4 خطوات لإتقان فن النجاح

تحمل كلمة "النجاح" عديداً من المعاني، فبالنسبة إلى بعض الأشخاص، قد تعني أن تكون في القمة بكلِّ ما للكلمة من معنى، متقدِّماً على الجميع؛ وبالنسبة إلى بعضهم الآخر، قد تعني السعي وراء الكمال، لكن ماذا يحدث عندما تصل إلى "ذروة" النجاح؟ وكيف يمكنك البقاء ناجحاً وأنت بالفعل في القمة، ولم يعد لديك مكان آخر تذهب إليه؟

أو كيف تحافظ على سلسلة النجاح خلال الحياة؟ والأهم من ذلك كيف يمكنك جني الفوائد التي حققتها نتيجة النجاح؟

"أنت ومؤسستك أكثر عرضةً للخطر عندما تكون أكثر نجاحاً". الكاتب "روبن شارما" (Robin Sharma)، في كتابه "دليل العظمة" (The Greatness Guide).

النجاح الحقيقي هو عندما تشعر بالسعادة من الداخل، وليس بالضعف، وهذا يمكن أن يحدث فقط عندما تتوقف عن القلق وتبدأ بعيش حياتك.

يكمن فن النجاح في معرفة كيفية الارتقاء بنفسك إلى مستوى تكون فيه قادراً على إعطاء ما اكتسبته للآخرين من خلال استخدام المعرفة أو الخبرة أو المهارات أو الثروة التي اكتسبتها لتقديم فرص أفضل للآخرين، وقد تشكِّك في الحاجة إلى تقديم فرص أفضل للآخرين، فعندما يكون النجاح حليفك، يجب أن تكون الفرص لك فقط.

إذاً، لماذا تعطي مكاسبك للآخرين؟

في إحدى القصص عن صديقين يلعبان في الحديقة، أخبر أحدهما الآخر عن مجموعته من الكرات الزجاجية الصغيرة، فردَّ الآخر بإخبار الأول عن بعض الحلويات التي بحوزته.

اقترح صاحب الكرات على الفور على صاحب الحلوى أن يقوما بعملية تبادل، فوافق الآخر مباشرةً، ذهب صاحب الحلوى وحزم كلَّ الحلوى التي كانت معه في صندوق وعاد، وفي هذه الأثناء، احتفظ صاحب الكرات ببعض الكرات الأجمل والأكبر في المنزل وأحضر الكرات المتبقية لصديقه، ثم تبادل الصديقان ممتلكاتهما وعادا إلى المنزل.

مع ذلك، في تلك الليلة، نام صاحب الحلوى الذي أعطى كلَّ حلوياته ليأخذ الكرات، بسلام؛ لكنَّ صاحب الكرات الزجاجية الذي كانت في حوزته الحلوى والكرات الأكبر والأجمل التي ما زال يحتفظ بها ظلَّ يفكر في هذا التبادل، فقد كان يتساءل ما إذا كان صديقه قد أخفى بعض الحلوى مثله، وطوال الليل ظل يفكر في الأمر، ولم يستطع النوم.

الناجح بالنسبة إلي في هذا الموقف، هو الذي نام ليلة هانئة بضمير مرتاح، وإضافة إلى ذلك، فإنَّ النوم هو ما يمنحنا مزيداً من الطاقة ويساعدنا على تجاوز مزيد من العقبات في الحياة.

شاهد بالفديو: 18 نصيحة سريعة تساعدك على تحقيق النجاح

4 خطوات لإتقان فن النجاح:

1. قوة الأفكار:

أنت تتقن فن النجاح عندما تدرك قوة أفكارك، ومع ذلك من الصعب للغاية إدارة الأفكار؛ لأنَّها تحدث على مستوى أكثر دقة؛ ومن ثَمَّ تصبح إدارة العقل أكثر أهمية؛ فالعقل آلة مذهلة تتحول إلى أيِّ شكل حسب عملية التفكير.

