4 استثمارات أساسية لأرباب العمل الجدد جميعهم

يعلم أيُّ شخص منخرط الآن في عالم الشركات أنَّه غير مناسب لضعفاء القلوب؛ إذ تعيق سياسات المكتب وثقافة شبكات المعارف وعقلية العائدات الربع سنوية الاندفاع وتعرقل القدرة على النجاح؛ فأنا أيضاً آمنتُ بهذه الأفكار قبل أن أدرك أنَّني لن أُحقِّق الأمان الاقتصادي عبر اتباع خطة شخص آخر، وكنتُ أقيس نجاحي تبعاً لنظرة القادة المخضرمين إليَّ وليس بناءً على أدائي فقط، لكنَّ أيام تجاوز الحصص والحصول على المكافآت قد ولَّت.



ملاحظة: هذا‌ ‌المقال‌ ‌مأخوذ‌ ‌عن‌ المدوِّن "مارك ثاكر" ‌(‌Mark Thacker‌)‌ ‌والذي‌ ‌يُحدِّثنا‌ ‌فيه‌ ‌عن‌ ‌أهم الاستثمارات لأرباب الأعمال الجدد.

لكنَّني تعبتُ من الانصياع لهذا العالم، وأدركتُ أنَّه يجب عليَّ البحث عن آخر أقل تنافسية وأقل بيروقراطية وأقل قواعد، وعرفتُ أنَّه يجب عليَّ الاتجاه إلى مكان جديد حيث تتم مكافأتي على النتائج التي أُقدِّمها ويتم تقدير قيمتي، وهذا ما فعلتُه.

وجهة جديدة "قيادة المبيعات":

في البداية كانت فكرتي تقديم تدريب وكوتشينغ في المبيعات، لكنَّني سرعان ما أدركتُ أنَّ العديد من الناس ينظرون إلى هذا الأمر على أنَّه إضافة مُحبَّبة لكن غير ضرورية، وهو في العادة أول الأمور التي يتم إزالتها من الميزانية بسبب الافتراض أنَّ رب العمل يستطيع تطبيق الاستراتيجيات التي تقترحها، وفي تلك اللحظة أدركتُ المشكلة، فأرباب العمل ليسوا في حاجة إلى كوتش؛ بل هم في حاجة إلى قيادة مبيعات فعَّالة تؤسس البنية التحتية للمبيعات بشكل صحيح وتقود فريقهم، كما يحتاجون إلى إنجاز كلِّ ذلك خلال جزء من الوقت المقدر وضمن حدود ميزانياتهم.

بعد بحث سريع باستخدام مُحرِّك البحث "غوغل" (Google) وعلى منصة "لينكد إن" (LinkedIn)، أدركتُ أنا والمؤسِّس المشارِك في عملي الحالي "تشاد ماير" (Chad Meyer) أنَّه لا يوجد أيَّة شركة في السوق تُلبِّي هذه الحاجة، فالعديد منها أسس نظاماً مؤقتاً في التسويق والتمويل وغيرها من المجالات الإدارية، لكنَّ أيَّاً منها لم يصل إلى إدارة المبيعات؛ لذا قررنا أن ننتهز الفرصة.

حينها كنتُ أشعر بالحماس بشأن إنشاء شيء جديد وبالقلق ما إذا جرَّب أحد ذلك سابقاً ولم ينجح لأنَّ ما من سوق لهذا النوع من الخدمات، وكنا نعرف أنَّنا المسؤولون الوحيدون عن إخبار أرباب الأعمال الصغيرة والمتوسطة أنَّهم يملكون خياراً بشأن قيادة المبيعات، لكنَّ إخبار الشركات أنَّهم أمام فرصة فريدة لم يدركوا حتى أنَّها موجودة من قبل، كان مهمةً مخيفةً، لكنَّها مهمة شعرتُ أنا و"تشاد" أنَّنا مؤهلان لإنجازها.

