إذا كان عملك سيتأثر سلباً بسبب غيابك القصير، فأنت مدير العمليات في العمل ولست رب عمل؛ إذ يتولى مدير العمليات الإدارة اليومية للشركة، وعندما يغيب عن الشركة، عادةً ما يتوقف العمل كلياً، أما رب العمل، فيصبُّ تركيزه على اتخاذ القرارات المتعلقة بالمشروع وتحقيق الأرباح منه.
الهدف الحقيقي من المشروع هو بناء شركة يمكن إدارتها في غيابك، ولحسن الحظ إذا كنت مدير عمليات، فيمكنك تعلُّم كيف تكون رب عمل بحقٍّ، وتحقق أحلامك.
هل أنت رب عمل؟
عندما نستخدم عبارة "رب العمل"؛ أي الشخص الذي يتحكم بالقرارات المرتبطة بالمال والعمليات إما وحده أو مع شركاء، فإنَّنا نتحدث عن إحساس حقيقي بالملكية؛ فيملك رب العمل السيطرة التامة على الشركة ويقرر المهام التي يجب تفويضها ولمَن.
يبلغ متوسط عمر رب العمل في الولايات المتحدة الخمسين عاماً تقريباً، ويمكن أن يتقاضى رب العمل راتباً شهرياً، وعادة ما يكسب أكثر من المواطن الأمريكي العادي، ولكنَّه لا يُعدُّ موظفاً في الشركة، وهو الوحيد الذي لديه الحق في الحصول على صافي ربح في نهاية العام أو إعادة استثمار هذا المال في الشركة.
ما يميز مدير العمليات عن رب العمل هو أنَّ الأخير يؤمن بالحرية ولا يحاول القيام بكل شيء وحده، ويتلخص الفرق بين مدير العمليات ورب العمل إذاً في سؤال واحد: هل تدير مشروعك أم أنَّ مشروعك هو الذي يديرك؟
لتحديد الإجابة عن هذا السؤال؛ اسأل نفسك ما يأتي: هل أنت قادر على العمل باستراتيجية أم أنَّك تقوم بالأمور ذاتها مراراً وتكراراً؛ لأنَّك مشغول جداً بحيث لا يمكنك إفساح المجال للابتكار؟ وهل أنت قادر على التركيز على الهدف الكبير أم أنَّك غارق في التفاصيل لأنَّ فريقك لا يستطيع إدارة العمل بفاعلية دونك؟
الفرق بين رواد الأعمال ومديري العمليات:
يمتلك رواد الأعمال فكرةً أو تقنيةً يحولونها إلى مشروع تجاري، وغالباً ما ينطوي ذلك على مخاطر مالية كبيرة، لذا يمكن أن نقول إنَّ جميع أرباب العمل هم رواد أعمال في البداية؛ أي عندما تبدأ مشروعاً تجارياً، كل ما يكون لديك غالباً هو الرؤية والتمويل، ومع تنمية المشروع وغياب المخاطر، يتحول صاحبه من رائد أعمال إلى رب عمل.
على الجانب الآخر، بعض رواد الأعمال لا يصبحون أرباب عمل أبداً؛ فيمكنك أن تكون مستثمراً أو صاحب رؤية باع فكرته دون أن يتولى إنشاء مشروع، ويوجد أيضاً رواد أعمال دائمون؛ أي ينشئون المشاريع ويبيعونها بسرعة بوصفها مصدراً للرزق.
كيف تصبح رب عمل؟
إذا كنت لا تستطيع الابتعاد عن الشركة والسماح للآخرين بتولي أمورها، فهدفك الجديد هو أن تتعلم كيف تصبح رب عمل بدلاً من مدير عمليات؛ إذ عليك إجراء هذا التحول في هويتك ومشروعك، فربُّ العمل هو الذي يعمل باستراتيجية، لذا إليك فيما يأتي 5 خطوات لتكون رب عمل:
1. تولي مهام متعددة:
على الرغم من أنَّ الهدف هو بناء فريق متعدد الوظائف يمكنه التعامل مع معظم جوانب مشروعك دونك، إلا أنَّ ذلك ليس هو الحال في البداية، ففي بداية امتلاك مشروع تجاري جديد ستقوم بأمور مختلفة مثل الرد على المكالمات، وتنظيف المكتب إلى جانب تقديم العروض التقديمية، وإبرام صفقات كبيرة، كما سيكون عليك ربما تعلُّم مهارات جديدة مثل؛ المحاسبة وقراءة البيانات المالية؛ إذ تنبع قوة المشروع التجاري من قوة نفسية قائده، ولا مشكلة في الاعتراف بنقاط ضعفك؛ بل من الضروري طلب المساعدة عندما تحتاج إليها أو حتى الاستعانة بمصادر خارجية كي يكون لديك الوقت للتركيز على ما يهم.
