4 طرائق لإنشاء ثقافة متميزة في مكان العمل

هل يمكننا لوم الناس بسبب حكمهم على الشركات وعلى ثقافتها؟ جميعنا نقضي نسبة كبيرة من حياتنا في المكتب في الوقت الحاضر، لدرجة أنَّه ليس من المستغرب أن نهتم ببيئة عملنا، وأغلب المحادثات عن الثقافة تنتهي حتماً بالامتيازات؛ مثلاً، أي الشركات تقدم غداءً مجانياً؟ وأيٌّ منها تقدم عضوية في النادي الرياضي؟ أو أيٌّ منها تمنحك أفضل "الأشياء"؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون "بين سلاتر" (Ben Slater)، ويُحدِّثُنا فيه عن أهمية بناء الثقافة في شركاتنا وأهمية توفير بيئة عمل جيدة.

إنَّ الامتيازات أمرٌ عظيم، ولكنَّها ليست الوسيلة الأفضل لاجتذاب المواهب؛ ومن المحتمل أن تظلَّ هناك دوماً شركة مختلفة وقادرة على تقديم أشياء أفضل من غيرها؛ والحيلة هي خَلق بيئة عمل رائعة، تجعل فريقك متحمساً للحضور إلى العمل يوماً بعد يوم؛ فهذا ما يهتم به المرشحون للعمل.

إنَّ الرواتب ليست الأداة الوحيدة التي يستطيع القائمون على التوظيف ومديرو التوظيف استعمالها لتشجيع أفضل المرشحين على قبول عروضهم؛ إذ تؤدي ثقافة الشركات دوراً متزايداً في عملية صنع القرار، لا سيما مع جيل الألفية. ومن ثمَّ إذا كنت تريد الدخول إلى هذا المجال، فستحتاج إلى البدء بالتفكير بجديَّةٍ حيال الثقافة.

ما تحتاج إلى معرفته:

إليك العناصر الأربعة التي يجب وضعها في الحسبان عند إنشاء ثقافة لشركتك:

1. الثقافة تبدأ بالتوظيف:

الثقافة ليست فقط لموظفيك فحسب؛ بل إنَّها تبدأ في اللحظة التي يقابل فيها المرشح علامتك التجارية. والعلامة التجارية لرب العمل هي الطريقة التي تعرض بها على المرشحين ما هو مُميَّز في ثقافة شركتك؛ إنَّها أثرك الفريد، لذا من الضروري أن تكون عملية توظيفك مشبَّعة بشدة بهذا الأثر؛ فقد يتصفح المرشحون موقعك ويقرؤون صفحة "حولنا"، ولكنَّ الانطباع الذي قد يحدثونه عن شركتك، سوف يستند إلى تفاعلاتهم مع فريق التوظيف الذي تتعامل معه.

إذا لم تكن حذراً، فيمكنك أن تُسبِّب بعض الضرر الحقيقي لعلامتك التجارية في هذه المرحلة. والشركات التي تحافظ على عدد كبير من الطلبات، هي الأفضل في نقل ثقافتها إلى المرشحين؛ فشركة "غوغل"(Google) هي الرائدة في السوق، وإنَّها رائعة في بثِّ ثقافة من الابتكار، ولديها 3 ملايين طلب في كل عام.

إذاً كيف يمكنك توصيل ثقافة شركتك إلى المتقدِّمين المحتملين، وإعطائهم تجربة توظيف رائعة؟ يتم ذلك من خلال:

  • تشجيع فريقك على المشاركة؛ مشاركة الرؤى على وسائل التواصل الاجتماعي عن طبيعة العمل في شركتك. قد يكون هذا أي شيء، ابتداءً من صور مناسبات يقوم بها الفريق، حتى تدوينات كتبها أعضاء فريقك.
  • إشراك المتقدمين المحتملين، فالتوظيف هو نشاط جماعي. شجِّع شركتك بكاملها على التواصل مع المرشحين المهتمين على الإنترنت.
  • توفير تجربة ممتازة للمرشحين، عامل مرشحيك مثل العملاء، وأبقِهم على اطِّلاع بالتحديثات في كل مرحلة من مراحل تقديمهم للطلب، ووفر تجربة شخصية قدر الإمكان.

2. خلق بيئة عمل تحفيزية:

غالباً ما يُنسَب الأداء العالي إلى القيادة. تبحث معظم الشركات عن كبار المديرين القادرين على حشد المزيد من الجهد من فريقهم، وإلهامهم للوصول إلى آفاق جديدة. وسأقول شيئاً قد يكون مثيراً للجدل: أنا لا أعتقد أنَّنا يمكن أن نعتمد على الإدارة من أجل التحفيز؛ بل يجب على فريقك هو أن يرغب في العمل؛ فالتحفيز أمر شخصي للغاية.

