4 طرقٍ للتخلص من التعب والإرهاق

استيقظتُ هذا الصباح في الساعة 07:30 صباحاً، وهو رقمٌ قياسيٌّ للتأخير عن العمل بالنسبة إلي؛ إذ أستيقظ كلَّ صباح في تمام الساعة 06:00، عادةً قبل أن يتسنَّى للمنبه فرصة أن يرنَّ حتى، وأنا مرتاحة ومسترخية ومستعدة لممارسة أعمالي اليومية، وذلك نتيجة شعوري بأنَّني أكثر حماسةً وانتعاشاً ممَّا يشعر به مُعظم الناس عندَ الظهيرة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "إرين فالكونر" (ERIN FALCONER)، وتُحدِّثنا فيه عن أهم الطرائق للتخلص من التعب والإرهاق في حياتنا.

أمَّا الشيء الأكثر روعةً ممَّا سبق؛ فهو أنَّني لم أعدْ أشعر بذلك الإحساس الذي ينتاب المرءَ حين ينتهي من وجبة الغداء مباشرةً؛ إذ يرغب فقط في الاستلقاء وأخذ قيلولة طويلة ولطيفة، ولم أعدْ أعلم ما هي مشاعر الترنُّح والإرهاق في هذه الأيام.

لا أرغب في أن يُساء فهمي هنا أو يظنَّ أحدُهم بأنَّني مُفعَمة بالحيوية والطاقة، فأنا لم أتمتع أبداً بهذا القدر من الحيوية والنشاط في حياتي؛ لكنَّني تعلمتُ أن أكون كذلك لأنَّني أعرف مدى أهميته، وذلك كلُّه عبارةٌ عن روتين تعلمته من خلال الاختبارات والتجارب الحثيثة وإصراري على تحقيق هدفي.

اعتدتُ في الماضي الوصول إلى العمل وأنا في حالةٍ يُرثى لها؛ فقد كان مظهري بعيداً كلَّ البعد عن الأناقة والترتيب، كما تثاقلت في المشي إلى أي مكان في أثناء العمل إلى أن تصبح الساعة في تمام 10:00 صباحاً، بينما أشعر الآن بأنَّني في صحة جيدة ومستعدة لبذل كل طاقتي وقدراتي لإنجاز أعمالي وواجباتي خلال اليوم.

أرغب في أن أشارككم الطريقةَ التي تغلبتُ بها على الإرهاق والتعب والتي ربَّما تكون وصفةً أبسط بكثير ممَّا قد تتخيلون.

ببساطة علينا النوم فور شعورنا بالتعب والنعاس، والنهوض فور استيقاظنا؛ لكنَّنا نعلم جميعاً بأنَّ الحياة أكثر تعقيداً من ذلك بكثير؛ لذا نحن بحاجةٍ إلى طريقة تمكننا من نيل قسطٍ كافٍ من الراحة وإنجاز كل أعمالنا وواجباتنا في الوقت نفسه.

خدعة التوازن العظيمة:

لا بدَّ أنَّ فترة الصباح صعبة جداً؛ إذ يبدو أنَّه من المستحيل تقريباً أن ينعم المرءُ بصباحٍ مملوء بالسلام والهدوء والسكينة، سواء كان متوجهاً إلى حضور اجتماعٍ صباحي أم إلى إيصال أطفاله إلى المدرسة أم ذاهباً إلى النادي الرياضي لممارسة بعض التمرينات بسرعة.

أما بالنسبة إلى فترة المساء، فهي أسوأ من الصباح بكثير؛ إذ نقضيها في غسيل الملابس أو التسوُّق للعطلة أو شرب القهوة مع أصدقاءٍ لم نلتقِ بهم منذ زمن بعيد، وهو أكثر وقتٍ نشعر فيه بالحرية حين نخرجُ من مكاتبنا ويستعد كلٌّ منَّا لاسترجاع حياته الشخصية والاستمتاع بوقت فراغه كما يحب.

لكنَّه للأسف الوقتُ الذي تبدأ فيه الأمور والأحداث بالتسارع من جديد بإيقاع سريع وغير مريح لنجدَ أنَّ الساعة 10:10 مساءً قد حلَّت فجأة، ويبدو من المستحيل أن تسعَ كلُّ واجباتنا وأعمالنا لتنفيذها خلال الساعات القليلة التي نخصصها لأنفسنا كل يوم.

