4 قواعد لتعزيز أدائك وعافيتك

تتوفَّر وسائل الراحة في العصر الحديث، لكن تعيش قلة قليلة من الأفراد حياة صحية ومنتجة، ونحن هنا لا نتحدَّث عن التحكُّم بوزن الجسم على الرَّغم من كونه جانباً هاماً على صعيد الصحة الجسدية؛ بل إنَّنا بصدد مناقشة فوائد اعتماد نمط حياة صحي بعيداً عن المظهر الجسدي؛ إذ يسهم اجتماع العافية الجسدية، والنفسية، والاجتماعية في تعزيز إنتاجيتك.



لقد أكدت العديد من الدراسات ارتباط نمط الحياة الخامل الذي ينطوي على قضاء ساعات طويلة في وضعية جلوس إلى مكتب، وتناول طعام مريح، ومشاهدة التلفاز لفترات طويلة قبل الخلود للنوم بإحداث تأثيرات سلبية في الأداء والعافية؛ لذا يجب استبدال نمط الحياة الخامل بآخر صحي لتعزيز الأداء والعافية الخاصة بالفرد.

نقدم فيما يأتي 4 قواعد لمساعدتك في هذا الصدد:

1. ممارسة النشاط البدني بدلاً من قضاء الوقت أمام الشاشة:

يمكن أن يؤدي قضاء وقت طويل أمام الشاشة وقلة النشاطات البدنية إلى تزايد خطر الإصابة بالأمراض المزمنة كالسكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والسكتات القلبية والدماغية، فضلاً عن أنَّه يؤثر سلباً في دورة النوم، وهو ما يؤدي بدوره إلى تقليل مستويات التركيز والأداء في العمل والمنزل.

كلما قضى المرء مزيداً من الوقت أمام الشاشة ازداد شعوره بالتعب جراء قلة النوم، لدرجة عدم قدرته على ممارسة النشاطات البدنية خلال النهار، ومع ذلك تراه عاجزاً عن النوم نوماً صحياً سليماً في الليل، ويمكن التغلب على هذه المشكلة من خلال قضاء أقل وقت ممكن أمام الشاشة.

يتعين على الفرد أن يمارس النشاطات البدنية عوضاً عن قضاء الوقت أمام الشاشة ما أمكن، لا سيَّما فيما يخصُّ استخدام الهواتف الذكية ومشاهدة التلفاز لساعات طويلة، ويمكن أن تشمل هذه النشاطات البدنية الذهاب إلى النادي الرياضي، أو ركوب الدراجة الهوائية، أو الركض، أو المشي السريع وغيرها.

كما يمكن الاستعاضة عن مشاهدة الأخبار في الصباح وقيادة السيارة إلى العمل باستخدام وسائل النقل الجماعية والمشي بقية المسافة إلى العمل، مع قراءة جريدة للاطِّلاع على الأخبار.

يجب أن تبتعد عن شاشة الحاسب من خلال تنظيم استراحات دورية في أثناء العمل تقوم خلالها بالذهاب إلى غرفة الاستراحة وغسل وجهك بالماء البارد، أو القيام بجولة قصيرة، فليس بوسع هذه الممارسات أن تزيد لياقتك الجسدية؛ لكنَّها تعزز قدرات عقلك المعرفية.

شاهد بالفيديو: 10 طرق بسيطة لممارسة التمارين الرياضية أثناء العمل

2. تناوُل 5 حصص من الفاكهة والخضراوات يومياً:

توصي منظمة الصحة العالمية بتناول 5 حصص من الفواكه والخضراوات يومياً؛ إذ يقتضي نمط الحياة الصحي ممارسة النشاطات البدنية وتناول غذاء متوازن، فلا تمدُّ الأطعمة السريعة جسم الإنسان بالغذاء الكافي أو الطاقة اللازمة لممارسة النشاطات الجسدية والعقلية؛ لذا حبذا لو تتناول مع وجبة الإفطار نوعين من الفاكهة على الأقل كالتفاح، أو العنب مثلاً، كما يمكنك التنويع في الفاكهة حتى لا تسأم من نظامك الغذائي الجديد.

يمكنك أن تأكل الخضراوات مع وجبات الغداء والعشاء، فضلاً عن إمكانية تناولها مع الأطعمة الغنية بالبروتينات كالجبن، أو زبدة الفول السوداني، أو اللبن، أو لحم الدجاج أو البيض المسلوق، وثمة كثير من وصفات الأطعمة الصحية المتاحة في الإنترنت، وبذلك تستطيع أن تجرب وصفة جديدة كل أسبوع.

