ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "ألدن تان" (Alden Tan)، ويُشاركنا فيه 5 خطوات لتجاوز تجارب الماضي المؤذية.
يحتاج الفرد إلى أن يكتشف الجذر الأساسي للمشكلة حتى يستطيع تجاوز تجارب الماضي المؤذية، وبعدها يجب أن يعمد إلى مراقبة أفكاره على مدار الساعة، ولا يعني هذا الأمر أنَّ اكتشاف السبب الجذري أو الصدمة الأساسية يكفي لعلاج الألم النفسي؛ بل يجب اتباع منهجية متكاملة؛ إذ يجدر بالإنسان أن يتحمل مسؤولية حياته وحاضره، ويبذل ما بوسعه لتنمية نفسه.
5 خطوات لتجاوز الماضي المؤذي:
فيما يأتي 5 خطوات لتجاوز الماضي المؤذي:
1. إدراك الأفكار السلبية:
يُقال إنَّ القسم الأكبر من الحوار الداخلي الذي يجريه الفرد يكون سلبياً بالمطلق، أي إنَّ معظم أفكاره تكون سلبية، فيجب أن يراقب الفرد أفكاره حتى يوقف سيل الأفكار السلبية؛ أي أن ينتبه إلى الذكريات المؤذية والأفكار السلبية حالما تخطر بباله، فقد تساعدك هذه الطريقة على إدراك الأفكار التي تجول ببالك، والتحكم بطريقة تفكيرك عبر التقاط الأفكار السلبية حالما تخطر لك.
لا شك أنَّ هذه الطريقة أجدى من الانجرار وراء السلبية والمزاج السيئ، دون أن تعرف السبب الكامن وراءها من الأساس؛ أي باختصار، يجب أن تضبط نفسك وتراقب ما يدور في رأسك من أفكار وتتحكم بها.
شاهد بالفيديو: نصائح للحد من التفكير بسلبية:
2. ممارسة التصور الذهني:
شرحتُ في المقدمة كيف أنَّني انجررت وراء التفكير السلبي، ورحت أتصور الموقف الذي حدث معي بطريقة مختلفة وسخيفة للغاية، ولقد تمكنت من تخيُّل المشهد كما لو أنَّني أشاهد فيلماً مصوَّراً؛ إذ يمكن الاستفادة من التصور في التخلص من الفكرة أو الذكرى السلبية التي سبق أن اكتشفت وجودها، وأنا أفضِّل شخصياً تخيُّل الصور السلبية وهي تتقلص من ناحية الحجم، حتى أشعر بأنَّ تأثيرها في حياتي يكاد يكون معدوماً.
باختصار، عندما تواجه فكرة سلبية، عليك أن تتخيل أنَّها معدومة الأهمية بالنسبة إليك، وثمة كثير من الأساليب المستخدَمة لهذا الغرض، كأن تتخيل أنَّ الصورة تزداد ضبابيةً، أو تتلاشى، أو أنَّك ترميها بيديك بعيداً على سبيل المثال.
3. استخدام عبارات تشجيع منطقية:
ساعدَني استخدام الحجج والحقائق المنطقية على تجاوز الألم المرافق للذكريات السلبية، وبناءً عليه أصبحت أبذل ما بوسعي للاستفادة من المنطق كلما واجهت ذكرى مؤذية، وعندها أردد العبارة الآتية على سبيل المثال: "هذه الذكرى تنتمي إلى الماضي، ولم تعد موجودة في الحاضر؛ بل طواها الزمان، وإنَّها ليست حقيقية على الإطلاق، ولا طائل من التفكير بالماضي، وإنَّ الحاضر والمستقبل أكثر أهمية منها، فالشاب الذي سبق أن أذاني لم يعد موجوداً، ولا يمكنه أن يؤثر في حياتي بأي شكل من الأشكال".
أعرف أنَّها عبارة طويلة، ولكنَّها تساعدني على صرف تفكيري عن الانجرار وراء الأفكار المؤذية، وتخيُّل مشاهد غير عقلانية، وأود أن أشدد على أهمية استخدام المنطق في هذه الحالة؛ وذلك لأنَّ تجاوز الماضي يتطلب أساليب عملية وعقلانية، ويمهد الطريق أمام التفكير الإيجابي.
4. تحقيق الرضى الذاتي:
صحيح أنَّك تتألم من تجارب الماضي المؤذية، والمعاملة السيئة التي تعرضت لها، ولعلك تتساءل عن أسباب تعرضك لكل هذا الأذى، وأحياناً تكاد تفقد عقلك وتتمنى لو أنَّك تصرفت بطريقة مختلفة في الموقف الذي يشغل بالك، وأعتقد شخصياً أنَّك فعلت الصواب بتجنبك للمشكلات، حتى لو أنَّ الأمور لم تسرِ بعدها كما كنت تتمنى، فلقد تمسكت بالصواب والخير الكامن داخل نفسك، ولم تقابل الشر الذي تعرضت له بمثله، ومن ثم عليك أن تكون فخوراً بنفسك.
أصبحت الخطوات على الشكل الآتي: اكتشاف الأفكار السلبية، ثم تخيُّل مشهد التخلص منها، ثم التفكير بشكل منطقي؛ إذ تساعدك هذه المنهجية على تنمية ذاتك ووصولها إلى أسمى درجات رفعتها، وتحقيق الرضى والحب الذاتي.
اكتشفت بعد سنوات من الحادثة التي ذكرتها في المقدمة أنَّ الشاب يشعر بالذنب والسوء جراء ما حدث بيننا، فهو لا يحضر إلى الأمسيات التي أكون موجوداً فيها، وثمة عواقب لكل فعل شائن يقترفه الإنسان، وليس ثمة عاقبة أسوأ من كراهية الإنسان لنفسه.
5. المثابرة والالتزام الدائِمَين:
تقتضي هذه الخطوة المثابرة على بذل المجهود اللازم للتخلص من الماضي الأليم، فأفكار الإنسان في حركة وتقلب وتغير مستمر، وأنت بحاجة إلى مراقبتها واكتشاف الأفكار السلبية منها طوال الوقت، ولن تتحسن أحوالك وأنت مصرٌّ على التمسك بالحزن والغضب؛ بل عليك أن تلتزم بتطبيق الخطوات الواردة في المقال وتسعى جاهداً إلى تجاوز الماضي، كما يجب أن تسعى إلى الاحتفاظ بذكريات طيبة وجديدة لتطغى على القديمة المؤذية.
أضف تعليقاً