تقول إحدى المدوِّنات المُفضَّلات بالنسبة إلي والمَدعوَّة "غريتشين روبين" (Gretchen Rubin): "الأيام طويلة؛ لكنَّ السنوات قصيرة جداً"؛ إذ يبدو أنَّ الإرهاق قد أصبح مألوفاً في هذه الأيام، ومع ذلك نشعر بأنَّنا لا نخصص ما يكفي من وقتنا وتفكيرنا لمحاربته والتغلب عليه.

شاهد بالفديو: 8 نصائح للتخلص من التعب والإرهاق الدّائم

أستطيع سريعاً تسمية أشياء عديدة تتدهور وتتراجع بينما نهتم بحياتنا اليومية وننشغل بإنجاز أعمالنا:

1. صحتنا الجسدية والنفسية:

فلا أحد في عصرنا هذا لديه الوقت للتخطيط وتحضير وجبات طعام صحية.

2. علاقاتنا الاجتماعية:

فلا وقت لدينا للعناق ومجاملة الناس دوماً.

3. عقلياتُنا:

لا وقتَ لدينا لتصفية أذهاننا والتفرُّغ للإبداع والابتكار في ظل واجبات عدة مترتبة على عاتقنا.

4. مستقبلنا:

لم نعدْ نرى التخطيط للمستقبل أمراً مُلحاً أو طارئاً.

لا بدَّ أنَّ الأجزاء المذكورة سابقاً هي أهم أجزاء حياتنا؛ لذا يجب أن تدرك بأنَّك ضحَّيت بتلك الأجزاء بسبب تراكم الواجبات والأعمال على عاتقك، لكن لا بأس إطلاقاً؛ فيوجد دوماً ما تستطيع فعله لتصحيح ذلك؛ ويتمثل بإدراج فترة زمنية مُخصَّصة للراحة والاسترخاء ضمن خطة العمل الخاصة بك.

حين بدأتُ إجراء اختبارات عن أنماط النوم، خططت لحياتي كي تناسب الطموح المثاليَّ الذي حملته في مخيلتي، ولم يكنْ ذلك أمراً سهلاً؛ فقد تلقيتُ بالطبع ملاحظات وتعليقات غريبة من أصدقائي وأفراد عائلتي حين شعرت بالنعاس في الساعة 08:00 مساء؛ لكنَّ الأمر استحق كلَّ هذا العناء بصدق.

إليك 4 طرائق للتخلص من التعب والإرهاق:

1. إدراك أضرار التعب:

ليس من عادة الجميع إعطاء الأولوية للراحة؛ لكنَّه يتحول إلى أولويةٍ في حياتك بسرعة كبيرة حين تبدأ بالخوف من الإحساس بالإرهاق، كما أفعل أنا تماماً، فيُشعِرُني الإرهاق والتعب بإرباك كبير وعدم الراحة، لدرجة أنَّني لا شعورياً أبذل قُصارى جهدي لتجنُّب ذلك.

يحكي والدي قصصاً كثيرة عنِّي حين كنتُ صغيرةً في السن وأختفي فجأةً في وقتٍ ما بعد غروب الشمس، وقد بحث أفراد عائلتي عني في كل مكان ليجدوني مستلقية في سريري، فيتعجبون من تصرُّفي ذاك؛ إذ غالباً ما أخلد إلى النوم بينما ما يزال أصدقائي بانتظاري في الخارج؛ لكنَّني أخبرتهم بكل بساطةٍ بأنَّني لا أودُّ أن أشعر بالتعب والإنهاك في اليوم التالي.

2. الانتباه إلى الإشارات والرسائل التي يحاول جسدُك إيصالَها لك جيداً:

ذهبتُ برفقة زوجي منذ بضعة أشهر إلى زيارة أصدقائنا في منزلهم، وقد وصلنا إلى منزلهم نحو الساعة 09:00 مساءً، فغططتُ في نومٍ عميق في غضون دقائق عندما شاهدنا فيلماً.

حين استيقظتُ، وجدتُ أنَّ الفيلم قد انتهى بينما تركني الجميعُ نائمةً، وانتقلوا إلى الجلوس في الشرفة للدردشة والاستمتاع بوقتهم، لقد وجدتُ ذلك أمراً مُحرجاً جداً، كما أنَّني فوَّتُّ فرصة الاستمتاع بوقتي مع أصدقائي؛ لكنَّ جسدي احتاج إلى تلك الراحة والنوم، وهذا هوَّن عليَّ ذلك.

