الآن، بعد أن أوضحنا أنَّ كلَّ شخص يمكنه ممارسة الرياضة بصرف النظر عن العمر أو الحالة الصحية.
لنتعرف إلى ما يحدث في جسمك بمجرد بدء التمرين:
ارتفاع درجة حرارة الجسم:
السبب في ارتفاع درجة حرارة الجسم هو أنَّه يحرق الدهون باستمرار، وتنتج تفاعلات كيميائية ناشرة للحرارة، ومن جهة أخرى، يبدأ القلب بضخ الدم بمعدل أسرع؛ لذا يتدفق مزيد من الدم عبر أجهزة الجسم، مما يؤدي إلى ارتفاع حرارته نتيجة لذلك؛ لكنَّ الجسم يحتاج إلى الاحتفاظ بدرجة حرارته الطبيعية؛ لذلك يبحث عن آليات لإطلاق كلِّ الحرارة الزائدة.
تتمثل إحدى آليات القيام بذلك من خلال توسيع الأوعية الدموية؛ إذ يمكن توجيه الحرارة بسرعة نحو الجلد، مما يؤدي إلى استشعاره بالدفء الشديد، ولأنَّ الجلد هو العضو الخارجي في الجسم، يكون بمقدوره طرح الحرارة الداخلية بسرعة.
شاهد بالفيديو: فوائد الرياضة على الصحة النفسية
المعاناة من الألم العضلي:
ذلك لأنَّ ممارسة التمرين لأول مرة أو بعد انقطاع طويل يؤدي إلى تمزقات صغيرة في العضلات، وفي الواقع تنمو العضلات عندما تتمزق لأنَّ الجسم يوجه طاقة كبيرة لترميم التمزقات، ويصبح الجسم أكثر نشاطاً عند وجود عضلات بحاجة إلى الاستشفاء، وعند ممارسة الرياضة بانتظام، يخف الألم طبيعياً.
الاختلاف في عمل الأعضاء الداخلية:
لنبدأ بالدماغ، يستهلك دماغك طاقة أكبر عند ممارسة الرياضة أكثر من أيِّ وقت آخر، يقوم بتكوين نواقل عصبية مثل السيروتونين في غضون ذلك، ومن جهة أخرى، تبدأ الرئتان في الحصول على الأوكسجين بمعدل 15 مرة أكثر من المعتاد، مما يجعلك التنفس أسرع.
تضخ العضلات الدم في الأوردة مجبرة إيَّاه على العودة إلى القلب، ويضطر القلب إلى الضخ بسرعة، وتتمدد الشعيرات الدموية لاستيعاب الدم الزائد، ويتدفق الدم في الأوردة بمعدل أسرع بمقدار 20 مرة، ممَّا يرفع مستويات هرمون الأدرينالين في الجسم.
الشعور بالسعادة:
تشعر بالسعادة لأنَّ جسمك يبدأ بإفراز هرمونات السعادة المعروفة أيضاً باسم الإندورفينات باستمرار؛ وذلك لأنَّ الجسم يتعامل مع التمرينات الشديدة على أنَّها ضغط خارجي؛ لذلك يحاول مواجهتها عن طريق تحسين الحالة المزاجية، لكن نظراً لعدم وجود ضغوطات خارجية لمقاومتها أصلاً، تترجم جميع الإندورفينات المفرزة إلى شعور بالسعادة.
صناعة مزيد من المتقدِّرات الخلوية (Mitochondria):
ممارسة التمرين الرياضي هي بذل جهد كبيرٍ، ولكي تبذل جهداً أنت بحاجة إلى الطاقة، وللحصول على الطاقة، أنت تحتاج إلى تحويل مزيد من الطعام الذي تتناوله إلى طاقة؛ ولذلك، يحتاج جسمك إلى المزيد من المتقدِّرات الخلوية أو الميتوكوندريا (محولات الطاقة) في خلايا جسمك، ولهذا يصنِّع مزيداً منها، والنتيجة النهائية هي تحسين جسمك لمعدل إنتاجه الطاقة؛ وبذلك تصبح ممارسة الرياضة أسهل بالنسبة إليك.
في الختام:
إنَّ التمرين الرياضي هو المفتاح لحياة طويلة وصحيَّة، وإذا كنت تريد أن تكون منتجاً في عملك وأن تعيش حياة مُرضية بالنسبة إليك، فعليك بالتَّأكيد أن تبدأ في ممارسة الرياضة بانتظام، والآن بعد أن كشفت الخفايا التي تحدث في أعماق جسمك في أثناء التمرين نعتقد أنَّه ذلك سيبعث إليك الدافع لممارسة مزيد من الرياضة.
على الرَّغم من أنَّ ممارسة الرياضة تتطلب منك كثيراً من الجهد، وتتسبب أحياناً لجسدك بألم هائل، إلا أنَّك لا تستطيع العيش دونها، ومن خلال ممارسة تمرين رياضي، يمكنك السيطرة على السمنة وداء السكري وأمراض القلب، كما أنَّها أيضاً وسيلة رائعة للتحكم بمؤشر كتلة الجسم (BMI)، وإذا كنت لا تستطيع ممارسة الرياضة ممارسة فعالة ربما بسبب الألم الشديد في ركبتيك وفخذيك، فإنَّ الحل لا يكمن في التوقف عن ممارسة الرياضة تماماً.
تتمثل أفضل الحلول بالحصول على دراجة تعمل بواسطة البطارية أو دراجة كهربائية رياضية مزودة بتقنية معززة لمساعدتك على السير في التضاريس الصعبة، وستسعدك معرفة أنَّك تستطيع تجميع مثل هذه الدراجة بسهولة إن كانت لديك معدات دراجة كهربائية، ولأنَّ الدراجة تتغلب على عوائق التلال وتنعطف بسلاسة دون الحاجة إلى جهد كبير؛ فسوف تتمرن بسهولة بصرف النظر عن عمرك أو حالتك الصحية.
أضف تعليقاً