4 طرق للإجابة عن سؤال مقابلة التوظيف "متى يمكنك بدء العمل؟"

أتذكر أنَّ المرة الأولى التي سمعت فيها "متى يمكنك أن تبدئي العمل؟" كانت في مقابلة توظيف؛ حيث تلقيت مكالمة أخيراً للقاء أحد أرباب العمل، وقضيت ساعات قبل المقابلة في التدرب على الإجابات النموذجية عن الأسئلة التي تُطرَح عادة في كل مقابلة توظيف، إلا أنَّني لم أكن مستعدةً تماماً للإجابة عن سؤال المحاوِرة: "متى يمكنني بدء العمل؟"؛ فقد فاجأتني بهذا السؤال، فأجبت بلا تفكير والخوف يعتريني، غداً!



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة كوينيشا جاكسون (Quinisha Jackson) والذي تُحدِّثنا فيه عن كيفية الإجابة عن سؤال" متى يمكنك بدء العمل؟" في مقابلات التوظيف.

ابتسمت المحاورة ودوَّنت إجابتي في دفتر ملاحظاتها، في النهاية، لم أحصل على الوظيفة، وللأسف لن أعرف أبداً ما إذا كان السبب هو إجابتي عن سؤال موعد بدء العمل، ولكنَّني أدركت أنَّه رغم بساطة هذ السؤال، إلا أنَّه يحتاج إلى التفكير بطريقةٍ استراتيجية.

إن كنت مثلي، قد يكون من المغري أن تجيب: "أنا مستعدٌّ لبدء العمل فوراً"، ففي النهاية، يعتقد معظمنا أنَّ أفضل طريقة للحصول على وظيفة هي أن تكون مرناً ومتحمساً وقادراً على التكيف قدر الإمكان، ولكن في معظم الأوقات، لا يُعدُّ هذا الخيار واقعياً، وفي هذه الحالة، من الأفضل التواصل بطريقة تُظهر حماسك للوظيفة مع التفكير بعمق في الإجابة الناجعة عن هذا السؤال.

يمكنك التعامل مع هذا السؤال بطريقتين مختلفتين، كما تقول كوتش التوظيف أنجيلا سميث (Angela Smith): "بالطبع، يجب أن تفكر في ما يناسبك، لكن يتعين عليك أيضاً مراعاة وجهة نظر رب العمل؛ وذلك لأنَّه على الأرجح لديه جدول زمني وتاريخ مثالي لتوقيت بدء المرشح بالعمل".

تشير "سميث" إلى أنَّ معظم أرباب العمل يطرحون هذا السؤال ببساطة لمعرفة ما إذا كان جدولك الزمني يتواءم مع جدولهم الزمني؛ لذلك لا توجد إجابة واحدة مثالية عن هذا السؤال، ولكن مهما كانت إجابتك، يجب أن تكون مُتقَنة مثل إجاباتك عن أسئلة المقابلة الأخرى، وفيما يلي بعض الأمثلة لما يجب قوله حسب موقفك:

1. عندما تكون جاهزاً لبدء العمل فوراً:

من أسباب إجابتي المستعجلة في أثناء المقابلة رغبتي الشديدة في الحصول على وظيفة بعد قضائي فترة طويلة في البحث عن العمل؛ ولكن يبدو أنَّ هناك خط دقيق بين الحماس لبدء وظيفة جديدة واليأس؛ لذلك من الأفضل ألا تُظهر حماسك الشديد حتى لو كان بإمكانك بدء العمل فوراً.

تقول "سميث": "قد يرغبون في توظيفك على الفور، لكنَّهم لا يحتاجون إلى معرفة كل تفاصيل حياتك حتى لو كنت تبحث عن عمل لفترة من الوقت. يجب أن تمنح نفسك قسطاً من الراحة، وأن تعلم أيضاً أنَّ رب العمل ليس تحت أمرك".

إذا كنت مستعداً لبدء العمل في أقرب وقت ممكن، فعليك التعبير عن ذلك بهدوء واحترافية؛ جرِّب هذه الإجابة لإيصال فكرة جاهزيتك:

"بعد أن عرفتُ المزيد عن هذا الدور الوظيفي، لدي ثقة أنَّه سيكون مناسباً تماماً لخبرتي ومجموعة مهاراتي؛ لذا سوف أكون جاهزاً في بداية أسبوع العمل التالي".

شاهد بالفديو: 6 نصائح لتوظيف أفضل موظف ممكن

2. عندما تحتاج إلى الاستقالة من وظيفتك الحالية:

السيناريو الشائع هو إذا كنت موظفاً الآن وتحتاج إلى تقديم إشعار بالاستقالة قبل بدء الوظيفة الجديدة، يُعدُّ تقديم إشعار قبل أسبوعين الحد الأدنى من الوقت الذي يجب منحه لرب العمل عادةً، ومع ذلك حسب منصبك ومسؤولياتك، قد تضطر إلى البقاء لمدة أسبوع أو أسبوعين للمساعدة في إكمال المشاريع الكبرى.