أفضل طريقة لتشجيع الحافز الشخصي التي صادفتها، هي ثقافة العمل. إنَّ تعزيز البيئة الداعمة؛ حيث يشعر الموظفون بالتقدير والسعادة، من الممكن أن يعود عليهم بفوائد هائلة. إليك بعض الاستراتيجيات التي من شأنها أن تساعد على بناء هذا النوع من الثقافة:

  • أن تكون ودوداً، إذا واجه أحد الموظفين مشكلة ما، فسهِّل عليهم أن يلجؤوا إليك، ويتحدثوا معك.
  • أن تكون مرناً، إذا احتاج شخص ما العمل من المنزل كل يوم أربعاء لأخذ أطفاله من المدرسة، فلا تقف في طريقهم. وسيشعرون بالامتنان وقد يبذلون جهداً أكبر نتيجةً لذلك.
  • التحلِّي بروح الفريق، هذا يمكن أن يكون سهلاً جداً؛ مثل تناول الغداء معاً كل يوم. اعمل على تعزيز الروابط بين موظفيك، وسترى زيادة في السعادة والإنتاجية.

شاهد بالفديو: 7 استراتيجيات لإبقاء موظفيك في حالة تحفيز دائم

3. الحاجة إلى مهمة فريدة للشركة:

الناس تحب العمل من أجل شيء ما، وأنا واثق من أنَّكم توافقون على أنَّه دائماً من الأسهل تشجيع الناس على العمل، حتى وقت متأخِّر عند مشاركتهم في مشروع مثير للاهتمام. وعلى النحو نفسه، إذا كان لشركتك هدف، فمن الأسهل كثيراً أن تُبقي موظفيك متفاعلين، وأن تدعم المتقدمين المحتملين وأن تبقيهم مهتمين.

عليك الجلوس مع فريقك اليوم، وتحديد ما هي مهمة شركتك بالضبط. فمسؤولية توضيح هذا الهدف للمرشحين المحتملين يقع على عاتق فريق التوظيف، وهذا ما يجعل شركتك فريدة من نوعها. ويجب أن يكون هذا ما يدفع شخص ما إلى اختيارك، بدلاً من اختيار منافس آخر!

إقرأ أيضاً: 3 أفكار لبناء ثقافة عمل تحركها الغاية

4. التعبير عن الثقافة بوضوح:

إنَّ التواصل الضعيف قد يكلِّفك الكثير في النهاية، فيجب أن تأتي رؤية الشركة من الأعلى. ومن الهام أن يكون لدى فريق الإدارة فكرة واضحة عن الكيفية التي يريد أن تبدو عليها ثقافة الشركة، ولكنَّ الأهمَّ من ذلك أن يوصلوا هذه الفكرة إلى بقية المؤسسة. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن للشركة أن تتوحَّد حول هدف واحد. وكان لـ "مارك" دور فعَّال في دفع رؤية فريق المبيعات إلى الأمام، ويجب على قادتك فعل الشيء نفسه لشركتك.

إذا نُشِرَت الثقافة بفاعلية، فينبغي أن تُشكِّل جزءاً هامَّاً من يوم عمل كل فرد. ولتكوين ثقافة تعاونية، تحتاج المؤسسات إلى جعل العمل معاً جزءاً أساسياً من سير عمل كل موظف. إليك بعض الطرائق لفعل ذلك:

  • استعمال برنامج التعاون، للتأكَّد من أنَّ الموظفين جميعهم متفقون.
  • عقد اجتماعات متكررة لتبادل الأفكار؛ وذلك للتأكد من أنَّ الموظفين جميعهم يشعرون بأنَّ أفكارهم مسموعة.
  • وضع خطة عمل مفتوحة في مكتبك، بدلاً من إخفاء الموظفين جميعهم في مكاتب منفصلة.

بعض الشركات على استعداد لاتِّباع نهج غير تقليدي، لتحقيق مستوى رائع من التعاون. في الواقع تعطي شركة "فالف" لتطوير البرمجيات (Software developer Valve) كل موظف مكتباً بكرسي متحرك، يشجعه على "التنقل حول المكتب" والمشاركة في المشاريع التي يمكن أن يضيف قيمة لها.

وقد ترغب في الحفاظ على ثبات مكاتبك في مكانها، ولكنَّ ضمان تدفُّق تواصل فعال ابتداءً من الرؤساء التنفيذيين حتى أقل منصب في الشركة من شأنه أن يزيد من احتمالات بقاء ثقافتك.

في الختام:

كل شيء يتوقف على الأولويات؛ إذ إنَّ خلق ثقافة تنظيمية رائعة يتطلَّب استثماراً معيناً، وتصل بعض الشركات إلى حد تعيين مسؤول ثقافي كبير، لإدارة هذه العملية. وإنَّ توفير بيئة عمل جيدة لفريقك، هو أفضل طريقة أعرفها لجعلهم يتجاوزون خط أداء الواجب باستمرار، كما أنَّها واحدة من أفضل الطرائق لجذب أفضل المواهب.

المصدر




مقالات مرتبطة