4 طرق تمكن رواد الأعمال من تعزيز تركيزهم

لقد مرت سنوات قليلة على استقالتي من منصب المدير التنفيذي لشركة برنديستر (Brndstr) التي أسَّستها بنفسي، وقد كنت مشغولاً خلال هذه الفترة ببناء فريق جديد حول العالم لإنشاء تطبيق جديد لمراسلاتنا الخاصة يُدعَى برايفي (Privy).



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون سيمون هادسون (Simon Hudson)، والذي يحدِّثنا فيه عن عدة طرائق يمكن لرواد الأعمال تعزيز تركيزهم من خلالها.

لقد أصبحت القدرة على التركيز والشعور بالإنتاجية بوجود الموظفين والشركاء في خمس مناطق زمنية مختلفة المفتاح المطلق للنجاح، حيث اضطررنا في خضم الحظر المفروض علينا بسبب انتشار فيروس كورونا إلى التكيُّف بسرعة كبيرة مع طريقة جديدة للعمل والحياة الشخصية والقيام بأعمالنا اليومية.

إنَّنا وبصفتنا روَّادِ أعمال نعمل على بناء أحلامنا ومشاريعنا الخاصة، نعلم أنَّ الحفاظ على التركيز والتحفيز أمر صعب في ظلِّ الظروف العادية، فكيف يمكننا إذاً استعادة نهجنا واكتشاف المستوى التالي في أثناء الأوضاع الحالية؟

فيما يأتي أهم أربعة تغييرات أجريتها شخصياً خلال هذه الفترة، والتي منحتني تركيزاً عالياً وطاقة جديدة خلال الوضع الجديد:

1. تحديث المكتب:

برأيي أنَّ المكتب وبيئة العمل أحد أهم العوامل التي تُحقِّق الإنتاجية؛ فعندما كان لدينا مكتب في شركة برندستر (Brndstr)، أمضينا الكثير من الوقت والجهد لخلق بيئة عمل رائعة ومريحة للغاية؛ وإنَّه لمن الهام الآن عند العمل من المنزل الحرص على ذلك أيضاً.

يوجد شيء واحد أحاول القيام به، وهو التأكُّد من تحديث مكتبي باستمرار، سواء كان ذلك عن طريق نقل الأشياء إلى أماكن جديدة أم تغيير الأثاث أم تحسين أشياء معينة.

عندما أُعلِن عن الحظر وأدركت أنَّني سأقضي وقتاً أطول في مكتبي لإجراء مكالمات الفيديو وقضاء ساعات العمل، قررت قضاء بعض الوقت في تجديد المكتب؛ وفيما يأتي بعض الطرائق التي يجب أخذها في عين الاعتبار:

1. 1. الإضاءة:

إضاءة المكتب

توجد عدة طرائق للمساعدة في تحسين إضاءة الحيِّز المكتبي، وقد اخترت تركيب بعض الأضواء الخلفية حول حواف المكتب، بحيث تتيح لي تغيير اللون بناء على ما أشعر به؛ وفضلاً عن المظهر الرائع، فقد ساعدتني أيضاً في تحسين الإضاءة الخلفية لشاشاتي، ممَّا قلَّل من شعور عيني بالتعب.

1. 2. النباتات:

النباتات في المكتب

هذا ليس مفاجئاً، إذ تضيف النباتات الهدوء واللون المريح إلى مكان العمل؛ ولكن عليَّ أن أكون صريحاً وأقول أنَّه لتجنُّب موت النباتات، اخترت النباتات الصناعية الصغيرة من إيكيا.

1. 3. المعدَّات:

معدات المكتب

إنَّه لمن الهامِّ حقاً وجود شاشة كمبيوتر ذات حجم مناسب، حيث يساعد هذا على إراحة عينيك.

إنَّني أعمل عادة على تصميم المنتجات وأعمال واجهة المستخدم، لذلك اخترت شاشة عريضة جداً؛ كما أنَّني أمتلك أيضاً حامل كمبيوتر محمول لرفع حاسوبي، والذي يساعدني على تجنُّب الانحناء الطويل فوق شاشة الحاسوب؛ كما أنَّني اشتريت مؤخراً ميكروفوناً جيداً، فقد أصبحت معظم مكالماتي واجتماعاتي تُعقَد على تطبيق زوم (Zoom)، وقد عززت هذه الإضافة الجديدة جودة الصوت وسهَّلت عليَّ إجراء المكالمات؛ بالإضافة إلى أنِّي لم أعد أبحث عن سماعات رأس، أو أسأل عمَّا إذا كان بإمكان الآخرين سماعي.

إقرأ أيضاً: 7 خطوات لإعداد مكتبك المنزلي

2. الموسيقى:

مكبرات الصوت

الموسيقى هي نبض الحياة، وإنِّي أحبُّ الاستماع إليها لأنَّها تُحسِّن مزاجي دائماً، وقد أمضيت بعض الوقت مؤخراً في جمع الموسيقى على قوائم تشغيل جديدة وإضافتها إلى حسابي على سبوتيفاي (Spotify)، ما ساعدني على تحسين الإنتاجية.

