التحضيرات واتخاذ القرارات الهامَّة، ومحاطاً بأكوامٍ من المعاملات الواجب إتمامها؛ قد تسهو عن بعض الأمور الصغيرة التي يمكن أن تحدث فارقاً كبيراً على المدى الطويل.



هناك أخطاءٌ يحدث أن يكرِّرها كثيرٌ من روَّاد الأعمال عند البدء بمشاريعهم؛ لذا حاول تدارك هذه الأخطاء البسيطة، أو إيجاد حلولٍ مناسبةٍ لها. إليكَ أبرز هذه الأخطاء:

1. عدم تقدير احتياجات السوق:

تُظهر أبحاث منصة "سي بي انسايتس" (CB Insights)، أنَّ 42 بالمئة من الشركات الناشئة فشلت؛ لأنَّها لم تلبي احتياجات السوق. في بعض الأحيان، يبني الأشخاص مشاريعهم على أفكارٍ لا تحلُّ مشكلاتٍ يعاني منها الأفراد، بينما الواقع يقول أنَّ معظم المشاريع الناجحة تحلُّ مشكلةً موجودةً بالفعل.

وفي حين يكون البحث عن حلولٍ لمشاكلَ تعدُّ مصدر اهتمامٍ بالنسبة إليك أمراً يثير شغفك وحماسك، ولكنَّه ليس السبيل نحو تحقيق النجاح؛ لذا وقبل أن تبدأ باستثمار أيِّ فكرةٍ لديك، جرب أن تسأل نفسك: ما هي طبيعة الحلول التي ستقدمها خدماتي أو منتجاتي على أرض الواقع؟ وهل هي كفيلةٌ بحلِّ مشكلةٍ شائعة؟ وهل تُعدُّ حاجةً ملحةً عند المستهلكين، وتتطلَّب إيجاد حلولٍ سريعة؟

لا تعتمد على الفرضيات، بل حاول الاستفادة من أدواتٍ مثل عمل استقصاءاتٍ واستطلاعات رأي، ومجموعاتٍ بؤرية (focus group)، للانتقال بعدها إلى مرحلة الحصول على التغذية الراجعة من العملاء بشأن الخدمة التي ستقدِّمها، ومعرفة السلبيات والإيجابيات في مشروعك أو منتجك.

إقرأ أيضاً: كيف تقوم بتحليل السوق من أجل خطّة عمل مُحكمة؟

2. عدم وضع التوقعات:

لا شك أنَّك إن علمت رغبات واحتياجات العملاء الحقيقية، فستكون قد أحرزت نجاحاً منقطع النظير؛ لأنَّك سوف توجِّه إليهم ما يحتاجونه بأسلوبٍ مناسبٍ لاحتياجاتهم ورغباتهم وإمكاناتهم المختلفة. ولا يتعلق هذا بعملية البيع فحسب، ولكن أيضاً بالخدمة الكاملة التي تقدِّمها.

إليكَ هذا المثال الذي يوضِّح هذا الأمر: إذا طلبت الحصول على خدمة تركيب تلفازٍ في منزلك، فقد تتوقَّع من الشركة تركيبه وتوصيل جميع الكابلات وتوضيح كيفية عملها. لكن إذا قام الشخص المسؤول عن التركيب بتوصيل التلفاز فقط، فإنَّك سوف تُصاب بالإحباط بصفتك عميلاً يتوقَّع خدماتٍ أشمل.

لذلك أنشئ مدونة خاصَّة، تدوِّن فيها على مدار الأيام العديد من الحقائق والاستنتاجات الصحيحة بشأن احتياجات العملاء.

ومن ناحيةٍ أخرى، فإنَّ عدم الوضوح والشفافية مع الموظفين، قد يؤدِّي إلى مشاكل كبيرةٍ في العمل؛ لذلك، لحلِّ هذه المشكلة، اكتب الوصف الوظيفي التفصيلي وراجعه مع أعضاء فريقك، وتأكَّد من أنَّ الجميع على تفاهمٍ حول الإنجازات والواجبات.

3. إهمال جمع البيانات:

إنَّ إطلاق مشروعك هو أفضل وقتٍ لبدء جمع البيانات، حيث يُعدُّ تسجيل كلِّ شيءٍ -بدءاً من التفاصيل الديموغرافية للعملاء، مروراً بتكاليف الشراء، ووصولاً إلى معدَّلات استنفاد المخزون- أمراً غايةً في الأهمية.

