4 خطوات لتحديد وتحقيق أهدافك

لماذا تفشل الأحلام؟ هل تساءلت يوماً لماذا تخبو بعض قرارات السنة الجديدة وتتلاشى ببطءٍ، في حين أنَّ بعضها الآخر يبدو سهل التحقيق بوصفه عنصراً بسيطاً في قائمة المهام؟ يعود ذلك للعلم.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن فانيسا فان إدواردز (Vanessa Van Edwards) مؤسسة موقع ساينس أوف بيبول (Science Of People)، وتخبرنا فيه عن تجربتها في تحديد وتحقيق أهدافها.

  1. أريد أن أعلِّمك علم تحديد الأهداف.
  2. أريد أن أعلِّمك البحث وراء القرارات.
  3. أريد أن أعلِّمك تحقيقاتنا عن النيات.

يوجد علم لتحديد الأهداف الناجحة وقرارات السنة الجديدة، وهذا ليس ما تظنُّ؛ ففي هذا المقال، أريد أن أتحدث عن كيفية تحديد أهدافك تحديداً فعالاً، ومن ثَمَّ تحقيقها تحقيقاً استباقياً.

الأبحاث واضحة:

الأشخاص الذين يحدِّدون أهدافهم هم أكثر نجاحاً؛ إذ يتولى المسؤولون المناصبَ بسرعة، ويحصل الموظفون على زياداتٍ أكبر، وحتى الطلاب يتعلَّمون سريعاً بنسبة تصل إلى 250% عندما تحدَّد الأهداف لهم، أكثر بكثير مما لو قيل لهم فقط أن "يفعلوا أفضل ما لديهم".

مع ذلك ليست الأهداف كلُّها متساوية:

  1. مجرد تخيل هدفك هو أمر غير مُحفِّز فهو في الواقع يخدع الدماغ؛ إذ يظنُّ أنَّك قد حققت ذلك بالفعل.
  2. الأهداف التي لم تُعَد إعداداً صحيحاً يمكن أن ينتهي بها الأمر إلى تأثير مخالف.

إذاً كيف يمكنك أن تبدأ فعلياً بتحديد أهدافك وتحقيقها؟ تجاهل كلَّ ما كنت قد سمعته فيما مضى عن الأهداف؛ هذا العام أريدك أن تجرب تحديد الأهداف القائمة على العلم.

الخطوة رقم 1: ما قوة مشاعرك؟

أريدك أن تقيس قوة مشاعرك على قطعة ورق أو في ورقة عمل تحديد الأهداف القابلة للتحميل، قيِّم هذه المجالات من حياتك على مقياس من 1 إلى 5، فيكون الرقم 1 شعور غير راضٍ للغاية، والرقم 5 يكون راضٍ للغاية:

  1. العمل: ما هو شعورك تجاه عملك أو مهنتك أو فاعلية عملك ونجاحك؟
  2. الأصدقاء: كيف هي حياتك الاجتماعية، والصداقات الخاصة بك، ونظام الدعم؟
  3. العائلة: كيف هي علاقاتك الشخصية؟ وعلاقتك مع شريك حياتك؟
  4. الشغف الشخصي: هل لديك مشاريع عاطفية شخصية هوايات أو نشاطات ترفيهية تلك التي تلبي شغفك وترضيك؟
  5. الروحاني: يمكنك تفسير هذا بالطريقة التي تريدها؛ فيمكن أن يتجلى في إيمانك أو صحتك العقلية أو رحلاتك الشخصية أو طريقة تفكيرك.
  6. الصحي: هل أنت سعيد بصحتك البدنية وسلامتك؟

شاهد بالفيديو: 5 قواعد ذهبية مثبتة علميًا في تحديد الأهداف

الخطوة رقم 2: علاقة علم الأعصاب بالملكية

عندما نمتلك شيئاً - عنصراً أو فكرة أو هدفاً - نصبح أكثر التزاماً به؛ وهذا ما يسمى "تأثير الهبة" الذي يحدث عندما نمتلك شيئاً ما ويصبح "ملكنا"؛ ومن ثَمَّ ندمجه في إحساسنا بالهوية.

أظهر باحثو جامعة كورنيل (Cornell University) تأثير الهبة أو الامتلاك بتجربة ذكية، أولاً، أعطى الباحثون المشاركين في الدراسة أكواب القهوة، وعرضوا عليهم مقايضة الشوكولاتة بأكواب القهوة، فلم يرغب أيٌّ من المشاركين تقريباً في هذه المبادلة، وبعد ذلك فعل الباحثون نقيض هذه التجربة، فأعطوا المشاركين الشوكولاتة، ثم طلبوا منهم مقايضتها بأكواب القهوة، ومرةً أخرى عدد قليل فقط قبل بهذه المقايضة؛ فهذا هو تأثير الهبة بتجربة عملية؛ فهو يتعلق بما يملكونه بالفعل، وليس بالأشياء الفعلية، فنحن عندما نأخذ ملكية شيء ما، نعمل على الاحتفاظ به.

تتعلق هذه الخطوة بامتلاك نيتك؛ ارجع إلى المقياس السابق، وتذكَّر هذه ليست أهدافاً محدَّدة بعد؛ إنَّها مجرد نيات سيساعدك هذا على امتلاك نتيجة مختلفة لنفسك عن كلِّ مجال.

