4 خطوات لإحراز مكانة هامَّة في الحياة

طريقنا نحو الشغف وبلوغ الأهداف والنجاح طويل، ويمكن وصفه بكلمة واحدة هي "الأهمية"، وسواء كنَّا متحمِّسين جداً أم نشعر بافتقارنا إلى الحافز، فإنَّ السعادة ما هي إلا الأهمية التي نشعر بها، والتي يمكنها أن تنبع من كونك مربِّياً، أو شريكاً محِباً، أو ناشطاً اجتماعياً، أو ربَّ عمل.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "إيفان تارفر" (Evan Tarver)، ويشرح لنا فيه المراحل التي تسبق الوصول إلى حياة هادفة، وطريقة الاستفادة من كلٍّ منها.

المضحك في الأمر، أنَّه على الرغم من كوننا جميعاً نبحث عن الأهمية، فإنَّ كل شخصٍ منَّا سيحققها بطريقته الفريدة؛ ذلك لأنَّها عملية مستمرة تؤتي ثمارها وحسب عندما نقوم عمداً باتباع مسارنا الخاص.

يشير رائد الأعمال "جون لي دوماس" (John Lee Dumas) إلى هذه الرحلة على أنَّها انتقال شخصي من النجاح إلى الأهمية؛ فباتباع هذا المسار، نملك فرصةً لإيجاد الشغف والسعادة في الحياة، أمَّا بالنسبة إليَّ، فعلينا البدء بالعودة أكثر إلى ما وراء النجاح؛ لذا أقول لهؤلاء الذين هم حالياً في رحلتهم الخاصة بحثاً عن الأهمية، إنَّ عليهم اتباع مسار كما يأتي:

تغيير طريقة التفكير -> تطوير الذات -> النجاح -> المكانة الهامة.

إنَّنا لا نستطيع تخطِّي مرحلة تغيير طريقة التفكير وتطوير الذات والانتقال مباشرة إلى النجاح؛ وذلك لأنَّ شيئاً ما لا بُدَّ أن يسبق النجاح دوماً، حتى بالنسبة إلى النجاحات التي نحققها بين عشية وضحاها، وإن ركَّزنا على كل واحدةٍ من هذه الخطوات، وتعمَّدنا تعزيز قيمتها والاستمتاع باللحظة، فستصبح المكانة الهامة نتيجةً حتميةً.

1. تغيير طريقة التفكير:

من هنا يبدأ كلُّ طريق نحو المكانة الهامة؛ ذلك لأنَّ التغيير هو منبع جميع الأهداف الأسمى، وقد تعلَّمنا منذ الصغر اللباس والتصرُّف وصولاً إلى التفكير بطريقة معيَّنة، إلا أنَّ هذا التفكير الجماعي التابع للمجتمع يجعلنا نمضي حياتنا بضبابية، متَّبعين سيناريو مرسوماً لنا مسبقاً.

ثم يحدث شيء مميَّز واستثنائي لكلٍّ منَّا، وسواء أكان ذاك الشيء تجربةً مفاجئةً أم إدراكاً تدريجياً، نصل إلى مرحلة نتساءل فيها عن سبب عيشنا بهذه الطريقة؛ إذ ندرك أنَّنا كنَّا نعيش وفقاً لقواعد الآخرين، محاولين إيجاد السعادة بواسطة مسار لا نرغب فيه، وهذا الإدراك أو التغيير في طريقة التفكير هو الخطوة الأولى لإيجاد المكانة الهامة.

إذاً، عليك أن تعيش حياةً من تصميمك؛ إذ إنَّ بناء حياة مليئة بالنجاح والأهمية يعود لك وحدك، وتغيير طريقة تفكيرك هو قرارك بأن تصبح ناجحاً بناءً على مفهومك الخاص.

شاهد: 8 أشياء يجب أن تقوم بها حتى تعيش شغف الحياة

2. تطوير الذات:

بعد تغيير طريقة تفكيرك، لا يمكنك العودة للوراء؛ إذ يتغيَّر منظورك للعالم تغيراً لم تتوقعه من قبل، وتستعيد السيطرة الكاملة على حياتك وواقعك، وهذا يسمح لك بتأسيسها وفقاً لرغباتك، ثم بسبب هذه السيطرة الجديدة، يصبح تطوير الذات هوساً بالنسبة إليك، وعندها يترتب عليك استثمار وقتك بحكمة وتزويد نفسك بالأدوات اللازمة لبناء حياة ناجحة.

وكما هو حال النجاح والأهمية، فإنَّ تطوير الذات رحلةٌ فريدةٌ وخاصة بكل شخصٍ منَّا، وبالنسبة إليَّ، وجدت الشغف في محاولاتي لتحسين علاقاتي الاجتماعية، فقد علمت أنَّني أحتاج إلى تطوير نفسي في التواصل وتعزيز شبكة علاقاتي، ثم في النهاية، الخروج من منطقة راحتي في سبيل تحقيق الأفضل.

حالما تعثر على شغفك الخاص لتحسينه، ستدرك وجود سُبلٍ عدة مترابطة لتطوير الذات؛ إذ يمكن تحسين الصحة أو اللياقة البدنية أو أيِّ مجال آخر تهتم به، وهذا يمنحك المهارات المطلوبة للنجاح، على سبيل المثال، سيطوِّر تناول الغذاء الصحي من قدراتك العقلية، وهذا سيتيح لك المجال للقراءة أكثر، ومن ثم الحصول على أفكار حقيقية لتنفيذها، وهذا بدوره سيحسِّن قدرتك على التواصل مع الأشخاص.

