4 نصائح تساعدك على التعامل مع الأشخاص غير الأذكياء عاطفياً

لقد تزايد الحديث عن بعض الصفات المرتبطة بالذكاء العاطفي (EQ) خلال العشرين عامٍ الماضية، والذي يُعرَف بأنَّه القدرة على السيطرة على عواطفك، وتحديد عواطف الآخرين والتأثير فيها، ومنذ أن كتب عالِم النفس "دانيال جولمان" (Daniel Goleman) كتاباً حول هذا الموضوع، أصبحت المؤسسات تولي أهمية متزايدة للذكاء العاطفي عند تعيين الموظفين والمديرين وتطويرهم.



يعاني العديد من المديرين للأسف من انخفاض معدل الذكاء العاطفي، وهو سبب شائع لنشر القلق والتوتر بين موظفيهم، وإن كنت تعاملت من قبل مع شخص متقلِّب المزاج، أو سريع الغضب، فسوف تتفهم الصعوبات التي تواجهك في التعامل مع مدير ذي ذكاء عاطفي منخفض.

وحتى إذا أحرزت المؤسسات تقدُّماً في تطوير ذكاء مديريها العاطفي، فسيتعين عليك دائماً تعلُّم كيفية التعامل مع الأفراد ذوي الذكاء العاطفي المنخفض، بما في ذلك مديرك في العمل؛ وذلك لأنَّه لا يمكن لأي قدر من التدريب أن يحول شخصاً يعاني من مشكلات مزمنة في إدارة الغضب ونقص شديد في التعاطف والمهارات الاجتماعية إلى شخصٍ حكيم وقادر على التفاعل بصورة سليمة بسهولة.

يؤدي اختيار القادة بناءً على ذكائهم العاطفي إلى تحسين جودة القيادة عموماً، وزيادة نسبة تعيين النساء في مجالات القيادة، ولكن نظراً لأنَّه من غير المرجح أن يحدث ذلك في وقتٍ قريب، فمن الضروري أن تتعلَّم التكيُّف مع الأشخاص ذوي الذكاء العاطفي المنخفض، خاصةً عندما يكونون مسؤولين عنك، وفيما يلي أربع نصائح علمية تساعدك على ذلك:

1. انتبه إلى حالاتهم المزاجية الحالية:

أفضل طريقة لتفسير الذكاء العاطفي هي مراقبته من منظور التفاعل العاطفي من أجل التنبؤ بتقلُّبات المزاج التي تُعدُّ تصرُّفاً سلوكياً شائعاً لدى الأشخاص الذين يعانون من انخفاض في معدَّل الذكاء العاطفي، ويمكنك التكيُّف مع هذا من خلال الانتباه إلى عواطفهم بحرص، وتذكُّر أنَّه من المحتمَل أن يتفاعلوا تفاعلاً مبالغاً فيه مع الأحداث الجيدة والسيئة، ومن ثم كلما تقلَّب مزاج شخص ما، وكلما زاد رد فعله تجاه الظروف والمواقف، زادت حاجتك إلى فهْم عواطفه والتصرُّف وفقاً لذلك حتى لا ينتهي بك الأمر إلى التنازع معه.

إقرأ أيضاً: "هل سئمت من العمل مع مديرك؟"... 7 خطوات للتعامل مع المدير السيء

2. اجعل الأمور واضحة:

قد تختلف قدرة الناس على فهْم المواقف المتناقضة أو الغامضة؛ ممَّا يؤدي إلى معظم المشكلات التي نواجهها في العمل، ومن ثم بغض النظر عن معدَّل ذكائك العاطفي، إذا كنت تعمل مع شخص غير بارع في تفسير مشاعرك ونواياك، فمن الهام أن تكون واضحاً معه لكي يفهمك؛ لذا استخدم التواصل الواضح، واكتب ما تريد، وحدِّد ما تفكر فيه بوضوح، واحرص على أن تكون مفهوماً تماماً دون افتراض تخمينات الطرف الآخر.

3. كُن مصدراً للأفكار:

ستحصل على الكثير من التقدير من رئيسك في العمل إذا كان في إمكانك الاستفادة من حدسك ومساعدته على تفسير نوايا الآخرين ومشاعرهم وأفكارهم (بافتراض أنَّك أذكى منه عاطفياً)؛ بعبارة أخرى، تصبح "مستشاراً" عاطفياً واجتماعياً لرئيسك في العمل من خلال تعزيز قدرته على فهْم الآخرين والتأثير فيهم، وجعله أكثر حنكة، وتحسين مهاراته الأساسية في التعامل مع الأشخاص؛ وذلك لأنَّ أحد أقدم الأوصاف للذكاء الاجتماعي منذ عشرينيات القرن الماضي كان القدرة على قراءة الناس مثل الكتاب المفتوح، فإذا كنت تمتلك هذه الملَكة ولا يمتلكها مديرك، فيمكنك مشاركتها معه.

شاهد بالفيديو: 10 استراتيجيات للوعي الاجتماعي (الذكاء الاجتماعي)

4. تجنَّب أن تكون عامل توتُّر:

حتى إذا لم تتمكَّن من تطبيق الاقتراحات الثلاثة الأولى، يجب على الأقل ألَّا تكون مصدراً لتوتُّر مديرك من خلال الحفاظ على هدوئك، وتقليل احتمالية النزاع، والتصرف بأسلوب يهدِّئ مشاعره، حتى ولو كان هذا في الأساس عكس سلوكه تماماً.

لاحِظ أنَّ المديرين -مثل أي شخص- يميلون إلى تفضيل العمل مع الأشخاص الذين يشبهونهم، ولكن لا يكون الأمر كذلك عندما يكون ذكاؤهم العاطفي منخفضاً؛ وذلك لأنَّه حينها، كلما كان المرء أكثر تقلباً وإثارة، استمتع بصحبة أشخاص مستقرين وسلوكاتهم متوقَّعة، حتى لو كان ذلك يعني أنَّ يكون موظفوهم بمنزلة معالجين أو كوتشز غير رسميين.

وأخيراً، تذكَّر أنَّه بينما يكون الذكاء العاطفي مفيداً في العمل عموماً، فهناك بعض الوظائف التي لا تتطلَّب معدلاً مرتفعاً في الذكاء العاطفي، على سبيل المثال: الأشخاص المكلَّفون بوظائف إبداعية أو فنية، وأولئك الذين يجب أن يَشُكُّوا دائماً في الآخرين، مثل رئيس مكتب الشؤون القانونية، أو أولئك الذين يجب أن يشعروا بالارتياب بشأن التهديدات غير المتوقَّعة، مثل مراقبي الحركة الجوية، وأيضاً الوظائف التي تتطلب الحد الأدنى من التواصل مع الآخرين، مثل تكنولوجيا المعلومات أو الوظائف الأكاديمية.

يجب أن نتعلَّم تقبُّل الاختلافات الفردية، وليس تحمُّلها فحسب، ومع ذلك، من المحتمل أن تكون الثقافة التنظيمية التي تتكوَّن فقط من أفراد أذكياء عاطفياً أكثر قدرة من غيرها على العمل بجدٍّ وسعادة.

المصدر




مقالات مرتبطة