4 طرق للتغلب على المقارنة الاجتماعية

يقول الفيلسوف ماركوس أوريليوس (Marcus Aurelius): "يكسب الناس وقتاً كبيراً عندما يرضون بما لديهم، ولا يلقون بالاً لما يقوله الآخرون أو يفعلونه أو يفكرون فيه".



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة روشي زالاني (Rochi Zalani)، وتُحدِّثنا فيه عن 4 طرائق للتغلُّب على المقارنة الاجتماعية.

عندما بدأت عملي بوصفي كاتبة، قابلت كُتَّاباً كثيرين على الإنترنت، وفي البداية، أحببت التفاعل معهم وتبادل الأفكار عن تجاربنا المختلفة، لكن سرعان ما بدأت بالشعور بالخوف وانقلبت الأمور، وبدأت بالإفراط في التفكير، مما جعلني أكثر قلقاً.

أسوأ جزء في المقارنة الاجتماعية هو أنَّها تقتل البهجة في كل الإنجازات، فقد تكون حياتك رائعة وما زلت تريد ما يمتلكه الآخرون، وبسبب هذه الأفكار توقفت عن الاحتفاء بكل الإنجازات الصغيرة الجديرة بالاهتمام وتوقفت عن الشعور بالرضى أو السلام أو الفرح، لكن تغير كل شيء في أحد الأيام عندما رأيت منشوراً على وسائل التواصل الاجتماعي، كتبته امرأة ناجحة، لكنَّها لم تكن تتحدث عن إنجازاتها؛ بل كانت تتحدث عن كيفية توقفها عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لمواجهة مشكلة المقارنة الاجتماعية.

لقد شعرت بالصدمة عندما وجدت شخصاً كنت أحسب أنَّه يعيش حياة مثالية يعاني مشكلة المقارنة مع الآخرين مثلي، وهنا أدركت أنَّ السبب في ذلك ليس الافتقار إلى الإنجازات أو المال أو المكافآت، إنَّه الأثر السلبي لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

إنَّ التغلب على المقارنة الاجتماعية ليس بالأمر السهل، لأنَّ الإمكانية التي تتيح لنا رؤية إنجازات الآخرين بكل سهولة عبر تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، تُغرينا بمقارنة أنفسنا بأصدقائنا أو زملائنا أو المشاهير الذين نتابعهم، لكن فهم هذا الأمر ساعدني على تهدئة نفسي، ويمكنك القيام بذلك أيضاً من خلال الطرائق الآتية:

1. تدوين الأشياء التي تشعر بالامتنان تجاهها:

توجد فوائد علمية هائلة لكتابة يوميات الامتنان، لكن بالنسبة إلي شخصياً إنَّ أهم فائدة أجنيها هي أنَّني أتذكر كلَّ شيء أملكه بدلاً من الأشياء التي لا أملكها، وهذا عكس الشعور الذي ينتابك عندما تتصفح وسائل التواصل الاجتماعي.

ببساطة: أنا أكتب ثلاثة أشياء كل صباح أشعر بالامتنان لها في تطبيق لتدوين الملاحظات على هاتفي، وأعود إلى تلك الأشياء في الأوقات التي أبدأ بها بمقارنة نفسي مع الآخرين، وأتبع الروتين نفسه قبل النوم؛ أكتب الأشياء الثلاثة التي أنا ممتنة لها؛ إنَّها عادة بسيطة؛ لكنَّها غيَّرت حياتي.

الفوائد ليست فورية؛ بل تظهر على الأمد الطويل؛ إذ بدأت أشهد وفرة في حياتي بدلاً من الندرة، فبدلاً من تقليل شأن إنجازاتي مقارنة بإنجاز أكبر لشخص آخر، بدأت أدرك أنَّ الفرص متوفرة بما يكفي للجميع، وبتُ أهنِّئ الآخرين على إنجازاتهم.

شاهد بالفيديو: 6 فوائد لترك مواقع التواصل الاجتماعي

2. تتبع الإنجازات:

أدركت أنا وصديقة مقربة أنَّنا غالباً ما ندعم بعضنا بعضاً للقيام بالمزيد؛ قراءة المزيد من الكتب، وممارسة الرياضة، والعمل بجد أكبر، وما إلى ذلك، وهذا رائع؛ إذ يؤدي وجود صديق يحاسبك إلى إنشاء نظام لإنجاز الأمور.