يجب أن تحدِّد المقاييس التي تُريد تتبُّعها، وتتحدَّث إلى أعضاء الفريق حول الأرقام التي يجب عليهم مراقبتها، وتطلب منهم إضافة هذه الأرقام إلى قاعدة البيانات أو جدول بياناتك الخاص.

حاول أن تتحقق ولو لمرةٍ واحدةٍ شهرياً من دقّة البيانات، وعدم وجود حقولٍ أو بياناتٍ مفقودة، فعلى سبيل المثال: يجب إدخال الأوقات والتواريخ في تنسيقٍ ثابت. كذلك إذا كنت تستخدم فاصلةً للفصل بين البيانات في أثناء حفظها في ملفٍ واحد، وكان أحد الحقول يحتوي أيضاً على فواصل؛ فيمكن أن تحصل على ملفاتٍ غير منظمة.

سوف تحتاج بعد ذلك إلى إدخال البيانات في قاعدة بياناتٍ للتحليل؛ لذا تساعدك بعض الأدوات المعروفة باسم "استخراج، تحويل، تحميل" (ETL) في عملية تجميع بياناتك من مصادر مختلفة، وتحميلها إلى مستودع بياناتك، بالإضافة إلى دمجها مع أدوات المبيعات والتسويق وخدمة العملاء الشائعة.

إقرأ أيضاً: أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في التسويق

4. إجهاد نفسك بساعات عمل طويلة:

إنَّ العمل لساعاتٍ طويلةٍ لبناء فريقٍ متماسكٍ من سمات المراحل الأولى للبدء بأيِّ مشروع. من الممكن أن يعدَّ هذا أمراً مسموحاً به في البداية، ولكن في مرحلةٍ ما، يجب أن تتوقَّف.

إنَّ مغادرة المكتب للحصول على أوقات راحةٍ تتناول فيها بعض مشروبات الطاقة، ليس بالأمر العظيم؛ فأنت كرائدٍ للأعمال تستطيع التحكُّم بوتيرة العمل، والسرعة المطلوبة لإتمام المهام، وينتظر جميع الموظفين منك وضع حدود للأمور المسموحة أو الممنوعة خلال أوقات العمل؛ لذا حاول أن تحدَّ من حالة الإرهاق والتعب عبر تحديد فتراتٍ للراحة وتناول الطعام الجيد.

لقد وجدت بعض الأبحاث المنشورة في هارفارد بزنس ريفيو (Harvard Business Review) أنَّ التأطير الزمني (timeboxing) هو الأنجح والأعمُّ فائدةً من بين مئة طريقةٍ لإدارة الوقت. تستلزم عملية التأطير هذه تقسيم اليوم إلى مجموعاتٍ من 15 أو 30 دقيقة، وتعيين مهمَّةٍ محدَّدةٍ لكلِّ فترةٍ منها.

جرِّب اتباع هذه الطريقة في كلٍّ من عملك وحياتك الشخصية، وأعطِ أهميةً لتناول العشاء مع عائلتك؛ فهو لا يقلُّ أهميةً عن اجتماعك بالمستثمرين.

إقرأ أيضاً: 5 عادات تضيع الكثير من وقت رائد الأعمال

5. إغفال التسويق الإلكتروني أو المبالغة فيه:

إنَّ مشروعك يحتاج إلى طريقةٍ فعَّالةٍ ليصل بها إلى الجمهور الذي تستهدف، ويُعدُّ التسويق الرقمي استثماراً دقيقاً للغاية، وسيفٌ ذو حدين.

إنَّك بكلِّ تأكيدٍ بحاجةٍ إلى موقع ويب، وإعلاناتٍ الكترونية، وحساباتٍ على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لكن احذر، فمن السهل الإفراط في الإنفاق على التسويق الالكتروني، سواءً من حيث الوقت أو المال.

ابدأ باختيار وتحديد القنوات التسويقية من مجموعة الوسائط الاجتماعية الأنسب لك؛ فإنَّ محاولة التواجد في كلِّ مساحةٍ عبر الإنترنت لا تخدم الهدف. بدلاً من ذلك، قم باستقصاء عملائك واحتفظ بالحسابات التي يمتلكونها لاستخدامها عند الضرورة؛ فإذا كنت تبيع إكسسواراتٍ مصنوعةً يدوياً، فإنَّك تستطيع إنشاء حساباتٍ على بينترسيت (Pinterest) وإنستغرام (Instagram)؛ فكلاهما شبكات تواصلٍ اجتماعية، وتعتمدان على الصور.

 

المصدر




مقالات مرتبطة