4 علامات تدل على أن الوقت قد حان للمضي قدماً

يقول المؤلف والمغني الأميركي كيني روجرز (Kenny Rogers) في مطلع إحدى أغنياته: "يجب أن تعي متى عليك التمسك، ومتى عليك التخلي، واعرف متى تبتعد ومتى تهرب".



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب والمدرب إيفان جوزيف (Ivan Joseph)، ويُحدِّثنا فيه عن المؤشرات التي تدل على أنَّ الوقت قد حان للانسحاب.

قد يبدو اقتباساً بعيداً عن المثابرة والعزيمة، وقد تبدو لك كلمات لا تمت للشخصية القيادية بِصلة، ومع ذلك مثلما تُعدُّ العزيمة والمرونة سمات هامة لكلِّ شخصية قيادية كذلك الوعي الذاتي لملاحظة المواقف التي يكون فيها الإصرار على التغيير أو التقدم أو النجاح أمراً معدوم الجدوى؛ إذ تجد أنَّك تستنزف طاقتك في المحاولة في ظروفٍ ليست مواتية أبداً، من الهام معرفة الفرق بين الإصرار على شيء ما والهروب منه والسعي نحوه.

نحن ملزمون بوصفنا شخصيات قيادية بالمثابرة وعدم الاستسلام، والإيمان بقدرتنا على تغيير كل شيء، حتى أنَّ المجتمع يعلمنا أنَّ عدم القدرة على الاستمرار هو علامة على الفشل أو الافتقار إلى الكفاءة، وأحثك على إعادة النظر في ذلك.

فيما يأتي العلامات الأربع التي أستَدِل من خلالها أنَّ الوقت قد حان للمضي قدماً:

1. يتغيَّر أسلوب قيادتي:

إذ أشعر أنَّني أصبحت شخصاً سامَّاً أو لم أعد معطاءً ومتعاوناً كما اعتدت أن أكون، فأعيد سحب المشاريع من الآخرين لأنجزها بنفسي، وأقصي العديد من الأشخاص من الفرق، كما أتفادى التزامات التعاون الجديدة بين الأقسام المختلفة، وتستفزني أصغر التفاصيل.

إقرأ أيضاً: 5 أكاذيب تعيقك عن التقدم في الحياة

2. أُقابل بأعذار مستمرة:

إذ تُرفض طلباتي للحصول على الموارد، ويتجاهل الآخرون أفكاري التي أطرحها المتعلقة بالمبادرات أو التغييرات الجديدة بوصفها مستحيلة التحقيق، فإن شعرت أنَّك دائماً ما تخوض معركة عند طلب أي شيء فيمكنك التأكُّد من خلال مطالبة زميل بطرح فكرتك بدلاً منك ومراقبة كيفية تلقيها.

3. أتوقف عن الاستمتاع بعملي:

أجد نفسي منعزلاً في سيارتي في موقف السيارات، وبطريقة ما تصبح مساعدة جاري بترميم سطح منزله أكثر إغراء من الخروج بصحبة زملائي، بصفتك صاحب أداء عال عندما تكون في المكانة والمنظمة المناسبتين فإنَّك تركز باستمرار على تفاصيل العمل، وهذا يمنحك السعادة؛ فعادةً أنت من يدعو فريقك للتواصل فيما بينهم بدلاً من تقديم الأعذار لتجنبهم.

شاهد بالفيديو: كيف تدفع نفسك للمضي قدماً وتحقيق النجاح؟

4. أشعر أنَّني لا أحظى باهتمام المديرين التنفيذيين:

إن لم تتفق الرؤية التي أريدها مع رؤية قيادة المؤسسة فقد حان الوقت للذهاب، ومن حقهم اختيار الرؤية التي تناسبهم، لكن عندما لا يكون العمل منسَّقاً لست مضطراً أن تكون بائساً، عليك فقط أن تدرك أنَّ الوقت قد حان للمضي قدماً.

