4 نصائح لتعزيز التفاؤل

يؤمن الأشخاص الناجحون بأنَّ تبنِّي عقلية إيجابية بغضِّ النظر عن الظروف، بالإضافة إلى الثقة بالنفس، سيؤتيان أكُلُهما. ويُعرَف "وارن بافيت" (Warren Buffett) وشخصيات فذة أخرى بامتلاكهم هذه الصفة.



تفاؤل وارن بافيت في الميزان:

ما سنذكره هو عادةٌ تمرَّنَ عليها "بافيت" لعقود، لكنَّ معظمنا على الأرجح لم يمارسها خلال أيام عمله، وهي جزء لا يتجزأ من حياة "بافيت" الناجحة؛ إذ يُعَدُّ "بافيت" شخصاً متفائلاً بلا كلل، ولكن، ماذا يعني أن يكون متفائلاً؟

قررت "ميشيل توث" (Michael Toth) الكاتبة والمستشارة العلمية أن تختبر تفاؤل "بافيت" عن طريق إجراء "تحليل عاطفي لنصوص الرسائل التي أرسلها "بافيت" إلى المساهمين ما بين عامي 1977 و2016"؛ وباختصار، فقد عكفت "توث" على دراسة ما إذا كانت تلك الرسائل إيجابية أم سلبية عن طريق مقارنة عدد الكلمات السلبية بعدد الكلمات الإيجابية.

أتت نتيجة تحليل "توث" بأنَّ رسائل "بافيت" كانت تفاؤلية إلى حد كبير، مع الكلمات الإيجابية التي تفوق السلبية منها عدداً؛ إذ إنَّ خمس رسائل فقط أظهرت نتائج سلبية صافية، بسبب الأحداث الاقتصادية السلبية مثل حادثة يوم الإثنين الأسود وانهيار السوق في 1987، والكساد الأكبر في 2008.

يُصنَّف "بافيت" في الوقت الحالي من بين أغنى عشرة مليارديرات في العالم؛ وهذا يطرح السؤال التالي: هل لتفاؤله علاقة بثرائه الفاحش؟ بالكاد يكون الأمر كذلك؛ لأنَّه اتخذ نظرته المتفائلة باختياره، بغضِّ النظر عن غناه الفاحش.

ويقول "بافيت" في حديث له مع الصحفية "جودي وودرف" (Judy Woodruff) حول دخله الصافي: "لا علاقة لأموالي بالنسبة إليَّ في هذه الناحية؛ إذ لا يمكنها أن تجعلني أكثر سعادة قَلَّت أم كَثُرت؛ لأنَّني سعيد بالفعل"، وأضاف بأنَّه يمكن أن يكون سعيداً للغاية بـ 100.000$ في السنة، وأنَّ ملياراته لن تشتري له ما يريد، وإن استطاعت شراءه فسيشتريه.

أشادت "ميليندا فرينش غيتس" (Melinda French Gates)، الرئيسة المشاركة لمؤسسة "بيل وميليندا غيتس" (Bill & Melinda Gates)، بـ "بافيت" بشكل صريح في الرسالة السنوية للمؤسسة في العام 2017: "نجاحك لم يخلق تفاؤلك؛ تفاؤلك هو الذي أدى إلى نجاحك".

إقرأ أيضاً: قصة نجاح رجل الأعمال وارن بافت

كيف تصبح أكثر تفاؤلاً؟

بينما تشق طريقك نحو النجاح الشخصي وتحسين الذات، سنذكر هنا بضع نصائح يومية أو أسبوعية كي تساعدك على أن تصبح أكثر تفاؤلاً، بعضها سيكون مفيداً لك ولمن حولك.

عندما تبدأ ممارسة هذه العادات، ستلمس إيجابياتها على الفور: سلام داخلي، وسرور دائم، وفي النهاية نجاح أكبر؛ إذ سينجذب الناس إلى تفاؤلك.

