4 طرق للتخلص من الإحباط

كثيراً ما يُخلَط ما بين مشاعر الغضب والإحباط، فقد يعبِّر شعور الإحباط عن عدم رضى الفرد عن واقعه الحالي، ورغبته في تغييره، وعجزه عن إجراء هذا التغيير، سواء أكان يرتبط بالزمان، أم المكان، أم اللون، أم العمل، أم الشعور، أم الأشخاص، وينجم شعور الإحباط عن عجز الفرد عن تلبية أمنياته ورغباته في بعض المواقف، وهذا طبيعي؛ لأنَّ الإنسان لا يمتلك قدرات خارقة تخوِّله للتحكم في كافة الظروف وبلوغ مراده على الدوام.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة "إرين فالكونر" (Erin Falconer)، وتُحدِّثنا فيه عن 4 طرائق للتخلص من الإحباط.

يتولَّد شعور الإحباط لدى معظم الأفراد نتيجة عجزهم عن تلبية الرغبات الهامة بالنسبة إليهم، ولا بد من أن يشعر المرء بالإحباط عندما يقضي سنوات عدة في محاولة تحقيق هدف ما دون أن يُحرِز أيَّ تقدُّم يُذكَر، وكذلك يشعر الفرد بالإحباط في بعض الأحيان بسبب مواقف الآخرين وسلوكاتهم التي تفتقر إلى التعاون، أو اللباقة، أو التقدير، أو الاكتراث لمشاعر غيرهم، أو ربما بسبب رفضهم رؤية الأمور من وجهة نظره.

يشتد شعور الفرد بالإحباط ويتأزم لدرجة أن يؤذي نفسه، وتتنوع مصادر الإحباط ما بين المدير في العمل، والجيران المزعجين، والزوج العنيد، والفواتير، والضرائب المترتبة عليك، والمشكلات الدراسية، والوظيفة التي تُقيِّد تقدُّمك، ووزنك الزائد الذي لا ينقص على الرغم من الجهود التي تبذلها.

هذه بعض الأسباب الشائعة للإحباط التي يتعلم معظم الأفراد أن يعاملوها ويتقبلوها، لكن تثبِّط بعض المشكلات همَّتك بشدة، وتؤثر في جودة حياتك تأثيراً سلبياً، وقد تجد نفسك منهكاً ومرهَقاً من شدة الإحباط، وتبدأ مشاعر اليأس بالسيطرة عليك طوال الوقت؛ وبالنتيجة ستفقد حماستك ودافعك للعمل، وتستعد للتخلي عن كل شيء تمنيته.

التخلص من الإحباط المزمن ليس صعباً كما يبدو للوهلة الأولى، ولكنَّه يتطلب إجراء تغيير جذري في موقف الفرد؛ وذلك من خلال التوقف عن الرضوخ لمشاعر اليأس، والبحث عن حلول فعلية.

فيما يأتي 4 طرائق للتخلص من الإحباط:

1. إيجاد طريقة لتنفيس مشاعر الإحباط:

ينجم الإحباط عن شعور الفرد بأنَّه لا يوجد أحد يصغي إليه ويتفهم مشكلته، وليس ثمة من يكترث لأمره، وإيجاد طريقة فاعلة للتنفيس والإفصاح عن مشاعر الإحباط، يؤدي دوراً بارزاً في الحد من الاضطراب الذي تتعرض له.

إذا كنت تعاني من تصرفات جارك المزعج مثلاً، عندئذٍ يمكنك أن تنضم إلى جمعية الحي أو تؤسسها لتطرح مشكلتك، وإذا كان ثمة شقاق جدِّي بينك وبين شريكك، يمكنك أن تطلب المساعدة من معالج مختص بالمشكلات الزوجية، أو تستشير رجال الدين في منطقتك، أما إذا كنت تواجه مشكلة في الوصول إلى الوزن المثالي، يجدر بك أن تستشير مدرباً شخصياً أو اختصاصي تغذية وتصف له التحديات التي تواجهها في محاولاتك فقدان الوزن الزائد.

قد لا يتطلب الأمر أحياناً أكثر من مجرد الاستعداد للإفصاح عن مشكلاتك لأحد أصدقائك أو أقربائك الموثوقين، وعلى الرغم من أنَّ الإفصاح لن يحل مشكلتك على الفور، إلا أنَّه سيخفف شعورك بالضيق والقلق تجاه هذه المشكلات، وسيصبح بمقدورك أن تتفرغ لإيجاد الحلول.

شاهد بالفيديو: 9 نصائح للتغلب على الإحباط.

