لكنَّ القبول أكثر من اللازم أمرٌ مرهق، ويجعل الآخرين أقلَّ احتراماً لوقتنا، فحين نُلبِّي طلبات شخص ما كثيراً، سينتظر موافقتنا في كلِّ مرَّة يطلب فيها شيئاً، إذاً كيف نرسم الحدود؟
إليك أهمُّ النصائح عن كيفية وضع حدودٍ سليمة، إضافة لفوائد الرفض في بيئة العمل ومجالات أخرى من الحياة أيضاً.
كيف تتعلم الرفض؟ سيجد معظمنا ممَّن يميلون بطبيعتهم لإرضاء الآخرين صعوبةً في الرفض، لكن ما إن تُجرِّد الرفض من دلالاته السلبية، ستدرك مدى سهولته وفاعليته.
فيما يأتي أهم أربع نصائح لتعلُّم فن الرفض:
1. تذكَّر أنَّ القرار يعود إليك
من الهام أن تحقق توازناً جيداً بين الرفض والقبول؛ لذا قبل أن تتسرع في الرد على طلب أحد ما، اسأل نفسك أولاً ما إذا كان لديك مُتَّسع كافٍ من الوقت لتلبية طلبه، وما الذي ستجنيه من الرفض ومن الموافقة، وما إذا كان هذا الشخص قد ساعدك في المدة الأخيرة، يحق لك رفض الطلب تماماً إن انشغلت، أو لا تظن أنَّ إكمال مهمة معينة يقع على عاتقك.
2. اقترح حلَّاً بديلاً على الشخص الذي يطلب منك:
يمكن أن يساعد الاعتذار وتقديم حلٍّ بديل لشخص ما على تخفيف وطأة رفضك له، مثلاً تستطيع قول: "أنا آسف، أود المساعدة، لكن يجب إكمال مهمتين أعمل عليهما بحلول الغد".
إن رغبت في مساعدته حقاً، لكن ليس لديك الوقت، فاعرض عليه المساعدة لاحقاً بدلاً من ذلك، وبالاتفاق على خطة لاحقة، تُظهِر له طيب نيَّتك.
شاهد بالفيديو: 8 فوائد للرفض ستثير إعجابك بالتأكيد
3. تذكَّر أنَّ الناس يُقدِّرون الصدق:
تستطيع شرح أسباب الرفض، اعتماداً على طبيعة علاقتك بالشخص وطبيعة طلبه، فبعض الحالات لا تستدعي التفسير، مثلاً إن سألك شخص ما: "هل لديك متَّسع من الوقت لفعل كذا، أم أسأل شخصاً آخر؟".
لكن في مواقف أخرى، تستطيع إخبار الشخص أنَّ لديك التزامات أُخرى، ولماذا لا تستطيع مساعدته، إن كنت صادقاً سوف يتفهَّم الناس غالباً.
4. تعلَّم تحمُّل ردود أفعال الآخرين:
أحياناً، يكون السبب الوحيد لقبولنا هو الخوف من رد فعل الشخص الآخر، في الواقع لا نستطيع توقُّع ردَّ فعل الجميع، لكن إن بدأت بالرفض أكثر فمن المرجح أن يقابلك الناس بالاحترام وتَفَهُّمِ حدودك، حتى وإن شعروا بخيبة أمل أو انزعاج في البداية، أما إن استمررت بالقبول ولم تضع حدوداً، فقد تبدأ بالشعور بالاستياء والضغينة تجاه هذا الشخص في المستقبل.
فوائد الرفض:
قد يكون الرفض أمراً صعباً؛ لكنَّه ضروري لبناء علاقات صحية والتمتع بصحة جيدة، فنحن نميل للموافقة؛ لأنَّنا لا نريد أن نخذل الآخرين أو بسبب تعاطفنا مع ظروفهم، لكن في النهاية، يجب أن نحرص على معاملة أنفسنا بالقدر نفسه من اللطف الذي نقابل الآخرين به، فيما يأتي بعض فوائد الرفض:
1. منع الآخرين من استغلالك:
سواء كنت في موقف اضطررت فيه لإنجاز عملٍ إضافيٍ لمساعدة زميل، أم الموافقة على رعاية أطفال صديق لك ريثما يعود من موعد هام على الرَّغم من أنَّك خططت مسبقاً لإنجاز مهمة مختلفة في ذلك الوقت، فالرفض هو طريقة لاستعادة ما هو حقك في الأصل واستعادة الاحترام الذي تَكنُّه لنفسك، فأحياناً يستغل الناس لطف الآخرين، متجاهلين بذلك استياء الشخص الذي يُستغَل للموافقة على ما لا يريد فعله.
2. إتاحة مزيد من الوقت لإنفاقه على ما هو هام:
لا نملك سوى 24 ساعة في اليوم؛ لذا من الضروري أن نستخدمها بحكمة على الرَّغم من أنَّنا غالباً ما نُخطئ تقدير ذلك، وبتعلُّم مهارة الرفض، تستطيع قضاء الوقت المتبقي لك بعد يوم عمل شاق لفعل شيء يسعدك، سواء كان ذلك قضاء الوقت مع أطفالك أم الذهاب في نزهة مسائية أم الخروج مع الأصدقاء، واسأل نفسك إن كان ما يفعله الشخص الذي يطلب منك معروفاً في أوقات فراغه أهم من أن يُنجز ما يطلبه منك.
3. تحقيق أهدافك بطريقة أفضل:
الاستعانة بالرفض هي أفضل طريقة للوصول إلى حيث تريد بسرعة، وقد تميل إلى الافتراض أنَّ رأي شخص ما فيك سيتغير بمجرد مواجهته بالرفض؛ لكنَّ الأصدقاء الحقيقيين سيقدرون وقتك وسيحترم زملاؤك أو مديروك رغبتك في تركيز انتباهك على ما هو هام.
4. تعزيز صحتك العامة:
ليس ضرورياً أن تقترن أسباب رفضك بالعمل حصراً؛ فكيف نستطيع إعادة استجماع قوانا لتقديم أفضل ما لدينا في العمل دون الاعتناء بأنفسنا؟ إنَّ تخصيص بعض الوقت كلَّ يوم للاسترخاء والتواصل مع أنفسنا هو أفضل طريقة للقيام بذلك؛ لذا حاول أخذ حمامٍ دافئ أو قراءة كتاب أو ببساطة طهي وجبة لذيذة لنفسك وسترى فوائد ذلك قريباً.
في الختام:
بمجرَّد أن تتقن فن الرفض، ستجد أنَّ لديك مزيداً من الوقت لفعل الأشياء التي تحبها، مع الحفاظ على علاقات صحيَّة في العمل؛ لذا جرِّب النصائح المذكورة آنفاً ولاحظ كيف تفيدك.
أضف تعليقاً