خطر لنا في أثناء الحديث عن المقارنة الاجتماعية، لماذا لا نفعل الشيء نفسه؟ إنَّ تعقُّب كلٌّ منا للآخر لملاحظة إنجازاتنا أجبرنا على الاعتراف بأنَّ حتى أصغر تقدُّم يهم، وبدأنا بإنشاء مجموعة؛ إذ تتبعنا إنجازاتنا في اليوم؛ لذا لا بدَّ لي من القيام بشيء ما.

هذه هي القاعدة، فحتى لو كتبت: "لقد أنجزت 1/10 من المهام في قائمة المهام الخاصة بي اليوم"، فهذا أمر هام، فإنَّ رؤية نفسك بهذه الطريقة تعطيك دفعة لتقدير الذات لا يمكن لأيِّ قدر من التباهي على وسائل التواصل الاجتماعي أن يضاهيها.

3. تحديد الناقد الداخلي:

يتحدث الجميع عن وعيهم الذاتي بصوت الناقد الداخلي ويقولون: "لا تستمع إلى ناقدك الداخلي"، لكن كيف؟ من الصعب جداً أن تدرك أنَّك في دوامة مقارنة اجتماعية عندما تمر بواحدة، لكن إحدى الحيل التي ساعدتني هي إعطائها اسماً ومخاطبتها؛ لذا لا تتردد في تسمية الناقد الداخلي الخاص بك.

بالنسبة إلي، كلَّما لاحظت أنَّ مزاجي سيئ، كنت أسأل نفسي: "هل يتحدث الناقد الداخلي معي؟"، وفي معظم الأوقات، تكون الإجابة نعم؛ فالناقد الداخلي لا يريد أن أصدق أنَّني جيدة بما فيه الكفاية؛ لذلك عندما أكون غاضبة لعدم تحقيق ما يكفي أقول: "أعلم أنَّك خائف وقلق، أيُّها الناقد الداخلي؛ لكنَّنا سنحقق هدفنا، المقارنة بين نقاط القوة لدى شخص ما على وسائل التواصل الاجتماعي ونقاط ضعفنا ليست مقياساً عادلاً، والقلق لن يقودنا إلى أهدافنا؛ لذا فلنستمتع بما لدينا الآن".

4. تحويل المقارنة إلى إعجاب:

أحب التواصل مع الآخرين، وأستمتع بتكوين تواصل حقيقي مع الناس سواء عبر الإنترنت أم في الواقع، وهذه هي الطريقة التي أدير بها الرسائل الإخبارية التي أكتبها للمشتركين؛ أي من خلال تكوين علاقات مع قرائي.

إقرأ أيضاً: ما الذي عليكَ فعله عندما تجعلك مواقع التَواصل الاجتماعي بائساً؟

أنا أحب التواصل مع زملائي الكتَّاب الذين هم حلفاء لي أكثر من منافسين، لكنَّ المقارنة الاجتماعية تزيل هذا الصدق في المحادثة، واكتشفت أنَّ تحويل عادتي في المقارنة إلى إعجاب هو أفضل طريقة للقضاء على هذه المشكلة، يتطلب الأمر جهداً قليلاً متعمداً في البداية، لكن بمجرد أن تعتاد على الإعجاب بدلاً من المقارنة، ترى نفسك تكوِّن روابط أفضل، والنتيجة هي أنَّك تبدأ أيضاً في إدراك أنَّ لديك شخصاً يشبهك في وسائل التواصل الاجتماعي؛ شخص مثلك تماماً يمر بأيام جيدة وأيام سيئة.

إقرأ أيضاً: 4 استراتيجيات تساعدك على التوقف عن مقارنة نفسك بالآخرين

في الختام:

تجعلك المقارنة الاجتماعية تعتمد على مقاييس خارجية لتقييم جودة حياتك، وهذا ليس غير دقيق فقط؛ بل إنَّه مؤذٍ، ولحسن الحظ توجد عادات جيدة يمكنك تكوينها للقضاء على المقارنات الاجتماعية غير الصحية.




مقالات مرتبطة