4 أمور أساسية لدعم مشاركة الموظفين في العمل عن بعد

أصبحَت مشاركة الموظفين أولويةً وفوائدها واضحة للعيان، لكنَّ مؤشرات قلة المشاركة ظهرت منذ سنوات، حيث أظهر استطلاع رأي أجرته شركة "غالوب" (Gallup) عام 2017 أنَّ 15% فقط من الموظفين في جميع أنحاء العالم يشعرون بالمشاركة في العمل، وكان أرباب العمل، في كثير من الأوقات، يفشلون في تقديم ما يريده جيل الألفية والجيل زد من بيئة العمل.



سارعَت الكثير من الشركات إلى تبرير انخفاض مشاركة الموظفين بأنَّها نتيجة تفشِّي فيروس كورونا، ولكن هذا سبب مبالغ به، لأنَّ الشركات التي تتبنَّى ثقافات قوية وإيجابية قد تكيَّفَت ببساطة مع العمل عن بعد، واستمرَّت في تعزيز مشاركة الموظفين بنجاح، أمَّا بالنسبة إلى الشركات التي واجهَت صعوبةً في إشراك موظفيها في العمل، أصبحَت مشكلاتها الآن أكثر وضوحاً.

توصَّلَت تحليلات شركة "غالوب" (Gallup Analytics) في الاستطلاع الذي أجرته لعام 2020 إلى أنَّ 75% من جيل الألفية يشاركون في العمل، وهي نسبة واعدة للغاية، لا سيَّما أنَّ جيل الألفية والجيل زد هما مستقبل القوى العاملة في الشركات، ولكن هذه ليست نتائج عامة؛ فهي تنطبق على جيل الألفية في الولايات المتحدة (U.S) الذين يعملون عن بعد، ولديهم مديرون يبقونهم على اطِّلاع، ويهتمون بسلامتهم، ويدعمونهم ليشعروا بالاستعداد للعمل.

إذا تمكَّنتَ من القيام بذلك بصورة صحيحة، فستعود عليك المشاركة بفوائد كبيرة، حيث حلَّلَت الدراسة المتعمقة: "رضا الموظفين وأداء الشركات في المملكة المتحدة" (Employee Satisfaction and Corporate Performance in the UK)  تقييم 35231 موظفاً من موقع "جلاس دور" (Glassdoor) - وهو أحد أكبر مواقع العمل والتوظيف في العالم - لـ 164 شركة كبيرة في المملكة المتحدة بين عامي 2014 و2017، وكشفَت النتائج أنَّ الشركات التي حَظِيَت بتقييم عالٍ من موظفيها الحاليين من حيث الرضا تُحقِّق أرباحاً أعلى مقارنةً بتلك التي تلقَّت تقييماً أقل، كما أنَّه يعزز الرابط بين رضا الموظفين وأداء الشركة، وينوِّه المستثمرين في الأسهم بأنَّه من مصلحتهم الاستفادة من معنويات الموظفين وتقييم الشركة عند اختيار الشركات لفرص الاستثمار.

إذاً كيف يمكِننا تعزيز مشاركة الموظفين؟ سنتعرف فيما يلي إلى 4 أمور أساسية لتعزيز مشاركة الموظفين الذين يعملون عن بعد:

1. التواصل مع الموظفين والتزام المديرين بوعودهم:

افهم مهمة شركتك جيداً، وقيِّمها، وتأكَّد من شرح هذه القيم بشكل مناسب؛ حيث يحتاج الموظفون إلى أن يكونوا جزءاً من الصورة الأكبر للأمور، وأن يُحدِّدوا دورهم في تحقيق أهداف الشركة، ومن الصعب جداً أن تشعر بالحافز إذا واصلتَ مهامك كل يوم دون أي إحساس حقيقي بكيفية تأثيرها في الكل.

أجرَت شركة "إمبيريتيف" (Imperative) الاستشارية الأمريكية استطلاع رأي مع 2000 موظف في منصة "لينكد إن" (LinkedIn)، ووجدَت أنَّ 41% يمكِن تصنيفهم على أنَّهم "موجهون لتحقيق الهدف"، ووفقاً للاستطلاع، من المرجح أن يعمل الموظفون الموجهون لتحقيق أهداف في الشركة لمدة تزيد عن خمسة أعوام بنسبة 54%، ومن المرجح أن يكونوا من أصحاب الأداء العالي بنسبة 30%.

