ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "إرين فالكونر" (Erin Falconer) تشاركنا فيه 5 حقائق تسهم في تغيير حياة الفرد.
يُفضِّل معظم الأفراد أن يعيشوا حياتهم الخاصة وفق قوانينهم وقناعاتهم الشخصية، ويُطلَق على هذا المبدأ اسم التجربة والخطأ، وفيه يعتمد الفرد على نفسه في اتخاذ قراراته وأفعاله ويقترف الأخطاء في أثناء ذلك، ويتعلم منها، ويتجنَّبها في التجارب المستقبلية.
يقتضي السلوك الحكيم من ناحية أخرى أن يتعلم الفرد من أخطاء الآخرين ليتجنَّب اقترافها في حياته ويوفر على نفسه الوقت والجهد، وثمة حقائق وقوانين تخدم الجميع على حدٍّ سواء في تجاربهم الحياتية، وقد أثبتت هذه الحقائق قيمتها وفاعليتها على مر التاريخ.
5 حقائق سوف تغير حياتك:
إليك فيما يأتي 5 حقائق سوف تغير حياتك:
1. ليس ثمة قرار صائب أو خاطئ والنتيجة النهائية هي الحكم:
هذا بلا شك أهم درس يجب أن يتعلمه الفرد في حياته؛ فكما قال الكاتب المسرحي "وليم شكسبير" (William Shakespeare): "الأمور بخواتيمها، كل شيء بخير إذا انتهى بخير".
سوف تتعرض للانتقاد عندما تسلك نهجاً مختلفاً؛ لكنَّك بالمقابل ستحظى بالتقدير إذا حققت النجاح في نهاية المطاف، ويشهد التاريخ على وجود علماء وفلاسفة وكتَّاب ورواد أعمال تعرضوا للانتقاد عندما طرحوا أفكارهم، وإبداعاتهم، وأعمالهم غير المسبوقة على الملأ، ولكن كوفئوا وقُدِّرت جهودهم في وقت لاحق عندما لاقت أفكارهم النجاح.
خلاصة القول عليك أن تتخذ قراراتك بحكمة وتتمسك بها، وتدافع عنها، وتعمل بجد لتنجح وتثبت صحتها، وتكفَّ عن لوم نفسك والندم على قرارات وأفعال الماضي؛ لأنَّ ما حدث قد حدث، ولا يسعك إلَّا أن تتقبله وتتعلم منه، ويقتضي دورك الآن أن تتميز في عملك حتى تحقق النجاح الذي تصبو إليه.
شاهد بالفديو: 6 أسئلة هامّة لمعرفة ما تريد أن تنجزه بحياتك
2. الثقة بإمكاناتك والإيمان بقدراتك:
كثيراً ما يُربَط النجاح بالموهبة أو الحظ، وإغفال حقيقة أنَّ البشر متساوون بقدراتهم ومواهبهم؛ لكنَّهم يختلفون بطريقة ترتيب أولوياتهم ومدى استعدادهم وميلهم إلى العمل وموقفهم من أنفسهم ومن إمكاناتهم، كما أنَّ موقف الإنسان يحدد مسار تجربته الحياتية؛ لذا عليك أن تثق في موهبتك، وتؤمن بقدراتك، وتستلهم من تجارب العظماء، وتعمل على تحقيق أهدافك دون أن تشكِّك في مواهبك وإمكاناتك.
3. إيجاد الحلول بدلاً من التفكير بالمشكلات:
اعتدتُ شخصياً أن أركز على المشكلات في أثناء عملي على المشاريع في بداية مسيرتي المهنية، وقد كان موقفي تجاه مشروعي نقدياً بحتاً؛ لأنَّني لم أكن سعيدة ولا راضية عن حياتي المهنية آنذاك، وبتُّ أدرك اليوم أنَّ سبب تعاستي كان ناجماً عن عدم تقديري للجوانب الطيبة في عملي، ولقد واجهت بعض المشكلات بالفعل في أثناء العمل آنذاك؛ لكنَّني أخطأت عندما ركزت على المشكلات بحد ذاتها بدلاً من أن أبحث عن الحلول؛ وبالنتيجة لم أحقق أي فائدة تُذكَر من التجربة.