4 استثمارات ضرورية لأرباب العمل الجدد:

شركتنا اليوم في ازدهار، وتنمو بنسبة 50% سنوياً، وما زلتُ أشعر بسعادة غامرة لأنَّني قررتُ مغادرة عالم الشركات في أمريكا، خلال هذه التجربة، وتعلَّمتُ أنَّه يجب عليَّ أن أنفق المال كي أكسب المال، وذلك ينطبق عليك أنت أيضاً؛ فإذا أردتَ أن تدعم أفكاراً قد تجني لك الملايين، فيجب أن تكون مستعداً لتستثمر في المجالات التالية:

إقرأ أيضاً: 12 من أفضل المهارات الناعمة التي يطلبها أرباب العمل

1. الأساسيات:

حتى الأساسيات تحتاج إلى أن تستثمر فيها، ونحن قضينا وقتاً قصيراً وأنفقنا القليل من المال على موقعنا الإلكتروني الأول، فبينما كان يجب أن ننفق 50,000 دولار أمريكي، لم ننفق سوى 5,000 دولار، وتلك "المدخرات" التي اقتطعناها من ميزانية الموقع أدت إلى إنتاج عنصر تأسيس منخفض الجودة اضطررنا إلى إعادة بنائه مجدداً، وهكذا خسرنا وقتاً وجهداً لأنَّنا لم نتقنه من المرة الأولى، ولكن يجب أن تنفق بحكمة حين تبدأ بإنشاء العمل عبر التركيز على الأولويات لتحقيق النجاح المبدئي، فالاستثمار في أنظمة البرامج والمنشآت والموظفين في المناصب الأساسية يساعدك على إنشاء أساسات قوية من البداية.

2. أوَّل موظَّف:

حين تُقيِّم مصاريفك، تأكَّد من الأخذ في الحسبان العائدات التي ستجنيها من هذه الاستثمارات، أو "عائد الاستثمار" (ROI)؛ فلقد أخطأنا نحن حينما انتظرنا طويلاً قبل العثور على مدير عمليات، وبعد تعيينها أدركنا خلال بضعة أسابيع أنَّ وجودها ضروري لنتمكن من التركيز على قيادة المبيعات بينما عملَت هي على مجال خبرتها؛ لذا احرص على الاستثمار في الموظفين الصحيحين أيضاً، ووفقاً لـ "وزارة العمل الأمريكية" (U.S. Department of Labor)، قد يكلف تعيين الشخص غير المناسب شركتك نسبة 30% من دخل السنة الأولى لذلك الموظف.

3. الفشل مُبكِّراً:

هذه النصيحة تتعلق بطريقة التفكير؛ فتقبَّل احتمال الفشل، واعلم أنَّه كلما فشلتَ أبكر كان بإمكانك البدء مجدداً وإعادة البناء أبكر، وكلما تمسَّكتَ بفكرتك وبأنَّك على حق، ستمنع نفسك من التقدم، وحين أدركتُ أنَّني ضللتُ طريقي في مهنة المبيعات قبل أن أختار العمل لوحدي، عرفتُ أنَّه سيتوجب عليَّ العثور على شيء هامٍّ بالنسبة إليَّ؛ لذا، إذا شعرتَ أنَّك تريد المزيد من الحياة، فثِق بحدسك وانطلِق بحثاً عن تجربة جديدة.

شاهد بالفديو: 7 خطوات لتقبّل الفشل والنهوض لتحقيق النجاح

4. المنتور أو المجلس الاستشاري:

في السنوات الأولى، كان لدينا الكثير من الأفكار عمَّا يمكِننا أن نفعله؛ فقيَّدنا إمكانيات عملنا دون أن نقصد، لكن بعد تعيين مجلس استشاري من الخبراء في اختصاصات متنوعة فُتِحَ أمامنا أفق جديد، فقد دفعونا إلى أن نفكر بطريقة مختلفة ونحلم أبعد وإلى السير في طرق لم يخطر في بالنا السير فيها من قبل؛ فكي تشكل مجلساً استشارياً جيداً اكتب قائمةً تتضمن أسماء أشخاص زكاهم لك الأشخاص الذين تعرفهم، وابحث عن أشخاص عاشوا تجارب فشل وتعافوا منها، وحاوِل قدر الإمكان أن تضمَّ أشخاصاً من خلفيات متنوعة.

النجاح رائعٌ، لكنَّه أروع حين يكون نتيجةً لتخطيك الصعوبات؛ فإذا كنتَ مستعداً لخوض أكبر تحدٍّ في حياتك، تحدٍّ قد يفتح أمامك إمكانيات لا نهائية من حيث الدخل والنجاح، فقد حان الوقت لتُطلق عملك الخاص، لكن كن مستعداً للاستثمار في نفسك وقرارك.

 

المصدر




مقالات مرتبطة