4 طرق لربط الوقت بالنتائج وتحسين الاندماج

إنَّ الموظفين غير المندمجين أو غير المتحمسين أو غير الراضين يمثلون مشكلة كبيرة للولايات المتحدة، وحسب تقرير مؤسسة "غالوب" (Gallup) عن "حالة مكان العمل الأمريكي" (State of the American Workplace): فإنَّ الموظفين غير المندمجين يكلفون البلاد خسارة في الإنتاجية تبلغ 483 مليار دولار إلى 605 مليار دولار سنوياً.



يمكن أن تساعد ثقافة الشركة، وديناميكيات العلاقة بين المدير والموظف، والراتب، والجدول الزمني، والحصول على الفوائد، والعديد من العوامل الأخرى على المساهمة في زيادة - أو التقليل - من رضى الموظفين؛ إذ قليلاً ما يُعتَرَف بعدم القدرة على الربط بين الوقت المستغرق وساعات العمل مع نتيجة محددة في كثير من الأحيان كسبب لعدم الرضى الوظيفي، ويعترف 14% من العمال بأنَّهم لا يعرفون كيف تؤثر مهامهم اليومية في شركاتهم؛ إذ قال 53% إنَّهم يريدون أفكاراً أعظم.

للربط بين الوقت والأداء، تحتاج الشركة إلى أن تكون ذكيَّة فيما يتعلق بفهم الوقت وإدارته واستخدامه وتتبُّعه.

إليك الطريقة للقيام بذلك:

1. عَدُّ الوقت أثمن الموارد:

لقد سمعنا جميعاً عبارة "الوقت ثمين"، ولكنَّ معظم النشاطات التجارية لا تُقدِّر الوقت بطبيعتها بالطريقة التي تقدِّر بها المال؛ ومع ذلك، إذا كنَّا جميعاً نعرف هذه العبارة ونفهمها، فلماذا لا تتبع الشركات الوقت بالطريقة التي تتبع بها الأموال؟ ولماذا لا يديرون وقتهم بالطريقة التي يديرون بها موادهم ويستخدمون مواردهم؟

يُعَدُّ الالتزام بتسخير بيانات الوقت عبر الشركة الخطوة الأولى لفهم كيفية استخدام كل فرد في الشركة للوقت وربط ساعات العمل بالنتائج التي يحققها كل موظف على حدة، ويمكن أن يكون الوقت حليفاً قوياً، ولكن فقط إذا فُهِمَ وأُديرَ إدارة صحيحة.

إقرأ أيضاً: النجاح في إدارة الوقت: 8 خطوات كفيلة بإدارة وقتك والتخلّص من التسويف

2. تحديث تحليل الوقت من البداية إلى النهاية:

غالباً ما يشارك المديرون في أشكال مختلفة من التحليل الجماعي لفهم أعمالهم فهماً أفضل؛ مثل أخذ مجموعة من العملاء المحتملين وتتبُّع رحلتهم خلال دورة المبيعات من خلال البيع النهائي، وما إلى ذلك.

باستخدام المقاييس الرئيسة لنشاطك التجاري المعيَّن، يمكن أن تمنحك التحليلات الجماعية رؤية تفصيلية لكيفية تطوُّر هذه المقاييس طوال حياة عميلك، ومن الناحية النظرية، يمكن أن تساعدك هذه التحليلات على تحديد الموظفين الذين يساهمون في أيَّة نقطة وكيف ولأي هدف، ومع ذلك، غالباً ما تكون البيانات الخاصة بساعات العمل محدودة بسبب الأنظمة المتباينة التي نحتفظ بها.

يُقاس الوقت قياساً مباشراً وغيرَ مباشرٍ من خلال مجموعة متنوعة من الأنظمة المختلفة مثل: إدارة علاقات العملاء (CRM)، وتخطيط موارد المؤسسة (ERP)، والموارد البشرية وإدارة المشاريع (PSA) وغيرها، لكن كل هذه الأنظمة تقيسها بطرائق مختلفة وغير مترابطة وغالباً ما تكون غير قابلة للمشاركة؛ وهذا يجعل تحليلك الجماعي مقتصراً على أنظمة منفصلة.