إليك فيما يأتي بعض الأمثلة عن تحديد النيات:

  1. العمل: رفع مستوى الجهود في العمل لتتمكن من التواصل مع مزيد من الناس ومساعدتهم.
  2. الأصدقاء: تخصيص وقت لدعم الأصدقاء والتواصل معهم بانتظام.
  3. العائلة: الاهتمام بالعائلة في كثير من الأحيان، وتكريس الوقت الحقيقي للتواصل والمتابعة.
  4. الشغف الشخصي: تعلُّم كيفية الرسم، وقضاء مزيد من الوقت في القراءة.
  5. الروحانية: بدء التأمل لتصفية الذهن والهدوء في نهاية يوم العمل.
  6. الصحة: الحصول على مظهر صحي ورياضي وزيادة القدرة على التحمل.

الخطوة رقم 3: النتيجة+العملية

إذا كان عليَّ الاختيار، فسأقول إنَّ هذه هي الخطوة الأكثر أهمية: فهي غالباً ما تكون السبب في فشل تحقيق الأهداف.

يحدِّد معظم الناس نية أو نتيجة مثالية، ويحاولون العمل من أجل ذلك؛ وهذا أمر رائع، لكن هذا يوصلك إلى نصف الطريق فقط؛ لذا عليك أن تختار نتيجة وعملية.

  1. النتيجة هي: النتيجة المثالية، الاستنتاج المفعم بالأمل أفضل نهاية لهدفك.
  2. العملية هي: المهارات التي تحتاجها والطريقة المطلوبة للوصول إلى الهدف.

قبل أن أقدِّم لكم بعض الأمثلة، اسمحوا لي أن أشرح علاقة العلم بنهج النتيجة + العملية؛ فقد قام الباحثون بتدريب المشاركين على رمي السهام، وقسموهم إلى ثلاث مجموعات، وطُلب من المجموعة الأولى الحصول على أعلى درجة ممكنة؛ أي التركيز على النتيجة، وطُلب من المجموعة الثانية تحسين العملية لتكون قاذف نبال جيداً عن طريق إرجاع الذراع للخلف وضبط زاوية الرمية وتثبيت قبضتهم بقوة؛ أي التركيز على العملية، ومن ثَمَّ تنفيذ عملية جيدة؛ بدأت المجموعة رقم 3 بعملية الرمي، وبعد ذلك بمجرد أن أتقنوا المهارات، حُوِّلوا للتركيز على النتيجة (العملية + النتيجة).

كان أداء المشاركين الذين ركَّزوا في عملهم على النتيجة أسوأ أداء؛ بينما حصل المشاركون الذين ركَّزوا على العملية والنتيجة على أعلى الدرجات حتى الآن.

الآن، دعونا ننظر إلى النيات التي قمت بتعيينها في الخطوة رقم 2، أريدك أن تكتب المهارات أو العملية أو الأساليب التي تحتاجها لتحقيق تلك النتائج.

كأن تكتب على سبيل المثال:

1. العمل:

رفع مستوى جهود العمل حتى أتمكن من الوصول إلى مزيد من الأشخاص ومساعدتهم؛ استئجار وكالة تسويق.

2. الأصدقاء:

تخصيص وقت لدعم الأصدقاء، والتواصل معهم بانتظام؛ الانضمام إلى فصل ممارسة تمرينات رياضية مع الأصدقاء، والتخطيط لقضاء عطلة نهاية الأسبوع.

3. العائلة:

الاهتمام بالعائلة في كثير من الأحيان، وتخصيص وقت حقيقي للتواصل والمتابعة؛ خطط للم شمل الأسرة الذي يحدث في العطلة نفسها أو الإجازة من كلِّ عام.

4. الشغف الشخصي:

تعلُّم كيفية الرسم، وقضاء مزيد من الوقت في القراءة؛ شراء كتاب للرسم، احصل على اقتراحات من 10 كتب من الأصدقاء.

شاهد بالفيديو: المبادئ 12 لتحقيق أهداف النجاح

5. الروحانية:

البدء بالتأمل لتصفية الذهن، والاسترخاء في نهاية يوم العمل؛ الحصول على تطبيق للتأمل لتذكير نفسك قبل النوم.

5. الصحة:

الحصول على مزيد من التناغم، وزيادة قدرتك على التحمل؛ شراء مجموعة أوزان، والاشترك في أحد معسكرات التدريب.

إقرأ أيضاً: تحديد الأهداف

الخطوة رقم 4: تحديد العراقيل

عندما نحدِّد أهدافنا لأول مرة نكون متفائلين للغاية ومفعمين بالأمل، وهذا شيء عظيم، والشيء الوحيد الذي يحدث، مع ذلك هو أنَّنا نفشل في تحديد العراقيل المحتملة؛ لذا كن حقيقياً وواقعياً مع نفسك للحظة، وأجب على هذه الأسئلة في ورقة عمل الهدف:

  1. ما هي القيود اللوجستية التي قد تجعل من الصعب عليك تحقيق أهدافك؟
  2. ما هي السلوكات التي قد تجعل من الصعب عليك تحقيق أهدافك؟
  3. من الذي قد يمنعك من تحقيق أهدافك؟
إقرأ أيضاً: عراقيل التخطيط الاستراتيجي التي يجب تجنُّبها

في الختام:

يمكن أن تكون هذه العراقيل أيَّ شيء من قيودٍ مالية إلى أفراد أسرة غير داعمة إلى المماطلة؛ لذا كن واقعياً، فعندما نعرف ما هي عراقيلنا، يمكننا العمل بالتحايل عليها، فعلى سبيل المثال: أحد أهدافي للعام المقبل هو قراءة المزيد؛ وأنا أعلم أنَّه إذا لم يكن لدي مساءلة للقراءة لن أحقق هذا الهدف، فأتجاهله وأذهب للنوم، أو أتابع منصة نيتفلكس (Netflix)؛ لذلك بدأت بمتابعة نادٍ للكتاب للقراءة مع قرائي.

المصدر




مقالات مرتبطة