4 طرق غير تقليدية للتأمُّل

على الرَّغم من أنَّ التأمُّل معروفٌ بأنَّه ممارسةٌ دينيةٌ، إلَّا أنَّه يُستخدَم كذلك وسيلةً للاسترخاء والتحكم بالتوتر وراحة البال، ويُعَدُّ تخصيص بعض الوقت لنفسك ضرورياً لإعادة ضبط العقل وتهدئة الأفكار المشتتة للانتباه، وقد لا يمتلكُ الجميعُ الوقتَ أو الرغبة في استخدام الوسائل التقليدية للتأمُّل، ولكن إذا كان لديك وقت لأخذ دروس يوجا تقليدية؛ فإنَّنا نوصي بذلك بشدة.

مع ذلك توجد بعض الطرائق السهلة والممتعة التي يمكن استخدامها للوصول إلى التأثيرات المرغوبة نفسها، وهذه التجارب لا تهدئنا فقط؛ وإنَّما يمكن أن تساعد على بناء عادات وسلوكات صحيَّة، ويعد تخصيص وقت للخلوة مع نفسك ممارسة هامة للغاية؛ إذ غالباً ما تُرهقنا ضغوطات اليوم، ونشعر بثقل أسلوب الحياة السريع.

نحن لا ندرك الأمر؛ لكنَّ التوتر لفترات طويلة يمكن أن يكون له تأثير سلبي في أجسامنا؛ لذلك من الجيد أن تخصص نصف ساعة أو ساعة فقط في الأسبوع؛ فهذا الوقت ضروري للسماح لعقلك بمعالجة جميع أحداث الأسبوع ومساعدتك على التواصل مع مشاعرك.

نقدم لك فيما يأتي 4 طرائق غير تقليدية للتأمُّل:

1. السباحة:

للسباحة فوائد صحية كثيرة؛ فهي ليست تمريناً فقط؛ وإنَّما يمكن أن توفر أيضاً وسائل للعلاج بالماء، فيشعر معظمنا بالهدوء والاسترخاء عند سماع صوت الماء، كما يوجد بعض الأشخاص الذين يفضلون السباحة ليلاً؛ إذ يبدو أنَّ هذا الأمر يساعد على التخلص من ضغوطات اليوم من خلال التركيز فقط على الوجود في الماء والشعور به على الجلد، وثمَّة بعض الأمور الأخرى التي يمكن أن تفعلها المعالجة بالماء للجسم؛ وهي تخفيف الألم والمساعدة على تنشيط الدورة الدموية، ويمكن أن تؤدي السباحة في الماء الدافئ أو البارد إلى تحفيز تدفق الدم إلى سطح الجلد؛ ما يساعد على تجديد خلايا الجلد؛ وهذا يعني الحصول على بشرة مشرقة وجميلة.

إذا كنت غير قادر على السباحة بانتظام؛ يمكنك الاستماع إلى موسيقى تأملية مع أصوات المياه أو الاستحمام، بحيث يمكنك أن تُصفِّي ذهنك من الأفكار المُجهِدة وتركز فقط على الشعور بالماء، وبعد بضع دقائق من الجلوس في حوض السباحة؛ ستشعر بالتوتر يختفي، وستشعر بتحسن كبير.

2. ممارسة اليوغا:

ممارسة اليوغا الموجهة أو الفردية رائعةٌ للوصول إلى حالة التأمُّل، وبالتأكيد اليوغا طريقة رائعة للتمرين، ولكن من الجيد أيضاً التفكير العميق، والتعود على أن تصبح أكثر وعياً بجسمك، وقد ثَبُتَ أنَّ اليوغا مضاد طبيعي للاكتئاب، حتى إنَّ بعض مرضى السرطان استخدموا أساليب اليوغا للحد من الآثار الجانبية لعلاج السرطان، وتستغرق جلسة اليوغا التقليدية نحو ساعة ونصف، وهذا بالتأكيد وقت طويل لممارسي اليوغا، ولكن أسبوعاً تلو الآخر سيمر الوقت بسرعة.

