ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن تجربةٍ شخصيةٍ للمدون "ماتياس هنزي" (Matthias Henze)، والذي يخبرنا فيه عن تجربته الشخصية في تعلُّم تقبُّل الخلاف الصحي كقائد.
لا يحبُّ معظمنا الخلافات، وأعتقد أنَّ هذا يسري على رجال الأعمال أكثر من غيرهم؛ فمثلاً: أنا وزملائي أصدقاء ودودون عادةً، ونحبُّ إسعاد الناس، وهذا أحد أسباب تأسيس شركتنا الخاصة منذ البداية. إذا كنت تدير عملك الخاص، فقد يكون لديك عادةٌ مماثلة.
تجنُّب الصراع سببه حُسنُ النوايا، ولكنَّه يمكن أن يضرَّ أكثر ممَّا ينفع:
ينتج تجنُّب الخلاف عن حسن النية، لكنَّ "الانسجام المصطنع" يمكن أن يضرَّ أكثر ممَّا ينفع. قد تتردَّد في التعبير عن الاعتراض على فكرة، أو مناقشة مشكلةٍ علناً؛ ولذلك فإنَّ بعض المحادثات الهامَّة لا تحدث أبداً، ممِّا يُشعِرُ الناس بالإحباط ويترك المشكلة دون حل، ولا يُلغي تجنُّب الخلاف مصدره طبعاً. لطالما كنَّا -أنا وزملائي في العمل- نقدِّر دائماً أن نكون ودودين وإيجابيين ولطفاء مع بعضنا بعضاً، ولكنَّني كنت أرى علاماتِ انسجام مصطنعٍ أيضاً كلَّما نظرت حولي، وأدركت أنَّ عليَّ أن أبدأ بنفسي لتغيير هذه الديناميكية.
كيف يمكنني تشجيع مزيدٍ من الحوار حَسَنِ النية والنقاش الصادق؟ حسناً، لقد حان الوقت للخروج من منطقة راحتي. في البداية، شعرت بالارتباك، لكنَّني بدأت أضغط على نفسي لأقول ما أريده دون لفٍّ أو دوران، وقد تعلَّمت أن أدرك أنَّ الشعور ببعض التوتر علامةٌ على أنَّني أتجنُّب مواجهة مشكلة، وبالتالي يجب أن أتوقف وأفكر.
حسناً، عليَّ أن أكون صادقاً حقاً هنا، وأن أستمر في ذلك؛ ورغم أنَّ هذه ليست غريزةً طبيعية، لكنَّها أصبحت أسهل بكثير. تسير هذه العملية جنباً إلى جنب مع بناء الثقة؛ فعندما تثقون ببعضكم بعضاً، يصبح من السهل الانفتاح وقول رأيك، وتقبُّل الملاحظات، والعمل على حلِّ الخلافات.
يجب أن يدرك جميع من في الفريق أنَّ الخلاف ليس أمراً شخصياً، وأنَّ عليهم رؤية النتائج أيضاً، وأنَّ التغييرات الإيجابية تحدث عندما نكون صادقين بشأن ما هو ناجحٌ وما هو غير ناجح. إنَّه تحوُّلٌ ثقافيٌّ يستغرق بعض الوقت، ولكن من المؤكَّد أنَّه يجعلنا أقوى.
في الواقع، إنَّ تعلُّمَ تقبُّل الخلاف كان سبباً في التحرر؛ وحالما نتخطى الخلاف، سيكون لدينا خطةٌ نلتزم بها جميعاً، فنحن لن نحتاج إلى إعادة النظر فيها مراراً وتكراراً؛ كما أنَّنا سنمتلك البوصلة اللازمة، ممَّا يجعلنا قادرين على إنجاز ما نريد القيام به بطريقةٍ مركَّزةٍ وحيوية، ليصبح عملنا أكثر مباشرةً وصدقاً، وفي النهاية أكثر إرضاءً.
أنت تبدأ بالفعل تقليص الصراعات بمجرَّد أن تقرِّر مواجهتها وجهاً إلى وجه:
كان هذا هو الدرس الأكثر إثارةً للاهتمام على الإطلاق، فأنت تبدأ فعلياً تقليص الصراعات بمجرَّد أن تقرِّر مواجهتها وجهاً إلى وجه. إذا وجدت نفسك في موقفٍ مشابه -ربَّما تتجنَّب الحديث في المواقف الصعبة- أو أنَّك في مجموعةٍ تميل إلى دفن خلافاتها دون حلِّها؛ فيمكنني إخبارك أنَّ الأمر يصبح أسهل مع الممارسة، تماماً مثل كلِّ القرارات والعادات الجديدة.
أضف تعليقاً