خذ على سبيل المثال كيف تشرع في البحث عن وظيفة جديدة؛ إذ تدرك أولاً أنَّك لا تحب عملك حالياً، ويتبع ذلك على الفور التفكير في أنَّك قد تعمل في مجال تحبه بشكل أفضل بدلاً من ذلك، وبالاستمرار على هذا المنوال، تصبح مقتنعاً أنَّك بحاجة إلى العثور على وظيفة جديدة، ثم تبدأ بالبحث بطريقة أكثر نشاطاً.

الأفكار قوية، فمن خلال التأمل المستمر، تتعلم تدريجياً تحديد العلاقة بين الأفكار والسلوك؛ إذ يساعد ذلك على تسخير قوة أفكارك، ويسمح لك بتطوير مهاراتك وتحسينها.

2. العيش في تناغم:

ثمة إثارة وحماسة يمنحهما النجاح لا يمكن تفسيرهما؛ لكنَّه أيضاً يجلب معه الخوف من الخسارة، والنتيجة هي أنَّ عقلك يفقد السلام؛ فإذا كنت تفكر في النجاح بوصفه طريقة لهزيمة الآخرين، فقد لا تتمكن أبداً من إنشاء بيئة من الانسجام والتناغم حولك، لكن عندما تنظر إلى النجاح بوصفه وسيلة لمشاركة ما لديك، يمكنك ببساطة بناء هذا التناغم.

فكِّر بصفتك ملكاً عندما تُعرِّف "النجاح"، ففي الكتب الهندية القديمة، كان الملوك يُعرَّفون على أنَّهم رحماء ومرموقون، ويرتقون فوق المنافسة، فعندما تكون خارج المنافسة، لن يكون لديك صراع؛ بل انسجام وتناغم؛ لذا فإنَّ التعاطف والعيش في وئام هو الخطوة الثانية نحو تعلُّم فن النجاح.

3. إيجاد إيقاعك:

بصرف النظر عن كونك متعاطفاً ورحيماً، فإنَّ أهم قاعدة أخرى للتناغم هي إيجاد إيقاعك، والذي يعني الثقة بنفسك، فعندما تحب استقاء الحكمة، فإنَّك تولِّد تلقائياً شعوراً بالثقة والقوة والوعي.

إنَّ تعلم فن النجاح يشبه ما يقوله زعيم الفكر الأمريكي الجديد والمعلم كريستيان د. لارسون (Christian D. Larson): "إعطاء كثير من الوقت لتحسين نفسك بحيث لا يكون لديك الوقت لانتقاد الآخرين".

4. أن تكون في حالة من التركيز:

لا يمكن الاستمتاع بالنصر الحقيقي، إلا إذا كنت قد تذوقت طعم الهزيمة المر، وهذا يمكن أن يحدث فقط عندما تكون في حالة من التركيز.

قد تشعر بسعادة غامرة بعد الفوز في بطولة أو النجاح في مشروع كبير، لكن هذا النوع من الفرح قد يكون قصير الأمد إذا فقدت التركيز، ويوجد نوع فريد من الفرح يكمن في المشاركة في الأحداث والأنشطة، ونوع آخر يكمن في الراحة الانفرادية.

إذا استطعت فهم مساحة الوجود يمكن أن تكون كلٌّ من "نعم" و"لا" صحيحة في الوقت نفسه، فأنت ترى بذلك بُعداً جديداً كلياً من الاحتمالات اللانهائية؛ فالفن الحقيقي للنجاح هو عندما تكون متيقظاً ومدركاً لهذه الحقيقة.

في الختام:

فن النجاح هو أمر شخصي للغاية؛ إذ يتعلق الأمر بالنسبة إلى بعض الناس بالسعي وراء السعادة وإيجاد الفرح في كلِّ لحظة، وبالنسبة إلى الآخرين، يعني النجاح اتباع شغفهم لإنشاء شيء لم يتم القيام به من قبل؛ وتوجد طرائق عديدة للنجاح في الحياة، طالما أنَّ الناس يعيشون على هذا الكوكب، لكن ما يمكننا الاتفاق عليه جميعاً هو أنَّه عندما تجد إيقاعك وتتعلم كيف تعيش في انسجام مع نفسك، ستنجح على الرَّغم من كلِّ الصعوبات.