في حال أردت تناول الطعام في الخارج، أو في مطعم المؤسسة التي تعمل فيها عندئذٍ يجب أن تحرص على اختيار طبق صحي كالسلطة.

إيَّاك أن تتناول الطعام في المكتب، ويُحبَّذ لو تشارك الغداء مع زملائك، أمَّا في حال كنت ترغب في تناول الطعام وحدك عندها يجب أن تعثر على مكان هادئ يتيح لك إمكانية التركيز والانتباه على وجبتك دون أي إزعاج.

إقرأ أيضاً: 10 أسرار غذائية صحيّة للعاملين في المكاتب

3. تحسين جودة النوم:

تشكل التمرينات البدنية مع الغذاء المتوازن والقدر الكافي من النوم شروطاً لازمة ووافية لتحسين الصحة والعافية، وتفيد التجارب بأنَّ عادات النوم الصحية خاضعة لإرادة الإنسان إلى حدٍّ بعيد؛ إذ تقتضي هذه العادات التزام موعد نوم ثابت حتى في أيام العطل للمحافظة على انضباط الساعة البيولوجية، فيحتاج الفرد البالغ إلى النوم لمدة 7-8 ساعة وسطياً يومياً.

يجب تجنب احتساء المشروبات المنبهة كالشاي أو القهوة قبل الخلود للنوم؛ لأنَّها ستبقيك مستيقظاً، وإعداد بيئة تساعد على النوم كالهدوء والظلام والحرارة المعتدلة في الغرفة، والتخلص من الحواسيب، وأجهزة التلفاز، ومواد العمل خارج الغرفة.

تساعدك نشاطات الاسترخاء على النوم، ونذكر منها القيام بتمرينات الاسترخاء المخصصة للنوم، أو قراءة كتاب يساعدك على تهدئة حواسك، ويؤدي تحسين جودة النوم إلى زيادة التركيز الذي يفضي بدوره إلى تعزيز الإنتاجية.

إقرأ أيضاً: النوم: أثره على الصحة، وانعكاسه على الإنتاجية

4. الانتباه إلى مستويات الإجهاد:

يتعرض معظم الأفراد إلى الإجهاد على صعيد العمل والحياة الشخصية بصورة يومية، ويقلل الإجهاد من مستوى تركيز الفرد وإنتاجيته على حدٍّ سواء، وعلى الرغم من عدم قدرتنا على استبعاده كلياً من حياتنا فإنَّنا نستطيع الحدَّ منه من خلال اتباع أساليب صحية معيَّنة.

تفيد الأبحاث بأنَّ ممارسة التأمل أو اليوغا من أنفع الأساليب المستخدمة في معالجة الإجهاد، فيمكنك أن تنضم لصف اليوغا أو تشاهد مقاطع فيديو عبر الإنترنت لتعلُّم مختلف الوضعيات، كما يُنصَح بممارسة اليوغا في الصباح لما تنطوي عليه من فاعلية، ولا بأس بممارستها في المساء في جميع الأحوال مع الحرص على الالتزام بموعد ثابت.

يمكنك أن تدوِّن الأحداث المجهدة التي تتعرض لها في دفتر يومياتك، وتعبِّر عن المشاعر التي انتابتك جراءها، وطريقة تعاملك معها حتى يتسنى لك تحسين أسلوب معالجتك للمواقف المجهدة في المستقبل، وفي حال لم تكن تحب الكتابة، عندئذٍ يمكنك أن تسجِّل هذه المواقف صوتياً على هاتفك المحمول أو تناقشها مع أحد الأشخاص؛ أي يكمن الهدف هنا في الإفصاح عنها وعدم كبتها حتى تتجاوزها.

تساعدك ممارسة الهوايات كالرسم، أو الغناء، أو التنزه، أو ممارسة الحرف اليدوية وغيرها على صرف تفكيرك عن الظروف المجهدة؛ إذ لا بد أن تخرج الأمور عن السيطرة في بعض الأحيان، وعندها عليك أن تتحلى بالصبر وتتقبَّل الموقف بهدوء حتى يتضح ويتسنى لك اتخاذ التدابير اللازمة.

في الختام:

اللياقة الجسدية والعافية النفسية شرطان لازمان لعيش حياة مثمرة وسعيدة؛ لكنَّ أسلوب الحياة في العصر الحديث يناقضهما ويشجع نمط الحياة الخامل، فنأمل أن تساعدك القواعد الأربع المذكورة في المقال على عيش حياة أكثر نشاط والحدِّ من الإجهاد المرتبط بالعمل، وننصحك بتطبيقها في أقرب وقت ممكن.




مقالات مرتبطة