2. تقديم بعض التضحيات:
على رب العمل تقديم بعض التضحيات على الأمد القصير لتنمية شركته، وقد يتضمن ذلك العمل لساعات طويلة، والتوقف عن أخذ الإجازات، وممارسة النشاطات الأخرى، ولكن سيساعدك هذا الجهد الذي ستبذله على تحقيق الأهداف على الأمد الطويل.
لا يوجد توازن بين العمل والحياة الشخصية؛ بل تكامل بينهما فقط، فعندما تحب عملك، سيتكامل مع حياتك تلقائياً، وبعد الانتهاء من بناء مشروعك وإيجاد طرائق لزيادة الأرباح، ستستمتع بالحرية التي اكتسبتها بجدارة.
شاهد بالفديو: 10 نصائح للحصول على أفكار تجارية ناجحة
3. الاستثمار في نفسك:
لا يجني أرباب العمل مبالغ كبيرة على الفور؛ بل يستثمر معظم أرباب العمل الجدد جميع الأرباح في شركاتهم دون أن يتقاضوا أي شيء منها.
وفقاً لمؤسسة "فانديرا" (Fundera)، فإنَّ 30% من أرباب المشاريع الصغيرة لا يحصلون على أي راتب على الإطلاق، ويدفع 83% منهم أقل من 100 ألف دولار لأنفسهم سنوياً؛ وقد يتطلب ذلك من رب العمل استثمار بعض مدخراته لتنمية المشروع، ولكن تماماً كما تكون التضحيات الشخصية عادة قصيرة الأمد؛ كذلك هي التضحيات المالية، فسوف ستمر عليك بعض السنوات العجاف، ولكن عندما تؤدي عملاً تحبه، ستؤتي جهودك ثمارها، وبعد أن تنتهي من تنمية مشروعك، ستحقق الحرية المالية والشخصية.
4. التركيز في الأمور الهامة:
عندما ننظر في تعريف رب العمل؛ نلاحظ أنَّه لا يشمل حل المشكلات الصغيرة؛ بل يركز على قضايا أهم، مثل إنشاء ثقافة تنظيمية إيجابية، وتطوير استراتيجيات جديدة لزيادة ولاء العملاء، كما ينشئ رؤية مقنعة للشركة، أو يلهم الآخرين في أن يتبعوه لتحقيق تلك الرؤية.
لا تنشغل بالتفاصيل؛ لأنَّ مهمة رب العمل تتمثل في توجيه الشركة من خلال بناء قيم قوية وثقافة ابتكار، وترك التفاصيل للفريق.
5. تشكيل الفريق المناسب:
يطور رب العمل الحقيقي مشروعه من خلال الاستفادة من أفكاره إلى جانب قدرات ومهارات الأفراد الموهوبين من حوله، وذلك من خلال تشكيل الفريق المناسب، فمن المؤكد أنَّك تحتاج إلى امتلاك مهارات قيادية خاصة، ولكنَّك تحتاج أيضاً إلى التوظيف باستراتيجية كي يستطيع الموظفون بمرور الوقت تولي مناصب قيادية أساسية، والتعامل مع العمليات اليومية للشركة دونك.
احرص على أن تشكِّل فريقاً يمكنك أن تأتمنه على مشروعك الذي طورته بكل كيانك، وإلا سيقتصر مشروعك على ما يمكنك القيام به بنفسك كل يوم، وهذا الأمر الذي سيصيبك بالتوتر، وفي هذه الحالة لا تملك مشروعاً؛ بل لديك وظيفة، فتقيدك الوظيفة التي عليك الذهاب إليها يومياً، ولكنَّ المشروع الذي يمكن إدارته بفاعلية دونك يحررك مالياً، ولا يعني هذا أنَّك لا تستطيع القيام بالأمور التي تحبها أو أن تكون جزءاً من العمل؛ بل ما يزال بإمكانك أن تدير العمليات عندما يتطلب الأمر ذلك، ولكن للنجاح بصفتك رب عمل عليك إجراء هذا التحول الضروري في طريقة تفكيرك.
إقرأ أيضاً: كيفية إطلاق مشروع تجاري ناجح: أفضل الخطوات والإجراءات
استفد من السمات العظيمة لرائد الأعمال، وكوِّن رؤية للشركة، وحدِّد الهدف من إطلاق مشروعك الخاص، فربما ستحصل على قدر أكبر من الحرية المالية، أو سيكون لديك مزيد من الوقت للتركيز على الأمور التي تحبها، مثل عائلتك أو اهتماماتك أو القضايا الجديرة بالاهتمام، لذا تذكَّر هذا الهدف دوماً خلال التحول من مدير عمليات إلى رب عمل.
التعليقات
عماد بركات
قبل 8 شهراحسنتم ولكن نريده للاستفادة لاغير
أضف تعليقاً