تمكَّنتُ من تغيير عقليتي جذرياً بعد أن ثقَّفتُ نفسي وقرأت كثيراً عن الموضوع، وعملت على بناء حياتي المهنية وكوَّنت موقفاً إيجابياً تجاه الحياة وعثرت على شغفي، وقد ساعدني البحث عن الحلول على زيادة تفاؤلي، وتعزيز قدرتي على التفكير المنطقي، وزيادة إنتاجيتي عموماً، ويؤدي التركيز على المشكلات من ناحية أخرى إلى تكوين وجهات نظر سلبية تتطور إلى سلوك متشائم في الحياة.
4. النزاهة هي الخيار الأمثل في جميع الأحوال:
يُربَّى الطفل على الصدق والنزاهة منذ نعومة أظفاره، ولكن لا يلتزم الجميع هذه القاعدة مع تقدمهم في العمر، فيظنُّ بعض الأشخاص أنَّ النزاهة لم تعد صالحة في العصر الحديث الذي تسوده المنافسة الشديدة والضغط في بيئات العمل والدراسة، ويذهب هؤلاء إلى أنَّ الأساليب الملتوية تجعل حياتهم أكثر سهولة وراحة، غافلين عن حقيقة أنَّ الصدق يؤتي ثماره في نهاية المطاف، قد لا تلاحظ هذه النتائج على الأمد القصير؛ لكنَّها ستظهر مع الوقت على الأمد الطويل.
كان والدي يشعر بالإحباط عند مقارنة حياة البذخ والرفاهية التي يعيشها زملاؤه المرتشين مع حياتنا المتواضعة، وقد كان بالكاد قادراً على تغطية النفقات الأساسية؛ لكنَّه الآن وبعد مضي أكثر من 35 عاماً يشعر بأنَّه نال جزاء نزاهته في العمل والحياة عموماً، وهو سعيد بسمعته الحسنة ونزاهته، وأصدقائه الطيبين والموثوقين، كما أنَّه ازداد قوة، وسعادة، وقناعة في حين أنَّ زملاءه المرتشين يتعرضون للمساءلة القانونية بسبب ممارسات العمل غير الأخلاقية في الوقت الحالي، ويشتكون من سلوكات أبنائهم الشائنة.
5. العيش ببساطة والاستغناء عن الأشياء غير الضرورية:
تعلمت هذا الدرس من زوجي الذي يؤمن بأنَّ الأفكار السامية تنجم عن العيش ببساطة، فلم يكن زوجي يقتني هاتفاً محمولاً على الرغم من أنَّه كان يعمل بعيداً، ثمَّ طلبت منه أن يقتني واحداً فيما بعد عندما سافر لإجراء امتحان في الخارج، وكان يُعِدُّ الهاتف المحمول من مصادر التشتيت الرئيسة، في حين كنت أدمن استخدام الهاتف والإنترنت؛ لكنَّني تعلمتُ منه بعد هذه السنوات كيف أحدُّ من استخدام هاتفي، وأصبحنا نقضي كثيراً من الأوقات العائلية الطيبة مع ابنتنا الصغيرة بعيداً عن التلفاز، والهواتف المحمولة، وأجهزة الحاسب وغيرها من الأجهزة التكنولوجية؛ لذا يتعيَّن على الإنسان أن يستغني عن الأشياء غير الضرورية في حياته لكي يزيد تركيزه وانتباهه.
لا تنطبق هذه القاعدة على الأجهزة الإلكترونية وحسب؛ بل على الأشخاص أيضاً؛ أي عليك أن تتخلص من العلاقات التي تستنزف طاقتك وتركز على أحبَّتك والمقربين منك؛ باختصار يجب أن تستغني عن الأشياء التي لا تحتاج إليها في حياتك وتعتني بالأساسيات حتى يزداد تركيزك وتحقق مزيداً من النجاحات.
أضف تعليقاً