قد يكون الأمر صعباً؛ لكنَّه مُجزٍ للغاية عندما يخبرك الكوتش ما إذا كنت تمارس اليوغا بطريقة صحيحة، وتعلِّمنا اليوغا أن نتحد مع أجسادنا ونركز على أنفاسنا، ويوجد عدد قليل من أساليب التنفس المختلفة لليوغا؛ لكنَّ التركيز فقط على صوت أنفاسك وما يفعله جسمك بالفعل خلال أخذ تلك الأنفاس هو الأكثر أهميةً.

حاول أن تشعر بكل عضلة وهي تتوسع وتتقلص وكن حاضراً مع كل التأثيرات التي تحدث في جسمك، وتأكد من عدم القيام بأي شيء لست مرتاحاً له تماماً؛ فاليوغا لا تعني أن تكون الأفضل؛ وإنَّما ترتبط ببذل قصارى جهدك.

شاهد بالفيديو: 12 وسيلة فعالة للرعاية الذاتية لا يمكنك العيش دونها

3. التنظيف والتنظيم:

لا يُعَدُّ التنظيف والتنظيم أمرين رائعين فقط لمنزل نظيف ومكان للعيش؛ لكنَّهما يؤثران في العقل أيضاً، وتوجد فوائد كبيرة للحفاظ على النظافة والتنظيم؛ إذ يمكن للمنطقة غير المنظمة أن تأخذ الدقائق التي نحتاج إليها بشدة من حياتنا المليئة بالأحداث، ولكن عندما نكون مُنظَّمين؛ سنكون قادرين على وضع خطة لطريقة قضاء أيامنا.

يعرف الأشخاص المنظمون بالضبط ما يجب القيام به في اليوم، وطريقة إنجاز هذه المهام، ويمكن بعد ذلك إعطاء الأولوية للوقت خلال اليوم للأمور التي تحتاج حقاً إلى إنجازها، وسيكون الأشخاص المنظمون قادرين على تحقيق أمور كثيرة بسبب وقتهم المنتظم.

عندما يكون منزلك غير منظم؛ حاول أن تبدأ بخطة للتنظيم، وركز على غرفة واحدة، قد تكون فكرة تنظيف المنزل بالكامل مرة واحدة مخيفة؛ فإذا شعرت بأنَّك قادر على الاستمرار في تنظيف الغرفة الثانية بعد الانتهاء من الغرفة الأولى؛ فافعل ذلك، وفي أثناء التنظيف أو التنظيم قد تجد إحساساً بالسلام؛ لأنَّك ستكون قادراً على التركيز على مهمة واحدة فقط في كل مرة، والأمر الإيجابي الآخر بشأن التنظيم؛ هو أنَّك تستطيع وضع لمساتك في طريقة التنظيم.

4. الطبخ:

الطبخ هو أحد الأمور المفضلة لدى كثير من الناس، ومن الممتع التفكير في حقيقة أنَّه لا بأس في إحداث الفوضى؛ ونظراً لأنَّ عملية الطهي تحتاج إلى كثير من الاندماج؛ فإنَّها تقلل من قدرتك على الشرود، ويمكن أن يكون التركيز فقط على اللحظة مهدئاً للغاية ويخفف من التوتر، ولكن تأكد من أن تبدأ بوصفات سهلة، ولا تأخذ أي شيء على محمل الجد.

في السنوات الأخيرة أُقيمت دورات كثيرة للمساعدة على مكافحة الاكتئاب والقلق واضطرابات التوتر، فقد دُعِيَ المراهقون والبالغون على حدٍَ سواء للتعافي من خلال تعلُّم فنون الطبخ والخبز.

في الختام:

ضع في حسبانك أنَّ جميع الممارسات جيدة إذا طبقتها باعتدال، والهدف من هذه الطرائق هو تخفيف التوتر وإزالة بعض السلبية من حياتنا، وإذا كان التركيز على هذه المهام مرة واحدة في الأسبوع أمراً مرهقاً للغاية؛ فاسمح لنفسك بالتساهل في ممارستها وقتما تشاء.