لقد وجدت أنَّ الإيقاعات والألحان دون كلمات هي الأفضل، وقائمة التشغيل المفضلة لديَّ حالياً هي قائمة تشغيل تُسمَّى لوفاي بيتس (Lo-Fi Beats)، والتي تجعلني سعيداً ومتحمساً في كل مرة، وأختار تشغيلها عبر مكبرات الصوت بدلاً من سماعات الرأس؛ ولكن يمكنك بالتأكيد اختيار ما يناسبك.

إقرأ أيضاً: أهم المعلومات المتعلقة بالذكاء الموسيقي لدى الإنسان

3. المشي والكلام:

التحدث على الهاتف أثناء المشي

نحن نقضي وقتاً أكثر من السابق في إجراء مكالمات الفيديو والمكالمات الصوتية مع فريق العمل، إذ إنِّي عادةً ما أبدأ يومي في الساعة 5:30 صباحاً، حتى أتمكَّن من متابعة فريقي في لوس أنجلوس ونيويورك.

قد تجد نفسك تنظر إلى الساعة لتدرك أنَّك قضيت اليوم كله جالساً لإجراء المكالمات؛ لذا كان أحد الأشياء التي بدأت فعلها هو محاولة إجراء مكالمات لمدة ساعة أو اثنتين في أثناء ممارسة رياضة المشي.

لقد ساعدني المشي والتحدُّث لمدة تتراوح بين ساعة إلى اثنتين يومياً في إبقاء تركيزي عالياً عندما أجلس على المكتب؛ وإذا كنت غير قادر على مغادرة منزلك، فقد يساعدك المشي حول الغرفة أو المنزل أيضاً في تنشيط دورتك الدموية وتحفيز ذهنك ومساعدتك على التركيز.

4. السلاح السري (مشروب الكيتون):

السلاح السري (مشروب الكيتون)

لقد وجدت أكثر الأسلحة السرية المدهشة للتركيز وتعزيز المزاج، وإذا كنت لا تعرف بالفعل عن هذا الاكتشاف السحري، فدعني أقدمك إلى عالم الكيتونات.

لقد أخبرني صديق قبل بضعة أسابيع أنَّه بدأ مؤخراً تناول الكيتونات كل صباح، وحدثني عن مدى تأثيرها المُدهِش فيه، فقد تضاعفت مستويات طاقته وشعر بمزاجِه يتحسَّن.

بالنسبة إلى الذين لا يعرفون الكيتونات، فهي مشروب يُخلَط بالماء ويُشرَب كل صباح، ويجعل جسمك في حالة الكيتوزية في أقل من 50 دقيقة دون الحاجة إلى اتباع نظام الكيتو الغذائي.

يعني كونك في حالة كيتوزية أنَّك تمتلك طاقة ومزاجاً ونوماً أفضل؛ حيث يمكِّنك هذا من فقدان الوزن، ويمنحك تركيزاً كبيراً.

بعد أن قضيت الشهر الأول في العزل، وكاد حجمي يتضاعف نظراً إلى التهامي كلِّ ما في الثلاجة، كنت حريصاً على معرفة كل ما يتعلق بالكيتونات، وكان التحدي الأكبر الذي واجهته هو معرفة ما يجب تناوله ومتى؛ ذلك لأنَّنا نشتري كميات كبيرة من الطعام في أثناء العزل، ممَّا يعني أنَّ لدينا كميات طعام أكبر من ذي قبل.

لقد اكتشفت أنَّني كنت أتناول مزيداً من الطعام والقهوة في بداية يومي، ممَّا أدَّى إلى انخفاض تركيزي وطاقتي على مدار اليوم؛ لذا قررت أن أجرِّب الكيتون لمدة عشرة أيام، والمدهش حقاً أنَّني كنت أقفز من الفراش بعد اليوم الثالث في موعد الخامسة والنصف صباحاً، الموعد نفسه الذي كنت أستيقظ فيه بصعوبة دائماً، والذي أصبح الاستيقاظ فيه الآن بسيطاً وممتعاً.

لقد أجريت بعض الأبحاث ووجدت أنَّه عندما يكون جسمك في حالة الكيتوزية، فإنَّه يمنحك مزيداً من الطاقة والتركيز؛ ونظراً إلى أنَّ الكيتون يساعد جسمك على حرق الدهون، فإنَّك لا تشعر بالنشاط فحسب، بل تفقد وزنك ولا تشعر بالرغبة الشديدة في تناول الطعام.

كنت أحب القهوة، ولم أستطع بدء يومي دون تناولها؛ ولكن منذ بدأت تناول الكيتونات، لم أعد أشربها كالسابق، وأشعر أنَّني أنشط بكثير من ذي قبل، وأكثر قدرة على توفير المال؛ ذلك لأنَّني لم أعد بحاجة إلى تخزين القهوة والوجبات الخفيفة والأطعمة غير الضرورية التي كنت أستهلكها طيلة اليوم.

الخلاصة:

سيكون لدينا جميعاً طرائقنا الخاصة للتغلُّب على هذه الأوقات الصعبة، والعناصر المذكورة أعلاه ليست سوى بعض الخطوات التي قمت بها لمساعدتي كرائد أعمال على العثور على التركيز والتحفيز.

 

المصدر




مقالات مرتبطة