4 خطوات للتغلب على الأزمات التي تعانيها الشركات

عندما ضرب زلزال "توهوكو" اليابان أدى إلى "تسونامي" مدمِّر مسبباً أسوأ كارثة في العالم منذ كارثة "مفاعل تشيرنوبيل" في عام 1986. كان لدينا أقل من 45 يوماً لحل مشكلة مستحيلة أو أنَّنا سنخسر عملنا، سنوات من الجهد كانت على وشك التلاشي، ومع ذلك تمكَّنَّا من حل الأزمة دون موارد أو معرفة أو توجيه وفوق ذلك حوَّلنا الانهيار إلى مبيعات وأرباح قياسية، فكيف قمنا بذلك؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "فرانك وازيتر" (Frank Wazeter) والذي يُحدِّثنا فيه عن تجربته في الأزمة التي كادت تتسبب في توقُّف شركته عن العمل والطريقة التي اتبعها لإنقاذ عمله.

فيما يأتي سأبيِّن العملية التي استخدمتُها مع أمثلة عملية وما هي النتائج التي حققناها:

1. تقسيم المشكلة المعقدة إلى مشكلات صغيرة الحجم:

يستحيل حل المشكلة المعقدة؛ وذلك لأنَّها تتألف من عشرات المشكلات الصغيرة؛ لذلك يجب تقسيمها إلى أجزاء يسهل معالجتها، فالنظر إلى مشكلة كبيرة يرهق عقلك لذلك قمتُ بتقسيم المشكلة على النحو الآتي:

  1. السيولة.
  2. المخزون.
  3. الموردون.
  4. خدمات العملاء ومخاوفهم من التعامل معنا.
  5. المبيعات والتسويق.

كلما كانت المشكلة أصغر كان حلُّها أسهل؛ وذلك لأنَّك تستطيع تحليلها بسرعة واتخاذ الإجراءات دون أن تفقد السيطرة، واستطعنا من خلال تحليل المشكلات الصغيرة استبعاد مشكلتَي المخزون والموردين كونهما خارج سيطرتنا أصلاً، ووجدنا أيضاً أنَّ مشكلة المبيعات مرتبطة بمشكلة السيولة، أما مشكلة العملاء كانت ناجمة عن عوامل لم نستطع السيطرة عليها؛ لذلك كان حل المشكلة الفردية؛ أي السيولة - كوننا استطعنا السيطرة عليها - أسهل بكثير من حل المشكلة المعقدة.

2. الشجاعة والإبداع في حل المشكلات:

تمنحك أزمات العمل الفرصة لإطلاق العنان لعقلك؛ وذلك لأنَّك تصبح على دراية بأسوأ سيناريو قد يحدث وهو الإغلاق وتعرف أنَّه سيحدث إذا استمررتَ بفعل الأمور بالطريقة الاعتيادية.

يعني هذا أنَّك متحرر تماماً من التحفظات بشأن اتخاذ خطوات قد تضر بالعمل، ولديك الحرية في اتخاذ خطوات مبتكرة والتي كنتَ ستصفها بالخطرة لو كان الوضع طبيعياً، لكنَّك الآن فعلياً في الوضع الأخطر وأن تكون جريئاً جداً ومبتكراً في هذا الوضع يحقق لك أماناً أكثر من القيام بالأمور بالطريقة المبتذلة.

مثلاً كانت إحدى المشكلات التي واجهناها هي أنَّنا نملك سيولة لشراء البضائع لكنَّنا لا نستطيع الحصول عليها، والمال الموجود في البنك قد ينفد.

كنا نعلم بأنَّ بعض الشركات بحاجة إلى المال بغرض التوسع، فقدَّمنا لها قروضاً لمدة تتراوح بين الشهرين إلى ثلاثة أشهر، ولقد أدركنا أنَّ تقديم قروض أولية ثم استعادتها إلى أن نتمكن من طلب بضائع كان أقل خطورة من إبقاء المال في البنك، فكان حل مشكلة السيولة عن طريق التخلص من المال فكرة غير متوقعة لكنَّها نجحَت.

قمنا بإجراء آخر مع الأشخاص الذين نعلم أنَّهم يريدون طرائق جديدة للاستثمار، فكانت الخطة أن نجعلهم يشترون المنتجات بالجملة، بينما سنقوم ببيعها لهم كجزء من عملية عادية لا علاقة لها بمنتجاتنا المخزنة؛ وبذلك حقَّقنا فائدة من بيع منتجاتنا بالجملة وأولئك الأشخاص استفادوا من عملية البيع بالتجزئة، وحققَت هذه الطريقة نجاحاً باهراً واستمر معظم الأشخاص بالتعامل معنا على أساسها.

