4 خطوات لمساعدة رواد الأعمال في التغلب على القلق

لقد علَّمنا عام 2020 أنَّ الحياة مليئة بالتحديات، حيث يواجه الناس تحديات في شؤونهم المالية والصحية، ومع عائلاتهم، وعلاقاتهم، وأعمالهم، وحتى معاركهم الشخصية مع ذواتهم، وبالنسبة إلى العديد من رواد الأعمال، فقد قدَّم هذا العام تحدياً تلو الآخر، وهذا ما يُثبِت صحة المثل القائل: "تأبى المصائب أن تأتي فرادى".



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب أدريان شيبرد (Adrian Shepherd)، والذي يُحدِّثنا فيه عن طرائق عدَّة للتخلص من القلق.

من الهام أن تضع في حسبانك ما قاله فيلسوف الأعمال الأمريكي جيم رون (Jim Rohn) في الأوقات الصعبة: "ليس ما يَحدث معك من أحداث هي التي تُحدِّد الجزء الأكبر من مستقبلك؛ فجميعنا يواجه مثل هذه الأحداث؛ إنَّما كيف تستجيب لها أو ردة فعلك تجاهها"، فلقد أثَّر الوباء بالتأكيد في بعض رواد الأعمال أكثر من غيرهم؛ ولكنَّ الشدائد تعلِّمنا وتُتيح أمامنا فرصاً لنزدهر.

تعرَّض المؤلف بريندون بيرشارد (Brendon Burchard) لحادث سير كاد أن يودي بحياته في أثناء إقامته في جمهورية الدومينيكان؛ حيث كان في سيارة تسير بسرعة كبيرة على طريق متعرج ومظلم عندما وصلَت إلى منحنى حاد وتحطمَت، إلا أنَّه نجا بأعجوبة، ولكن عندما سحب نفسه خارج الزجاج الأمامي المُحطَّم ووقف أمام غطاء المحرك المُدمَّر، انتابته لحظة تأمُّل تجلَّت فيها الحقيقة أمامه، حيث توصَّل إلى ثلاثة أسئلة أساسية شكَّلت حياته، وهي: هل عشتُ حياتي بكل تفاصيلها؟ وهل أحببتُ؟ وهل كان لوجودي أيَّة أهمية؟

في عام 2004، كنتُ أنا وزوجتي في كوخ صغير عندما انهار فوقنا في الوقت الذي ضرب فيه تسونامي بلدة خاو لاك (Khao Lak) التايلاندية الصغيرة، فلقد مضى ما يقرب 16 عاماً على هذه الحادثة، ولكن إذا أغمضتُ عينيَّ، ما يزال بإمكاني رؤية كل شيء يَحدث أمامي بوضوح.

على عكس "بيرشارد" (Burchard)، لم أتوصل إلى فهم عميق عن الحياة، ومع ذلك، أعتقد أنَّني حصلتُ على فرصة ثانية، حيث عدتُ إلى اليابان معتقداً أنَّ هناك مغزىً من وجودي هناك، ولكنَّني ما زلتُ لا أعرف ما هو، ربما كان الهدف هو تربية ابني ليصبح بطلاً، أو ربما ببساطة لمساعدة زوجتي في إنجاز مهامها الصعبة، وكانت تلك هي السنة التي انتقلَت فيها حياتي كرائد أعمال إلى حالة تأهب قصوى.

بدأتُ العمل مع رواد أعمال آخرين لمساعدتهم على بدء أعمالهم التجارية، فكان بعضها ناجحاً للغاية، وبعضها الآخر ليس كثيراً، ولكن علَّمني كل واحد منهم درساً ثميناً.

كانت بداية عام 2020 جيدة بالنسبة إليَّ من الناحية المالية، ثمَّ انتشرَت الجائحة، وتدهورت أموري، وهناك بالتأكيد بعض رواد الأعمال الذين استفادوا من انتقال العمل من شكله التقليدي إلى العمل من المنزل، وخير مثال على ذلك رائد الأعمال جيف بيزوس (Jeff Besos)، أو إيلون ماسك (Elon Musk)، لقد تمكَّنتُ من تجاوز المصاعب، ولكن لم يستطِع بعضهم تخطِّيها، وبالنسبة إليهم، كان عام 2020 محفوفاً بالخوف.

الخوف ليس كما يتصوره معظم الناس؛ فهناك خوف يأتي على شكل تسونامي أو مجرم يوجِّه سلاحه نحوك، لكنَّ معظم المخاوف تكمن في أذهاننا، كالخوف من المجهول، والفشل، والإفلاس، ومن ألا نكون جيدين بما فيه الكفاية؛ وهذه المخاوف هي قلق مُقنَّع. 

إقرأ أيضاً: تعرّف على أكثر 5 مخاوف شيوعاً بين الناس

بالنسبة إلى رواد الأعمال، القلق مشكلة حقيقية للغاية. في الواقع، وفقاً لإحدى الدراسات، اعترف 72% من رواد الأعمال الذين شملهم الاستطلاع بأنَّهم يعانون من مشكلات نفسية، وإنَّهم يتركون وراءهم ما يسمَّى بضمان الراتب لأنَّهم يؤمِنون بما يجب عليهم تقديمه للعالم، ولريادة الأعمال تكلفة باهظة، فقط اسأل أصحاب المطاعم وخطوط الطيران، وفقاً لموقع يلب (Yelp)، أغلق 16000 مطعم أبوابه للأبد هذا العام وحده.