لا نهاية لتطوير الذات أبداً، لكن حالما تبرع في مجالات تطوير النفس بما يكفي لتجهيزك، ستدرك أنَّك جاهز للنجاح.

3. النجاح:

يُعَدُّ النجاح من الموضوعات العامة، إلا أنَّه مُميَّز وفريد في حياة كل شخص، وبالنسبة إليَّ، فالنجاح هو ريادة الأعمال الهادفة، لكنَّنا لا نستطيع تعريفه بهذه الطريقة وحسب؛ بل يُعرَّف على أنَّه أيُّ مهمة أو مجهود تُستخدَم المهارات فيها بفاعلية للحصول على السعادة.

وبمعنى آخر، فالنجاح هو السعادة العملية؛ أي السعادة التي نكتسبها من تطبيق كل ما تعلَّمناه من خلال تغيير طريقة التفكير، وتطوير الذات في الحياة الواقعية، وهو أيضاً إدراك أنَّك قدمت لنفسك كل محتوى إيجابي لتقرأه، ومنتورز مناسبين، والتعليم التقني اللازم لتحقيق نتائج فعلية.

ويمكن لإحراز جوانب معيَّنة من تطوير الذات وتطبيقها عملياً أن يكون نجاحاً بحدِّ ذاته، ومثلما أنَّ تطوير الذات هو عملية مستمرة، كذلك يبقى النجاح هدفاً متحرِّكاً عليك السعي وراءه باستمرار، وكلما استثمرت تطورك واستخدمتَه لتحقيق النجاح، سيرتفع سقف نجاحك أكثر، وهذا يمنحك مساحة أكبر للتعلُّم والتطور.

إقرأ أيضاً: 8 طرق تمكنك من عيش حياة سعيدة وهانئة

4. الأهمية:

الأهمية هي قمَّة الحياة والمنزلة العليا التي ينبغي للجميع السعي إلى نيلها، لكنَّ الحقيقة المُرَّة، أنَّه من النادر بلوغ المكانة الهامة من قِبل أيِّ شخص؛ إذ غالباً لا نتمكَّن من الوصول إلى هذه المرحلة.

فكما ينبغي لنا التخطيط للطعام والملابس والمأوى قبل التفكير في أيِّ شيءٍ آخر، كذلك علينا التوصُّل إلى تغيير طريقة التفكير، وتطوير الذات باستمرار، والنجاح المُطلَق قبل أن نتمكَّن من إحراز مكانة هامة على نحو دائم، لكن حالما نجد السعادة من خلال النجاح، ستُلبَّى حاجاتنا كلها لتحقيق مكانة هامة.

في هذه المرحلة، أجريتُ تغييراً في طريقة تفكيرك بأنَّ بلوغ المكانة الهامة ممكن؛ إذ إنَّك تمتلك مجموعة الأدوات الشخصية الملائمة، فضلاً عن تحقيقك مستوىً من النجاح يبرهن لك بصورة ملموسة إمكانية تحقيق مكانة هامة، والآن لا طريق أمامك إلا الصعود نحو القمَّة.

إن أحرزت النجاح من خلال السعادة، فمن الطبيعي جداً أن ترغب في نشر هذه السعادة حولك، كذلك يمنحك استخدام طريقة تفكيرك الجديدة، وتطوير ذاتك، ونجاحك، الرغبةَ في دفع الناس من حولك للانطلاق نحو نجاحهم الخاص؛ إذ تتجلَّى الأهمية في استثمار وتوجيه معارفك وخبراتك لمساعدة أيِّ شخص على تحقيق هدفه المُميَّز.

وبالنسبة إليَّ، فإنَّني أحرز مكانتي الهامة حين أستطيع التأثير في شخص آخر وتشجيعه على تغيير طريقة تفكيره، ومع أنَّني ما زلت أعمل على ذلك، لكنَّني أؤمن بتحقيقه يوماً ما.

وبذلك نجد الآن أنَّه من المستحيل بلوغ المكانة الهامة من دون تحقيق الخطوات الثلاث التي تسبقها، لكنَّه من المستحيل أيضاً عدم بلوغها عند اتباع هذا الطريق، وأفضل ما في ذلك هو أنَّه عند المرور بكل مرحلة ممَّا سبق، نكتسب مزيداً من الخبرة والمعارف، وفهماً أكبر لأنفسنا ومَن حولنا.

إقرأ أيضاً: كيف تتعامل مع تغيّرات الحياة المفاجئة؟

في الختام:

لبناء حياة هامة، علينا اتِّباع عملية مكوَّنة من أربع خطوات؛ تغيير طريقة التفكير، وتطوير الذات، والنجاح، ثم الأهمية، ومن خلال إتمام كل خطوة، ستكون لدينا المهارات والمعرفة للتقدُّم نحو الخطوة الأخرى، وبنهاية المطاف، هذه العملية المُكوَّنة من أربع خطوات هي التي تنشِئ المكانة الهامة.

المصدر




مقالات مرتبطة