4 طرق للتعامل مع المهام المقيتة والحفاظ على دوافعك

كانت مؤلِّفة سلسلة "هاري بوتر" (Harry Potter) "جي كيه رولينج" (J. K. Rowling) في مرحلة من حياتها تعتمد على الرعاية الاجتماعية، وتواجه صعوبة في تربية ابنتها، ففي تلك المرحلة لم يشجعها أحد على التمسك بحلمها بأن تكون كاتبة؛ لكن لحسن الحظ تمسكت به، لتصبح بعدها إحدى أشهر الروائيات، وجميعنا يحب سماع مثل قصص النجاح هذه عن أشخاص ظلت دوافعهم ثابتة حتى حققوا حلمهم.



لكنَّك لست "جي كيه رولينج"؛ بل مجرد إنسان عادي يمضي بصمت سعياً إلى تحقيق أهدافه؛ لذا إليك السؤال الآتي: على مقياس من 1 إلى 10 (حيث يمثل رقم 10 ذروة الحافز)، ما هو مدى الحافز الذي تشعر به للعمل على تحقيق أهدافك يومياً؟ هل درجة حافزك هي 10، أم أنَّها 1 (أي ترى العمل أمراً) في غاية الصعوبة؟

إذا كان مستوى تحفيزك في الحضيض، يعني هذا أنَّك تتعامل مع مهمة مقيتة.

ما هي المهمة المقيتة؟

المهمة المقيتة، هي المهمة التي عليك التعامل معها في أي هدف تسعى إلى تحقيقه، والتي يفضَّل لو لم تقم بها، على سبيل المثال: إذا كنت تتدرب لسباق ماراثون، وعليك الجري لمسافة 12 كيلومتراً في الساعة 5:30 من كل صباح قبل العمل، فمن المحتمل أحياناً أن يتحول التدريب هذا الذي يُعدُّ جزءاً من تحقيق هدف الجري في الماراثون، إلى مهمة مقيتة، أو إذا رُزقت بطفل وتبذل قصارى جهدك لضمان تربيته تربية سوية ومن ثم تغيير حفاضته، يمكن أن تكون مهمة مقيتة جداً.

لكنَّ الحياة ليست مثالية بطبيعتها وفيها صعوبات كثيرة ومتعددة، والمهام المقيتة جزء لا يتجزأ منها، ولعلَّك تعرف ذلك أصلاً، إذاً كيف يمكننا التعامل مع المهام المقيتة هذه؟ وإذا لم نتمكن من التخلص منها، فكيف يمكننا على الأقل تقليلها بحيث لا تعوقنا عن مسارنا؟ ولا سيما حينما نعرف أنَّ تحقيق هدفنا سيستغرق الوقت؟ إليك فيما يلي 4 طرائق لمساعدتك:

1. يجب أن يكون هدفك أمراً من الضروري تحقيقه:

إذا عدنا إلى مثال تربية الطفل والقيام بذلك بنجاح هو أمر ضروري "يحتاج" أو "يجب" على كل أم وأب أن يفعله، فمعظم الآباء لا يتخلون عن أبنائهم أبداً عندما تصعب الظروف، وبالطبع لسنا جميعاً آباء، ولكن يجب أن تسأل نفسك عن كل هدف طويل الأمد حددته منذ البداية، وما إذا كان لديك بالفعل رغبة ملحة لتحقيقه؟ أما بخلاف ذلك، فيمكن أن تجعلك المهام المقيتة تستسلم.

2. الاستعداد الدائم للتعامل مع المهمة المقيتة:

تحمل الأمهات حفاضات إضافية لأطفالهن دوماً، كما أنَّ مَن يتدرب لسباق الماراثون يجب أن يحمل دائماً ملابس رياضية وزوجاً من أحذية الجري معه كي يتمكن من التوجه مباشرة إلى المضمار بعد انتهائه من العمل؛ لذا يمكن أن يتحول التدريب إلى مهمة مقيتة إذا عدت إلى المنزل بعد العمل دون التوجه إلى التدريب مباشرة، فتشعر إما بالتعب الشديد أو الراحة ولا تشعر بالرغبة في الخروج مجدداً.