1. أحِبَّ لغيرك ما تحب لنفسك:

في رسالة سنوية أخرى لمؤسسة "بيل وميليندا غيتس"، قال "بيل غيتس" (Bill Gates): "كونك متفائلاً، لا يعني معرفة أنَّه توجد حياة أسوأ من حياتك؛ بل معرفة كيف يمكن للحياة أن تتحسن أكثر، وهذا ما يعزز تفاؤلنا حقاً".

في مثالهما للتفاؤل في أثناء كفاحهما لمعالجة الأمراض وإنهاء الجوع، تعلَّم "ميليندا فرينش غيتس" و"بيل غيتس" الكثير، وقابلا الكثير من الناس كي يجعلا العالم مكاناً أفضل، وهذا يشبه الدرس الذي يمكنك تعلُّمه لتغذي تفاؤلك: استمر في التعلُّم والنمو، واكتشف أشياء جديدة، وكن مطلعاً على القضايا الاجتماعية محلياً، وقاوم الظلم داخل شركتك، وأشرك معك أناساً ذوي عقلية مشابهة، لتطوير استراتيجيات وحلول للمشكلات التي تواجهها.

2. دوِّن ما تمرُّ به من تجارب إيجابية:

قال عالم النفس والكاتب "شون آشر" (Shawn Achor) الذي تحظى كتبه بشعبيةٍ واسعة في مقابلةٍ مع الإعلامية "أوبرا وينفري" (Oprah Winfrey)، إنَّه يمكنك تدريب عقلك بشكل فعلي على أن يكون سعيداً ومتفائلاً، إن أنت دوَّنت يومياً في دفتر مذكراتك ثلاثة أمور أنت ممتن لها، وذلك لـ 21 يوماً على التوالي، وقال لها أيضاً، إنَّك إن قضيت دقيقتين يومياً في تدوين يومياتك حول موقف إيجابي حدث في الـ 24 ساعة الماضية، ستتيح لدماغك أن يعاود عيش ذلك الموقف، ويعلِّمه بأنَّ ذلك أمر هام.

إقرأ أيضاً: 6 طرق بسيطة لتدوين اليوميات لتطوير الذات

3. حاول أن تكون ممتناً:

يقول العلم إنَّه يمكنك تمرين عقلك كي يكون سعيداً ومتفائلاً عندما تدون ثلاثة أشياء يومياً تشعر بالامتنان نحوها مدة 21 يوماً على التوالي، ووفقاً للبحث، عندما ترفع من مستوى الإيجابية لديك، فإنَّ أداء عقلك سيصبح أفضل بكثير ممَّا لو كان سلبياً أو محايداً أو مرهقاً، فقد وجدت الدراسات أنَّ:

  • الإنتاجية تزيد بمعدل 31%.
  • المبيعات تزداد بنسبة 37%.
  • تزداد احتمالية الترقية بنسبة 40%.

شاهد بالفيديو: 6 نصائح لتحقيق الامتنان في حياتك

4. اختر السعادة:

تعود مسألة السعادة إلى الاختيار، ولها فوائد نفسية على الأمد البعيد؛ إذ وجدت أبحاث الدماغ التي أجراها الدكتور "واتارو ساتو" (Wataru Sato) من "جامعة كيوتو" (Kyoto University) أنَّك عندما تختار تبنِّي السلوكات الإيجابية (مثل الغفران)، فإنَّك بذلك تمتلك المفتاح لإعادة تنشيط ذهنك.

من خلال تغيير عاداتك اليومية، ستتمكن من التحكم في إحساسك بالعافية والأمل والسعادة، أمَّا إذا وقعت في حلقة مفرغة من المشاعر السلبية، مثل الشك والخوف وعدم اليقين، فاستبدل تلك المشاعر بالتفاؤل تفاؤلاً مدروساً، مثل الفرح والإيمان والأمل.

مارس التأمل والصلوات وتدوين اليوميات والتركيز لمساعدتك في هذه العملية، ثم تحقَّق من الأمر مع الأصدقاء المقربين والعائلة بعد أسبوعين، واسألهم عمَّا إذا كانوا قد لاحظوا الفارق.

المصدر




مقالات مرتبطة