إذا بدأتَ بنظام إدارة علاقات العملاء الخاص بك لتتبُّع ساعات العمل في عملية البيع، فيمكنك قياس المحادثات الأولية فقط إلى النقطة التي من المحتمل أن يكون لديك فيها اجتماع مع العميل المحتمل في ذلك الوقت، وبعد ذلك، يتولى الأمر نظاماً مختلفاً، وليست لديك طريقة سهلة لربط تسليم المشروع أو المنتج مرة أخرى بساعات العمل الأولى؛ لأنَّ هذين النظامين لا يرتبطان مع بعضهما بعضاً؛ إذ إنَّ هذه المشكلة تتفاقم كلَّما تقدمت في سير العمل الإجمالي، وأدخلت مزيداً من الأنظمة حيز التنفيذ.

من أجل ربط العمل المخطط له والعمل المُنجَز والنتائج المحققة، تحتاج الشركات إلى تحديث أساليبها المتباينة لإدارة الوقت والاستثمار في نظام موحَّد للوقت المنقضي.

شاهد بالفيديو:18 نصيحة سريعة لاستثمار الوقت بفاعلية

3. تمكين الموظفين بالمعرفة التفصيلية لتأثيرهم:

جزء من تحفيز الموظفين هو التأكُّد من أنَّهم يعرفون الصورة الكبيرة، وعلى وجه التحديد؛ كيف يساهمون فيها، وهذه الفكرة بسيطة، وإذا كنت لا تعرف كيف يساهم عملك في وظيفة شركتك، فمن الصعب أن تشعر بأنَّك تفعل شيئاً يستحق العناء.

من خلال نظام شامل يتتبع العمل المنجز خلال سير عمل شركتك بالكامل، يمكن لشخص ما في فريق المبيعات أن يرى مساهماته في زيادة أرباح الشركة.

باستخدام نظام تسجيل مركزي، لا يمكنك فقط إلقاء نظرة على سير عملك من النقطة "أ" إلى النقطة "ب"، أو من النقطة "أ" إلى النقطة "ي"؛ وإنَّما يمكنك أيضاً إلقاء نظرة على النقطة "د" إلى النقطة "و"، والنقطة "ج" إلى النقطة "م"؛ وهذا يعني أنَّه يمكنك البدء بأيَّة نقطة في سير العمل الخاص بك، ومعرفة ما أدَّى إليه بالضبط، وبهذه الطريقة يمكنك تعزيز ثقافة المساءلة والرؤية والتمكين في شركتك وصولاً إلى مستوى الموظف الفردي.

إقرأ أيضاً: ما هي أكثر المخاوف شيوعاً المتعلقة بتتبع الوقت في العمل؟

4. تبنِّي طريقة جديدة في التفكير:

من أجل تحقيق كل هذا وتمكين الموظفين بنجاح، يحتاج عملك إلى تبنِّي ذكاء الوقت؛ وذكاء الوقت هو مفهوم تجاري يشير إلى القدرة على عَدِّ الوقت أعظم ممتلكات شركتك وأكثرها قيمة؛ ويعني التعامل مع الوقت بالطريقة التي يتعامل بها عملك مع الأموال والموارد والمواد.

في حين أنَّ أكبر تحول ملموس نحو ذكاء الوقت يأتي مع توحيد الأنظمة المتباينة التي تتبع بيانات الوقت وتحتفظ بها، فإنَّ ذكاء الوقت هو أكثر بكثير من مجموع البيانات والتقارير الثابتة؛ وهذا يعني أنَّه يمكن للشركات ربط وقت العمل بالنتائج وفهم الوقت بوصفه نوعاً من الموارد.

تعود هذه المعرفة الجديدة إلى الموظفين الأفراد؛ وذلك حتى يتمكنوا من فهم وقتهم، وكيف يساهمون، وما الذي يمكنهم تغييره ليكونوا ناجحين نجاحاً أكبر.

المصدر




مقالات مرتبطة