شاهد بالفديو: 6 خطوات لإنجاز أيّ شيء تريده

3. إحاطة نفسك بأفكار إيجابية يومياً:

استمعْ إلى متحدث تحفيزي كل صباح، سواء في أثناء الاستحمام أم قيادة السيارة؛ فعندما تصغي إلى أفكار إيجابية باستمرار، يسهل عليك الحفاظ على دوافعك بينما تجد صعوبة في التركيز عند التوقف عن ذلك.

4. تجنُّب إرهاق نفسك:

استرح قدر ما تشاء وحاول تخصيص بعض الوقت لفعل شيء تستمتع به لا علاقة له بهدفك، وهذا الأمر الذي يمكن أن يساعدك على تجديد طاقتك قليلاً.

إقرأ أيضاً: 3 خطوات للتعامل مع المهام المملة

في الختام:

اضطر كل شخص ناجح إلى التعامل مع مهمة مقيتة في مرحلة ما من سعيه وراء هدفه، على سبيل المثال: خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام (2010) في مدينة "فانكوفر" (Vancouver) في "كندا" تعرض المتزلج السريع الأمريكي "أبولو أنطون أونو" (Apolo Anton Ohno) للانزلاق خلال سباق 1000 متر، بينما كان يحاول الوصول إلى المركز الثاني، لكنَّه لم يستسلم؛ بل حفزته طريقة تفكيره على الصمود والاستمرار في المحاولة، لينال بعدها ميدالية برونزية؛ وهذا جعله أكثر لاعب أمريكي ينال ميداليات في الألعاب الأولمبية الشتوية، فقد حصل على سبع ميداليات.

أما عن الآباء فيولد كل عام ملايين الأطفال في جميع أنحاء العالم وهم ملزمون في تغيير حفاضاتهم لكنَّ الأطفال يجب أن يكبروا، لذا يجب التعامل مع المهمة المقيتة هذه، ولكن لنفترض أنَّك جربت الطرائق الأربعة المذكورة أعلاه، وما زالت الصعوبة في الحفاظ على دوافعك موجودة، في هذه الحالة يمكنك تجربة أمرين: إما أن تأخذ إجازة لمدة أسبوع دون أن تفكر، أو تفعل أي شيء يتعلق بهدفك حتى تهدأ أعصابك وتستريح لتعود بعدها بنشاط إلى عملك، أو يمكنك تجربة تغيير استراتيجيتك، فربما تشعر بالإحباط من النتائج أو مما عليك القيام به للوصول إلى هدفك، لذا اسأل نفسك: هل هناك طريقة أسرع وأسهل لتحقيق الهدف هذا؟

على سبيل المثال، طُردتْ "جي كيه رولينج" من العمل الذي كان يعيلها هي وابنتها؛ وهذا أدى بها إلى الاعتماد على الرعاية الاجتماعية، لكنَّها استمرت بالكتابة وكانت استراتيجيتها عبارة عن تغيير قسري لكنَّه كان تغييراً، وعلى أي حال فقد نجح الأمر معها؛ لأنَّ الكتاب الذي كانت تؤلفه كان أول رواية من سلسلة "هاري بوتر"، والتي حققت لها أرباحاً بلغت ملايين الدولارات.

لحسن الحظ، لست مضطراً إلى العيش على الرعاية الاجتماعية للتعامل مع المهام المقيتة؛ فربما لم تحقق ما حققته "رولينج" اليوم، ولكن لا يوجد سبب يمنعك من تحقيقه على الأمد الطويل لا سيما إذا تعلمتَ كيفية التعامل مع المهام المقيتة.




مقالات مرتبطة