سواء كنتَ تزدهر أم تصمد أم تكافح؛ فإنَّ القلق موجود دائماً، ولكن يجب أن يكون السؤال، كيف نتعامل معه؟

فيما يلي 4 خطوات بسيطة للتغلب على القلق:

1. إعداد قائمة الامتنان:

أحد الأشياء التي علَّمني إياها عام 2020؛ هو أنَّه يتعين علينا محاربة السلبية بالإيجابية، وأول شيء يجب أن نفعله عند مواجهة القلق هو تقييم كل ما لدينا في حياتنا.

أنشِئ قائمة امتنان تدوِّن عليها كل ما تُقدِّره في حياتك، واشكر الله على وجود سقف فوق رأسك وأصدقاء طيبين إلى جانبك، أو أي شيء آخر قد يخطر في بالك، واكتب فقط لمدة 30 دقيقة متواصلة دون مشتتات.

قدِّر أي شيء وكل شيء في حياتك؛ فقد لا نكون حيث نريد أن نكون، ولكن إذا كنا محظوظين بما يكفي لنكون قادرين على إعالة عائلاتنا، فهذه بداية رائعة، فهناك مَن قد يجدون أنفسهم عاطلين عن العمل، ولكن إذا كانوا ينعمون بالصحة، فيجب إدراج ذلك في القائمة، ودوِّن في قائمتك جميع النعم الموجودة في حياتك كأصدقاء طيبين، وأطفال مهذبين، وقراءة مجموعة جيدة من الكتب، وامتلاك جهاز محمول حديث، فعندما نتوقف لتقييم كل ما لدينا، قد نتفاجأ من كثرة ما يجب أن نكون ممتنين له.

بعد الانتهاء من قائمتك، اقرأها مرتين يومياً، مرة بعد استيقاظك وأخرى قبل أن تخلد إلى النوم، وإنَّه لأمر مدهش كيف سيغير هذا التمرين البسيط من إدراكك للقلق.

شاهد بالفيديو: 5 فوائد مثبتة للشعور بالامتنان

2. ممارسة الرياضة:

يشتهر توني روبنز (Tony Robbins) بقوله أنَّ علم وظائف الأعضاء يسبق علم النفس، فمِن خلال تحريك أجسامنا، يمكِننا توصيل الروابط في أدمغتنا، حيث تُفرز التمارين المعتدلة الإندورفين والهرمونات والمواد الكيميائية في مجرى الدم والتي تغير الطريقة التي يَشعر بها أجسامنا، والتي تغير بدورها الطريقة التي يَشعر بها دماغنا.

أنا شخصياً أحب المنافسة، سواء كان ذلك في لعب كرة السلة مع مجموعة من الأصدقاء، أم تسلق الجبال، فإنَّ التحدي يُحفزني؛ لذا، اذهب إلى الصالة الرياضية، وارتدِ حذاء الرياضة، وابدأ في ممارسة التمارين الرياضية.

إقرأ أيضاً: الرياضة وأهم فوائدها النفسيّة والجسدية

3. النوم:

الطريقة الأبسط والأكثر فاعلية للتعامل مع القلق هي الحصول على نوم جيد ليلاً؛ فهذا لا يعني إضاعة اليوم في النوم؛ وإنَّما يعني ببساطة الحصول على سبع إلى ثمان ساعات من النوم من دون تناول حبوب منومة؛ أي مجرد أن تنعم بنوم هانئ ومتواصل.

بالنسبة إلى أولئك الذين يكافحون من أجل الحصول على نوم جيد ليلاً، وفقاً لكلية الطب بجامعة هارفارد (Harvard Medical School)، إليك بعض النصائح لتحسين جودة نومك:

  • تجنَّب تناول الكافيين والكحول والوجبات الدسمة.
  • حافِظ على غرفتك باردة، ومظلمة، وهادئة، وخالية من المشتتات.
  • اقضِ 30 دقيقة على الأقل في الخارج يومياً؛ لأنَّ ضوء الشمس يضبط أنماط نومك.
  • استخدِم تمارين التنفس للمساعدة على استرخاء الجسم قبل النوم.
  • استحمَّ بماء دافئ قبل النوم.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح مضمونة للحصول على نوم أفضل ليلاً

4. التأمل:

قد تُفسد الحياة خططنا، ولكن قبل المبالغة في إظهار ردة فعلنا؛ فإنَّ أول شيء يجب أن نفعله هو تهدئة أنفسنا؛ حيث يساعدنا التأمل على التخلص من كل الضوضاء في حياتنا.

أمارس فنون الدفاع عن النفس، وقبل أن نبدأ كل تدريب، نجلس بطريقة صحيحة تسمى "سيزا" (seiza)، ونغلق أعيننا لبضع لحظات، وعلى الرغم من أنَّها لا تستغرق سوى بضع ثوانٍ، إلا أنَّها تُتيح لي تصفية ذهني من كل الفوضى، وهناك كثيرٌ من تمارين التأمل الجيدة على يوتيوب (YouTube) أنصحك بتجربتها، واختيار ما يناسبك منها.

المصدر




مقالات مرتبطة