4 استراتيجيات للحفاظ على الإيجابية في الأوقات العصيبة

لقد كان عام 2020 عاماً مليئاً بالأحداث والاضطرابات التي قلبت حياتنا اليومية رأساً على عقب، وقبل أن نعتاد على الوضع الطبيعي الجديد كانت تظهر العقبة التالية؛ باختصار: لقد كان عاماً مليئاً بالتحديات. ومع وجود الكثير من الغموض والاضطراب، من السهل والطبيعي الشعور بالعجز والارتباك، ومع ذلك هذا لا يجعل تحمل كل هذه الفوضى والاضطراب أسهل؛ بل على العكس تماماً؛ إنَّه يزيد من الفوضى.



لكن كيف نمنع تلك الاضطرابات من أن تُحدث اختلالاً في توازننا؟ وكيف نحقق أقصى استفادة من هذه الاضطرابات ونحولها إلى فرص؟

فيما يأتي بعض الاستراتيجيات التي تساعدك على ذلك:

1. ممارسة الامتنان:

تتمثل إحدى الاستراتيجيات لنشر الإيجابية في حياتك في ممارسة الامتنان بانتظام، وعلى الرغم من أنَّ كل يوم مليء بالأحداث الإيجابية واللحظات السعيدة، فإنَّنا غالباً ما نميل إلى التركيز في تلك التفاصيل السلبية الصغيرة، وللتخلي عن هذه العادة السيئة نحتاج إلى إعادة توجيه أدمغتنا نحو الإيجابية، وأفضل طريقة للقيام بذلك هي من خلال ممارسة الامتنان.

يساعد التفكير يومياً في 3 إلى 5 أشياء تشعر بالامتنان من أجلها على ملاحظة كل تلك الأشياء الجميلة واللحظات السعيدة التي تملأ أيامك؛ مثل محادثة ملهمة مع صديق، أو فرصة مميزة لم تقدِّرها، أو تصرُّف لطيف غير متوقَّع؛ إذ إنَّ إدراك تلك اللحظات والاحتفاء بها يحدث فارقاً هائلاً في كيفية تجربتنا للعالم.

الاحتفاظ بدفتر يوميات تكتب فيه الأمور التي تشعر بالامتنان لوجودها هو أداة قوية للغاية، ويمكن أن يساعدك الاحتفاظ بهذا الدفتر على:

  1. تقليل مستوى التوتر لديك: كنتيجة لتقليل الطاقة السلبية؛ ستقل الأمور التي تشعر بالقلق أو بالتوتر بشأنها.
  2. زيادة الحالة المزاجية الإيجابية الإجمالية: بصرف النظر عما إذا كنت تواجه أوقاتاً عصيبة أم لا، فمن المرجح أن تشعر بأنَّك بخير في هذه الحالة.
  3. تحسين رعايتك الذاتية: بينما ينصب تركيزك فيما هو إيجابي في حياتك، سوف تنمِّي ميلاً طبيعياً لإدخال المزيد من الإيجابية إلى حياتك.
إقرأ أيضاً: كيف تزيد قدرتك على مواجهة الضغوطات؟

2. التركيز في التعلُّم:

توجد استراتيجية أخرى لتحويل تركيزك نحو الإيجابية، وهي أن تسأل نفسك عمَّا يمكنك تعلُّمه من موقف أو تجربة تمر بها؛ على سبيل المثال ماذا ستفعل إذا خانك شخص ما؟ أو إذا تسبب وباء ما في تعطيل حياتك العملية تماماً؟ أو إذا فقدت شخصاً قريباً منك؟

فأنت تتعلم كيف تحكم على الأشخاص بشكل أكثر دقة، وتستفيد من العروض عبر الإنترنت بطرائق جديدة تماماً، وتصبح أقوى وأكثر استقلالية.

توجد فرصة للتعلُّم في كل موقف تمر به، ولكنَّ الأمر يتطلب الاستعداد لرؤيتها؛ إذ إنَّ الحفاظ على التركيز في استخلاص الدروس من كل شيء تمر به من شأنه أن يساعدك على البقاء إيجابياً.

3. ممارسة الغفران:

الغفران طريقة أخرى للتعامل مع المواقف السلبية؛ لا بد من ذكرها؛ إذ إنَّ الغفران لشخص واحد في اليوم له فوائد مدهشة، وقد يستغرق وصولك إلى مرحلة الغفران بعضاً من الوقت، وهذا أمر لا بأس به؛ إذ يرى الكثير من الناس أنَّ الغفران عبارة عن أمر يساعد الشخص الذي يُغفر له، وبالتأكيد يمكن أن يجعله يشعر بتحسن كبير، ولكنَّ الغفران يفيدك أنت شخصياً أكثر من أي شيء آخر، فهو يمنحك:

  1. راحة البال: عندما تتوقف عن الشعور بالضغينة، فمن المرجح أن تشعر بالسلام والأمل بشأن المستقبل.
  2. مهارة في إدارة الخلافات: غالباً ما يكون السبب في ذلك هو أنَّنا نأخذ الأمور على محمل شخصي ونرفض التعامل بتفهُّم أو تعاطف مع الآخرين، فتنشأ الخلافات وتخرج عن نطاق السيطرة.
  3. الذكاء العاطفي: يتطلب الأمر الكثير من التعاطف والتفهُّم لكي تغفر لشخص قد آذاك؛ فكلَّما مارست الغفران، زاد مستوى التعاطف لديك.

الغفران لا يعني ألَّا تمانع المعاملة السيئة؛ بل إنَّه يعني فقط تجاوز السلوك السيِّئ لشخص ما والمضي قدماً؛ فإذا تمسكنا بمشاعرنا المريرة، لن نستطيع المضي قدماً في أي شيء، وعلى العكس من ذلك نحن نلزم أنفسنا بمعاناة لا داعي لها.

شاهد بالفيديو: 8 طرق لتدريب العقل على التحلي بمزيدٍ من الإيجابية

4. الانتباه إلى استهلاك الأخبار:

لا بدَّ من أنَّ وسائط التواصل الاجتماعي الخاصة بك مليئة بآخر الأخبار، وفي كل دقيقة توجد أخبار جديدة سواء عن حالات "كوفيد-19" (Covid-19) الجديدة أم أخبار اقتصادية أم كونية أم سياسية، وغيرها.

بالطبع أنت تريد أن تبقى على اطِّلاع بآخر الأخبار، ومن الضروري أن تكون على علم بما يمكنك تقديم المساعدة فيه، ولكن اتَّضح أنَّ تلقِّي أخبار مقلقة بشكل مستمر يزيد من توترك وقلقك، وهذا بالتأكيد يمكن أن تكون له عواقب على صحتك الجسدية أيضاً؛ لذلك من الضروري أن تكون أكثر انتقائية في استهلاك الأخبار وأن تستخدمها للترويج إلى مزيد من اللطف والتواصل والإلهام.

إقرأ أيضاً: نصائح لتعيش بإيجابية في جميع الأوقات والظروف

حان الوقت للبقاء إيجابياً:

نقترح عليك أن تبدأ بالتدريب الآن، فلا أحد يعرف ما الذي ينتظرنا.

إليك بعض التمرينات المفيدة التي يمكنك التفكير فيها عندما تذهب إلى الفراش الليلة:

  1. 3 أشياء تشعر بالامتنان لها اليوم.
  2. شخص ما يجب أن تغفر له.
  3. وإذا واجهت شيئاً غير سار، فحاول استخلاص درسٍ معيَّن منه.

من المؤكد أن يكون لديك شيء ما مهما كان صغيراً.

المصدر




مقالات مرتبطة