ربما يتوقع المحاوِر أنَّك ستحتاج إلى تقديم إشعار بالاستقالة من وظيفتك الحالية، لذلك لا بأس من إخباره بأنَّك ستُنهي آخر أسبوعين هناك قبل الالتحاق بشركتهم، يجب أن تكون الإجابة في هذا السيناريو على النحو التالي:

"أنا متحمس لإتاحة الفرصة لي للانضمام إلى فريقك، ولكن لدي العديد من المشاريع التي تحتاج إلى استكمال في منصبي الحالي في [اذكر اسم الشركة]، فأنا أفكر في منحهم [اذكر عدد الأسابيع] قبيل استقالتي لتسهيل حصول انتقال سلس لزملائي في العمل، وسوف يُسعدني الانضمام إلى الفريق هنا بعد انتهاء تلك المدة".

إقرأ أيضاً: 12 إشارة تدل على أنَّك مستعدٌّ ماليَّاً لترك عملك

3. عندما تريد الاستراحة بين الوظائف:

إذا كنت تشغل منصباً في وظيفة سابقة، فقد تتطلع إلى قضاء بضعة أيام أو حتى أسابيع للاسترخاء قبل بدء وظيفة جديدة، وعلى الرغم من أنَّه لا ضير في أخذ قسط من الراحة بين الوظائف، إلا أنَّ رب العمل سيتقبَّل مبرر تأخُّرك عن الالتحاق بشركته كونك موظفاً في الوقت الحالي أكثر من تقبُّله للأمر كونك تقضي فترة استراحة.

تنصح "سميث": "يُفضَّل أن تقول: "أحتاج إلى أسبوعين لمعالجة بعض الخطط المُعدَّة مسبقاً"؛ فالرغبة في الوفاء بالتزاماتك، بدلاً من مجرد الرغبة في قضاء إجازة، يجعل الأمر أكثر قبولاً؛ حيث يدرك معظم أرباب العمل أنَّ البحث عن وظيفة لا يتناسب مع ظروف الحياة بدقة، وسيكونون على استعداد للعمل وفقاً لجدولك الزمني".

قد تكون الإجابة في هذا السيناريو على النحو التالي:

"أودُّ حقاً أن أكون جزءاً من الفريق، ولكن يتعين علي الوفاء ببعض الالتزامات المجدولة مسبقاً بعد تقديم استقالتي من وظيفتي الحالية، وتاريخ بدء العمل المثالي بالنسبة لي هو بعد [اذكر عدد الأسابيع] من عرض العمل الذي ستقدمه الشركة".

كن مستعداً، فقد يريدون شخصاً متاحاً بسرعة أكبر، فإن سألوا: "هل يمكنك البدء في وقت أقرب؟" (وكنت قادراً على ذلك)، فبإمكانك القول: "رغم أنَّ تاريخ البدء المثالي بالنسبة لي هو [التاريخ الذي ذكرتَه لهم]، إلا أنَّه لدي بعض المرونة، وسأكون سعيداً بتحديد تاريخ يتواءم مع جدولكم الزمني".

4. عندما تحتاج إلى الانتقال إلى مسكنٍ جديد:

 إذا كانت وظيفتك الجديدة تتطلب الانتقال إلى مسكنٍ جديد، فمن الهام أن تضع جدولاً زمنياً واقعياً للانتقال؛ إذ لا يكفي التحضير لوظيفة جديدة والعثور على مكان للعيش في مدينة جديدة فحسب؛ بل ستحتاج إلى اتخاذ إجراءات محددة إذا كنت تنتقل مع شريك أو أطفال.

يُعدَّ الانتقال من أجل الحصول على وظيفة استثماراً ضخماً، سواء على المستوى المهني أم الشخصي؛ لذلك ستحتاج إلى البحث في الأمر لمعرفة الوقت والتكلفة المُقدَّرَين للانتقال من موقعك الحالي، وبهذه الطريقة إذا حصلت على عرض العمل، فستكون مستعداً لطلب الوقت الذي تحتاجه، وربما حتى المساعدة في توفير مسكن لك.

ومع ذلك، قبل أن تحصل على العرض، يتمثَّل الخيار الأكثر أماناً في أن تسأل المحاوِر عن الموعد المُفضَّل لديه لبدء دورك الوظيفي. وفي هذه الحالة قد تكون الإجابة على النحو التالي:

"يبدو هذا الدور مناسباً جداً لي، وأنا متحمس لاتخاذ الخطوات التالية، ولكن بما أنَّ هذا الدور يتطلب الانتقال إلى مسكنٍ جديد، فما التوقيت المناسب الذي تفكر فيه بالنسبة لمرشح ينتقل من مدينة إلى أخرى؟".

بغض النظر عن وضعك، الهدف من الإجابة عن سؤال "متى يمكنك البدء؟" هو وضع توقعات واقعية لك ولرب العمل المحتمل، وبهذه الطريقة تقترح تاريخ بدء يُرضي كلا الطرفين؛ فإن قدموا إليك عرضاً، فستكون على المسار الصحيح لبدء العمل في وظيفتك الجديدة.

 

المصدر




مقالات مرتبطة