بعد تسعة أشهر أصبحنا قادرين مجدداً أن نطلب توريد بضائع واشترينا مخزوناً أكبر بكثير مستفيدين من أرباح بيع الجملة وبيع التجزئة، وأدَّت الطلبات الكبيرة إلى خفض تكاليفنا وحققنا أرباحاً من القروض واستثمارات الجملة ومبيعات التجزئة.

شاهد بالفيديو: 7 أساليب فعالة يستخدمها الأشخاص الأذكياء لحل المشكلات

3. الاهتمام بموقع الويب والبريد الإلكتروني:

تُحَلُّ جميع المشكلات أو تُبسَّط من خلال موقع ويب فعال وقائمة العناوين الخاصة بالبريد الإلكتروني إذا كانت هذه القائمة عالية الجودة، فهذه الأشياء ذات قيمة أكثر من النقود وهي المحرك الأساسي لقدرتك على تحقيق إيرادات؛ إذ إنَّها الأصول التي تمتلكها بشكل مباشر، وهي ضرورية لاستقرار الأعمال التجارية المعاصرة.

تخدم مواقع التواصل الاجتماعي غرضاً مختلفاً، فهي وسيلتك للوصول إلى الجمهور وهي التي توفر القدرة الاستثنائية على خلق عنصر المفاجأة والوسيلة الأفضل للتسويق؛ لذلك تُعَدُّ مكونات أساسية لبناء موقع ويب وبريد إلكتروني فاعلَين.

هناك مشكلتان في مواقع التواصل الاجتماعي، الأولى أنَّك فعلياً لا تملك شيئاً، سواء أكان ملفك أم متابعيك والمحتوى الذي تطرحه، وكل هذا يمكن للمنصة ببساطة إزالته لأي سبب تراه المنصة وجيهاً.

والثانية أنَّ المشاركة غالباً لا تكون فعالة بما يكفي لأنَّك تدخل في منافسة مع شركات أخرى لجذب انتباه الزبائن، على عكس ما يكون عليه الوضع بالنسبة إلى بريدك الإلكتروني وموقع الويب، فمثلاً كانت المشاركة على مواقعنا كـ "يوتيوب" (YouTube) و"فيسبوك" (Facebook) هي 1/10 من المشاركة التي حققها بريدنا الإلكتروني وموقع الويب.

بالنسبة إلينا، وعلى الرغم من امتلاكنا قناة "يوتيوب" مع ملايين المشاهدات وصفحة على "فيسبوك" يتابعها 100،000 شخص فإنَّ ما أنقذ عملنا هو قدرتنا على تنمية وتعديل موقع الويب ليتناسب مع الأزمة التي مررنا بها بالإضافة إلى تأمين تعاملات مكثفة عبر البريد الإلكتروني، ومن هنا تأتي أهمية الموقع والبريد الإلكتروني، فدونهما لا يمكن الوصول إلى عدد الأشخاص اللازم لحل المشكلة.

إقرأ أيضاً: لماذا تحتاج إلى موقع ويب لأعمالك الصغيرة؟

4. مواجهة المشكلات والصراحة مع العملاء:

لا تسير الأمور دوماً بشكل مثالي والحياة دائماً تخفي مفاجآت، لكنَّ التصرف في مثل هذه الظروف كما لو أنَّ كل شيء على ما يرام يزيد المشكلة سوءاً، فمهما حاولت إخفاء الحقيقة عن عملائك فإنَّ المشكلة ستظهر للعلن ولن تجني في هذه الحالة سوى خسارة ثقتهم؛ لذلك عندما تواجه أزمة عمل اتخذ إجراءً فورياً وكن صريحاً لأبعد الحدود وعزِّز من تواصلك مع عملائك حتى لو لم يكن هناك داعٍ لذلك.

بلغ عدد عملائنا 8500 عميلاً وكإجراء فوري قمتُ بالاتصال وإرسال الرسائل النصية ورسائل البريد الإلكتروني لكل واحد منهم، لقد منحتُهم ثقتي كما لو كانوا أعضاءً في فريق العمل، والنتيجة أنَّهم تعاونوا معنا وشاركونا الاجتماعات التي كنا نجريها لحل الأزمة، لقد فرحوا بانتصاراتنا وتعاطفوا معنا، والنتيجة أنَّ الطلب على منتجاتنا حطَّم أرقاماً قياسية.

ما يجب أن نتعلمه أنَّ الناس لطيفون ومتفهمون ومتعاطفون، لكن لا يقدمون هذه الأشياء دون مقابل وعليك أن تتعلم كيف تكسبها.

المصدر




مقالات مرتبطة