لا تقع مسؤولية مشاركة الموظفين على عاتق إدارة الموارد البشرية فقط، حيث لا فائدة من تبنِّي قِيَم فعَّالة إذا لم تتصرف وفقاً لها أو لم تكافئ الموظفين على تطبيقها، ويحتاج القادة والمديرون داخل الشركة إلى تطبيق القِيَم والتواصل بوضوح؛ لذلك اجعل الأمر سهلاً على الموظفين من خلال تجسيد السلوكات، التي ترغب في رؤيتها تتخلل في جميع أرجاء الشركة.

إقرأ أيضاً: التقنيات السبع الأهم لإتقان التواصل في مكان العمل

2. تُمكِّن الثقافة المتنوعة الموظفين:

جيل الألفية والجيل زد أكثر اهتماماً بمجال ريادة الأعمال من أي وقت مضى؛ حيث يبين تقرير صادر عن مركز "بيو" (Pew) للأبحاث أنَّ الجيل زد هو من أكثر الأجيال تنوعاً من الناحية العرقية حتى الآن؛ بمعنى أنَّ موضوع التنوع والشمول سيكون جزءاً من بناء ثقافة تُمكِّن الموظفين، ويعتقد حوالي 62% أنَّ زيادة التنوع سيكون مفيداً للمجتمع.

يعتقد "كيس إيروتيا" (Kess Eruteya)، مؤسس منصة "إنكلوجن زد" (Inclusion Z)، التي تعمل على سد الفجوة بين الشركات والجيل زد، أنَّه كي تحتفظ الشركات بموظفيها، يجب عليها منحهم شيئاً يطمحون إليه؛ فمن الصعب أن تتقدم في شركة لا يُمثِّل أي من قادتها قدوة بالنسبة إليك.

3. الاهتمام بسلامة الموظفين:

عندما يشعر الموظفون بأنَّ الشركة تعتني بهم، فهذا يدفعهم عادةً إلى العمل أكثر، حيث لا تقتصر السلامة على السلامة الجسدية فحسب؛ بل العاطفية والنفسية أيضاً؛ لذلك تأكَّد من أنَّ موظفيك يأخذون فترات راحة ويُحققون التوازن بين حياتهم المهنية والشخصية (والذي قد يكون صعباً إذا كانوا يعملون عن بعد)، وابقَ على تواصل معهم بانتظام، وتحدَّث معهم فرداً فرداً، حتى يكون لديهم مجالٌ لمناقشة مخاوفهم.

يحاول "جاي بريغمان" (Jay Bregman)، رائد الأعمال وأحد مؤسسي التطبيق الناجح "هيلو" (Hailo)، أن يضع سلامة الموظف في مقدمة جدول أعماله في شركته الناشئة "ثيمبل" (Thimble)؛ حيث يأخذون إجازة بعد ظهر يوم الجمعة من كل أسبوع، وراتب لإنفاقه على صحتهم وسلامتهم؛ إذ عزَّز ذلك إنتاجية الموظفين وتقدُّمهم بنسبة 20% عام 2020.

إقرأ أيضاً: 4 طرق لخلق معايير فعَّالة للعاملين عن بعد

4. معالجة الفجوة في الإدراك:

تتفهم أفضل الشركات هذه "الفجوة"، حيث يعرفون في الواقع ما يفكر به موظفوهم (سواء الأفكار الجيدة أم السيئة)، بدلاً من محاولة تخمين ما قد ينجح معهم، ونحتاج جميعنا إلى تلقِّي التغذية الراجعة لتحقيق التقدم والنمو والتطور؛ حيث لا يختلف الأمر بالنسبة إلى الشركات، فعندما تفهم ما يريده موظفوك، ستتمكَّن من منحهم ما يعزز مشاركتهم أكثر.

وكي ينجح ذلك، تحتاج الشركات إلى الاهتمام بـ "الأمان النفسي" للموظفين، وهو مصطلح صاغته "إيمي إدموندسون" (Amy Edmondson)، أستاذة في كلية "هارفارد" للأعمال (Harvard Business School)، حيث يجب أن يثق موظفوك بأنَّهم آمنون لتقديم تغذية راجعة صادقة؛ فالتواصل والشفافية سر تعزيز هذه الثقة.

المصدر




مقالات مرتبطة