4 خطوات لاكتشاف المسار المهني المناسب لك

يقضي الشخص العادي معظم وقته صباحاً في العمل، وحتى عندما يسترخي بعيداً عن العمل، يفكر في شؤونٍ تتعلق بالعمل، وإذا أشعره العمل بالملل أو كان غير مُرضِياً بالنسبة إليه، فيمكن أن يؤثر ذلك في صحته الجسدية والعقلية بسهولة، فمجرد التفكير في تحمُّل ساعات طويلة من المهام التافهة، أو التفكير في الاستيقاظ في اليوم التالي من أجل وظيفة مروِّعة يمكن أن يؤدي إلى الإحباط أو التوتر أو حتى الاكتئاب، إضافة إلى ذلك، قد يكون من الصعب جداً التقدم في هذه المهنة.



هذا هو السبب في أنَّ بناء مسار مهني هادف ومُرضٍ ودائم هو أمرٌ هام للغاية لعافيتك عموماً، ومع ذلك، يعدُّ الحديث عن العثور على المسار المهني المناسب أسهل من تطبيق ذلك على أرض الواقع؛ إذ تؤدي عوامل عدة دوراً عند الاستقرار على مسار مهني معين، فلديك شغفك، وأحلام الطفولة، وتوقعات الأسرة، والحاجة إلى دفع الفواتير، وما إلى ذلك. 

فيما يأتي 4 خطوات يمكنك اتخاذها لاكتشاف المسار المهني المناسب لك:

1. تقييم العناصر الأربعة الأساسية الخاصة بك:

يجب أن يتشكل مسار حياتك المهنية وفق 4 عناصر خاصة بك، وهي: شغفك وما تفضله وشخصيتك ومبادئك؛ لذا ضع هذه العناصر الأربعة في الحسبان عند اختيار مسارك المهني.

سيجعلك القيام بشيء يثير شغفك سعيداً في عملك، وسوف يمنحك إحساساً بالهدف وستندفع نحو الأمام، وإذا كنت محظوظاً بما يكفي لتجمع بين مهنتك وشغفك، فلن تشعر أنَّك تعمل؛ بل ستشعر بالمتعة، إضافةً إلى ذلك، لن تكسب من وظيفتك لقمة عيشك فحسب؛ بل ستمنحك معنى لحياتك أيضاً.

عندما يتعلق الأمر بما تفضِّله، ستنجح أكثر إذا عملت بشيء تحبه، على سبيل المثال هل تفضِّل العمل بدوام كامل أو وفقاً لجدول زمني مرن؟ أو هل تفضِّل العمل في مكتب أو في مكان آخر؟ أو هل تفضِّل العمل يدوياً أو باستخدام الكمبيوتر؟ أو هل تحب أن يكون لديك خطة أو أن تسير مع التيار؟ ضع كل هذه الأسئلة في الحسبان عندما تفكر في الخيارات المهنية المستقبلية.

تعدُّ شخصيتك هامة أيضاً، فإذا كنت من النوع المتحفظ أو الانطوائي، يمكن أن تجد صعوبة في التعامل مع الناس جيداً؛ فممارسة مهنة لا يتعين عليك فيها التعامل مع معظم الناس ستكون أفضل بالنسبة إليك، ومن ناحية أخرى، إذا كنت شخصاً اجتماعياً مفعماً بالحيوية، فسوف تشعر بالنشاط من خلال الوجود مع مجموعات كبيرة من الناس، وإذا كنت تملك عقلاً فنياً، فستنجح في المجالات الأكثر إبداعاً، في حين أنَّ العقول التحليلية أفضل في التعامل مع الأرقام.

جميعنا نملك مبادئ في الحياة نعيش وفقها، ويجب أن يتوافق المسار المهني المناسب مع مبادئك في الحياة ويعززها أيضاً، وإذا كان الإيثار أمراً أساسياً في حياتك، فيجب أن تبحث عن مهن تُحدِث فَرقاً في العالم وتساعد الناس، وبالمثل إذا كنت تؤيد العدالة الاجتماعية، فيجب أن تفكر في العمل لدى منظمات حقوق الإنسان المختلفة التي تتوافق مع مبادئ حياتك.

يمكنك إجراء اختبارات التقييم الشخصي عبر الإنترنت لاكتشاف العناصر الأربعة الأساسية الخاصة بك.

إقرأ أيضاً: ما هو الإرشاد المهني؟ وما هي أهميته وأهدافه؟

2. إنشاء قائمة بخياراتك:

بعد اكتشاف شغفك وما تفضله وشخصيتك ومبادئك، اكتب الخيارات المهنية التي تتناسب مع هذه العناصر الأربعة؛ فبالنسبة إلى الشغف، فكر في الأشياء التي يمكنك القيام بها وإن لم تحصل على أجر؛ إذ يمكن أن تساعدك هواياتك على معرفة من أين ستبدأ.

بالنسبة إلى ما تفضِّله، اكتب الخيارات المهنية التي تتوافق مع ما تفضِّله في بيئة العمل اليومية، وافعل الشيء ذاته فيما يتعلق بشخصيتك ومبادئك؛ فالفكرة هنا هي التوصل إلى قائمة شاملة للتأكد من تجربة كل الإجراءات الممكنة للوصول إلى ما تريده.

شاهد بالفيديو: كيف تكتشف شغفك وتصل إليه؟

3. تحديد خيارك المناسب:

بعد التوصل إلى قائمة طويلة من الخيارات المهنية، عليك أن تبدأ في تقليصها حتى الوصول إلى الخيار المناسب لك حقاً، وهذه هي المرحلة التي تحتاج فيها إلى العثور على ما يناسبك في حياتك المهنية، وهذه هي المرحلة التي يجتمع فيها ما تجيده، وما تستمتع بفعله، وما يحتاج إليه العالم أو أرباب العمل.

في القائمة التي تملكها، فكر فيما تجيده من ناحية المهارات، وفكر فيما تستمتع بفعله من ناحية الاهتمامات، وضَعْ في حسبانك أنَّ أحد أهداف كونك شخصاً مهنياً هو كسب لقمة العيش من عملك؛ لذلك ابحث عما إذا كانت الوظائف التي تتناسب مع ما تجيده وما تستمتع به مطلوبة في سوق العمل، وإذا لم تكن مطلوبة، فهل توجد طرائق يمكنك تحقيق الربح من خلالها وجني الأموال منها؟

إقرأ أيضاً: كيف تحقّق النجاح المهني وتصل إلى أهم الإنجازات

4. تطوير مهاراتك:

حان الوقت الآن بعد الاستقرار على مسار مهني واحد لتقييم مهاراتك اللازمة وتطويرها للنجاح فيه، وإذا كنت تعمل في هذا المجال من العمل بالفعل، فيمكنك استخدام منصبك الحالي للاستفادة من فرص التدريب في أثناء العمل لتطوير مهاراتك تطويراً أكبر، ويمكنك أيضاً البحث عن فرص للتدريب الداخلي أو أماكن يمكنك التطوع فيها للحصول على لمحة عن العمل اليومي، وصقل مهاراتك في أثناء وجودك في العمل.




مقالات مرتبطة