توجد أوقاتٌ أستطيع فيها الصمود حتى مُنتصف الليل دون أن أتثاءب حتَّى، بينما تنفد طاقتي عند حلول 07:00 مساء في أيام أخرى وأغفو على الأريكة خلال ساعة واحدة؛ إذ يحتاج جسدي إلى الاستراحة في أوقات مختلفة من كل يوم؛ لذا أخطط لأموري بما يتناسب مع ذلك لأنَّني أحترم احتياجات جسدي، وهو بدوره يساعدني على تنفيذ واجباتي ومخططاتي.

3. إعطاء الأولوية للأمور الهامة وتفضيلُها على الأشياء الطارئة والمُلحَّة:

لا بُدَّ أنَّك قد لاحظتَ أنَّ قائمة مهامك تمتلئ أكثر فأكثر كلَّ يوم؛ ومن ثمَّ تشعر بالملل وتشكُّ بوجود أمرٍ خاطئ حين يمرُّ عليك يومٌ ما وليس لديك واجبات كثيرة ومهام لتنجزها؛ وذلك في الواقع ما كانت عليه حياتي في الماضي.

تنقلت لمدة عامٍ تقريباً بين المهام العاجلة والمُلحَّة واهتممت بالمهام المُلحَّة أكثر في بعض الأيام، وربَّما يعود ذلك إلى الشعور الذي ينتابُنا أحياناً بأنَّ العالم سينتهي إن لم ننجز المهام المُلحَّة.

عندما أفصل بين المهام اليومية المُلحَّة والهامة، أعرف المهام التي عليَّ تنفيذها أولاً، لكن الأهم من ذلك أنَّني استطعت كسب الوقت بهذه الطريقة.

يؤدي تنفيذ الواجبات والمهام الهامة أولاً إلى سير كلِّ أمور حياتنا بسلاسة أكبر، وهذا يعني توفُّر مزيد من الوقت لممارسة أشياء ممتعة أخرى.

إقرأ أيضاً: 10 نصائح تساعدك على إيجاد التوازن بين حياتك الشخصية وحياتك المهنية

4. معرفة الأشياء الضرورية والأساسية:

لديَّ قائمة بالنشاطات التي لا يمكن المساومة عليها على الإطلاق بصرف النظر عمَّا يحدث خلال يومي:

  1. قضاء وقتٍ ممتع برفقة زوجي.
  2. قضاء وقتٍ جيد برفقة عائلتي.
  3. ممارسة التمرينات الرياضية.
  4. الكتابة.
  5. تناول الطعام الصحي.

تحصل جميعُ الأحداث الأخرى في الوقت المتبقي بعد ممارسة النشاطات الأساسية السابقة، وهي النشاطات القليلة التي تُجدِّد نشاطي وتغذي روحي وتُسعِدُني بطريقة إيجابية مرةً تلو الأخرى.

كان لديَّ على مرِّ السنين أصدقاءٌ وحتَّى عملاء يشعرون بعدم الراحة تجاه أسلوب حياتي ولا يتقبَّلونه إطلاقاً؛ لكنَّ النتيجة الوحيدة التي وصلت إليها هي أنَّ أيَّ شخصٍ لديه مشكلة مع أسلوب حياتي فهو لا يناسبني.

في الختام:

حياتُك هي ملكُك؛ لذا يجب استثمارها بالطريقة المثلى، فلا أحد يرغب في عيش حياته مُرهَقاً ومضغوطاً نتيجة العجلة الدائمة وغيرَ مُدرك للأمور الهامة فيها، والجيد في الأمر أنَّنا لسنا مُضطرين إلى عيشها بهذه الطريقة.

ساعدتني الخطوات السابقة فعلاً على الاستمتاع بحياتي اليومية كثيراً، وآمل أن تساعدك أيضاً بطريقة ما.

قد يبدو ما سأقوله ضرباً من الجنون؛ لكنَّك إن خلدتَ إلى النوم باكراً واستيقظتَ في وقتٍ أبكر ممَّا أنتَ معتاد عليه، فستستمتع بحياتك أكثر ممَّا تصورت.




مقالات مرتبطة