2. وضع الأهداف:

مما يثير الحنق والإحباط على حد سواء في بعض الحالات المزعجة هو شعورك بأنَّك لا تمتلك توجهاً أو هدفاً في حياتك؛ إذ يتيح لك وضع الأهداف من ناحية أخرى إمكانية القيام بإجراءات فعلية نحو الحل، أو اتخاذ قرار لتغيير الوضع، وستشعر بالراحة والسكينة عندما تدرك أنَّك تعمل على إيجاد حل للمشكلة ولست مستسلماً لمشاعر الإحباط، كما أنَّك ستتجنب بهذه الطريقة التعرض لشعور العجز والاستسلام للواقع.

لقد تعرضت لشعور الإحباط ذات مرة عندما عجزتُ عن التخلص من الوزن الزائد؛ فقررت حينها وضع هدف وخطة متكاملة لحل المشكلة، والتزمت بممارسة التمرينات الرياضية مرات عدة في الأسبوع، وتناول المزيد من الفاكهة والخضروات كل يوم، وقد ساعدني هذا الهدف البسيط على الحفاظ على تركيزي، وإدراك حقيقة أنَّني سأحقق مرادي في نهاية المطاف مهما كان تقدمي بطيئاً، وهذا ما أدى إلى تحفيزي وزيادة حماستي.

إقرأ أيضاً: تحديد الأهداف الشخصية... خطّط لكي تعيش كما تريد

3. تغيير وجهة نظرك تجاه المشكلة:

قد لا يتوصل الفرد إلى حل فعَّال للمشكلة أو التحدي الذي يواجهه عندما يستسلم للإحباط؛ إذ تتخلص من حالة العجز هذه من خلال تغيير وجهة نظرك، حتى يتسنى لك أن تعي الجوانب الإيجابية في الوضع الصعب الذي تتعرض له؛ وذلك من خلال الإجابة عن التساؤلات الآتية:

"هل تشعر بالإحباط من العمل، أم تظن أنَّك محظوظ بما فيه الكفاية كونك إنساناً عاملاً؟ وهل تزعجك تصرفات زوجتك، أم أنَّك تمتن للنعم والجوانب الحسنة كونك متزوجاً؟ وهل يتأخر أحد عملائك في دفع مستحقاتك، أم أنَّك محظوظ لوجود ما يكفي من العملاء؟ سوف يؤدي تغيير الموقف من الوضع القائم إلى التوصل إلى الحلول التي تحتاج إليها لتجاوز مشكلاتك.

إقرأ أيضاً: كيف ينجح القائد في حل المشكلات؟

4. التفكير الإبداعي:

من المجدي أن تفكر بطريقة إبداعية للحصول على حلول واستراتيجيات وطرائق ذكية لمعالجة المشكلات المسبِّبة للإحباط؛ إذ كنت أعمد إلى المشي أو ركوب الدراجة الهوائية إلى العمل حتى أُسرِّع عملية فقدان الوزن، كما لاحظت أنَّ التمرينات الرياضية الإضافية أسهمت في تحسين مزاجي؛ الأمر الذي قلَّل من شعوري بالإحباط إلى درجة كبيرة.

لنفترض أنَّك تشعر بالإحباط بسبب ضيق أحوالك المادية، يجب عليك أن تنظر إلى مواهبك، فكل إنسان على وجه البسيطة يتمتع بموهبة استثنائية أو يمتلك معرفة وخبرة في مجال معيَّن، وعليك أن تفكر بطريقة إبداعية خارجة عن المألوف والنمط المعتاد لمدة طويلة وبجدية بالغة، فاستخدم الإنترنت في البداية للعمل بدوام كامل أو جزئي في وقت فراغك.

يُنصَح بإنشاء مدوَّنة مختصَّة بالمجال الذي تمتلك خبرة واسعة فيه؛ وذلك لأنَّ التدوين يفتح المجال أمام فرص لا حصر لها لتأمين مدخول مادي إضافي، أو استثمر موهبتك في الطهي مثلاً؛ إذ تهدف هذه الخطوة إلى معالجة مشكلاتك المادية بسرعة، والتخفيف من شدة الإحباط من خلال تأمين مردود مادي إضافي، ومزاولة عمل تتقنه.

إقرأ أيضاً: كيف تتعامل مع مشاعر الإحباط؟

في الختام:

لا بد من أن يتعرض الإنسان للإحباط في إحدى مراحل حياته؛ لأنَّه يتمنى ويرغب في كثير من الأشياء التي سيطال الإحباط بعضاً منها، ناهيك عن سلوكات الآخرين وعاداتهم وأفكارهم الغريبة والمحبطة في بعض الأحيان، لكن لا يجب أن يكتئب الفرد ويستسلم للإحباط عندما لا تجري الأمور في صالحه، فالحياة مليئة بالتحديات، والمشكلات، والصعوبات التي ستضطر لمعاملتها في بعض الأوقات، ويقتضي دورك في مثل هذه الظروف أن تواجه المشكلات، وتتوصل إلى حلول بشأنها، وتستبدل مشاعر الإحباط براحة البال.




مقالات مرتبطة