لقد اختبرت بوصفي قائد فريق كلا الجانبين من هذا: الحاجة إلى تحفيز الناس، وكذلك إدراك أنَّ الوقت قد حان بالنسبة إلي للمضي قدماً.

بصفتي مدرباً رئيساً في كرة القدم من الصعب على مساعديَّ تقبُّل فكرة أنَّني لن أجدد عقودهم؛ فقد استثمروا الجهد والتعب والعاطفة في عملنا، لكن بعد ثلاث إلى أربع سنوات لم يعد هناك ما يتعلمونه مني، وسماحي لهم بالبقاء ليس إلا إعاقة لتطورهم المهني، وبقدر ما يصعب عليهم تصديقي، إلا أنَّني أدفعهم للمضي قدماً في تطورهم ونموهم ونجاحهم.

إنَّه قرار يصب في مصلحتهم الكبرى؛ لكنَّهم دوماً ما يشعرون بالرفض، وعلى الرغم من صعوبة الأمر بالنسبة إلي، يجب أن أفسح لهم المجال والوقت للغضب مني.

جزء مني يدرك أنَّ تحرير شخص ما للمضي قدماً هو أفضل شيء يمكن أن يفعله قائد راسخ لشخصية قيادية ناشئة أو أفضل ما يمكن لمسؤول تنفيذي أن يفعله لأولئك الذين لا توافق قيمهم قيمَ الشركة، كلما كان ذلك ممكناً أزودهم بالتوصيات والمراجع الممتازة وفرصاً لتلقي الإرشاد أو التدريب لإعدادهم للمضي قدماً بدلاً من مجرد السماح لهم بالرحيل.

إن لاحظت تغيراً في حماستك للعمل وطريقتك في القيادة فعليك أن تدرك احتمال أن يكون هناك شيء آخر يعوق قدرتك على القيادة، حان الوقت للاعتناء بصحتك الجسدية والعقلية.

قدَّم لي مرشد مخضرم نصيحة ذات قيمة عندما وقعت في هذا الموقف، حينها كنت أتطلع للموافقة على أول وظيفة تُعرض علي؛ لأنَّني أردت فقط مغادرة مدينتي وإجراء تغيير في حياتي؛ إذ كنت تعيساً للغاية، كانت نصيحته السليمة هي ألا أهرب من وظيفتي الحالية وحسب؛ بل أن أسعى جاهداً نحو الوظيفة التي أريدها.

كنت بحاجة إلى أن أضع في حسباني أنَّ الناس لن يحفزوني على المغادرة عندما أحتاج إلى ذلك؛ لذا كنت بحاجة إلى اختيار الوظيفة التي من شأنها أن تساعد على رفع مستوى مسيرتي المهنية وتستمر بدفعي إلى الأمام، كنت بحاجة إلى بدء عملية التخطيط والتجهيز والاستعداد للفرصة المناسبة بدلاً من القبول بأي فرصة.

إقرأ أيضاً: 8 حقائق قاسيّة ولكنّها واقعيّة عن الحياة

في الختام:

إذا كنت تظنُّ أنَّ الوقت قد حان لتغادر، فابدأ العملية بمعرفة أين تريد أن تكون وماذا تحتاجه للوصول إلى هناك، وما هي المهارات والشهادات والموافقات التي تحتاجها لجعل نفسك مرشحاً يستحق لنيل الفرصة التالية.

استعدادك هذا سيساعدك على تحمل الموقف الصعب الذي تواجهه؛ لأنَّك تطور استراتيجية الخروج الخاصة بك، كما ستحسِّن الطاقة الإيجابية لعملية التعلم ونمو مزاجك وأدائك عموماً، ما من خطب في ملاحظة متى عليك التمسك بمكانك ومتى تبتعد، فلا تتجاهل الفرص من حولك، وعامل نفسك بكرامة ولطف، واترك أثراً طيباً في عملك القديم.




مقالات مرتبطة